لجريدة عمان:
2025-01-31@15:02:39 GMT

تدشين «سأكتب للجميع وأعيش» لسليمان المعمري

تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT

أقيم مساء أمس في مقهى هوملاند بالمعبيلة الجنوبية حفل تدشين وتوقيع كتاب «سأكتب للجميع وأعيش» من إعداد وتحرير سليمان المعمري، والصادر عن دار نثر، ويضمُّ شهادات وحوارات ودراسات عن الراحل الدكتور الأديب عبدالعزيز الفارسي. قدَّمَ الجلسة الإعلامي سليمان المعمري، وعرض مقتطفات من الكتاب، وقرأ نصوصا منه، كما ذكر مواقف جمعته بالراحل، كما وضح مسيرة الفارسي الأدبية، وأسلوبه في الكتابة، وتفضيلاته في القراءة، والجوائز التي حصل عليها.

وبجانب المسيرة الأدبية عرض المعمري مسيرة الفارسي الإنسانية أثناء عمله كطبيب، وبيّن حرص الراحل على نشر كتاباته بين مرضاه، وتحبيب القراءة لهم، وقد أتيح الوقت لمداخلات الجمهور في نهاية الجلسة، أثراها الجمهور بسرد ذكريات جمعتهم بالراحل. تبع الجلسة توقيع للكتاب ومعرض لكتب الفارسي. يقع الكتاب في 462 صفحة، ويضم حوارات أُجريت مع الفارسي قبل رحيله، والشهادات الواردة في الكتاب هي شهادات لكتاب وأدباء وأصدقاء للفارسي سُطر أغلبها بعد رحيله، كتبها كل من: عبدالله حبيب، وسماء عيسى، وسعيد بن سلطان الهاشمي، وسعيد الحاتمي، وماجد الفارسي، وحمود الشكيلي، ومحمد الحارثي، وهلال البادي، ويحيى بن سلام المنذري، وعلي الرواحي، وإبراهيم سعيد، ومازن حبيب، وإسحاق الخنجري، وأحمد مسلط، وهدى حمد، وخميس قلم، ومحمد زروق، ومنير لطفي، ومحمد الشحري، وأحمد ناصر.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

القراءة بين الإبداع والاستهلاك

آخر تحديث: 30 يناير 2025 - 10:45 صأ. د. طلال ناظم الزهيري كثيرًا ما يتم تداول المقولة الشهيرة: “القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ”، المنسوبة غالبًا إلى الشاعر الفلسطيني معين بسيسو، كإشارة منه إلى المشهد الثقافي العربي في منتصف القرن العشرين. حيث تُستخدم هذه العبارة بشكل عام من باب الفخر والتباهي للتعبير عن الدور الريادي للعراق في حب القراءة والإطلاع. غير أن هذا التصور السائد قد يحمل في طياته إشكالية أعمق، إذ يمكن أن يُنظر له باعتباره إشارة ضمنية إلى محدودية الدور الذي يضطلع به المثقف العراقي في سلسلة الإنتاج الثقافي. القراءة وحدها، مهما كانت كثافتها، إذا لم تتحول إلى إبداع فكري أو إنتاج معرفي، تصبح مجرد استهلاك سلبي للمعرفة. إن اختزال المشهد الثقافي العربي بهذه العبارة يمنح العراق دور المستهلك، مقارنة بدوري الإبداع والصناعة اللذين تمثلهما القاهرة وبيروت. القراءة، بوصفها شرطًا أساسيًا للمعرفة، لا تكتسب قيمتها إلا عندما تتحول إلى كتابة أو إنتاج فكري يُضاف إلى الإرث الثقافي. فالتاريخ لا يخلّد القرّاء، بل يكرّم الكتّاب والمبدعين الذين أسهموا بإنتاجهم الفكري في تشكيل الحضارة الإنسانية. لم يسجل التاريخ شخصية عُرفت فقط بكونها قارئة عظيمة، بل خلد أولئك الذين استطاعوا توظيف قراءاتهم في صياغة أفكار جديدة وإنتاج إبداعي يُسهم في تطور الفكر والمعرفة. من هنا، تبدو الإشكالية في ثقافة القراءة إذا ما بقيت مقتصرة على استهلاك المعرفة دون السعي لتحويلها إلى عملية إنتاجية. فعلى الرغم من انتشار القراءة في أوساط المثقفين العراقيين، كثيرًا ما يلاحظ أن الحوارات الفكرية بينهم ترتكز بشكل كبير على اقتباسات مأخوذة من نصوص العلماء والفلاسفة الغربيين والشرقيين، دون أن تكون هناك محاولات واضحة لتقديم رؤى نقدية أو إضافات جديدة تتجاوز حدود النقل. هذا النمط السائد يُكرّس صورة المثقف العراقي كناقل للمعرفة، بدلًا من كونه منتجًا لها، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا أمام تطور الفكر الثقافي والإبداعي. القراءة، في جوهرها، ليست غاية، بل وسيلة للوصول إلى الإبداع والابتكار. غير أن القراءة التي تبقى حبيسة حدود الاستهلاك تظل فعلًا عقيمًا، لا يؤدي إلى التقدم الفكري. والسؤال المحوري الذي يجب أن نطرحه هنا هو: ما الذي يمنع القارئ من أن يصبح كاتبًا؟ وما العوائق التي تحول دون تحول المثقف العراقي من مستهلك للمعرفة إلى منتج لها؟ قد تتعدد الأسباب بين نظام تعليمي يكرس الحفظ والتلقين على حساب النقد والتحليل، وثقافة مجتمعية تخشى الخروج عن المألوف، وغياب بيئة داعمة للإبداع توفر الحوافز اللازمة للكتابة والابتكار. في المقابل، نجد أن الثقافات الإنتاجية، لا سيما في الغرب، تنظر إلى القراءة كجزء من عملية متكاملة للإبداع. الفلاسفة مثل سارتر وديكارت، والعلماء مثل نيوتن وأينشتاين، لم يكتفوا بقراءة من سبقهم، بل تجاوزوا هذه الحدود وأعادوا تشكيل المعرفة بما أضافوه من أفكار جديدة. أما في المشهد الثقافي العربي عامة والعراقي على وجه الخصوص، غالبًا ما نتوقف عند حدود الإعجاب بالنصوص ونقلها دون أن نجرؤ على نقدها أو تجاوزها. واليوم لم يعد ممكنًا الاستمرار في تكرار هذه العبارة دون مراجعة جادة لدورها وتأثيرها في صياغة التصورات الثقافية. القراءة التي لا تنتج كتابة، والكتابة التي لا تضيف جديدًا، كلاهما يشيران إلى ثقافة استهلاكية لا تسهم في تطور الإنسانية. نحن بحاجة إلى منظومة ثقافية جديدة تُحفّز الإبداع والابتكار، وتكسر قيود النقل والتبعية. العبارة “القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ” قد عكست واقعًا ثقافيًا في فترة معينة، لكنها لم تعد ملائمة لعالمنا اليوم. المطلوب الآن هو بناء نموذج ثقافي جديد يُعيد توزيع الأدوار، بحيث يصبح المثقف العراقي ليس فقط قارئًا، بل أيضًا كاتبًا ومبتكرًا يسهم في صياغة مستقبل الفكر العربي. ففي الوقت الذي نتابع فيه الجهود التي تبذلها العديد من المنظمات المحلية في التشجيع على القراءة وإقامة الفعاليات الداعمة لها، إلا أننا نعتقد ان هذه المبادرات تفتقر إلى التوازن، إذ نادرًا ما نرى فعاليات مناظرة تهدف إلى تعزيز الكتابة والإسهامات الإبداعية. القراءة، رغم دورها الأساسي في بناء الوعي وتنمية المعرفة، تظل مجرد خطوة أولى في سلسلة الإنتاج الثقافي. ولا شك أن غياب التركيز على الكتابة يحرم الأفراد من تطوير قدراتهم الإبداعية وتحفيزهم على المساهمة بأفكارهم وتجاربهم. ان تعزيز الكتابة لا يقل أهمية عن التشجيع على القراءة، بل هو الخطوة الطبيعية التي تكمل هذا الجهد، لأن الإبداع هو ما يُخلّد ويُحدث الفارق في تطور الثقافات والمجتمعات.

مقالات مشابهة

  • القراءة بين الإبداع والاستهلاك
  • إبراهيم عيسى: آن للجميع أن يلزم حدود نفسه وينحني للموقف المصري احتراما
  • برلماني: رفض الرئيس السيسي لتهجير الفلسطينيين أبلغ رد للجميع
  • بالاتفاق والاحترام.. عبد الناصر زيدان يعلن عن رحيله من قناة الشمس
  • تدشين حملة رقابة وتفتيش على محلات بيع اللحوم في صنعاء القديمة
  • كاتب عماني: القاهرة هي «الرئة الثقافية العربية» وسعيد بالمشاركة في معرض الكتاب
  • بعد رحيله.. من هو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود؟
  • منصور بن زايد: تحقيق الازدهار العالمي وبناء حياة أفضل للجميع
  • سليمان المعمري: الأدب السردي العُماني يتسم بحضور كثيف للبيئة وأسئلة الإنسان
  • السعودية.. أول تعليق من نيمار بعد إعلان رحيله عن الهلال