بوابة الوفد:
2025-02-22@16:55:19 GMT

ترشيد الاستهلاك ضرورة وليس رفاهية

تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT

بداية حل أى أزمة هو مدى الوعى بها وإدراك أبعادها، لكن فى عالم معقد ومتشابك التداعيات، الجهود الحكومية وحدها لاحتواء أى ازمة لم تعد كافية. هنا لا بد من تضافر الجهود بين جهود الدولة وفاعلية وإيجابية المواطن. وهذه الفاعلية وتلك الإيجابية لن تتأتى إلا من خلال «التوعية المجتمعية»، النموذج الأبرز لما سبق أزمة الكهرباء والطاقة الحالية، ما ترتب عليه اتجاه الحكومة لاتخاذ إجراءات قاسية بتخفيف الأحمال وقطع الكهرباء، لكن قبل أن نحاسب الحكومة التى اعتذرت عما أصاب المواطن المصرى من انزعاج وعمدت إلى اتخاذ تدابير عاجلة بتوجيهات رئاسية لاحتواء الأزمة، علينا أن نبدأ بأنفسنا.



وعى وإدراك الأزمة
الرئيس عبد الفتاح السيسى تحدث مرارا وتكرارا من «إن الهدف من اللقاءات والحديث المباشر للمواطن يتمثل فى التوعية الحقيقية لواقعنا وعدم الخجل من التطرق لمشاكلنا»، هنا بيت الداء، وهذه هى معركتنا الفعلية؛ ليس فقط ما بعد يناير 2011، لكن منذ الخمسينيات، إشكاليتنا الرئيسية تدور حول هذا التساؤل: ما هى مُدْرِكَاتُنَا وَقَنَاعَاتُنَا كمجتمع مصرى بمختلف فئاته تجاه قضايا مجتمعنا؟!، تجاه قضايا؛ التعليم، سوق العمل والتشغيل، الصحة، والصحة الإنجابية، الختان وزواج القاصرات. وقبل ذلك كله عاداتنا الاستهلاكية فى ضوء مواردنا المحدودة.
الحكومة بدأت خطة لترشيد وضغط الاستهلاك فى ضوء الأزمة الحالية، فهل يملك المواطن الحد الأدنى من الوعى بالأزمة؟
هناك فارق ما بين المعرفة بالأزمات والشعور بها، وبين الوعى والإدراك بأبعادها وتداعياتها، ومن ثم كيفية التعامل معها، وهو ما ينعكس بوضوح فى قراراتنا الاستهلاكية كمواطنين. نحن نعانى على المستوى الشعبى مما يطلق عليه عدم الوعى الاقتصادى أو «أمية الأزمة»، عاداتنا الاستهلاكية ونمط استهلاكنا هو ذات النمط فى الكهرباء، مياه الشرب، المواد الغذائية وغيرها، نمط ثابت لا يختلف فى أوقات الأزمة عن أوقات الرخاء أو الأوقات الاعتيادية، نمط مسرف وغير رشيد، والكهرباء ومياه الشرب خير دليل.
فى هذا السياق يشير الأستاذ فى جامعة مينيسوتا، مارك بيرجن، فى كلية كارلسون للإدارة، إلى أن «المستهلكين فى حاجة إلى بناء المعرفة – من خلال زيادة محو الأمية بشأن التضخم – حول عواقب التضخم لتحديد كيفية رد فعلهم عندما ترتفع الأسعار. قد يعنى ذلك الدفع نقدًا الآن بدلاً من التمويل، أو التفاوض على المرونة من خلال شروط الدفع، أو إضافة 10-20٪ أخرى فى ميزانية البقالة كل شهر، أو الاحتفاظ بمزيد من السلع والأصول المادية التى تحمل قيمتها أثناء التضخم».
المبدأ الرئيسى فى حماية المستهلكين يقوم على ضمان حصولهم على المعرفة التى يحتاجونها لاتخاذ قرارات رشيدة تمامًا، بداية حل أى أزمة هو الاعتراف بوجود الأزمة، وهو ما أقرته الحكومة ولم تنكره، بل واعتذرت عنه. وثانيا؛ دورى كمواطن إيجابى فى المشاركة فى علاج تلك الأزمة، وكما قال السيد الرئيس «هى دى بلادنا» نعم هى بلادنا وسنشرع فى تغييرها وتحويل هذا الواقع المؤلم كما تغير فى عديد المواقع التى كنا نظن أنها ستظل هكذا حتى قيام الساعة -العشوائيات نموذجاً- لكن قبل ذلك علينا السعى والعمل على تغيير تلك المدركات والقناعات السلبية الراسخة تجاه مختلف القضايا المجتمعية، وهذا هو بداية الطريق.
هنا يجب على مستوى المواطن أن يقر هو الآخر بوجود أزمة تتمثل فى محدودية الموارد، تستدعى تضامنه، ومشاركته بسلوك إيجابى، تتطلب بذل جهود جماعية فى إدارة موارد الطاقة المحدودة. مع استمرار نمو السكان فى مصر، يتزايد الطلب على موارد الطاقة. والمعدل الحالى لاستهلاك موارد الطاقة غير المتجددة غير مستدام، ومن الضرورى أن نتخذ إجراءات جماعية لإدارة هذه الموارد بشكل فعال. ولا سبيل غير الرشد والترشيد.

المجتمع المدنى وترسيخ ثقافة الترشيد
عندما ظهر مفهوم المجتمع المدنى فى القرن السابع عشر، وفى إطار المنظومة الفكرية الحديثة، كان يرادف مفهوم الدولة باعتباره «آلة اصطناعية، ساعة كبيرة تتجه نحو ضبط سلوك الأفراد وحماية أمنهم وسلامتهم وما يملكون» حسب تعبير هوبز. السياسة الحديثة هى سياسة مدنية. ومن هذه السياسة المدنية ــ عكس الدينية والعرفية ــ تتطور جميع المفاهيم الحديثة الأخرى مثل: المواطنية والديمقراطية والدولة القانونية.
لذلك؛ فى الديمقراطيات الحديثة لم يعد المجتمع المدنى والأهلى مؤسسات للعمل الخيرى فقط؛ هناك اعتراف متزايد بين العديد من الحكومات بأن العلاقة بين المنظمات غير الحكومية والحكومات أصبحت أكثر أهمية، خاصة فى المجالات غير التقليدية التى لا تتمحور بشكل رئيسى حول الدولة والأجهزة الحكومية. من أبرز تلك المجالات تعزيز القدرات، ودعم الوعى والمدركات. بناء المواطنة النشطة، وتحفيز المشاركة المدنية على المستوى المحلى.
ديناميكية الحركة لمنظمات المجتمع المدنى جعلت له فاعلية كبيرة أيضاً فيما يتعلق بنشر الوعى، دعم وتصحيح المدركات من خلال الفعاليات المركزية والقاعدية المحلية التى ينظمها المجتمع المدنى. وما أشد احتياجنا لهذا الدور فى سياق معركة الوعى وخلخلة ثوابت الهوية الوطنية المصرية، وهى أبرز مهددات الأمن القومى المصرى منذ انطلاق ما أطلق عليه «الربيع العربى»؛ حيث واجهنا أكبر محاولة لتزييف الوعى العربى والمصرى، من خلال محاولات التشويش والتأثير، والتحكم فى وعى الشعوب على النحو الذى يخالف توجهات وأهداف الدولة الوطنية.
حياة كريمة والكيانات الشبابية والتحالف الوطنى يقودون حملة الوعى الوطنية
انطلاقا مما سبق؛ بدأت ديناميات المجتمع المدنى الجديد فى مصر وقواه المحركة، البدء فى زرع وترسيخ ثقافة ترشيد الاستهلاك، ورفع مستوى وعى المواطن بأهميته وفوائده خاصة فى ضوء أزمة يعانى منها العالم بأكمله، لكنها قد تكون أشد وطأة على المواطن المصرى فى ضوء الواقع والضغوط الاقتصادية الحالية، وهو ما يتطلب تعامل ووعى مختلف من المواطن قبل الحكومة.
الدول المجاورة، ومع بداية فصل الصيف ورغم الوفورات المالية لديها، تطلق كل عام حملات سنوية للتوعية بأهمية ترشيد المواطن لاستهلاكه من الطاقة بمختلف صورها، ومن مياه الشرب، وغيرها من المواد الاستهلاكية، فمن باب أولى فى ظروفنا الحالية أن يكون هناك اهتمام مضاعف بتلك الحملات لتوعية المواطن. هنا أجد دور المجتمع المدنى والأهلى هو الأكثر فاعلية فى رفع مستوى الوعى والمدركات لدى المواطن تجاه التحديات الآنية.
«حياة كريمة» ومعها الكيانات الشبابية، تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى كانوا عند الموعد، تم إطلاق الحملة الأكبر للتوعية وترشيد استهلاك الطاقة ودعم البيئة تحت شعار «استهلاك أقل.. تأثير كبير». مستهدفة رفع مستوى الوعى بأهمية ترشيد الطاقة وتأثيرها الإيجابى على البيئة والمجتمع وتحفيز المواطنين والمؤسسات على تبنى سلوكيات ترشيد الاستهلاك. لتنتفض مصر وعيا بأهمية ترشيد الاستهلاك من الكهرباء والمياه والطاقة، وحتى ينتبه المواطن العادى لواقع أزمة تتطلب منه استهلاك احتياجاته الفعلية فقط دون إهدار أو إسراف.
أبرز ما لفت فى البيان الصحفى للحملة هو الإشارة للمسئولية المشتركة بين الجميع، حتى أشار البيان إلى «أن ترشيد الطاقة هو مسئولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع، وأن لكل فرد دوراً هاماً فى حماية البيئة، وتأمين مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة». الاستجابة المباشرة لتلك الحملة تمثلت فى إعلان واحدة من كبرى المؤسسات الصناعية العاملة فى مجال الأسمدة كثيفة الاستهلاك للغاز الطبيعى والطاقة الإعلان عن البدء فى إحلال التشغيل بالهيدروجين محل الغاز وتركيب محطات طاقة شمسية فى الشركة بقدرة إجمالية 2.5 ميجاوات، وذلك لتقليل استهلاك الكهرباء من الشبكة، أو مولدات الكهرباء الداخلية. ومن قبلها أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن ترشيد استهلاك الكهرباء فى جميع مقراتها الإعلامية واستوديوهاتها، وذلك إيماناً بدورها الوطنى فى المساهمة بجزء بسيط فى تجاوز أى تحديات تواجه الدولة المصرية، وانطلاقاً من ثوابتها فى دعم الدولة المصرية ضد كافة التحديات، وهى استجابات محمودة ومشكورة، وننتظر أن ينضم للحملة عديد المؤسسات والجهات، لو حتى بالمشاركة والدعم فى عملية التوعية، كالأحزاب السياسية، والأندية الرياضية، والمؤسسات الدينية لأنها معركة للجميع ولصالح الجميع.
الكلمات والشعارات التالية لم تعد من باب الشعارات المجازية، أو الطنطنة النظرية الإعلامية، بل هى ضرورة ملحة، يجب أن تكون فى عقل ووجدان وإدراك كل مواطن مصرى محب لوطنه (ترشيد الاستهلاك ضرورة مش رفاهية - ترشيد الاستهلاك.. مصلحتك أولا - لمستقبل أولادنا لازم نرشد استهلاكنا - الترشيد ليس تقتيرا؛ الترشيد وعى وسلوك، استهلك احتياجاتك الفعلية من المياه والكهرباء والبنزين والسولار والمواد الغذائية، علشان غيرك يلاقى - ابدأ بنفسك وخليك إيجابى).
حفظ الله مصر والوطن، ووقانا الله شر الأزمات والفتن.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ترشيد الاستهلاك وليس رفاهية د وليد عتلم الجهود الحكومية ترشید الاستهلاک المجتمع المدنى من خلال فى ضوء

إقرأ أيضاً:

رئيس طاقة النواب لـصدى البلد: توصيل الغاز الطبيعي إلى 90% من المنازل خلال 3 أعوام..تحويل كل العدادات القديمة إلى مسبوقة الدفع.. وأسعار الكهرباء في مصر أقل من أي دولة في العالم

النائب طلعت السويدي  رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب في حواره لـ"صدى البلد": 
لا أتوقع وجود زيادة في أسعار الكهرباء الفترة الحالية نظرا لظروف المواطن
أتوقع إنتهاء أزمة انقطاع الكهرباء في مصر بشكل نهائي
وجود ندرة في المحروقات السبب الرئيسي وراء أزمة انقطاع الكهرباء الفترة الماضية
لا أتوقع أن تكون هناك زيادة في أسعار الوقود خلال الفترة القادمة
عودة سارقي الكهرباء إلى بطاقة التموين بعد تركيب عداد والتصالح على المخالفة 
اكتشافات بترولية جديدة آخرى خلال الفترة القادمة
لدينا خطة في اللجنة بشان الاستفادة من البيوجاز عن طريق استغلال روث المواشي لاستخراج الطاقة منها
قانون البيئة على أهم أولويات لجنة الطاقة خلال دور الإنعقاد الحالي بمجلس النواب

قال النائب طلعت السويدي ، رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب أنه سيتم توصيل الغاز الطبيعي إلى حوالي 90% من المناطق في مصر خلال الـ3 سنوات القادمة ، وأكد السويدي خلال حواره لـ"صدى البلد" أنه خلال الـ 4 سنوات القادمة سيتم تحويل كل العدادات القديمة في مصر إلى العدادات الذكية مسبوقة الدفع ، وأشار إلى أنه لا يتوقع أن تكون هناك زيادة في أسعار الكهرباء العام الحالي ، على الرغم من أن البلد في حاجة إلى زيادة أسعار الكهرباء ، ولكن بسبب ظروف المواطن لن تكون هناك زيادة في أسعار الكهرباء.


وإلى نص الحوار …………….

في البداية.. بعد موافقة مجلس النواب مؤخرا على مشروعي قانونين للترخيص لوزير البترول بالبحث والتنقيب عن البترول في البحر المتوسط والصحراء الغربية.. حدثنا عن أهمية مشروعي القانون؟

الموضوع لا يتعلق بإتفاقية أو إتفاقيتين ، ولكن هذه الاتفاقية واردة دائما لمجلس النواب ، لأن الدستور المصري ليس به اتفاقية بترول إلا عندما تمر على مجلس النواب وتحصل الموافقة عليها من مجلس النواب.

وبالتالي فمن الطبيعي في عهد الرئيس السيسي كانت هناك كم غير متوقع من الاتفاقيات التي تمت على أرض مصر في أنحاء الجمهورية وفي البحر ، بسبب ترسيم الحدود البحرية ، ولم تكن هذه الاتفاقيات موجودة بهذا الكم سابقا.

كما أن هذه الاتفاقيات لها مصلحة لبلدنا ، لأننا في أي اتفاقية من هذه الاتفاقيات تساهم في دخول كم من العملة الأجنبية التي تدخل إلى بلدنا كمصر لا يستهان بها ، ونحن في إحتياج إلى كل دولار وكل يورو ، وهي في النهاية اتفاقيات بحث ، حيث أن البترول يتم باتفاقيتين ، حيث أن الاتفاقية الأولى هي البحث والاتفاقية الثانية التي تتم بعد البحث وهي التنمية للمشروع.

وحينما نتحدث عن البحث يأخذ مساحة كبيرة تتعدى الآف الأمتار أو الآف الفدادين أو أي كم نتخيله ، يتم البحث هناك لكي يستقر على المنطقة المتوقع أن يخرج منها بترول ، ثم يتم عمل اتفاقية آخرى على التطوير لكي يستطيع أن يستخرج البترول المتوقع بعد بحثه.

وفي اتفاقية البحث أولا نستفاد من خلال حصولنا على مبلغ كبير جدا ومبالغ آخرى تدخل إلى البلد ، وبعد ذلك حينما يتم التأكيد من وجود بترول تكون نسبة مصر أعلى دائما من نسبة الشريك الأجنبي ، لأن نسبة الشريك الأجنبي لاتزيد عن 25% أو 30 % ، وبالباقي يكون لمصر ، في صورة الهيئة العامة للبترول أو أي شركة من شركات البترول ، وبالتالي فإننا نقول أن كل هذا خير مصر ولمصر.

أعلنت لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب أنه ستكون هناك خطة متكاملة لدى الحكومة بشأن توصيل الغاز الطبيعي للمنازل على مستوى الجمهورية.. حدثنا عنها و متى سيتم تنفيذها؟

لا نستطيع أن نقول عليها خطة ، ولكن الوضع الطبيعي للنواب أن كل نائب يهمه في دائرته في الأقاليم أو الأرياف أو فى الصعيد وفي كل الأماكن في أنحاء الجمهورية أن يكون هناك غاز طبيعي في المنازل ، لأن الطبيعي أن الغاز الطبيعي أوفر للبلد والمواطن ، وهي أفضل السبل على مستوى العالم ، وكل ذلك بتوصيات من الرئيس السيسي بضرورة توصيل الغاز الطبيعي إلى المنازل على مستوى مصر.

كما أن كل نائب يهمه أن يصل الغاز الطبيعي إلى مركزه وكل القرى في مركزه  ، وبالتالي فمن الطبيعي أنني كنائب يهمني أن أطمأن على مركزين وهم ديرب نجم والإبراهيمية في محافظة الشرقية ، وان انتهي من توصيل الغاز الطبيعى إلى 45 قرية في ديرب نجم و25 قرية في الإبراهيمية ، حتى اكون اطمأننت على  وصول الغاز الطبيعي إلى أهل دائرتي ، وكل هذا بالنسبة لكل النواب على مستوى الجمهورية.

كما يأتي أعضاء مجلس النواب وهذا حقهم الطبيعي والشرعي لأن دورهم تشريعي ورقابي بأن يقوموا بتقديم طلب إحاطة لتوصيل الغاز الطبيعي إلى عدد من القرى الموجودين بدائرته ، حيث يأتي في لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب ويتحدث مع المسئولين في وزارة البترول ، ثم ترد وزارة البترول تقول مثلا أن هذه القرية لم ينتهي فيها أعمال الصرف الصحي ، وبالتالي لا تستطيع أن تقوم بتوصيل الغاز الطبيعي إلى هذه القرية في الوقت الحالي ، لأنه لايمكن توصيل أو استكمال بنية تحتيه إلا بعد استكمالها ، ولاتكون لدينا مشاكل في توصيل التليفونات الأرضية أو الكهرباء أو الصرف الصحي ، وحينما تنتهي القرية من هذه المشروعات يتم توصيل الغاز الطبيعي إليها فورا ، ويكون هو المتمم للبنية التحتية في أى مكان.

كما أن النائب بدلا من أن يقوم بعمل طلب إحاطة ويعلم أن قرية محددة سيتم توصيل الغاز الطبيعي إليها في أي عام ، وبالتالي فإننا نسقنا كلجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب مع وزارة البترول ، حيث أرسلت وزارة البترول إلى لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب خطة كاملة على مستوى الجمهورية لكل قرى ومراكز مصر بدلا من عدد طلبات الإحاطة الكثيرة المقدمة من مجلس النواب إلى وزارة البترول ، حيث سنستطيع أن نأخذها من خطة وزارة البترول وأي نائب يأخذ صورة من هذه الخطة ويعلنها في دائرته.

ولا يستطيع أي أحد تحديد مدة تنفيذ خطة توصيل الغاز الطبيعي إلى المنازل على مستوى الجمهورية ، لأننا لدينا مشروعات مبادرة حياة كريمة ولها الأولوية ، لأن تم الانتهاء من البنية التحتية لهذه المشروعات ومن بينها توصيل الغاز الطبيعي ، ولكن هناك بعض الأماكن ليس بها خطوط قريبة لكي يتم توصيل الغاز الطبيعي إليها ، وهناك بعض المحافظات من الصعب توصيل الغاز الطبيعي إليها خلال الفترة الحالية ، ولكن في النهاية من مصلحتنا كلنا أن يتم توصيل الغاز الطبيعي إلى كل الأقاليم ، ولكن كل ما استطيع أن أقوله أننا سيتم توصيل الغاز الطبيعي إلى حوالي 90% من المناطق في مصر خلال الـ3 سنوات القادمة.

بالنسبة لإحلال عدادات الكهرباء القديمة بالكودية مسبوقة الدفع متى سيتم تعميمها على مستوى الجمهورية؟

في عام 2016 كنا اتخذنا قرار مع الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء السابق بأنه سيتم تحويل العدادات القديمة بالكامل إلى العدادت الذكية مسبوقة الدفع على مدار 5 سنوات ، ولكن بسبب عدد العدادات الكبيرة الموجودة في مصر لم نستطيع الانتهاء من تحويل كل العدادات ، كما أنه لايوجد ما يسمى عداد قديم وجديد ، ولكن هذه العداد كان قديم مثل أي تكنولوجيا في العالم ، ولكن أصبح الآن مع وجوج العدادات الذكية مسبوقة الدفع لم يعد هناك ما يسمى كشاف أو محصل.

كما أنه أصبح الآن هناك سيستم موجود للدولة بالكامل وللمواطن ، يستطيع من خلال دفع فاتورة الكهرباء للعداد ، ولكن عداد الكهرباء القديم يعمل من خلال تروس وهو سيستم قديم ، لا يمكن الحصول على بياناته إلا من خلال محصل كهرباء يقوم بقراءته ، ولكن العدادات الذكية مسبوقة الدفع يستطيع المواطن أن يدفع الفاتورة ويقرأ العداد ومراقبة كل شيىء من خلاله ، وبالتالي فإن هذا تطور طبيعي للحياة ، وبالتالي فمن الطبيعي أن كل العدادات القديمة التي تعمل بطريقة الترس القديم سيتم إلغاءها وتحويلها إلى العدادات الذكية مسبوقة الدفع.

كما أنني أرى أنه خلال الـ 4 سنوات القادمة سيتم تحويل كل العدادات القديمة في مصر إلى العدادات الذكية مسبوقة الدفع.

هل تتوقع وجود زيادة في أسعار الكهرباء خلال الفترة القادمة؟

حينما نتحدث عن الكهرباء فإننا يجب أن نقول أن أسعار الكهرباء في مصر هي أقل من أسعار أي دولة في العالم ، ولكن بسبب مستوى الدخل في مصر فإنني أرى أن القيادة العليا في البلد هي التي تحدد قرار وجود زيادة في أسعار الكهرباء من عدمه ، لأن الموافقة على قرار زيادة أسعار الكهرباء أو البنزين أو أي شيىء يزيد على المواطن ، فلابد من موافقة مجلس الوزراء وليس وزير أو رئيس مجلس الوزراء ، وبالتالي فإن موافقة مجلس الوزراء تعني موافقة الوزراء بالكامل.

وأتوقع ألا تكون هناك زيادة في أسعار الكهرباء العام الحالي ، على الرغم من أن البلد في حاجة إلى زيادة أسعار الكهرباء ، ولكن بسبب ظروف المواطن لن تكون هناك زيادة في أسعار الكهرباء.

هل تتوقع زيادة أسعار الوقود خلال الفترة القادمة؟

هذا يتعلق بقرار مجلس الوزراء وليس وزير بعينه ، ولكنني أتوقع ألا تكون زيادة في أسعار الوقود خلال الفترة القادمة.

ونحن في بداية عام 2025 سبق وأعلن رئيس الوزراء أنه بنهاية عام 2024 ستنتهي أزمة انقطاع الكهرباء نهائيا.. هل بالفعل انتهت أزمة انقطاع الكهرباء أم سنشهد عودة انقطاع الكهرباء في الصيف القادم؟

البدائل مختلفة الآن ، فحينما نرى توجه الدولة خلال الفترة القادمة بشأن استخدام الطاقة المتجددة ، كما أن الطاقة المتجددة هي كل أنواع الطاقة التي تعمل لصالح وزارة الكهرباء أو هي التي تعطي الإنتاج للكهرباء ، لكن في النهاية لا تستهلك أي نوع من أنواع المحروقات ، مما سيجعل الطاقة المتجددة هي البديل الحقيقي ، حيث سنصل ما بين  %30 إلى 35 % من الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء في مصر عام 2030 ، و حينما نتحدث عن محطة الضبعة ، فعلى الرغم من عدم انتهاء تنفيذها ، ولكنها ستوفر وحدها 4.8 % من الكهرباء في مصر ، وستزيد أيضا ، ولدينا إنتاج متوفر ولكننا نلجأ إلى الطاقة المتجددة لكي نوفر في المحروقات أو المازوت أو الغاز، وبالتالي فإنني أتوقع انتهاء أزمة انقطاع الكهرباء في مصر.

وماهو السبب الرئيسي وراء انقطاع الكهرباء الفترة الماضية ، وكيف قامت الحكومة بحلها مؤخرا؟

السبب الرئيسي في انقطاع الكهرباء خلال الفترة الماضية هو وجود ندرة في المحروقات ، لأن ليس كل محطات الكهرباء تعمل بالغاز ، ولكن التنسيق الكامل الآن بين المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية والمهندس محمود عصمت وزير الكهرباء ، بحيث لا يتضرر المواطن من خلال عدم وجود انقطاع في الكهرباء.

ماهو تعليقك على ما يثار حول أن تراجع إنتاج مصر من حقل ظهر للغاز الطبيعي في عام 2023 سبب أزمة انقطاع الكهرباء في مصر؟

الوضع الطبيعي أن الحقل أو المصنع أو أي شيىء منتج في العالم من الممكن أن يحدث فيها عطل ولكن لا تتوقف وتعمل في النهاية ، حيث أن كم الغاز الذي كان يدخل إلى مصر من حقل زهر غير كافي لاحتياجاتنا في هذا الوقت ، ولكن سيعود حقل زهر للعمل بشكل أقوي مما كان عليه في البداية خلال الفترة القادمة.

وفقا لتقرير لقطاع البترول فإن أكبر عدد من اكتشافات الزيت الخام والغازات تحقق فى منطقة الصحراء الغربية حيث بلغ عددها 54 كشفاً.. ماهو تعليقك على الاكتشافات البترولية الجديدة في الصحراء الغربية؟

لا أريد أن أتحدث عن منطقة معينة في مصر ، ولكن هناك مناطق متعددة في مصر ، ولكن الصحراء الغربية تم توقيع عدد كبير من الاتفاقيات حولها ، كما أنني أرى أن اتجاه المهندس كريم بدوي ، وزير البترول والثروة المعدنية حاول إدخال القطاع الخاص المصري في هذا المجال ، لأن المجال واسع ويستطيع اجتذاب مستثمرين من الخارج لكي يستثمروا في قطاع البترول في مصر.

هل تتوقع أن تشهد مصر اكتشافات بترولية جديدة آخرى خلال الفترة القادمة؟

هذه وضع طبيعي أن تكون هناك اكتشافات بترولية جديدة آخرى خلال الفترة القادمة ، فطالما نبحث فإننا سنكتشف.

بعد موافقة مجلس النواب على بروتوكول للاتفاقية المبرمة بين حكومة جمهورية مصر العربية وحكومة روسيا الاتحادية لإنشاء محطة طاقة نووية في جمهورية مصر العربية.. ماهو تعليقك على أهمية هذه المحطة ومدى استفادة مصر منها؟

أهمية هذه المحطة أنها نوع جديد من الطاقة المتجددة التي تعمل باليورانيوم آمن 100 % ولا ضرر فيه للمواطن المصري ، وحينما قام الرئيس السيسي بعمل اتفاقية محطة الطاقة النووية مع روسيا كان يؤكد أنها تكون آمنة 100 % ، كما أن هذه المحطة الوحيدة على مستوى العالم التي تم إنشاءها بطبقتين ، حتي إذا اصطدم بها أي شيىء تكون آمنة 100 % للمواطن المصري.

ماهو تعليقك على توجه الدولة نحو زيادة الاستثمار في قطاع البترول والغاز؟

أؤيد هذا التوجه ، وأقول هل من مزيد ، حيث أننا لدينا رجال أعمال مخلصين لبلدهم ويدخلوا في هذه المجالات ويحققوا أرباح منها ، كما أن الدولة تربح ، فهو أمر جيد.

ماهو رأيك في قرار وزارة التموين برفع أسماء سارقي الكهرباء من بطاقات التموين.. وماهو موقف لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب من ذلك؟

ليس من الطبيعي أن يحصل كل من يسرق الكهرباء على دعم من الدولة ، وحينما تقوم وزارة الكهرباء برفع أسم الشخص الذي يقوم بتركيب عداد فإنه يكون تصالح و ليس عليه مخالفة ، يعود في نفس اليوم اسمه إلى بطاقة التموين.

هل ستطالب لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب بزيادة مخصصات قطاع البترول والثروة المعدنية في الموازنة الجديدة؟

أرقام قطاع البترول تختلف عن أي أرقام آخرى ، لأن أرقام غير متوقعة وهي عبارة عن أرزاق في باطن الأرض ، وحينما نبحث ونعرف حجمها نستطيع تحديد الرقم الذي نطالب بزيادته في الموازنة الجديدة.

كما أن الحكومة المصرية أو وزارة البترول لا تستطيع أن تقوم وحدها بالتنقيب عن البترول ، ولكنها تحتاج إلى مستثمرين معها ، حيث كانت هناك لدينا بعض المشاكل مع المستثمرين الأجانب في قطاع البترول ، ولكنها تم حلها في عهد المهندس كريم بدوي ، وزير البترول والثروة المعدنية.

كيف ترى أهمية استخدام التيارات الكهربائية في مصر ومدي تأثيرها على البيئة؟

أولا نحن كلجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب نحب أن نرى ما تحتاج البلد ونقوم بإدراجه في خطة اللجنة بعيدا عن خطة الحكومة ، حيث أنه كان من ضمن 3 موضوعات التي أرى أنهم مهمين للمواطن المصري كان أولها السيارات الكهربائية وثانيا كيفية استفادة المستهلك من الطاقة الشمسية وثالثا البيوجاز لكي نجعل الأرياف لدينا يستخدموا روث المواشي ، لكي يستخرج به طاقة ويستطيع أن يطبخ بهم.

ماهو تعليقك على استراتيجية الدولة بشأن مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح؟

الطاقة المتجددة هي أي نوع طاقة تخرج إنتاج كهرباء بدون وضع وقود لها ، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وهي التي نراها على الطرق أثناء السفر وهي المراوح ، حيث حدث تطور غير مسبوق في طاقة الرياح ، حيث كان أول مشروع قامت مصر بإنشاءه في طاقة الرياح منذ 15 عام ، حيث كانت المروحة الواحدة تبدأ بـ 300 ميجا وات ثم وصلت إلى 500 ميجا وات ، وحينما وصلت إلى 1 ميجا وات، قولنا أنها أرقام مذهلة ، كما أن آخر مشروع افتتحه مصر بشأن طاقة الرياح كان بـ3.5 ميجا وات لكل مروحة ، والجديد هو أن ستصل المروحة الواحدة إلى 7.5 ميجا وات ، وبالتالي لن نصل إلى أحدث شيىء في التكنولوجيا لأنها تتغير سنويا ، وبالتالي ليس من المنطقي حينما تتغير التكنولوجيا نلغي القديم ونستبدله بالجديد ، ولكننا مع التكنولوجيا الحديثة ونعود لكي نجدد من الجديد.

في النهاية.. ماهي أهم مشروعات القوانين التي ستناقشها لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب خلال دور الانعقاد الحالي؟

هناك قانون للبيئة مهم جدا وصعب جدا ، وهو في النهاية يصب في مصلحة الموارد المصرية إذا كانت من بحر أو طبيعة أو غيره ، لأنه من العيب في حقنا أن نجد الملوخية المصرية التي نأكلها مسجلة بإسم دولة آخرى وليست مسجلة بإسم مصر ، وبالتالي فلابد أن نقوم بالعمل على تسجيل كل مواردنا في مصر ، لكي تكون طوال الوقت ملك لمصر.

مقالات مشابهة

  • هل تهدد الطاقة الشمسية شبكاتِ الكهرباء؟
  • توقف الغاز الإيراني يهدد بانهيار الكهرباء في العراق
  • توقف الغاز الإيراني يهدد بانهيار الكهرباء في العراق - عاجل
  • رئيس طاقة النواب لـصدى البلد: توصيل الغاز الطبيعي إلى 90% من المنازل خلال 3 أعوام..تحويل كل العدادات القديمة إلى مسبوقة الدفع.. وأسعار الكهرباء في مصر أقل من أي دولة في العالم
  • رئيس طاقة النواب: أتوقع انتهاء أزمة انقطاع الكهرباء في مصر بشكل نهائي
  • سؤال برلماني لوزير الكهرباء حول استغلال المخلفات البيئية في إنتاج الطاقة
  • الصين: لا لتهميش غزة وحل الدولتين هو الضمان الوحيد لحقوق الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال
  • سؤال برلماني لوزير الكهرباء بشأن استغلال مخلفات البيئة في إنتاج الطاقة
  • وزير الكهرباء :اعادة تشغيل وحدات التوليد فى محطات دمياط والكريمات والنوبارية وعتاقة
  • اجتماع في عدن يكشف حلول أزمة الكهرباء!