قبل الانتخابات التشريعية المبكرة... مارين لوبان تشكك في دور رئيس الجمهورية كقائد أعلى للقوات المسلحة
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
قبل ثلاثة أيام فقط على موعد الانتخابات التشريعية "التاريخية" في فرنسا، أثارت زعيمة كتلة التجمع الوطني اليميني المتطرف في الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها سؤالاً حول من سيتولى مسؤولية الجيش إذا تولى حزبها الحكومة بعد جولتي الاقتراع.
تضع هذه الانتخابات المبكرة فرنسا في حالة من عدم اليقين ويتساءل خبراء السياسة حول كيفية تقاسم الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء المعادي لمعظم سياساته السلطة إذا فاز "التجمع الوطني"، بزعامة مارين لوبان بالأغلبية في الجمعية الوطنية، الغرفة السفلى للبرلمان الفرنسي.
قالت لوبان مرارا وتكرارا إن جوردان بارديلا، الأمين العام للتجمع ونجمه الصاعد سيقود الحكومة المقبلة في حال فوز حزبها. واقترحت في مقابلة أن بارديلا، سيتولى بعض القرارات المتعلقة بالدفاع الفرنسي والقوات المسلحة، مما قد يضعه وجها لوجه أمام ماكرون الذي لا تزال أمامه ثلاث سنوات لإكمال عهدته الأخيرة كرئيس.
قالت لوبان في مقابلة مع صحيفة "لو تيليغرام" الخميس، إن منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة "هو لقب فخري للرئيس لأن رئيس الوزراء هو الذي يحرك الخيوط فعليا".
ينص الدستور الفرنسي على أن "رئيس الجمهورية هو رئيس القوات المسلحة" وأن رئيس الدولة "يرأس مجالس ولجان الدفاع الوطني العليا". لكن الدستور ينص أيضاً على أن "رئيس الوزراء مسؤول عن الدفاع الوطني".
الهجرة، أوكرانيا، الطاقة: ما هي أولويات اليمين المتطرف الفرنسي؟شولتس "قلق" بشأن احتمال فوز اليمين المتطرف بزعامة لوبان في فرنساالدور الدقيق لرئيس الوزراء في السياسة الخارجية ومسائل الدفاع يخضع للكثير من التفسيرات حسب خبراء القانون الدستوري.
في آخر تعايش بين رئيس وزراء ورئيس من أحزاب مختلفة في فرنسا، تمّ الاتفاق على نطاق واسع على المسائل الاستراتيجية المتعلقة بالدفاع والسياسة الخارجية، ولكن هذه المرة قد تختلف الأمور تماما نظرا للعداء بين سياسيي اليمين المتطرف من جهة ولليسار الراديكالي من جهة أخرى، ويبدو أن كلا الكتلتين تشعران باستياء الشديد من ماكرون الملقب بصديق لرجال الأعمال.
لوبان واثقة من أن حزبها، صاحب التاريخ الطويل من العنصرية، وكراهية الأجانب، سيتمكن من ترجمة انتصاره المذهل في انتخابات البرلمان الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر إلى اختراق في التشريعيات المبكرة المقبلة في فرنسا وستقام الجولة الأولى يوم الأحد الـ 30 يونيو-حزيران، ومن المقرر إجراء الجولة الثانية بعد أسبوع، في الـ 7 يوليو-تموز.
حسب استطلاعات الرأي فإن نتيجة الانتخابات المبكرة لا تزال غير مؤكدة في ظلّ نظام التصويت المعقد والتحالفات المحتملة. ويتحالف ماكرون ضد كل من حزب التجمع الوطني والجبهة الشعبية الجديدة، وهو ائتلاف من أحزاب يسار الوسط المتطرفة التي تضم حزب فرنسا الأبية لجان لوك ميلينشون.
وقالت لوبان إنه إذا حصل حزب التجمع الوطني على تفويض من أغلبية الناخبين لتشكيل الحكومة الجديدة، فإن بارديلا، الذي ليس لديه خبرة في الحكم، سيهدف إلى أن يكون حازما، ولكن ليس معاديا للرئيس، وأضافت: "جوردان ليس لديه نية لخوض معركة مع ماكرون، لكنه وضع خطوطا حمراء. وفيما يتعلق بأوكرانيا، لن يتمكن الرئيس من إرسال قوات".
وفي مارس-آذار، حذر ماكرون القوى الغربية من إظهار أي علامات ضعف أمام روسيا، وقال إن حلفاء أوكرانيا يجب ألا يستبعدوا إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا لمساعدة كييف على مواجهة العدوان الروسي.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مبابي يحذر الفرنسيين من خطورة صعود اليمين المتطرف ويدعوهم للتصويت ماكرون يدعو المعتدلين من اليسار واليمين إلى الاتحاد ضد اليمين المتطرف اليورو عند أدنى مستوى بعد دعوة ماكرون لانتخابات مبكرة وصعود اليمين المتطرف في أوروبا فرنسا دفاع الانتخابات التشريعية الفرنسية 2024 إيمانويل ماكرون يمين متطرفالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية 2024 الاتحاد الأوروبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل قطاع غزة حركة حماس الانتخابات الأوروبية 2024 الاتحاد الأوروبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل قطاع غزة حركة حماس فرنسا دفاع إيمانويل ماكرون يمين متطرف الانتخابات الأوروبية 2024 الاتحاد الأوروبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا إسرائيل قطاع غزة حركة حماس فلسطين انتخابات روسيا الضفة الغربية بوليفيا السياسة الأوروبية الیمین المتطرف التجمع الوطنی رئیس الوزراء یعرض الآن Next فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
الخريطة السياسية الألمانية تشهد تحوّلا.. ما تداعيات زلزال الانتخابات الأخيرة؟
تغيّرت الخريطة السياسية في ألمانيا، عقب الانتخابات الفيدرالية المبكرة التي جاءت إثر انهيار الحكومة في تشرين الأول/ نوفمبر 2024، إذ ركّزت الأحزاب الكبرى، آنذاك، على قضايا الهجرة والأمن، في ظل تصاعد المخاوف من تنامي اليمين المتطرف الذي تمكّن من زيادة غلته التصويتية، في ظل تحديات اقتصادية حضرت بقوّة في المناظرات.
أظهرت النتائج الأولية، تصدّر الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) وحليفه المسيحي الاجتماعي (CSU) بـ28.8% من الأصوات، ما يجعلهم أكبر حزب في البرلمان، في المقابل، شهد حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليمين المتطرف تقدمًا كبيرًا بحصوله على 19.8% من الأصوات، ليصبح ثاني أكبر حزب، أما الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD)، فقد شهد تراجعًا ملحوظًا وحصل على 16.4%، وهو أسوأ أداء له في تاريخه الحديث.
صدمة سياسية
أدّت نتائج الانتخابات غير المتوقعة، إلى صدمة سياسية كبيرة في ألمانيا، حيث عانى الحزب الحاكم "الحزب الديمقراطي الاجتماعي" (SPD) من خسارة شديدة، ووضع ألمانيا أمام تحديات كبيرة في تشكيل حكومة جديدة، وتغيرات كبيرة في الخريطة السياسية للبلاد، فرغم تصدر الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) وحليفه (CSU) إلا أن النتيجة لم تمنحهم أغلبية مطلقة، وهو ما يستدعي عقد مفاوضات مع الأحزاب الأخرى لتشكيل ائتلاف حكومي.
ومع تراجع نتائج الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD) الذي كان في السلطة، وكذلك ضعف الأحزاب الأخرى، أصبح من الصعب تشكيل ائتلاف مستقر، هذا الوضع قد يطيل فترة تشكيل الحكومة ويزيد من حالة الانقسام السياسي في البلاد، مع الحاجة إلى توافق بين الأحزاب لتجاوز خلافاتهم بشأن قضايا رئيسية مثل الهجرة والأمن.
لمحة على الانتخابات في ألمانيا:
نسبة المشاركة : 80%
1. اليمين: الاتحاد المسيحي الديموقراطية
(CDU)
2. اليمين المتطرف
(AFD)
3. الحزب الاجتماعي الديموقراطي
(SPD)
4. حزب الخضر
(GRÜNE)
علاش الاهتمام بانتخاباتهم :
كاتهمنا مواقف ألمانيا أقوى دولة أوربية pic.twitter.com/MTt5Bdh3iJ — khalid Oulrhazi (@khalidoulr) February 24, 2025
تحديات المهاجرين في ألمانيا
مع التغيرات السياسية التي أفرزتها الانتخابات الألمانية، يواجه المهاجرون تحديات متزايدة في ظل تصاعد الخطاب المناهض للهجرة من بعض الأحزاب اليمينية التي حققت مكاسب انتخابية، حيث من المتوقع أن تؤثر سياسات الحكومة الجديدة على أوضاع اللاجئين، سواء من حيث تشديد قوانين اللجوء أو فرض قيود أكثر صرامة على الإقامة والعمل.
زلزال انتخابي
وفي حديثه لـ"عربي21" أكّد البرلماني الألماني السابق، جمال قارصلي، أنّ: "الانتخابات الألمانية أحدثت زلزالًا سياسيًا، على جميع الأصعدة، حيث جاءت الانتخابات المبكرة بعد فشل الحكومة أو كما يطلق عليها حكومة "إشارات المرور" بنتائج تحدث لأول مرة منذ 80 عام يخسر الحزب الاشتراكي الديمقراطي ويجمع في الاستحقاق الانتخابي 16 بالمئة فقط".
وأضاف قارصلي أنّ: "حزب اليمين المتطرف شهد صعود وضاعف حصيلته التصويتية بعد أن حصد في انتخابات 2021 على 10.3 بالمئة ليجمع في تلك الانتخابات 20.8 بالمئة".
الخريطة السياسية وتشكيل الحكومة
أشار البرلمان الألماني السابق، إلى أنّ: "الخريطة السياسية في ألمانيا ستشهد تغيرات جذرية، بعد صعود الحزب المسيحي الديمقراطي الذي يرى نفسه فائزا نظرا لحصوله على أعلي عدد أصوات وكان يتهيأ للحصول على 30 بالمئة، ولكنه حصل على 28.8 رغم تصدره قائمة الترتيب، ورئيسه فريدريش ميرتس سيكون المستشار الألماني القادم".
وأضاف أنه: "للأسف جاء في المركز الثاني حزب البديل من أجل ألمانيا أحد الأحزاب اليمينية المتطرفة، فيما تراجع حزب الحضر وانخفضت نسبة أصواته بمقدار 1.2 نقطة مقارنة بانتخابات 2021، ليصل إلى 13.5 بالمئة".
وتابع قارصلي، أنه: "حسب المعطيات يشكل الحكومة "الائتلاف الكبير" بين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي كما كان في السابق لعدم توافق حزب المسيحي مع البديل من أجل ألمانيا اليمين المتطرف، ومؤشرات تؤكد هذا الائتلاف وتشكيل الحكومة من هاذين الحزبين".
ومن ناحية أخري حذرّ قارصلي: "حزب الاشتراكي من خطورة الخطورة كون سيتعرض لهجوم كبير حين انضمامه للحكومة وحال أي فشل سيتحمله ومن الممكن أن يخسر من الأصوات".
وفي السياق ذاته أكد النائب البرلمان السابق، أن المستشار الألماني الحالي الخاسر، أولاف شولتس، سينسحب تمام من الحياة السياسية هو وحزبه وقد يعود إلى مقاعد المعارضة ليعد نشاطه من جديد لكسب المزيد من الأصوات من خلال النشاط بين القواعد الانتخابية من جديد.
تحديات الحكومة الجديدة
أكد قارصلي أنّ الحكومة الجديدة تواجه العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية الكبيرة، خاصة في ظل التقارب الذي حدث مؤخرا بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، في الأزمة الأوكرانية، خاصة وأن الدور الألماني لابد أن يكون كبيرا كونها قاطرة الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أنّ: "السياسية أثبت أن الدور الأمريكي هو من له الكلمة الأخير والكل يرضخ وينفذ المطلوب خاصة وأن جميع الدول الأوروبية تسعي إلى العيش في أمان، والابتعاد عن الخطر الروسي".
وأشار قارصلي إلى أنّ: "التحدي الأكبر الذى يواجه الدول الأوروبية هي مطالب ترامب للاتحاد الأوروبي والناتو برفع الميزانية العسكرية إلي 5 بالمئة من الناتج المحلي وهو ما يعد أمرا صعبا لتلك الدول ويعد تحدي وأزمة كبيرة".
???? ولعت ???? بين ترامب ???????? و زيلينسكي ????????????
???????? ترامب : "تخيلوا بأن ممثل كوميدي ناجح أقنع الولايات المتحدة على دعمه ب 350 مليار دولار".
????????ترامب : "اعترف زيلينسكي بأن نصف الأموال التي أرسلناها له مفقودة لا يعلم أين ذهبت".
????????ترامب: "إنه يرفض عمل إنتخابات وشعبيته متدنية، إنه "ديكتاتور… pic.twitter.com/Dcng92Zogb — دونالد ترامب (Informal) (@DonaldTrumpAOCC) February 19, 2025
تحدي المهاجرين
اختتم قارصلي حديثه لـ"عربي21" بالقول: "أزمة المهاجرين التي تعد تحدي جديد خاصة مع صعود حزب اليمين المتطرف"، مؤكدا أنّ: "هناك صعوبة كبير وضغط سيوضع على المهاجرين واللاجئين مما يؤثر على اندماجهم في المجتمع الألماني".
واستطرد أنه: "من المتوقع أن نشاهد الفترة القادمة قوانين جديد صارمة للهجرة والمهاجرين، كما أنه على المغتربة محاولة الاندماج سريعا في المجتمع الألماني لتقليل من فرص الصدام المتوقعة خلال الفترة القادمة".
إلى ذلك، كان زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي في ألمانيا فريدريش ميرتس، قد دعا في وقت سابق إلى تشديد سياسات الهجرة وزيادة عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين، بما في ذلك السوريين.
يريد تشديدا في ملف الهجرة ومواقفه متحفظة تجاه المسلمين.. ماذا تعرف عن زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني فريدريتش ميرتس الذي يعتبر الأوفر حظا لتولي منصب مستشار ألمانيا؟???? pic.twitter.com/0BJnEvf5Wx — عربي21 (@Arabi21News) February 24, 2025
وأكد في تصريحات له ضرورة ضبط الحدود الألمانية والتركيز على "الهجرة الاقتصادية المنظمة" التي تخدم مصالح البلاد، كما أشار إلى أهمية البدء في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، موضحًا أن ذلك يتطلب إعادة العديد منهم إلى بلادهم لضمان استقرار الأوضاع في ألمانيا.
وفي كانون الثاني/ يناير 2025، وافق البرلمان الألماني على اقتراح قدمه ميرتس يدعو إلى تغيير صارم في سياسة الهجرة واللجوء، بما في ذلك رفض طالبي اللجوء عند الحدود وفرض رقابة دائمة على المهاجرين، ولاقى الاقتراح دعمًا من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف وحزب "الديمقراطي الحر".