ريف دمشق-سانا

على مساحة تتجاوز 3105 هكتارات تنتشر أشجار الكرز في بلدة قارة المقدر عددها بنحو 932000 شجرة المثمر منها 466000 شجرة والإنتاج المتوقع يبلغ 4660 طناً هذا الموسم.

وتعد شجرة الكرز من أهم الأشجار في البلدة، فهي ذات قيمة اقتصادية وثمرتها ذات قيمة غذائية ودوائية، وتعتبر من الزراعات النظيفة كونها تعتمد على مياه الأمطار وانعدام استخدام الأسمدة والمبيدات الكيميائية، كما تشكل مصدر دخل لأغلب أهالي البلدة وتستقطب الكثير من الأيدي العاملة خلال موسم القطاف وفق رئيس الوحدة الإرشادية في قارة عبد الله الحجي.

وفي تصريح لمراسلة سانا لفت الحجي إلى أن ثمار الكرز تدخل في العديد من الصناعات الغذائية كالمربيات والشراب وتستعمل أوراقها وبذورها في الصناعات الدوائية ومن أهم الأصناف المنمتشرة في البلدة “بينغ” بنسبة 70 بالمئة، وهاردي جيانت بنسبة 20 بالمئة، وهي من الأصناف التصديرية المرغوبة لكون ثمارها قاسية وحلوة المذاق وهناك أصناف أخرى مثل نابليون وقلب الطير وأبو خط وأغلبها أصناف ملقحة من المهم أن تتواجد في الحقول.

وذكر الحجي أن الوحدة الإرشادية في قارة تتخذ إجراءات عدة للحد من مخاطر الصقيع الربيعي التي يمكن أن يؤثر سلباً على المحصول وتقدم التوعية اللازمة للفلاحين من خلال تعريفهم بالأمراض والآفات التي تصيب شجرة الكرز وطرق المكافحة المتكاملة لها، إضافة إلى أنها تقدم الغراس من المشاتل التابعة لوزارة الزراعة وتؤمن جزءاً من احتياجات المزارعين من مادة المازوت الزراعي بالسعر المدعوم.

مزارعو قارة الذين يجنون محصولهم مع أفراد العائلة والذي ينتظرونه بفارغ الصبر كونه أساس معيشتهم أكدوا لـ سانا أن المحصول هذا العام وفير ما أثر سلباً على حجم الثمرة وأسعارها في الأسواق ولم يأت مثله منذ عشرات السنين.

المزارع محمد زهرة أوضح أن عدم حصول صقيع في فصل الربيع جعل هذا الموسم من أفضل المواسم من حيث كمية الثمار، مشيراً إلى أن أشجار الكرز المنتشرة في قارة تتراوح أعمارها بين 10 سنوات و40 سنة، علماً أن الشجرة تظل تنتج حتى يصل عمرها إلى 35 عاماً، لافتاً إلى أن كرز قارة يعد من أفضل الأصناف كونه يزرع بعلاً وذا طعمة مميزة ولون مختلف، ويتمتع بالقساوة التي تجعله مرغوباً للتصدير، آملاً بضرورة تعبيد وصيانة الطرقات الزراعية المؤدية للوديان نظراً للمعاناة الكبيرة في الوصول إليها.

موسم القطاف بدأ في الـ 20 من شهر أيار الماضي، ويستمر حتى الـ 15 من شهر آب القادم بحسب المزارع محمود الحالوش الذي أكد أن هذا الموسم من أفضل المواسم لكن المزارعين ينتظرون أن تتحسن الأسعار كي لا يتعرضون لخسائر نظراً لصغر الحبة بسبب كثافة الثمار على الأشجار، مبيناً أن شجرة الكرز تبدأ بالإنتاج في عمر الست سنوات.

المزارع عثمان الحالوش قال: إنه ينتظر موسم القطاف بفارغ الصبر لأنه أساس معيشتهم وحياتهم ويمارسون فيه مختلف أنواع الطقوس الاجتماعية وتربطهم بالشجرة علاقة حب وعشق كونهم تربوا معها، متوقعاً أن يصل إنتاجه لهذا الموسم إلى 8 أطنان.

ووفق وزارة الزراعة يبلغ إجمالي المساحة المزروعة في الكرز في محافظة ريف دمشق 5991 هكتاراً بعدد أشجار يصل إلى أكثر من 6 ملايين المثمر منها أكثر من 3 ملايين شجرة مثمرة بإنتاج مقدر بـ 47.880 طناً تتركز في مناطق يبرود والزبداني والحرمون وقطنا والقطيفة.

سفيرة إسماعيل

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: هذا الموسم فی قارة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحمى الخلاعية

بقلم : هادي جلو مرعي ..

تنويه ..

الحمى القلاعية تنتشر عند الحيوانات، والحمى الخلاعية تنتشر بوتيرة اسرع عند البشر..

والسؤال: في حال تمكنا من معالجة الحمى القلاعية التي تصيب الحيوانات فكيف نعالج الحمى الخلاعية التي تصيب الناس ؟

يفقد العراقيون جواميسهم وأبقارهم التي يمكن تعويضها من خلال إستيراد المزيد منها، مع إمكانية إنحسار المرض الذي شاع هذه الأيام، وأودى بحياة أعداد كبيرة من الحيوانات التي في الغالب هي مستوردة من دول عدة في أمريكا الجنوبية وأوربا. وبدأ الرعب ينتشر ليس بين مربي المواشي وحسب الذين يخسرون المزيد منها مع إنتشار مرض الحمى القلاعية، بل إمتد الى المواطنين العاديين الذين يستهلكون اللحوم والحليب ومشتقاته، مع تأكيد السلطات الصحية على سلامة تلك المنتجات، وأتذكر في عقود مضت إن الناس كانوا لايترددون عن ذبح الدجاج الذي يربونه في البيوت والمزارع الخاصة برغم إصابته بمرض الإنفلونزا التي كانوا يطلقون عليها ( أبو الذريق) ويبدو أن الدجاج لفرط الإصابة لايسيطر على فضلاته التي يطلقها، فيذرق بكثرة ونسميه بلهجة أهل العراق ( أبو ذريج) وكانت مرقة الدجاج طيبة للغاية، وكان الصغار يفرحون بذلك بإنتظار وجبة شهية. فالتقديرات الطبية تشير الى إنه لاخوف من إنتقال الأمراض التي تصيب الحيوانات الى الإنسان عبر تناول منتجات تلك الحيوانات..
الحمى القلاعية في عالم الحيوان تختلف عنها في عالم الإنسان، فالأطفال يمكن أن يصابوا بها، لكنها ليست قاتلة، ويمكن الشفاء منها بسرعة بعد ظهور ندب وتقرحات، لكن مرضا جديدا يصيب العراق، ويستهدف فئات من النساء والرجال، والمعروف بالحمى الخلاعية، وقبل ذلك علينا تعريف الخلاعة التي هي بوصف بسيط مغادرة الأدبيات والحشمة والتهتك والمجون وشرب الخمور وممارسة أفعال وسلوكيات كانت في السابق غير مألوفة مع غياب الرادع والخوف من العواقب، حيث يغيب الله عن الذاكرة الإنسانية، وينحسر الخوف منه، و وقد يتم ترحيل ذلك الخوف الى المستقبل على عادة تاركي الصلاة والفرائض الدينية المعتادة، والرد الجاهز هو إننا في بداية أعمارنا، ولنعش حياتنا كما نريد، ونستمتع بها قد، الإمكان، ثم مع التقدم في العمر نبدأ في التفكير في الصلاة والصوم وإرتياد المساجد والتصدق وعدم حلق اللحية وإستخدام المسبحة والتقرب الى الله وأداء الفرائض المعروفة، يقابل ذلك غياب القانون، أو تحويله الى كرة قدم شعبية يركل بأقدام المتبارين. فغياب القانون، وعدم إحترامه، والإبتعاد عن الله، وتجاهل القيم الأخلاقية والتربوية تجعل الحمى الخلاعية تنتشر في المواطنين العاديين بوتيرة أسرع منها عند الحيوانات.
الخلاعة بوصفها الشائع صارت ميدانا لفئات إجتماعية عبر مواقع التواصل الإجتماعي والأماكن العامة والشوارع، وتمتد لتصيب الكثير من الناس الذين يمارسونها، والذين يخافونها، والذين لايترددون في التماهي معها، وعدم رفضها ومواجهتها، فالأفعال الخليعة والعبارات القبيحة والكلمات النابية والألفاظ الماجنة تنتشر كالنار في الهشيم، ويسارع كثر الى تناول الخمور والمخدرات والإتجار بها وإرتياد بيوت الدعارة والشقق الخاصة والملاهي، والجري نحو محال بيع الخمور والإبتزاز الألكتروني والإعلامي والسياسي، وعدم التردد في الظهور عبر الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعي من مجموعات من النساء ينشرن الأفكار المنحطة والرذيلة ويتقاذفن بينها السباب والشتائم والتهديدات، وتنخرط فئات إجتماعية عدة في ذلك السباق الماجن..
والسؤال: في حال تمكنا من معالجة الحمى القلاعية التي تصيب الحيوانات، فكيف نعالج الحمى الخلاعية التي تصيب الناس ؟

هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • شجرة الزيتون تفضح الغرباء وترسخ الهوية.. لافتات تسليم الأسرى تروي حكاية الصمود
  • الحمى الخلاعية
  • حي كرم الزيتون… شاهد آخر على الإجرام الأسدي والأهالي رغم هول المعاناة متفائلون بغد ‏أفضل
  • بسمة وهبة تشارك في رمضان 2025 بموسم جديد من برنامج «العرافة»
  • استحداث مسابقات جديدة في الموسم التاسع من كأس إنرجي
  • تصنيف عالمي جديد: نجم برشلونة الشاب ثاني أفضل لاعب وسط تحت 23 عامًا
  • بعد مماطلة النظام البائد.. الأوقاف تقرر إعادة المبالغ المالية للحجاج الذين ‏تعذر سفرهم بالموسم الماضي ‏
  • أمير منطقة المدينة المنورة يُدشن موسم العسل بمحافظة وادي الفرع
  • جرائم النظام البائد لا تقتل الحلم.. مشاهد من حجم الدمار في مدينة الحجر الأسود بريف دمشق
  • أهالي بلدة حفير التحتا بريف دمشق يعبرون عن فرحهم بالنصر باحتفالية شعبية