عواصم "د ب أ": أعلن قائد القوات الجوية الأوكرانية، الليفتنانت جنرال ميكولا أوليشوك، أن الجيش الروسي شن الليلة الماضية هجوما على أوكرانيا باستخدام صواريخ أطلقت من الجو والبحر، مسيرات هجومية طراز "شاهد".

وأضاف أوليشوك، في بيان عبر تطبيق تليجرام، اليوم، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية دمرت 23 طائرة مسيرة وخمسة صواريخ، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".

وقال أوليشوك إن القوات الروسية أطلقت ستة صواريخ من طرازات مختلفة و23 طائرة مسيرة.

وأوضح أوليشوك أن الدفاعات الجوية الأوكرانية دمرت ما مجموعه 28 صاروخا وطائرة مسيرة.

ويتعذر التحقق من مثل هذه البيانات من مصدر مستقل.

تجنيد 10 آلاف

قال مسؤول روسي بارز، اليوم إن موسكو قامت حتى الآن بتجنيد نحو 10 آلاف شخص ممن نالوا الجنسية الروسية، وارسالهم للقتال في حربها المستمرة منذ أكثر من عامين ضد أوكرانيا.

وقال رئيس لجنة التحقيق الروسية، ألكسندر باستريكين، في كلمته خلال منتدى سان بطرسبرج القانوني، " أمسكنا بالفعل أكثر من 30 ألف "مهاجر" حصلوا على الجنسية ولم يرغبوا في التسجيل للخدمة العسكرية، وأرسلنا نحو 10 آلاف منهم إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة".

وكان باستريكين زميلا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويعتبر أحد المقربين منه.

وقال باستريكين إن الرجال الذين تم تجنيدهم مسؤولون بشكل أساسي عن حفر الخنادق وبناء التحصينات، مضيفا: "أنت بحاجة إلى سواعد قوية حقا للقيام بذلك".

وخلال الأشهر الأخيرة، نفذت قوات الأمن مرارا وتكرارا مداهمات على الشركات التي يعمل بها عمال مهاجرون.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن الذين حصلوا بالفعل على جوازات سفر روسية يتم تجنيدهم قسرا في كثير من الأحيان. ويتم وعد آخرين بعملية تجنيس أسهل إذا تم إرسالهم إلى الجبهة.

تطلع للمستقبل وسط القتال

بينما تواصل أوكرانيا مواجهة التحديات الهائلة التي تفرضها الحرب مع روسيا، تظل تطمح وتتطلع إلى المستقبل بإصرار.

وبينما تعاني من تبعات الحرب والدمار، تتبنى أوكرانيا رؤية طموحة تشمل إعادة بناء البنية التحتية وتحديثها باستخدام أحدث التقنيات الخضراء، مما يعزز قدرتها على تحمل الصعاب والنهوض من جديد.

ويقول السفير مارك جرين رئيس مركز ويلسون الأمريكي في تقرير نشره المركز، إنه في ظل قنابل ورصاص روسيا، تشير دراسة استقصائية حديثة إلى أن الأوكرانيين يتطلعون إلى مستقبل أقل فسادا وأكثر حيوية اقتصاديا.

ويضيف جرين أنه من الصعب تضخيم الأضرار والمعاناة التي تسببت فيها القوات الروسية (بدعم من إيران وكوريا الشمالية وغيرهما) للشعب الأوكراني على مدار أكثر من عامين، إذ أن الأرقام تكشف كل شىء .

فقد قتل عشرات الآلاف من الجنود الأوكرانيين، كما قتل أكثر من عشرة آلاف مدني وأصيب أكثر من 20 ألفا، وكان من بينهم 1885 طفلا، وتم اختطاف آلاف آخرين أو نقلهم بالقوة إلى روسيا.

ونزح 7ر3 مليون أوكراني داخليا، بجانب 5ر6 مليون شخص جرى تهجيرهم خارج البلاد. وهناك حوالي 6ر14 مليون شخص في حاجة إلى مساعدة إنسانية.

وتضرر أكثر من 465 مرفقا طبيا و 1072 مرفقا تعليميا أو تم تدميرها.

وتتناثر ألغام أرضية عبر أراضي أوكرانيا، تعادل مساحتها ما يعادل حجم ولاية فلوريدا، وقد أسفرت عن مقتل ما يقرب من ألف مدني. ويقول جرين إنه في رحلته الأخيرة في أنحاء أوكرانيا مع وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أعطى له كل شخص التقاه نفس الرسالة وهي: "قل لأمريكا إننا نشعر بالتعب، لكننا لسنا منهكين". ويرى أن هذا يظهر واضحا في كيفية استمرار جنودهم في المقاومة بقوة، حتى عندما تتسبب التأخيرات السياسية في الغرب في نقص الإمدادات العسكرية لديهم. ويمكن رؤية ذلك أيضا في كيفية تفكيرهم في المستقبل.

ويقول إن الفساد كان مشكلة كبيرة في أوكرانيا، كما كان في العديد من الدول التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي في وقت مضى. وفي السنوات القلائل الماضية، كان فشل أوكرانيا في تحقيق مؤشر الفساد الخاص يمؤسسة "تحدي الألفية" هو ما منع المؤسسة من التفاوض على اتفاق جديد مع البلاد. وألمح منتقدو المساعدات الأمريكية لأوكرانيا إلى أن المبالغ الضخمة من الدعم المادي والمالي المقدمة لأوكرانيا تشكل إغراء كبيرا للمسؤولين الفاسدين، نظرا لسجل الفساد السابق للبلاد. وفي النهاية، تعد أوكرانيا أكبر متلق للمساعدات الأمريكية في الخارج، وهو أمر يحدث لأول مرة لدولة أوروبية منذ خطة مارشال.

ولكن على الرغم من الخسائر المستمرة للحرب، والمساعدات التي تدخل البلاد، والحاجة الواضحة إلى قيام المسؤولين الأوكرانيين بنقل الموارد بسرعة، وجد استطلاع حديث للرأي أن المواطنين الأوكرانيين كشفوا عن إحراز تقدم في مكافحة الفساد. ووجد "المسح السنوي التاسع للبلديات الأوكرانية" ، الذي أجراه المعهد الجمهوري الدولي في أبريل ومايو 2024، أن 80% على الأقل ممن شملهم المسح قالوا إنهم لم يشعروا أبدا بأنهم ملزمون "بتقديم خدمة أو تقديم هدية أو دفع رشوة لمسؤول محلي للحصول على الخدمات"، وهذا تحسن كبير مقارنة بأرقام عام .2019

وفي حين أن الفساد لا يزال عالقا في أذهان المواطنين، حتى في خضم قتال القوات الروسية والإصلاحات المستمرة المتعلقة بالحرب، أطلقت سلطات إنفاذ القانون الأوكرانية تحقيقات فساد متعددة رفيعة المستوى مع المسؤولين الحكوميين. وفي بعض الحالات، دفعت هذه التحقيقات الرئيس زيلينسكي إلى إقالة العديد من أعضاء إدارته.

لكن رؤية المواطنين للمستقبل تتجاوز الفساد. وعندما سئلوا عن كيفية تعامل الحكومة مع إعادة الإعمار بعد الحرب، قال ثلاثة أرباعهم إنه يجب على القادة "تضمين تقنيات خضراء موفرة للطاقة وتحديث" البنية التحتية، حتى لو "استغرق الأمر وقتا أطول" لإكمالها. ووجد هذا الدعم القوي لنهج أكثر صبرا وتحديثا للبنية التحتية حتى في أجزاء من البلاد التي تلقت أشد الأضرار من القصف الروسي، مثل خاركيف.

ويخلص جرين إلى أن تعبير "متعبون، لكن غير منهكين" يعد سمة رائعة في دولة يجب أن تكون متعبة جدا من الحرب. وكانت هذه الحرب غير مبررة، وقد ألقى الروس بكل ثقلهم على الشعب الأوكراني. واقتبس قول وزير الخارجية بلينكن في مناسبات متعددة، بأن "هناك أدلة واضحة على الفظائع وجرائم الحرب". وقال إنه في الأسابيع الأخيرة، كانت هناك تقارير عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الأوكرانيين. ومع ذلك، فإنهم لا يقاتلون فقط، بل يخبرون قادتهم بتنفيذ السياسات والإصلاحات التي ستجعل أوكرانيا المستقبلية انتصارهم النهائي على طغيان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و"عدوانه".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

ترامب لم يدن الضربة الروسية على سومي الأوكرانية.. هكذا علق

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد الضربة التي خلّفت 34 قتيلا على الأقل في سومي بشمال شرق أوكرانيا، بأنها "مروّعة".

وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، "أعتقد أنه أمر فظيع. وقد قيل لي إنهم ارتكبوا خطأ. لكنني أعتقد أنه أمر مروّع".

وعندما طلب منه توضيح ما الذي يعنيه بقوله إن روسيا ارتكبت "خطأ"، قال ترامب: "لقد ارتكبوا خطأ. أعتقد... اسمعوا، عليكم أن تسألوهم".



وفي وقت سابق أعلن البيت الأبيض أن الضربة في مدينة سومي تشكّل "تذكيرا صارخا" بالحاجة إلى التفاوض من أجل إنهاء "هذه الحرب الرهيبة".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بريان هيوز في بيان إن "الهجوم الصاروخي على سومي اليوم هو تذكير واضح وصارخ بأن جهود الرئيس دونالد ترامب لمحاولة إنهاء هذه الحرب الرهيبة تأتي في وقت حاسم".

ولم يُلقِ ترامب ولا مجلس الأمن القومي الأمريكي اللوم على روسيا بعد هذه الضربة الصاروخية التي أثارت رد فعل غربيا غاضبا.

وفي تكرار للانتقادات المألوفة للرئيس السابق جو بايدن، أضاف ترامب: "تذكروا هذا: هذه حرب بايدن. أنا فقط أحاول إيقافها حتى نتمكن من إنقاذ الكثير من الأرواح".

وضربت الصواريخ الروسية عددا من السكان الذين تجمعوا لأداء الصلوات في الكنيسة الأحد في مدينة سومي شمال شرقي أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 34 شخصاً على الأقل في الهجوم الأكثر دموية في الصراع هذا العام.

وقال ترامب أيضا إنه التقى الأحد مع مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، الذي التقى مؤخرا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأجرى محادثات مع المسؤولين الإيرانيين في عمان.

وصرّح الرئيس الأمريكي قائلا عن ويتكوف: "كان لديه بعض الاجتماعات الجيدة في الشرق الأوسط وكان لديه أيضا اجتماعات جيدة لها علاقة بروسيا وأوكرانيا".

"استهداف اجتماع عسكري"
من جهتها أعلنت روسيا، الاثنين، أنها استهدفت اجتماعا لقادة الجيش الأوكراني بصاروخين باليستيين في سومي، واتهمت أوكرانيا باستخدام المدنيين "دروعا بشرية"، بعد إعلان كييف الأحد مقتل 34 شخصا على الأقل.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أطلقت صاروخين من طراز إسكندر "على مكان اجتماع هيئة الأركان"، مضيفة: "يواصل نظام كييف استخدام السكان الأوكرانيين كدروع بشرية، إذ يقيم منشآت عسكرية وينظم فعاليات بمشاركة جنود في قلب مدينة مكتظة بالسكان".

وأضافت وزارة الدفاع الروسية إن الضربة قتلت 60 جنديا أوكرانيا.



من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم الذي استهدف وسط سومي وقع "في يوم يذهب الناس إلى الكنيسة: أحد الشعانين... فقط الأوغاد يمكن أن يفعلوا ذلك".

وأعلنت خدمات الطوارئ الأوكرانية أن الصواريخ قتلت 34 شخصا، بينهم طفلان.

ونفى الكرملين استهداف مدنيين أو منطقة سكنية. وقال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف للصحافيين ردا على سؤال حول الضربة وتصريحات ترامب: "جيشنا لا يضرب إلا أهدافا عسكرية وأخرى ذات صلة بالجيش".

مقالات مشابهة

  • كالاس: يجب ممارسة أقصى الضغوط على روسيا لإنهاء حرب أوكرانيا
  • روسيا تحذر من التصعيد في أوكرانيا.. ما قصة صواريخ "تاوروس"؟
  • الاتحاد الأوروبي: الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا استمرار الضغوط على روسيا
  • الاتحاد الأوروبي: لإنهاء الحرب في أوكرانيا يجب استمرار الضغط على روسيا
  • ترامب لم يدن الضربة الروسية على سومي الأوكرانية.. هكذا علق
  • الكرملين: أبطال العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا سيشاركون في العرض العسكري بيوم النصر
  • مقاتلات F-16 المصرية تحاكي هجوما لاختبار أنظمة الدفاع الروسية في مناورات “جسر الصداقة”
  • مسئولة أوروبية تدعو إلى الضغط على روسيا لإنهاء الحرب الأوكرانية
  • الدفاع الروسية: أكثر من 175 عسكريًا خسائر القوات الأوكرانية على محور كورسك خلال 24 ساعة
  • روسيا: ترامب يفهم صراع أوكرانيا أكثر من أي زعيم أوروبي