الأسبوع:
2024-09-19@19:14:20 GMT

أهل زمان ( 2 )

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

أهل زمان ( 2 )

حكت لي ماماتي عن فترة الستينيات، والأزمات الطاحنة التي عاشها كل بيت مصري، ومعاناة توفير السلع الأساسية (سكر، زيت، صابون، شاي، دقيق.. إلخ)، وكانت الطوابير أمام المجمعات الاستهلاكية مشهدا معتادا يدل على وصول سيارة التموين وبالتالي توافر سلعة (فراخ، لحم، سكر.. )، وكانت السيدات الموظفات تقفن أمام الجمعية الاستهلاكية أثناء عودتهن من العمل للاستفسار عما يتوفر من سلع، وتسارع بالشراء خوفا من نفادها بالرغم من تحديد الكميات المسموح بها لكل مشترٍ، مثلا دجاجة واحدة، عدد 2 كيس سكر، وهكذا.

ومن المفارقات المضحكة أن في ذلك الزمن لم تكن رفاهية التغليف متوافرة، فلم تكن الأكياس أو الشنط صديقة البيئة قد ظهرت للوجود، وكان التغليف يتم في أكياس ورقية سميكة، ومع ضغط الزبائن يتغاضى الطرفان - البائع والمشتري - عن ذلك، فيكتفى الزبون بالحصول على مراده بلا تغليف إضافي، فيحمل كيس السكر، أو الدجاجة المجمدة في يده، وهنا تظهر قيمة شنط السيدات، فتحشر فيها كنزها الغذائي دون أن تبالي بأي ضرر قد يحدث لمحتويات الشنطة!!

كانت طبقات المجتمع متشابهة، وجميعها تعاني الأزمات اليومية ذاتها، ففي عصر ما قبل ظهور الـ "هايبر ماركت" لم يكن هناك مصدر آخر للشراء سوى الجمعية الاستهلاكية، والجميع مجبر على التعامل معها.

بالرغم من كل تلك الصعوبات المعيشية فإن الشعب المصري تحلى بالصبر وقوة التحمل، فقد حملت الستينيات - بجوار تلك الأزمات - حلما وطنيا بالحرية والمستقبل الأفضل، وفي سبيل تحقيق النهوض بالوطن وتأكيد سيادته تحمل المواطن المصري كثيرًا دون شكوى.

ما أشبه الليلة بالبارحة، رغم توافر كل السلع في وقتنا هذا فإن غلاء الأسعار قد اضطر المواطن المصري للاقتصاد في الشراء، والاستغناء عن بعض احتياجاته، والبحث عن بدائل أرخص سعرًا، والاقتصار على شراء السلع الضرورية التي لا غنى عنها، وما زال المواطن البسيط يتحمل ذلك في سبيل استقرار الوطن، وأملا في مستقبل أفضل لأبنائه.

أرجو من السادة المسئولين والجهات المعنية بهموم هذا الشعب إدراك أن المواطن المصري الكادح يستحق حياة أفضل مقابل كل ما بذل من تضحيات، وكل ما تحمل من صعوبات.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية تتابع حادث انقلاب سيارة تحمل مصريين في ليبيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتابع وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج حادث انقلاب السيارة الذى وقع فى مدينة درنة بليبيا أمس الأربعاء، والذى أسفر عن وفاة وإصابة عدد من المواطنين المصريين.

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية والهجرة، بأن الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وجه القطاع القنصلي بالوزارة والقنصلية العامة المصرية فى بنغازي بمتابعة الحادث عن كثب والتواصل مع السلطات الليبية المعنية فى هذا الشأن لتقديم كافة أوجه الرعاية للمصابين وضمان سرعة نقل الجثامين إلى أرض الوطن فور الانتهاء من الإجراءات اللازمة.

وتقدمت وزارة الخارجية والهجرة بخالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا، داعية المولى عز وجل أن يتغمدهم برحمته، ويلهم أسرهم الصبر والسلوان.

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية تتابع حادث انقلاب سيارة تحمل مصريين في ليبيا
  • طرح طبق البيض بـ 150 جنيهًا في المجمعات الاستهلاكية.. وبرلماني يعلق
  • طريقة عمل القرص الطرية مثل المخابز.. «بطعم وريحة زمان»
  • وصول الطائرة العسكرية العراقية التي تحمل مساعدات طبية الى لبنان
  • تحمل مواد طبية... وصول طائرة عسكرية عراقية الى مطار بيروت
  • سعر السكر في المجمعات الاستهلاكية اليوم الثلاثاء 17-9-2024
  • د.حماد عبدالله يكتب: رحم الله أيام "زمان" !!
  • الجلفة: 4 جرحى في حادث اصطدام سيارتين بالبيرين
  • فرنسا تحمل مليشيا الحوثي "مسؤولية كبيرة" عن التصعيد الإقليمي
  • إبراهيم عيسى: المواطن المصري "جبل" تحمل الأعباء والزيادات في أسعار المرافق