حكت لي ماماتي عن فترة الستينيات، والأزمات الطاحنة التي عاشها كل بيت مصري، ومعاناة توفير السلع الأساسية (سكر، زيت، صابون، شاي، دقيق.. إلخ)، وكانت الطوابير أمام المجمعات الاستهلاكية مشهدا معتادا يدل على وصول سيارة التموين وبالتالي توافر سلعة (فراخ، لحم، سكر.. )، وكانت السيدات الموظفات تقفن أمام الجمعية الاستهلاكية أثناء عودتهن من العمل للاستفسار عما يتوفر من سلع، وتسارع بالشراء خوفا من نفادها بالرغم من تحديد الكميات المسموح بها لكل مشترٍ، مثلا دجاجة واحدة، عدد 2 كيس سكر، وهكذا.
ومن المفارقات المضحكة أن في ذلك الزمن لم تكن رفاهية التغليف متوافرة، فلم تكن الأكياس أو الشنط صديقة البيئة قد ظهرت للوجود، وكان التغليف يتم في أكياس ورقية سميكة، ومع ضغط الزبائن يتغاضى الطرفان - البائع والمشتري - عن ذلك، فيكتفى الزبون بالحصول على مراده بلا تغليف إضافي، فيحمل كيس السكر، أو الدجاجة المجمدة في يده، وهنا تظهر قيمة شنط السيدات، فتحشر فيها كنزها الغذائي دون أن تبالي بأي ضرر قد يحدث لمحتويات الشنطة!!
كانت طبقات المجتمع متشابهة، وجميعها تعاني الأزمات اليومية ذاتها، ففي عصر ما قبل ظهور الـ "هايبر ماركت" لم يكن هناك مصدر آخر للشراء سوى الجمعية الاستهلاكية، والجميع مجبر على التعامل معها.
بالرغم من كل تلك الصعوبات المعيشية فإن الشعب المصري تحلى بالصبر وقوة التحمل، فقد حملت الستينيات - بجوار تلك الأزمات - حلما وطنيا بالحرية والمستقبل الأفضل، وفي سبيل تحقيق النهوض بالوطن وتأكيد سيادته تحمل المواطن المصري كثيرًا دون شكوى.
ما أشبه الليلة بالبارحة، رغم توافر كل السلع في وقتنا هذا فإن غلاء الأسعار قد اضطر المواطن المصري للاقتصاد في الشراء، والاستغناء عن بعض احتياجاته، والبحث عن بدائل أرخص سعرًا، والاقتصار على شراء السلع الضرورية التي لا غنى عنها، وما زال المواطن البسيط يتحمل ذلك في سبيل استقرار الوطن، وأملا في مستقبل أفضل لأبنائه.
أرجو من السادة المسئولين والجهات المعنية بهموم هذا الشعب إدراك أن المواطن المصري الكادح يستحق حياة أفضل مقابل كل ما بذل من تضحيات، وكل ما تحمل من صعوبات.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
تأجيل استئناف المتهم بقتل شقيقة زوجته على حكم إعدامه
قررت محكمة جنايات القاهرة المستأنفة، تأجيل استئناف المتهم بقتل شقيقة زوجته والشروع فى قتل زوجته بسبب شكه فى سلوكها على حكم اعدامه شنقًا بإجماع الآراء، لجلسة 19 نوفمبر الجاري.
كانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار وائل زهران وعضوية المستشارين جابر الجزار محمود رشدان وعبدالله الله سلام، قضت سابقًا بمعاقبة المتهم بالإعدام شنقا.
وترافع أحمد مروان ممثل النيابة العامة، أمام هيئة المحكمة وطالب بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم لقتله المجنى عليها عمدًا مع سبق الإصرار، وأن المتهم بيت النية وعقد العزم على إزهاق روحها.
تعود أحداث الواقعة عندما تمكنت الأجهزة الأمنية بالقاهرة من ضبط شخص لتعديه على زوجته وشقيقتها بسلاح أبيض وإحداث إصابتهما التى أودت بحياة إحداهما بمنطقة عابدين.
البداية عندما تبلغ لقسم شرطة عابدين بمديرية أمن القاهرة بلاغا بتواجد أحد الأشخاص ممسكاً بيده سلاح أبيض "سكين" وفى حالة هياج أمام أحد العقارات بدائرة القسم.
بالانتقال والفحص تم السيطرة على المتهم وضبطه، وتبين أنه "يحمل جنسية إحدى الدول" مقيم بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، وبحوزته سلاح أبيض "سكين" وتبين أنه نظراً لوجود خلافات زوجيه بينه وبين زوجته "مالكة مطعم "تحمل ذات الجنسية" مـصابة بجروح وسحجات متفرقة بالجســـم، حضر لمحل عملها وأثناء معاتبتها حدثت بينهمـــا مشادة كلامية تدخلت على إثرها شقيقتها "تحمل ذات الجنسية" تطورت لمشاجرة تعدى خلالها عليهما بإستخدام السلاح المضبوط بحوزته مُحدثاً إصابتهما والتى أودت بحياة شقيقة زوجته.