يونيو 27, 2024آخر تحديث: يونيو 27, 2024

محمد حسن الساعدي

بات التأثير الذي سيولده طريق التنمية واقعاً على البلدان الجارة للعراق بالتساوي مع الدول العظمى على حد سواء، حيث سيؤثر بصورة سلبية على ديناميكية القوة والتأثير بين العراق والجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ بدأت هذه الدول بالتنافس على شبكات النقل على الطريق التنموي حيث ستحظى إيران بموقع استراتيجي مهم يتيح لها أن تسيطر على شبكة النقليات(السكك الحديدية) ولكن وسط العقبات السياسية والتحديات التي تتعرض لها منطقة الشرق الاوسط، والعقوبات الدولية تجاه طهران تجعل العراق يحظى بفرصة أكبر وأهم من إيران لربط هذا المشروع مع العالم.

يبرز العراق بسرعة كبديل عن إيران كونه مجهز بأحداث المنشآت الحيوية كميناء الفاو والذي سيسمح للعراق بأن يصبح واجهة رئيسية للسلع الدولية، وعلى الرغم من كون العراق وإيران ليسوا الاعبان الاساسيان في إعادة تشكيل البيئة اللوجستية في الخليج، إذ أدى التنافس المتزايد بين تركيا وإيران الى دعم أنقرة علناً لميناء الفاو مما يقوض بشكل مباشر هيمنة إيران على حركة الملاحة في الخليج.

مشروع التنمية يهدف الى تحويل الاتصال الاقليمي والخدمات اللوجستية من خلال رفض طرق التجارة القائمة مثل مبادرة الحزام والطريق الصيني وكذلك الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الاوسط واوربا لصالح علاقات اقتصادية وتجارية بين العالم ودول المنطقة، ولقد أبدت دول مجلس التعاون الخليجي مقل قطر والامارات رغبتها الشديدة في الانضمام الى هذا الطريق، وقدمت كل الامكانيات اللوجستية والمالية من أجل إنجاح هذا المشروع الحيوي الذي سيساهم بشكل مباشر في إبراز طريق التنمية الدولي أمام المبادرات الاخرى، وترسيخ مكانته كمركز عبو أقليمي يهدف الى إظهار المنطقة عموماً والعراق تحديداً أهميته الاستراتيجية للتجارة العالمية.

بالرغم من المعطيات على الارض والتي تؤكد أهمية العراق بان يكون موقع استراتيجي للطريق إلا أن هناك عدة عوامل تعيق طموحات العراق بدءاً من البنية التحتية التي تحتاج الى نهضة تنموية بالإضافة الى طرق النقل المتهرئة والتي لا تقارن بطرق النقل الاقليمية الحالية كتركيا والامارات، ولعل الامر الاهم هو التنافس الجيوسياسي بين الصين والولايات المتحدة، حيث سعت واشنطن الى إقامة علاقات وثيقة مع السعودية وذلك من أجل إيجاد التوازن المطلوب في المنطقة.

ربما سيجد العراق صعوبة في تنمية اقتصاده وسط لعبة الشد والجذب الذي تمارسه القوى المتصارعة، إذ سيحتاج الى التفاوض على كل العقبات التي ستعترض طريق التنمية، كما هو الحال بالنسبة لإقليم كردستان وطبيعة الجغرافيا ووعورة الجبال الأمر الذي من شأنه إطالة الاطر الزمنية للمشروع وربما ارتفاع تكاليف أنشاءه، وعلى فرض استبعاد أقيم كردستان فأنه قد يثير تساؤلات كثيرة ومهمة عن اهمية الرسائل السياسية للمشروع وتداعياته الاقتصادية، وبنفس الوقت يجده الاكراد تحايل على حكومة الاقليم ومعاقبة للأكراد واسترضاء للأتراك.

على الرغم من كون طريق التنمية ما زال في بداياته إلا أنه يمثل فرصة كبيرة الفوائد ويواجه مجموعة من التحديات الشديدة المحتملة والتي يمكن أن تعق نجاحه، لأن المشروع يتطلب ضخ اموال كبيرة لكي ينجح وأن مشاركة الدول المجاورة للعراق وخاصة تركيا أمر بالغ الاهمية لنجاح هذا المشروع، وان على العراق أن يعالج الاضطرابات السياسية والقضايا الامنية التي لاتزال تشكل عائقاً أمام إنشاءه، الاضافة الى محاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة كافة، مما يحتاج الى تغييرات شاملة تعزز المساءلة وتحسن الشفافية وتعزز انظمة الحكم في البلاد.

 

 

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: طریق التنمیة

إقرأ أيضاً:

بين مطرقة الصد وسندان الرغبة في الإستقرار.. أي طريق أسلكه؟

سيدتي، أتمنى أن تجدك رسالتي هاته وأنت في أحسن الأحوال، ويروق لي اليوم أن أكون من الحائرين الذين أبوا إلا أن يطرقوا أبواب صرح ركن قلوب حائرة عبر موقع النهار أونلاين. وأتمنى أن أجد ردا يعيدي إليّ إعتباري.

سيدتي، أنا إنسانة مجروحة بسبب زوجي، الرجل الذي خلته رفيقا لدربي ومرفأ أمان لقلبي.

لا تعيبي عليّ سذاجتي سيدتي، فهي والله شاهد على ما أقوله نابعة من حسن نيتي وصفاء سريرتي.

فأنا شابة في مقتبل العمر، إرتبطت على الطريقة التقليدية، وأنا أكن لزوجي كبير الإحترام والتقدير. اعشقه وأحبه لدرجة لا يمكن تصورها، وإن كان على ما يشعره تجاهيـ. فلا أخفيكم ان البرود أكثر ما يمارسه عليّ منذ إرتباطي به.

أحيانا أخاله قد تزوج بي فقط ليرضي والديه، وحتى لا تنتزع منه عديد المزايا التي منحه له والداه. والتي تعد في مجملها رصيدا معتبرا في البنك وحرية لا تنتهي.

لا وجود لأدنى مشاعرالمحبة بيننا، ولا حساب لكياني الذي يشبه العدم أمام زوج. لا أذكر أنني خضت معه يوما دردشة أو جلسة ليتقرب مني فيها. أو حتى ليتعرف على شخصيتي التي متأكدة أنا من أنها لا تشدّ إنتباهه بالمرة.

وبالرغم من كل هذا فأنا متيمة أنا بزوجي لدرجة يحسبني فيها الجميع غبية منكسرة خانعة. فأنا لم أفاتحه يوما فيما يؤلمني مخافة أن ينقلب عليّ.

كما أنني أتلقى أيضا إلتماسات الإعتذار من والديه اللذان يبجّلان ما أقوم به تجاهه من خدمة تشبه خدمة الجارية لسيدها.

شاكرين لي حسن بقائي بينهم وحفاظي على صورتهم وكيانهم أمام معارفهم وأقربائهم.

أحس بأنني ألغي شخصيتي وعنفوان قلبي أمام هذا الإنسان الذي لا يربطني به سوى اللقب الذي منحني إياه والذي أسعى جاهدة لصونه والحفاظ عليه.

لا أريد سيدتي أن أحاسبه حيث أنه يحيا حياته بالطول والعرض ويمارس أهواءه وطيشه بلا حسيب أو رقيب فقط حتى لا يتخذ قرار ركني على الرف وألتحق بركب المطلقات.

فهل يعقل هذا؟ هل يعقل أن أقايض سعادتي التي كنت أتوق أن أعانقها فقط حتى لا ابتعد عمن هو اليوم مثل الجلاد؟. أنيريني سيدتي بالله عليك، فلم يعد في قلبي صبر لما يحدث.

أختكم ف.لبنى من الوسط الجزائري.

الرد:

لا يوجد ما هو أصعب على المرء من أن لا يجد تقديرا ممّن يكن لهم كل الحب والإحترام. وإن كان الأمر اشدّ وطأة حين يتعلق الأمر بالزوجين. أدرك كثيرا حجم ما تعانيه من هم وغلب بنيتي.

فأنت ضحية شخص لم يمنح نفسه فرصة أن يتغلغل إلى غياهب قلبك الطيب حتى يمنحك ما تستتحقينه من رعاية ومودة.

أدرك أن حجم الخيبة التي تعانين منها كبير ومرير، لكنني أعيب عليك تركك الحبل على الغالب لشاب أحسبه مستهترا يقايض حبك بالسفالة والصّد.

كان عليك منذ البدء أن تنتفضي بذكاء وبلا صخب لكرامتك التي تهدر يوميا بتصرفات تعكس عدم إحترام هذا الزوج لقدسية ما بينك وبينه.

حيث يمكنه أن يحيا مثلما يريد وهو معك وليس مع أصدقاء قد يشحنونه بدورهم ضد. ويجعلونه يضعهم في خانة الأولويات في حين يضعك أنت في خانة الأمور التي لا فائدة منها.

أدعوك أيضا أن تقحمي حماك وحماتك فيما تكابدينه من همّ على يد إبنهم الذي أرادوا له صلاح الحال على يديك.

فلما لم يكن الأمر مثلما إشتهوا فمثّلوا عليك دور الممتنين الشاكرين لصبرك الذي سرعان ما سينفذ عندما ستستفيقين من غيبوبة الغفلة.

من حقك أن تعرفي محلك من الإعراب في حياة رجل قد تكون له خليلة يحيا معها الحب والهيام. وحليلة يمارس عليها التجاهل والتناسي.

ثم دعيني أذكرك أنك ستدفعين ثمن ما سكتت عنه غالياـ وستفقدين ثقتك في نفسك. وسترخصين قلبك أمام من لم أحس انك سعيدة إلى جانبه قط.

تخافين المواجهة فقط حتى لا تلتحقي بركب المطلقات، وتتجرعين ألم الخيبة فقط حتى لا تؤلمي من حولك. وأنت تسجنين قلبك وكل حياتك سجنا مؤبدا بسبب زوج هو من أجرم في حقك.

ردت: س.بوزيدي.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • إيران تبحث مع العراق توفير رفاه زوار الأربعينية: نعمل لحل كل المشاكل
  • السوداني: العراق تمكن من مواجهة التحديات التي حصلت في المنطقة
  • WSJ: هذه هي التحديات التي تواجه حكام سوريا الجدد
  • بلقاسم حفتر يدشن مشروع ازدواج طريق طبرق – امساعد
  • مراد.. توجيهات الرئيس تبون تشكل خارطة طريق لتعزيز وتيرة التنمية المحلية
  • بادى يستمع لتنوير حول التحديات التي تواجه مسيرة الإستقرار بالمنطقة الغربية
  • قوة الردع اليمني..الأسطورة التي هزمت المشروع الأمريكي
  • رئيس الوزراء يستعرض عددا من التحديات التي تواجه بعض المستثمرين وسبل حلها
  • وزير الإسكان يلتقى مجموعة من المطورين العقاريين لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع العقاري وبحث فرص التعاون المشترك
  • بين مطرقة الصد وسندان الرغبة في الإستقرار.. أي طريق أسلكه؟