أعلن حزب الله اللبناني قصف أهداف عسكرية إسرائيلية، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 6 من جنوده على الحدود مع لبنان، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن بإمكان إسرائيل إعادة لبنان إلى العصر الحجري، لكنها لا تسعى للحرب مع حزب الله.

وقال حزب الله إن مقاتليه هاجموا 6 أهداف إسرائيلية قبالة الحدود، وفي مزارع شبعا المحتلة، كما استهدفوا مبانيَ يستخدمها جنود إسرائيليون في مستوطنات المطلة وأفيفيم وايفن مناحم، ما ‏أدى إلى اشتعال النيران فيها، وسقوط من بداخلها بين قتيل وجريح.

وبالمقابل، شنت الطائرات الإسرائيلية غارة على بلدة عيترون، في جنوب لبنان.

وكان جيش الاحتلال قد قصف بلدات كفرشوبا والخيام وعيتا الشعب، كما شنت طائرات إسرائيلية الليلة الماضية غارة على مدينة النبطية، جنوبي لبنان.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصدر أمني قوله إن تلك الغارة استهدفت مبنى وسط المدينة، ما أدى لتدميره وإلحاق أضرار بالمنازل المجاورة، وإصابة 5 أشخاص على الأقل.

وقد حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن الجيش قادر على إعادة لبنان إلى "العصر الحجري"، لكنه أكد أن تل أبيب تفضل الحل الدبلوماسي، وهو ما لم يستبعده مصدر أمني لهيئة البث الإسرائيلية.

وقال غالانت، في ختام زيارته إلى واشنطن أمس الأربعاء، إن إسرائيل "لا تريد حربا" على حزب الله، لكن بإمكانها أن تلحق "ضررا جسيما" في لبنان إذا ما أخفقت الجهود الدبلوماسية.

وأوضح غالانت للصحفيين، في نهاية الزيارة، التي استمرت أياما عدّة، "لا نريد الحرب، لكنّنا نستعد لكل السيناريوهات"، وأضاف أن "حزب الله يدرك جيدا أنّنا قادرون على إلحاق أضرار جسيمة في لبنان إذا اندلعت حرب".

نقل قوات وتدريبات

وفي السياق ذاته، يواصل الجيش الإسرائيلي استعداداته لحرب محتملة مع لبنان بنقل قوات إلى الشمال، وإجراء تدريبات قتالية، في ظل تصعيد حزب الله عملياته العسكرية ضد أهداف إسرائيلية على وقع الحرب في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قيادة المنطقة الشمالية تواصل الاستعداد والتدريب على سيناريوهات مختلفة، لتعزيز الجهوزية في الجبهة الشمالية عند الحدود اللبنانية.

وأضاف الجيش، في بيان، أن قوات تابعة للواء غولاني تعمل في منطقة مزارع شبعا وجبل الشيخ في الجولان، أنهت تدريبات عسكرية خلال الأسبوع الماضي، تحاكي مواجهة تهديدات مختلفة.

وبدورها، قالت القناة 12 الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي بدأ بنقل قواته إلى الشمال، في إشارة إلى الحدود مع لبنان.

وأضافت أن إسرائيل ورغم أنها ما زالت تحاول التوصل إلى اتفاق مع لبنان يسمح لسكان الحدود الشمالية بالعودة إلى منازلهم، فإن المستويات السياسية والعسكرية تستعد للخيار الثاني، في إشارة إلى الحرب.

وذكرت أن القيادة الشمالية تستوعب الجنود القادمين من الجبهة الجنوبية (غزة)، وأجرت تدريبات مكثفة تشمل الاستعدادات لسيناريوهات القتال في مناطق معقدة وجبلية ومبنية.

ورغم ذلك، نقلت "إسرائيل هيوم" عن مراقب الدولة، في رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ليست مستعدة للحرب في الشمال.

وأضافت نقلا عن مراقب الدولة أن "وزيري الدفاع والداخلية يتجادلان، ولسنا مستعدين لإجلاء السكان في حال نشوب حرب".

وأشار إلى أنه "لا مجال لحالة عدم التوافق التي استمرت فترة طويلة"، مشددا على أن هناك حاجة لعمل موحد ومنظم.

قلق فرنسي

من ناحية أخرى، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الخميس، إن باريس تشعر بقلق بالغ إزاء خطورة الوضع في لبنان، ودعت الطرفين إلى ممارسة ضبط النفس.

وفي الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، ما أثار مخاوف لدى القوى الغربية من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إعلان الجيش الإسرائيلي قبل أكثر من أسبوع المصادقة على خطط عملياتية لهجوم واسع على لبنان.

وتقول الفصائل، التي تشتبك مع الجيش الإسرائيلي من لبنان، إنها تتضامن مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر لحرب إسرائيلية بدعم أميركي مطلق.

وحتى الخميس، أسفرت الحرب على غزة عن أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی حزب الله مع لبنان

إقرأ أيضاً:

دراسة إسرائيلية: قوتنا العسكرية تتلاشى والحرب مع لبنان كارثية

حذرت دراسة -أعدها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في جامعة تل أبيب- من مخاطر الدخول في مواجهة عسكرية شاملة مع حزب الله، مؤكدة أن بقاء إسرائيل بوصفها قوة إقليمية أصبح موضع شك وصورتها كدولة قوية عسكريا تتلاشى.

وشكك اللواء احتياط تامير هيمان رئيس المعهد والرئيس السابق المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) -في مقال يلخص الدراسة- في جدوى توسيع إسرائيل الحرب في لبنان، قائلا إن "التحرك في الشمال قبل حسم الحرب في غزة أمر غير مرغوب، وقد يؤدي إلى تشتيت الجهود وإلى حرب استنزاف طويلة".

وأكد أن الحرب في غزة تسببت في أن تواجه إسرائيل تهديدا بعزلة دولية واسعة، بعد أن بات الكثير في الساحة الدولية ينظرون إليها على غرار روسيا بوصفها الجانب العدواني والعنيف.

وأضاف هيمان أن حزب الله لديه البنية التحتية والقدرات العسكرية لخوض حرب طويلة جداً ربما تستمر عدة أشهر، يُلحق خلالها أضراراً جسيمة بإسرائيل، الأمر الذي سيؤثر على استمرارية العمل والاقتصاد وقدرة أي إسرائيلي على القيام بعمل ما.

وتتوقع الدراسة أن يطلق حزب الله آلاف الصواريخ والقذائف بشكل يومي ولفترة طويلة في حال اندلاع حرب شاملة، لافتا إلى أنه لن يكون بالإمكان اعتراضها كلها، خصوصًا وأنها ستطلق من مناطق أخرى بينها إيران والعراق وسوريا واليمن، وهذا خطر عسكري ومدني لم تشهد إسرائيل مثيلا له.

نصائح الحرب

وفي حال أصرت الحكومة الإسرائيلية على الدخول في حرب شاملة مع حزب الله، قال هيمان إن "عليها أن تحدد بشكل واضح كيف ستنتهي، وأن تتعلم من دروس الحرب في غزة، والتي تم التخطيط لها باعتبارها حربا طويلة، وهذا يتعارض مع مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي".

واقترحت الدراسة الإسرائيلية التوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد في قطاع غزة، وإطلاق المحتجزين وفقاً لخطة الرئيس الأميركي جو بايدن، الأمر الذي سيتيح وقف النار في الشمال، وتعزيز فرص التوصل لتسوية سياسية مع حزب الله بوساطة دولية.

وأردف قائلا "أما إذا اندلعت حرب شاملة ضد حزب الله، فمن الأفضل لإسرائيل أن تخوضها وتصممها، بحيث تكون قصيرة ومحدودة إقليمياً بقدر الإمكان، على أمل أن تتسبب بأقل قدر من الضرر المادي والمعنوي بالجبهة الداخلية الإسرائيلية".

وشدد على ضرورة إشراك الجمهور الإسرائيلي بأهداف الحرب، وكذلك المخاطر التي تنتظرهم، والاستعدادات اللازمة لمثل هذه الحرب، وتنسيق التوقعات معهم، مؤكدا أنه حتى الآن، لم يتم اتخاذ أيّ خطوات في اتجاه إعداد الجمهور لهذا السيناريو.

وفي الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أسبوع المصادقة على خطط عملياتية لـ"هجوم واسع" على جنوب لبنان.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان -أبرزها حزب الله- قصفا يوميا مع الجيش الإسرائيلي عبر "الخط الأزرق" الفاصل، خلّف المئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

ويرهن حزب الله وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.

مقالات مشابهة

  • غالانت: سنقرر قريبا كيفية إعادة سكان الشمال إما بالقوة أو عبر اتفاق
  • دراسة إسرائيلية: قوتنا العسكرية تتلاشى والحرب مع لبنان كارثية
  • مقتل عنصر من حزب الله بغارة إسرائيلية على حولا جنوبي لبنان
  • قصف متبادل بين حزب الله وإسرائيل وقوات أميركية تصل البحر المتوسط
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه "أهدافا مسلحة" لـ"حزب الله" جنوبي لبنان
  • غارة إسرائيلية تستهدف بلدة حداثا جنوب لبنان
  • مراسلنا: غارة إسرائيلية تستهدف دراجة نارية في البقاع الغربي
  • نذر حرب مع لبنان.. الاحتلال ينقل قوات إضافية والمستشفيات تستعد
  • «القاهرة الإخبارية»: الجيش الإسرائيلي يبدأ ينقل قواته إلى الحدود مع لبنان