في الوقت الذي تتواصل فيه الجبهة الشمالية بالاشتعال، والتهديد الاسرائيلي بمهاجمة لبنان، ظهر فجأة على السطح تلويح الاحتلال بإمكانية ممارسة مزيد من الضغوط السياسية والعسكرية على النظام السوري كي يقوم بدوره بمنع حزب الله من تنفيذ هجوم محتمل على دولة الاحتلال.

وترى أوساط الاحتلال ذلك عنصر المفاجأة والخدعة التي قد تساعد بشكل كبير في منع الحرب المتوقعة على الحدود الشمالية.



الجنرال عاميت ياغور نائب الرئيس السابق للساحة الفلسطينية في قسم التخطيط بجيش الاحتلال، واستخبارات سلاح البحرية، ذكر أن "شيئا ما حصل في الجبهة الشمالية يتمثل فيما شهدته الأيام الأخيرة من انخفاض بنسبة 50 في المائة في هجمات حزب الله، فيما يستمر جيش الاحتلال في الهجوم على لبنان، بجانب استمرار الضغط السياسي على الحزب، وتكثيف الوساطات الدولية، التي وجدت طريقها في تصريح رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بالقول أنه لا يجب جعل لبنان مشهدا لتصفية النزاعات المسلحة في المنطقة، وعدم توريطه في حروب لا نهاية لها".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "أحداث الأيام الأخيرة يعني بدء الاحتلال بالحديث بلغة الحزب نفسه، توطئة لمنع اندلاع الحرب في الشمال، وفي الوقت نفسه الوصول إلى ترتيب ينهي حرب الاستنزاف الثنائية، بالتزامن مع تهديده لقبرص بشكل صريح من مغبة مساعدتها للاحتلال في أي حرب قد يشنها على لبنان، مع العلم أنه لا يجب على إسرائيل أن تنسى في غمرة رؤيتها لتبعية الحزب الكاملة لإيران أن هناك طرفا ثالثا في هذه المعادلة وهو سوريا".



وأشار إلى أن "خصائص السلوك الإسرائيلي ضد سوريا خلال الحرب تظهر أنها اتبعت استراتيجية مختلفة, صحيح أن الجيش السوري لا يطلق النار ضد إسرائيل، لكن نظام الأسد يشكل أحد أهم مصالح إيران وحزب الله في اليوم التالي، فدمشق هي بمثابة محور فيلادلفيا بين غزة وسيناء، وأنبوب الأكسجين الذي يزود الحزب بالأسلحة من الشمال".

وأكد أن "كل شخص عادي يعرف أن سوريا اليوم طرف عسكري ثانوي، وقدراتها محدودة نسبيا، بعد الحرب الأهلية التي تورطت فيها، وليست إضافة مهمة للقائمة الموسعة من الأعداء على حدود الاحتلال، مما قد يدفعه لاستخدامها كبطاقة لإنشاء الردع لمنع التصعيد على الجبهة الشمالية، وإعادة تصميم "اليوم التالي".

وأوضح أنه "يجب على دولة الاحتلال أن تربط دمشق بالمعادلة الشمالية من خلال تهديد موثوق به لنظام الأسد في أي سيناريو للحرب في الساحة الشمالية، والتوضيح له أنه لن ينجو من هذه الحرب، الأمر الذي سيدفعه لاتخاذ خطوات ضرورية بطريقة من شأنها حماية مصالحه الأمنية والاستراتيجية، وهذه توصية مرفوعة بشدة لصناع القرار في دولة الاحتلال للنظر فيها لمنع اندلاع حرب واسعة عبر عدة جبهات، وهذه مصلحة إسرائيلية لتصميم المساحة القتالية بشكل مختلف، وعزل لبنان عن التأثير الإيراني المباشر".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية لبنان الاحتلال حزب الله سوريا سوريا لبنان حزب الله الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل تعود الحرب بعد هدنة الستين؟

السؤال الابرز الذي تطرح الاوساط الشعبية وتحديدا في بيئة "حزب الله" هو: هل تعود الحرب بعد انتهاء مهلة الستين يوماً؟ على اعتبار ان بعض الظروف الحالية توحي بأن امكانية اشتعال المعارك واردة في ظل استمرار الجيش الاسرائيلي بخرق الهدنة واحتلال قرى ومناطق داخل الحدود اللبنانية وهذا ما سيفتح الباب امام تطورات دراماتيكية ممكنة.

وفق سيناريو متخيل، لمح له الامين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بالقول بأن الرد او الصبر ليس مرتبطا بالايام الستين، وعليه قد يقرر الحزب بعد انتهاء الهدنة العودة الى العمليات ضد قوات الاحتلال ما يشعل الحرب ويعيد المعارك الى سابق عهدها خصوصا ان الحرب في المنطقة لم تنته بعد وشهية رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لا تزال مفتوحة.

َلكن هل من مصلحة اسرائيل اصلا فتح حرب من جديد؟ لا يبدو ان تل ابيب تستسهل اعادة فتح الحرب مع لبنان اولا، لان المعركة التي نفذتها تل ابيب حققت جزءا كبيرا من أهدافها ما يعني انه لم يعد هناك ما يمكن تحقيقه، بل على العكس قد يتمكن الحزب من ايلام اسرائيل في اي معركة مقبلة ما يعيد خلط الأوراق وهذا ما لا يريده احد.

اضافة الى ذلك، صحيح ان نتنياهو يفضل استمرار اشتعال الجبهات، لكن هذا لا يشمل جبهة لبنان وهو يستطيع تحقيق هذا الهدف في غزة اولا، والتي لا يريد ايقاف الحرب فيها، وفي الحرب مع اليمن وربما مع ايران، وعليه فهو ليس بحاجة لخوض حرب جديدة تعيد تهجير المستوطنين.


حتى بالمعيار الدولي، وبغض النظر عن كل التحليلات التي تتحدث عن سياسة ترامب في الشرق الاوسط، هناك قرار بإستقرار لبنان وعدم توسع الحرب في المنطقة، وعليه بعد دخول ترامب الى البيت الابيض لن يعود من السهل على نتنياهو فتح اي معركة مع لبنان، وهذا ينطبق على التطورات السورية التي لم تؤثر حتما علي الساحة اللبنانية.

كذلك فإن "حزب الله" لا يريد العودة الى الحرب وهو لاجل ذلك يتحمل الكثير من التجاوزات الاسرائيلية ومستعد للعودة البطيئة الى مستويات الردع السابقة بدل اعادة فتح اشتباك مباشر مع اسرائيل لذلك، باتت احتمالات الحرب مستبعدة جدا حتى بعد انتهاء مهلة الستين يوما، وحتى لو لم تلتزم اسرائيل بوقف اطلاق النار بشكل حاسم وكامل، وهذا سيدخل لبنان بمرحلة طويلة من الاستقرار وان بشكل تدريجي.. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • إحباط هجوم مسلح على مركز أمني جنوب شرق إيران
  • خياران أمام حزب الله: مالهما وما عليهما
  • مقتل 4 فلسطينيين جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة
  • لمنع عودة حزب الله..ليبرمان يطالب بمنطقة عازلة في جنوب لبنان
  • كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً باتجاه بحر اليابان
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: إطلاق 3 صواريخ من قطاع غزة
  • هل تعود الحرب بعد هدنة الستين؟
  • من حافظ إلى بشار الأسد.. هكذا سقط النظام السوري في لبنان أيضا
  • حزب الله يتجاهل خروجه من سوريا!
  • عاجل - إسرائيل تكشف خطة اغتيال حسن نصر الله: استهداف القيادات وشل قدرات حزب الله