مصر.. محللون يوضحون لـRT دلالات طرد العارضة الإسرائيلية شاي زانكو من الفندق
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
كشف محللون سياسيون عن أسباب فشل إسرائيل في كسب أي تعاطف تجاههم من المصريين، مشيرين في الوقت ذاته إلى الأسباب التي تؤكد الرفض الشعبي الواسع لمسألة التطبيع مع تل أبيب.
وأثارت واقعة طرد عارضة أزياء إسرائيلية من فندق مصري ردود أفعال واسعة النطاق في مصر، حيث أيدت جميعها موقف إدارة الفندق التي طردت العارضة، فيما أوضح ثلاثة محللين مصريون أسباب هذا الرفض الشعبي.
رفعت: طرد العارضةهو الموقف الطبيعي لأي مصري
وقال المحلل السياسي أحمد رفعت لـRT إن "خبر طرد العارضة أثار إعجابنا وتقديرنا منذ نشره عند الصباح رغم عدم ذكر اسم الفندق، وهذا أولا.. وثانيا مصر والشعب المصري يعرفون أصول الضيافة وحسن معاملة غير المصريين، بل يشهد العالم بذلك وبطيبة شعبنا حتى أننا لوحدنا لدينا 10% تقريبا ممن تركوا بلدانهم بسبب حروبها وأحداثها ولذلك لا علاقة للأمر بأي سبب يخص حسن الضيافة أو معاملة السائحين أو بمعاملة غير المصريين، ولا له علاقة بإدارة الفنادق إدارة صحيحة ولا في الأمر أي سبب من ذلك".
وأضاف: "نحن أمام سببين لا ثالث لهما: الأول الموقف الطبيعي لأي مصري أو عربي أو مسلم أو مسيحي من أي إسرائيلي ينتهك حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية يوميا.. سواء المسجد الأقصى أو الكنائس.. ويوميا يقتلون ويعتقلون ويعتدون ويصادرون أموال وأملاك، والرد الفوري هو طرد كل من له علاقة بهذا الكيان وهذا الإجرام.. الثاني: أن تكون إدارة الفندق خشيت من وقوع اعتداء على المذكورة لو عرف البعض بوجودها في الفندق.. ربما يوجد نزلاء عرب أو غير عرب.. العداء مع إسرائيل صار دوليا!! ربما مواطن من فنزويلا أو من كوبا أو من جنوب إفريقيا يسوؤه إن رآها !!".
إقرأ المزيد زاهي حواس: إلغاء حفل ترافيس سكوت في مصر مصيبةوأكد رفعت أن "تهمة العداء للسامية التي تهوش بها "تشرب ميتها".. لا قيمة لها ولا معنى والحمد لله أن أجهزتنا الوطنية ألغت الحفل المذكور وأراحتنا من صداع كبير!".
سيف الدولة: بالغ الدلالة رغم اتفاقية السلام منذ 44 عاما
من جانبه، قال الباحث في الشؤون الصهيونية محمد سيف الدولة: "قد يبدو للبعض أنه حدث صغير لا يستحق التوقف أو التعليق، ولكنه في الحقيقة حدث بالغ الدلالة عن موقف الشعب المصرى الرافض للتطبيع رغم توقيع السلطة المصرية لاتفاقية سلام مع إسرائيل منذ 44 عاما".
وأردف: "في كل برهة قصيرة، يخرج حدث تلقائي يثبت ويؤكد أنه لن يكون هناك قبول أو تطبيع شعبي مصري أبدا مع أي إسرائيلي.. شباب مصري يرفع أعلام فلسطين في مباريات كرة القدم. مجند مصري بطل يقتل 3 جنود إسرائيليين على الحدود قبل أن يستشهد، فيحتفى به كل المصريين ويرفعون صورته ويترحمون على سليمان خاطر. هناك تعاطف شعبي بلا حدود مع مخيم جنين أثناء العدوان الإسرائيلي. مشاركة شعبية مصرية للفلسطينيين احتفاءهم بكل عملية تقوم بها المقاومة في مواجهة الاحتلال، وغيره الكثير".
واختتم سيف الدولة: "هذا هو الشعب المصرى الذي لم ولن تغيّره أي اتفاقيات سياسية أو دولية. وهو الشعب الذى حين قام بثورته الشعبية في يناير 2011، كانت السفارة الوحيدة التي حاصرها وأغلقها هي سفارة إسرائيل".
إقرأ المزيد أزمة في إسرائيل بسبب مصرإمام: تأكيد موقف المصريين الرافض للتطبيع
بدوره، أكد مدير تحرير جريدة "الشروق"، حمادة إمام، أن "إسرائيل وراء كل الشرور والآثام"، مشيرا في تصريح لـRT إلى أن "قرار إدارة الفندق الذي طرد العارضة الإسرائيلية، شاي زانكو، يُعد نوعا من الجرأة والثبات على المبدأ رغم الخسارة المالية والأضرار التي يمكن أن تلحق بمن اتخذ قرار الطرد، وحملات التشويه".
وقال إنها "في الوقت ذاته رسالة تأكيد على موقف المصريين الرافض للتطبيع مع إسرائيل ورفض أي محاولات للتسلل إلى الجسد المصري تحت أي مظلّة من المظلات، سواء كانت تجارية أو سياسية، فالموقف المصري من التطبيع أعلن عنه منذ البدء، الشهيد سعد حلاوة، ابن محافظة القليوبية يوم 23 فبراير 1980، عندما خرج من منزله بقرية اجهور بمحافظة القليوبية حاملا شنطة سفر كبيرة تحتوي على مدفع رشاش ومسجل صوت ومكبر صوت وتسجيلات للقرآن الكريم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وخطبا لجمال عبد الناصر، وأغان وطنية بصوت عبد الحليم حافظ، واستقل "موتوسيكل متهالك" من النوع الذي يستخدمه أهالي القرية في التنقل بينها وبين القرى المجاورة في محافظة القليوبية، واحتجز بعض العاملين في الوحدة المحلية كرهائن اعتراضا على استقبال السادات لأول سفير إسرائيلي في مصر".
إقرأ المزيد إسرائيل تعرض على مصر حل أزمة الكهرباءوأضاف: "بعدها كان اسشتهاد سعد حلاوة أول إعلان لموقف المصريين من التطبيع مع إسرائيل، وغالبية الشعب المصري التي ترفض التطبيع وكل النقابات المصرية تفصل أي عضو من أعضائها لو سافر إلى إسرائيل".
وعد السادات والسبب في تعنت إثيوبيا
وذكر مدير تحرير "الشروق" أن "ملف سد "النهضة" يعلم المصريون أن رغبة إسرائيل في الحصول على حصة من مياة النيل، بناء على وعد السادات لهم هي سبب تعنت إثيوبيا، أضف على ذلك أن كل المحاولات الإسرائيلية للاختراق للثقافة المصرية قابله الكتاب والمثقفون المصريون بمزيد من فضح النموذج الإسرائيلي، والتأكيد على خطورة ما يقوم به".
المصدر: RT
القاهرة – ناصر حاتم
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة تل أبيب إقرأ المزید مع إسرائیل فی مصر
إقرأ أيضاً:
حصار وهدم واحتلال منازل.. هكذا يعاقب الاحتلال قرية الفندق في قلقيلية
لم يعُد الفلسطيني ساري صائب قادرا على العمل في مخبزه بقرية الفندق قرب مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، فالاحتلال أغلق متاجر القرية ومنشآتها الاقتصادية بأوامر عسكرية بعد هجوم للمقاومة على حافلة إسرائيلية كانت تمر منها قبل 9 أيام.
وصباح السادس من يناير/كانون الثاني الجاري، نفَّذ مقاومون فلسطينيون عملية إطلاق نار في قرية الفندق الواقعة على شارع نابلس-قلقيلية أو "شارع 55" كما يسميه الاحتلال، وقتلوا 3 إسرائيليين وجرحوا 7 آخرين بينهم إصابات خطرة.
وما إن وقعت العملية حتى سارع الاحتلال لفرض عقاب جماعي على قرية الفندق والقرى المحيطة عبر إجراءات عسكرية تجاوزت الاقتحام والاحتجاز إلى إغلاق المحال التجارية واحتلال المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية. وزاد المستوطنون على ذلك فشنّوا هجماتهم العدائية على المواطنين وممتلكاتهم.
وتزامنت اعتداءات المستوطنين المباشرة ومنها حرق ممتلكات الفلسطينيين وتدميرها، مع دعوات تحريض لعدم السماح بفتح محالهم التجارية أو تنقلهم. بل طالبت جماعات المستوطنين جيش الاحتلال "بمسح قرية الفندق من الخارطة كما حدث بغزة".
وعززوا دعواتهم بمظاهرات عدائية سيَّروها من مستوطناتهم القريبة نحو موقع العملية وحملت شعارات الدعوة لإبادة الفلسطينيين، ونصبوا كمائن لهم وحطموا مركباتهم ورشقوها بالحجارة.
أحد المجمعات التجارية قد أغلقها الاحتلال في قرية الفندق (الجزيرة) خسائر وتهديدكان ساري صائب (30 عاما) صاحب "مخبز الولاء" أحد المستهدفين بإجراءات الإغلاق من بين عشرات المحال التجارية، حيث توقفت أعمال مخبزه وتعطّلت معه أرزاق نحو 20 عاملا، وبات الخوف يطارده أكثر في ظل تحريض المستوطنين وتهديداتهم للسكان وأصحاب المحال التجارية تحديدا.
إعلانيقول صائب للجزيرة نت إن خسائره تتجاوز آلاف الشيكلات يوميا، "وكل ذلك قد يهون أمام معاناتنا في التنقل والوصول إلى منازلنا الذي بات يتطلب وقتا ومسافة أطول تقدر ببضعة كيلومترات".
وينتظر ساري مثل غيره من أصحاب المنشآت التجارية السماح بفتح محالهم ثانية، لكنه يتخوف أكثر من عنف المستوطنين وتهديداتهم لهم.
ويضيف للجزيرة نت "تلقينا قرارا من الاحتلال بفتح محالنا الأحد الماضي، وما إن قمنا بذلك حتى هاجمنا المستوطنون واعتدوا علينا فأغلقناها مباشرة. والآن ننتظر فتحها ثانية، ولكن يحاصرنا الخوف من اعتداءات المستوطنين التي لم تتوقف بعد العملية كما قبلها".
هدم وإعاقة تنقلعلى مقربة من مخبز صائب، كانت آليات الاحتلال وجرافاته العسكرية تهدم منشآت أخرى لأهالي القرية، بينها دفيئة زراعية للحاجة خاتمة تيِّم، ومبنى من الصفيح (بركس)، وغرفتان زراعيتان وبئر ماء تعتمد عليها لإعالة أسرتها المكونة من 18 نفرا وتشكل مصدر دخلها الوحيد.
أما ربا يوسف، المعلمة في مدرسة للإناث قرب قرية الفندق، فتضاعفت معاناتها بفعل إغلاق القرية، وبدلا من 7 دقائق كانت تحتاجها للوصول إلى مدرستها قادمة من قرية جينصافوط المجاورة، تضاعف الزمن إلى 40 دقيقة، وتضاعفت معه خطواتها سيرا على الأقدام لأكثر من 2 كيلومتر للوصول إلى مدرستها، وسط خوف من تنكيل جنود الاحتلال أو هجوم مستوطنيهم.
وثمة عقاب أخطر تعدى الاستهداف الفردي وأكد سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال ضد أهالي قرية الفندق خاصة والقرى المحيطة، حيث احتل الجنود بنايتين مكونتين من 9 شقق، وحولهما إلى ثكنة عسكرية ونقاط مراقبة بعد أن طرد أصحابها منها.
وواصل الجيش عدوانه فانتشر على طول كيلومتر من "شارع 55" حيث نُفذِّت العملية، ونصب العديد من الحواجز العسكرية، وشلّ حركة الفلسطينيين ومنع تنقلهم عبر الشارع أو داخل قريتهم، قبل أن يعود ويسمح لهم بالمرور فقط ولكن ضمن إجراءات عسكرية مقيدة.
آليات عسكرية إسرائيلية تسير عبر شارع 55 لحماية مركبات المستوطنين (الجزيرة) احتلال المنازليقول رئيس مجلس قرية الفندق لؤي تيم إن الاحتلال أغلق 60 محلا تجاريا على جانبي "شارع 55" الذي يستخدمه الفلسطينيون والمستوطنون معا، وإن الضرر أصاب مباشرة مخازن كبيرة لبيع اللحوم والخضار، حيث لم يتمكن أصحابها من إنقاذ بضائعهم، مقدرا الخسائر بمئات آلاف الدولارات بفعل الإغلاق.
إعلانوأخطر من ذلك -يضيف تيم للجزيرة نت- حالة الحصار التي ضربها الاحتلال على القرية، فقد شلَّ حركة السكان بعد إغلاقه لمداخل القرية الثلاثة بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية. وكذلك فعل بالقرى المحيطة والمعروفة بمنطقة "جورة عمرة" وعددها 9 ويقطنها أكثر من 25 ألف نسمة، حيث نصب بوابات عسكرية وأغلق طرقها الالتفافية وحولها إلى سجون كبيرة.
ويضيف تيم "طردتُ وعائلتي المكونة من 6 أنفار من منزلنا بعد احتلال الجنود له وتحويله إلى ثكنة عسكرية، وتشتتّ وعائلتي إلى منزل أخي، وكذلك حال من طردوا من بيوتهم، وسط انتهاك لحرمة تلك البيوت وممتلكاتنا فيها، ولا نعرف متى نعود إليها".
وهذه العودة للمنازل أو فتح المحال التجارية "محفوفة بالمخاطر" كما يقول تيم، إذ إن سماح الجيش بذلك يقابله تهديدات المستوطنين بالإغلاق ثانية "وهو ما صرح به رئيس مجلس مستوطنة قدوميم علنا".
كمائن بين القرىومثل غيرها من القرى الفلسطينية، أغلق الاحتلال قرية الفندق ببوابته العسكرية والمكعبات الإسمنتية بعد اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبعد هجوم المقاومة الأخير في القرية عاد ليشدد أكثر، فنصب بوابة عند مدخلها الثالث والأخير ومتنفسها الوحيد.
تقول أمينة الطويل، الناشطة بتوثيق انتهاكات الاحتلال في قلقيلية، إن الاحتلال عاقب قرية الفندق والقرى المحيطة بإجراءاته العسكرية، فأعاق حرية تنقل الموظفين والعمال والطلبة والمعلمين، واتخذ من العملية الفدائية ذريعة لمضاعفة عقابه الذي بدأه قبل الحرب.
وبفعل هذا العقاب أرجأت أمينة عملية جراحية كانت مقررة لها لعدة أيام، وتقول للجزيرة نت "للمرور عبر الشارع الرئيس من أمام قرية الفندق وجراء انتشار جنود الاحتلال والشرطة الإسرائيلية المكثف، يتم إيقاف المركبات وإنزال المواطنين وخاصة الشبان وتفتيشهم وتقييدهم وإهانتهم، فضلا عن تأخير العمال والموظفين والطلاب عن أعمالهم".
إعلانكذلك أصبح المزارعون يعانون من صعوبة الوصول لأراضيهم رغم قربها منهم، وكذلك الحال في تنقلهم الليلي بين منازلهم وأماكن عملهم أو العكس، فشارع 55 يقسم قرى الفندق والقرى المجاورة إلى نصفين، وحتى من يقرر سلك طرق فرعية سيجد جنود الاحتلال منتشرين بين الأشجار وينصبون كمائن للأهالي.
واستخدم الاحتلال والمستوطنون في وقت سابق، وما زالوا، العقاب الجماعي بمواقع كثيرة بالضفة الغربية، كما هو الحال في بلدة حوارة جنوبي نابلس، بحجة تنفيذ عمليات مسلحة ضد جنوده ومستوطنيه أو رشق سياراتهم بالحجارة.