الطحالب الخضراء كائنات ذاتية التغذية تقوم بعملية البناء الضوئي وتُنتج الأكسجين ومعظم أنواعها وحيد الخلية، وتعتبر مصدرا مهما للغذاء بالنسبة للأسماك والكائنات البحرية حيث تعد أساس الشبكات الغذائية.

وتنشأ بين بعض الكائنات الحية الدقيقة علاقات تكافلية وتبادلية تتبادل فيها المنفعة، ومنها علاقات تفاعلية بين الطحالب الدقيقة والبكتيريا، وأخرى بين الطحالب والفطريات، ولكن هل يمكن وصف هذه العلاقات بالصداقة؟

في هذه الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة فريدريش الألمانية ومعهد لايبنتز لأبحاث المنتجات الطبيعية وبيولوجيا العدوى، ونشرت في أبريل/نيسان الماضي بموقع مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، جرى تسليط الضوء على علاقة ثلاثية بين الأحياء الدقيقة، حيث تدعم طحالب كلاميدوموناس الدقيقة نمو بكتيريا المايستوكولا، وفي الوقت نفسه تعزز المايستوكولا نمو طحالب الكلاميدوموناس في علاقة تبادلية.

وبناء على هذه العلاقة، تحمي بكتيريا المايستوكولا الصديقة الطحالب من بكتيريا معادية وهي بكتيريا سيدوموناس أو الزائفة، حيث إن البكتيريا الزائفة تفرز مواد كيميائية تعمل على قتل وتحليل الطحالب الدقيقة وإزالة أسواط الخلايا الطحلبية.

أي أن بكتيريا المايستوكولا لها دور مزدوج بالنسبة للطحالب، فهي لا تدعم نمو طحالب كلاميدوموناس فحسب، بل تعمل أيضا على حمايتها من البكتيريا الزائفة.

البكتيريا الزائفة تفرز مواد كيميائية تعمل على قتل وتحليل الطحالب الدقيقة وإزالة أسواط الخلايا الطحلبية (ساينس دايركت) كيف تستفيد الطحالب والبكتيريا غذائيا من بعضهما؟

تنشأ علاقة متبادلة بين بكتيريا المايستوكولا وطحالب الكلاميدوموناس. فبينما تفرز الطحالب فيتامينات بي 1 وبي 3 وبي 5 بالإضافة إلى الكبريت العضوي على شكل ميثيونين، فإن بكتيريا المايستوكولا تستفيد من هذه المواد التي تفرزها الطحالب حيث إنها ضرورية لنموها، وفي المقابل فإن المايستوكولا يعزز نمو الطحالب.

ولكن من غير المعروف حتى الآن كيف تحفز بكتيريا المايستوكولا نمو الطحالب، وأحد الاحتمالات أن ثاني أكسيد الكربون الناتج عن البكتيريا يحفز نمو الطحالب.

كيف تُعطل بكتيريا المايستوكولا السموم التي تفرزها الزائفة؟

وباستخدام وسائل علمية عديدة وجد الباحثون أن المايستوكولا تُنقذ الطحالب من البكتيريا المعادية عن طريق انقسام رابطة إستر الببتيد الدهني الحلقي السام الذي تفرزه البكتيريا المعادية وتحويله إلى شكل خطي، حيث إن هذا المركّب الناتج لا يؤدي إلى زيادة أيونات الكالسيوم الخلوية التي تؤدي عند زيادتها إلى تحلل الطحالب، وبالتالي تظل الطحالب متحركة، ويمكنها السباحة بعيدا عن البكتيريا المعادية والنجاة من الهجوم.

أين توجد هذه الأنواع الثلاثة من الميكروبات؟

توجد الأجناس الثلاثة الكلاميدوموناس والزائفة والمايستوكولا في الطبيعة، فقد عُزل هذا النوع من  الكلاميدوموناس لأول مرة في حقل البطاطس، وتشتمل الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في جذور البطاطس في جبال الأنديز العليا أيضا على الزائفة وكذلك أجناس المايستوكولا جنبا إلى جنب مع الكلاميدوموناس.

ومن اللافت للنظر أن الأنواع الأخرى من الزائفة تعمل أيضا بشكل عدائي ضد الكلاميدوموناس، كما تعمل الأنواع الأخرى من المايستوكولا أيضا كبكتيريا مساعدة للكلاميدوموناس.

كيف تحمي الفطريات الطحالب؟

وفي حالات أخرى يمكن حماية الطحالب من البكتيريا المعادية عن طريق إدخال فطر، حيث يعمل على تغيير نوع التفاعل بين الكائنين.

وعلى سبيل المثال تُحدث بكتيريا التربة (ستريبتومايسيس إيرانيسيس) تأثيرا قاتلا على الطحالب الخضراء الدقيقة من نوع كلاميدوموناس رينهاردتي، ولكن يمكن تحييد هذا التأثير القاتل عن طريق إدخال فطر الرشاشية المعششة الذي يحمي الطحالب من الهجوم البكتيري.

وفي مثال مختلف يحدث العكس، حيث تحمي البكتيريا الفطريات. فكما تقوم بكتيريا المايستوكولا بحماية الطحالب من البكتيريا الزائفة المعادية، فإنها كذلك تعمل على حماية فطر غاريقون ثنائي البوغ من نوع آخر من أنواع البكتيريا الزائفة.

فِطر الرشاشية المعششة يحمي طحالب الكلاميدوموناس من الهجوم البكتيري (ساينس سورس) ماذا تُفيد مثل هذه الأبحاث في المستقبل؟

يُعد البحث في التفاعلات الميكروبية الثلاثية خطوة أولى مهمة لمعرفة أسرار التفاعلات الميكروبية، على الرغم من أنه لم تُدرس التفاعلات الثلاثية بين الكائنات الحية الدقيقة حتى الآن إلا في حالات قليلة.

فعلى سبيل المثال تشير التفاعلات بين ثلاثة أنواع بكتيرية مختلفة إلى أن تفاعلات الميكروبيوم تشكل تنظيم المستقلبات الثانوية التي تفرزها الميكروبات، ومجال المستقلبات الثانوية مجال ناشئ في أبحاث المنتجات الطبيعية.

وفي مثال آخر للتفاعلات الميكروبية فإن الطحالب الكبيرة (أولفا) التي تشارك في ما يسمى بازدهار الطحالب الخضراء، لا يمكنها أن تنمو وتتطور بكفاءة إلا في وجود نوعين مختلفين من البكتيريا، كما يمكن استخدام التفاعلات بين المرجان والطحالب والميكروبات للتعامل مع ظاهرة تحمّض المحيطات.

وفي المستقبل، سيكون من الضروري فهم مثل هذه التفاعلات الميكروبية متعددة الشركاء إلى جانب التغيرات في المستقلبات الثانوية لفهم الكائنات الحية الدقيقة بشكل أفضل وأهميتها للحياة على الأرض. وينطبق هذا أيضا بشكل خاص على التفاعلات بين الطحالب والميكروبات ودورها في حماية الطحالب، حيث إن الطحالب هي المتتج الأساسي الرئيسي، وتوفر الأكسجين وتثبّت ثاني أكسيد الكربون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الکائنات الحیة الدقیقة من البکتیریا الطحالب من

إقرأ أيضاً:

كيف تحمي نفسك من ضربات الشمس.. شرب الماء والأطعمة المرطبة الأهم

في ظل ارتفاع درجات الحرارة الشديد الذي تشهده العديد من الدول، تصبح الوقاية من ضربات الشمس أمراً ضرورياً للحفاظ على الصحة والسلامة، حيث يمكن أن يؤدي التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة إلى مشكلات صحية خطيرة، منها ضربة الشمس التي قد تهدد الحياة، لذلك من المهم اتباع بعض النصائح الهامة للحماية من هذه المخاطر، ويأتي في مقدمتها شرب الماء وتناول الأطعمة المرطبة.

شرب الماءأهمية شرب الماء

- يعتبر شرب الماء من أبسط وأهم الوسائل للحفاظ على ترطيب الجسم.

- يُنصح بشرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يومياً، وقد يزيد هذا المقدار في الأيام الحارة أو عند ممارسة النشاطات البدنية المكثفة.

- يعمل الماء على تنظيم درجة حرارة الجسم، ويساهم في نقل المغذيات إلى الخلايا، وإزالة الفضلات.

- عدم شرب كميات كافية من الماء يمكن أن يؤدي إلى الجفاف، مما يزيد من خطر الإصابة بضربات الشمس.

أطعمة مرطبةالأطعمة المرطبة

إضافة إلى شرب الماء، يمكن للأطعمة المرطبة أن تلعب دوراً كبيراً في ترطيب الجسم. تحتوي بعض الأطعمة على نسب عالية من الماء، وتساعد في الحفاظ على مستوى الرطوبة في الجسم. من أبرز هذه الأطعمة:

- البطيخ: يحتوي البطيخ على نحو 90% من الماء، ويعد من الفواكه المثالية لترطيب الجسم.

- الخيار: يتميز الخيار بنسبة ماء تصل إلى 95%، ويمكن تناوله كوجبة خفيفة أو إضافته إلى السلطات.

- الفراولة: تحتوي الفراولة على نسبة عالية من الماء، وتعد مصدراً جيداً للفيتامينات والمعادن.

- الخس: يحتوي الخس على نسبة ماء تتجاوز 95%، وهو مكون شائع في السلطات الصحية.

- البرتقال: بالإضافة إلى محتواه العالي من الماء، يوفر البرتقال فيتامين سي ومضادات الأكسدة.

طرق الوقاية من ضربات الشمسنصائح إضافية للوقاية من ضربات الشمس

إلى جانب شرب الماء وتناول الأطعمة المرطبة، يمكن اتباع بعض النصائح الإضافية للحماية من ضربات الشمس:

- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة: من الأفضل تجنب الخروج في الفترة بين الساعة 10 صباحاً و4 مساءً، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية في أقوى حالاتها.

- ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون: تساعد الملابس الخفيفة والفضفاضة على تبريد الجسم، بينما تعكس الألوان الفاتحة أشعة الشمس.

- استخدام واقي الشمس: يجب استخدام واقي الشمس بانتظام لحماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

- الابتعاد عن المشروبات الغازية والكافيين: قد تسبب هذه المشروبات فقدان المزيد من السوائل من الجسم، مما يزيد من خطر الجفاف.

اقرأ أيضاًمع ارتفاع درجات الحرارة.. طرق الوقاية من الإجهاد الحراري وضربات الشمس

بعد تحذيرات الأرصاد.. موعد انكسار الموجة الحارة وطرق الوقاية من ضربات الشمس

كيف تحمي نفسك من ضربات الشمس والإجهاد الحراري؟

مقالات مشابهة

  • فرقة ديروط تقدم "متلازمة الذاكرة الزائفة" بمهرجان فرق الأقاليم المسرحية
  • الثوم بديلاً للمضادات الحيوية.. هل يمكن للنبات الشائع علاج 90% من الأمراض؟
  • اكتشاف نوعين جديدين من التريلوبايتات بالمغرب في حالة حفظ استثنائية
  • صداقة بلون الدم
  • بعضها يشكل تهديدا للمسلمين وقيمهم.. 12 سؤالا للحصول على الجنسية الألمانية
  • كيف تحمي نفسك من ضربات الشمس.. شرب الماء والأطعمة المرطبة الأهم
  • 3800 نوع من الكائنات بأبوظبي.. وأقل من 2% ضمن «المهددة»
  • "قوس قزح" حمية غذائية تحمي من السرطان وأمراض القلب
  • طبيب: البيض ليس المصدر الوحيد للإصابة بداء السلمونيلا