الذهب: التحفة المالية التي تحافظ على قيمتها عبر التاريخ
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
يعتبر الذهب تقليديا وسيلة تحوط ضد التضخم. فعندما يفقد الدولار قيمته الشرائية بسبب التضخم، يرتفع سعر أونصة الذهب بالتوازي من حيث القيمة بالدولار، مما يحافظ على قيمة استثماراتك.
قد لا يكون الذهب الاستثمار الأكثر جاذبية في الوقت الحالي، ولكنه يظل أصلا ذا قيمة في رصيدك خلال الأوقات الصعبة، وفقا لمستثمر الذهب والمحلل سيمون بوبل، الرئيس التنفيذي لشركة Brookville Capital.
يعتبر الذهب تقليديا وسيلة تحوط ضد التضخم. فعندما يفقد الدولار قيمته الشرائية بسبب التضخم، يرتفع سعر أونصة الذهب بالتوازي من حيث القيمة بالدولار، مما يحافظ على قيمة استثماراتك.
في الأشهر القليلة الماضية، واجهت العديد من الدول حول العالم ارتفاعا في معدلات التضخم، مما أدى إلى زيادة في أسعار الفائدة وتكاليف المعيشة، وزيادة في عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.
في ظل هذه الظروف، اتجه المستثمرون بشكل متزايد نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والفضة، نظرا لقدرتها على التحوط من التضخم.
يعزى هذا الاتجاه إلى قدرة الذهب على الحفاظ على القيمة عبر الزمن، وهو ما يجعله اختيارا شائعا في ظروف عدم اليقين الاقتصادي والتحولات الجيو_سياسية.
يشير بوريل إلى أن الذهب لديه تاريخ طويل كمتجذر للقيمة، وأنه لم يفقد قيمته أبدا ولم يكن موضع احتيال على المستثمرين، مما يجعله "الشكل النهائي للمال" بغض النظر عن التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه الأسواق العالمية.
الذهب يعتبر استثمارا جذابا في ظل الأوقات المالية الصعبة، بفضل عدة ميزات تميزه عن الأصول الأخرى. أحد هذه الجوانب هو أن كميات الذهب محدودة، حيث يصعب استخراج كميات إضافية تفوق ما يتم استخراجه من المناجم. هذا الواقع يجعل الذهب وسيلة تخزين قيمة ثابتة وموثوق بها.
بالمقابل، يمكن للحكومات طباعة العملات الورقية بناء على احتياجاتها، مما يزيد من خطر تضخم الأسعار. وهنا يبرز دور الذهب كوسيلة فعالة للتحوط ضد التضخم، حيث يحافظ على قوته الشرائية على المدى الطويل.
سيمون بوبل يوضح أن طباعة المزيد من العملات غالبا ما تكون استجابة فورية للأزمات النقدية الراهنة، لكنها تؤدي في النهاية إلى تضخم مفرط. وبالتالي، يعتبر الذهب وسيلة موثوقة للحفاظ على القيمة الاستثمارية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والمتغيرة.
من بين ميزات الذهب أيضا سهولة تحويله إلى عملات أخرى. كما يحتفظ الذهب بقيمته عبر الحدود، مما يجعله اختيارا شائعا للمستثمرين الذين يبحثون عن الاستقرار والأمان في استراتيجياتهم الاستثمارية.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز الذهب بعلاقة منخفضة نسبيا بالأصول الأخرى مثل الأسهم والسندات، مما يعزز دوره كوسيلة للتنويع في المحفظة.
وفي حين تتأثر الأصول الأخرى بعوامل اقتصادية وسياسية متقلبة، يظل الذهب غالبا ما يحافظ على استقلاليته ويعزز استقرار رصيدك في الظروف الاقتصادية الصعبة.
شاهد: توقيف أربعة ألمان ضالعين في سرقة كنز من الذهبليبيا تلقي القبض على مسؤولين تورطوا في محاولة تهريب 26 طناً من الذهبمع تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط...ارتفاع مستمر في أسعار الذهببوبل يشير إلى عدة مزايا بارزة تجعل الذهب استثمارا محببا في أوقات الضغط المالي والاقتصادي. يتمثل أحد هذه الجوانب في ارتباط الذهب المنخفض بالأصول التقليدية، حيث يكون عادة مضادا لتقلباتها أو يظل مستقرا نسبيا، مما يجعله أداة فعالة لتنويع محفظة الاستثمارات وضبط النسب المخاطرة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الذهب ملاذا آمنا خلال فترات ارتفاع الديون، حيث يحتفظ بقيمته وقدرته على الحفاظ على القوة الشرائية عبر الزمن، مما يجعله استثمارا مفضلا للمستثمرين الذين يبحثون عن الاستقرار والحفاظ على القيمة خلال فترات الضبابية الاقتصادية.
كميزة إضافية، يتمتع الذهب بسيولة عالية، حيث يمكن تحويله بسهولة إلى عملات أخرى أو إعادة تحويله إلى نفس العملة، مما يوفر للمستثمرين مرونة في التعامل مع التقلبات السوقية والاقتصادية.
بالتالي، يمثل الذهب خيارا استثماريا مهما للمستثمرين الذين يسعون إلى التحوط من التقلبات الاقتصادية والاستثمار في وسيلة موثوقة تحتفظ بالقيمة على المدى الطويل.
بتابع بوبل: "لنفترض أن الجنيه الإسترليني قد انخفض مقابل العديد من العملات الرئيسية، مثل الدولار الأمريكي واليورو واليوان. في مثل هذه الحالة، قد يكون الاستثمار في الذهب خيارًا محتملاً للحفاظ على قيمة الاستثمارات. يمكن الاستثمار في الذهب بشكل مباشر عبر السبائك الذهبية، العملات الذهبية، والمجوهرات، أو بشكل غير مباشر من خلال الصناديق المتداولة في بورصة الذهب وأسهم شركات تعدين الذهب".
المستثمرون الجدد غالبا ما يختارون الاستثمار غير المباشر في الذهب كبداية، لتعلم آليات السوق قبل اتخاذ قرارات استثمارية أعمق.
بينما يمكن أن يكون الذهب خيارا جذابا للتحوط، إلا أنه ليس من الأصول ذات الفائدة، مما يعني أنه قد يكون أقل جاذبية في بيئات الفائدة المرتفعة.
سيمون بوبل يشدد على أهمية التنويع في المحافظ الاستثمارية، مشيرا إلى أن "الوقت في السوق" هو أساسي أكثر من "توقيت السوق". ومن ثم، ينصح المستثمرون الذين يشعرون بالقلق بشأن التوقيت بالدخول تدريجيا خلال فترات زمنية متعددة.
يركز بوبل على أهمية وجود محفظة متنوعة تشمل الذهب كجزء من استراتيجية التحوط والاستقرار في الاستثمارات.
الذهب مقابل بيتكوين: معركة الملاذ الآمن في زمن التضخمفي الأعوام الأخيرة، شهدت البيتكوين ارتفاعا ملحوظا في قيمتها، مما جعل كثر ينظرون إلى العملة المشفرة على أنها وسيلة للتحوط ضد التضخم.
ومع ذلك، يبقى هناك انقسام بين المستثمرين بشأن مدى استقرار البيتكوين ومدى جدواها كملاذ آمن.
من جانبه، يرى سيمون بوبل، الرئيس التنفيذي لشركة Brookville Capital، أن الذهب يمتلك سجلا تاريخيا طويلا كوسيلة للتحوط ضد التضخم، بينما البيتكوين لا يزال في مرحلة التطور والتقلب.
بوبل يؤكد على تفضيله للاستثمار في الذهب، معتبرا أنه يمثل "الشكل النهائي للمال"، مشيرا إلى استقراره عبر الأزمات الاقتصادية والسياسية.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل ستؤدي الضربات الأمريكية في اليمن إلى ارتفاع جديد في نسبة التضخم؟ إليكم توقعات خبراء الاقتصاد لمحاربة التضخم.. البنك المركزي التركي يرفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 45% تعرف على السيارات الأكثر مبيعاً في الاتحاد الأوروبي الذهب استثمار تضخمالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل فرنسا قطاع غزة حركة حماس الانتخابات الأوروبية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل فرنسا قطاع غزة حركة حماس الذهب استثمار تضخم الانتخابات الأوروبية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل روسيا فرنسا قطاع غزة حركة حماس غزة فلسطين انتخابات الضفة الغربية بوليفيا السياسة الأوروبية الاستثمار فی یعرض الآن Next ضد التضخم مما یجعله یحافظ على ما یجعله فی الذهب
إقرأ أيضاً:
لقاءات مصرية خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتمويل التنمية لتعزيز العلاقات الاقتصادية
عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لقاءات ثنائية مكثفة مع شركاء التنمية ومسئولي الحكومات وذلك خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة لتمويل التنمية بإسبانيا، لمناقشة تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة، وبحث مخرجات ونتائج المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية.
اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة (UNECA)
والتقت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، السفير كلافر جاتيتي، الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة (UNECA)، حيث أكدت أهمية الحفاظ على حوار مفتوح وتعاوني حول تحليل استدامة الدين (DSA)، خاصةً في الوقت الذي تسعى فيه الدول النامية لتحقيق هدفين مزدوجين: تمويل التنمية والحفاظ على الاستدامة المالية، مشيرة إلى التزام مصر بصنع السياسات المعتمدة على الأدلة، وعبرت عن تقديرها لدور اللجنة الاقتصادية لأفريقيا في تعزيز الأساليب الإقليمية لحوار الدين وبناء القدرات.
وأكدت «المشاط»، أن اللجنة الاقتصادية لأفريقيا تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الحوار الإقليمي حول الدين وتقديم الدعم الفني للدول الأعضاء، من خلال توفير المعرفة والموارد، تساعد اللجنة الدول على تحسين استراتيجياتها المالية وتطوير أنظمة إدارة الدين، مما يعزز القدرة على التصدي للتحديات الاقتصادية.
وناقش الطرفان سبل تطوير العلاقات المشتركة، حيث أكدت «المشاط»، اهتمام مصر بالاستفادة من الخبرات الفنية وموارد المعرفة التي تقدمها اللجنة الاقتصادية لأفريقيا لضبط السياسات ودعم النمو الشامل، وسعي مصر للاستفادة من الدعم الذي تقدمه اللجنة الاقتصادية لأفريقيا في مجال التخطيط الكلي، لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز النمو الشامل.
اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)
في سياق آخر، التقت الدكتورة رانيا المشاط، برولا دشتي، الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) لمناقشة عدد من ملفات التعاون.
وخلال اللقاء ناقش الطرفان مجالات التعاون والدعم المحتملة بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، حيث أكدت الدكتورة رانيا المشاط عمق العلاقات بين الطرفين وتنوع ملفات التعاون لتشمل عددًا من الملفات الحيوية.
وتطرقت الدكتورة رانيا المشاط، إلى الأدوات التي طورتها الإسكوا في مجالات التمويل والتكلفة وإعداد الموازنات وتحسين إدارة الدَّين، مؤكدة اهتمام مصر بتلك الأدوات وأهميتها، خاصة في ضوء الإطلاق الأخير للإطار الوطني المتكامل للتمويل الإنمائي (INFF) في مصر.
وأشارت «المشاط»، إلى دور وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ومسئوليتها عن إدارة الاستثمارات العامة، موضحةً أن أداة إعداد الموازنات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، والتي طورتها الإسكوا، يمكن أن تساهم في توجيه قرارات الإنفاق العام الأمثل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتسريع تنفيذها، تماشيًا مع التزامات مصر وأولوياتها الوطنية ورؤية مصر 2030.
وأعربت عن أهمية التعاون مع "الإسكوا" لسد الفجوات في البيانات، نظرًا لارتباط فجوات التنمية بفجوات التمويل، مما يجعل من الضروري رصد تلك الفجوات بدقة، مشيرة إلى دور الوزارة في رئاسة اللجنة الوزارية لريادة الأعمال، والتي تضم مختلف الجهات المعنية، حيث أشارت «المشاط» إلى سبل التعاون المحتملة في ذلك المجال، خاصة في ظل جهود الإسكوا لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز قدراتها في مجال التجارة الإلكترونية.