المنظمة الدولية للهجرة وهويمان أبيل بالسودان يوزعان مساعدات أساسية منقذة للحياة على 25 ألف شخص بالخرطوم
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
وزعت المنظمة الدولية للهجرة وهويمان أبيل بالسودان مساعدات أساسية منقذة للحياة على 25 ألف شخص بالخرطوم خلال الأسبوع الماضي.الجزيرة – السودانإنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أمين شاهين ينقذ «الأرغول».. آلة موسيقية نادرة تعود للحياة في ريف المنوفية
تنبعث أصوات الأرغول بسحرها الخاص من مساحة زراعية شاسعة في قرية شطانوف، قلب مركز أشمون بمحافظة المنوفية، قبل ساعات معدودة على غروب الشمس، إنها جلسة تدريبية لأطفال يحملون في قلوبهم شغف تعلم الموسيقى، لينتقلوا بعيدًا عن صخب المدينة، متتبعين أمين شاهين، عازف الأرغول، الذي يجلس على «حصيرة» أمامهم في وقت العصر.
ازدادت الآلة المصرية النادرة جمالًا ورونقًا، حتى أصبحت رفيقه الدائم في رحلاته الموسيقية الممتدة من دلتا مصر إلى الصعيد، حاملًا بين يديه تراثًا مصريًا غنيًا ومتعددًا، يتجسد في كل لحن وكل نغمة يعزفها ببراعة وشغف لا مثيل لهما.
«شاهين» الذي أحيا تراث الأرغولفي بداية طفولته، وعمره لا يتجاوز السبع سنوات، كان «شاهين» يراقب والده أمين وهو ينصب آلاته الموسيقية بعد ليالٍ طويلة من التنقل بين المحافظات لإحياء الموالد والأفراح، وكان يتبع والده الذي يعزف على آلة الكولة في بحري والصعيد، قائلًا: «كان محترفًا في العزف على الكولة، وكان له أسلوب خاص، وكان يعرف أن هذه الآلة تلفت انتباهي، لكنه كان يخشى عليّ من التعب والسهر والتنقل على الموالد».
من الكولة إلى الناي إلى الأرغولبالرغم من رفض والده، لم يستسلم الابن، في إحدى الليالي، أخذ إحدى آلات والده في أثناء نومه، وبدأ في تجربتها وهو جالس على رصيف منزلهم، وعندما استجاب شاهين لوالده وقرر تعليمه، بدأ في تعلم العزف على الكولة القديمة.
وتدريجيًا تطورت مهاراته، خاصة بتشجيع شباب القرية الذين كانوا يتجمعون للاستماع إليه أثناء العزف، وكان «شاهين» يشارك في الاحتفالات في القرى المجاورة، قائلاً: «أول مرة حصلت فيها على أجر من العزف كانت لحظة لا تُنسى».
فيما بعد، اجتاز «شاهين» اختبارًا صعبًا للعزف المنفرد على الأرغول أمام المخرج المسرحي عبد الرحمن الشافعي، الذي قرر قبوله في فرقة النيل للآلات الشعبية، ليحصل على أجر كان يعتبر كبيرًا بالنسبة له في تلك الفترة، يقول : «قضيت 25 عامًا في العزف على الأرغول، سافرت وحضرت ورش عمل موسيقية، وشاركت في الحفلات والمهرجانات الدولية».
صوت الأصيل.. مشروع إنقاذ التراث من الاندثاريشير أمين شاهين إلى الاهتمام المتزايد بالآلات الشعبية التراثية في الخارج، ويعبر عن حزنه للاندثار الذي يواجهه التراث الموسيقي في مصر، مما دفعه لإطلاق مشروع «صوت الأصيل» من قريته الصغيرة بهدف الحفاظ على التراث الموسيقي المصري الذي يراه ثريًا إلى أبعد حد.
مواجهة الاندثار بتعليم المواهب الناشئةتعج المساحات الزراعية القريبة من منزل أمين في قرية شطانوف بحماسة الأطفال الذين يتعلمون عزف الأرغول، وعند غروب الشمس، تصبح الأرغول هي نجمة هذه اللحظات الساحرة، وهي آلة نفخ تقليدية، وصفها العازف بأنها مصنوعة من مواد طبيعية وتصدر صوتًا عميقًا وجميلًا يأسر مستمعيها، وعلى عكس الآلات الأخرى مثل الكولة أو الناي التي تصدر نغمة واحدة، فإن الأرغول يملك القدرة على إصدار العديد من النغمات المختلفة، وهو ما جذب الأطفال لتعلمها.
وفي توضيحه للبنية الفريدة للأرغول، أبرز شاهين أنها تتألف من قصبتين، إحداهما مثقوبة للنغم والأخرى للاستمرارية والضبط، ما يثير إعجاب الموسيقيين الأجانب المعتادين على الآلات الكهربائية، يقول: «لما بسافر بيكون في انبهار بالآلة بتاعتنا اللي مرسومة على معابدنا عشان كدا الموسيقيين الأجانب لما بسافر بينبهروا بالصوت لأنهم متعودين على الآلات الإلكترونية».
على الرغم من اختلافها عن أنماط الغناء الشعبي مثل المقام، فإن الأرغول تنبض بالحيوية ويمكن استخدامها في المؤلفات الموسيقية المعاصرة مثل موسيقى الأفلام والمسلسلات، واستخدمت في عدد من الأعمال الفنية مثل «الفيل الأزرق»، «Moon Knight»، «المصراوية»، و«جزيرة غمام»، مما أظهر مرونتها وجاذبيتها في إعدادات موسيقية متنوعة.
يقول الطفل عمر عصام (14 عامًا)، أحد العازفين على الأرغول، إنه تعلم العزف على يد أمين شاهين، مثل العديد من الأطفال في قرية شطانوف الذين شاركوا في ورش العمل التي نظمها مركز شباب القرية، يقول عمر: «اتعلمتها بعد مجهود كبير من أمين معايا أنا والأطفال والحمدلله دلوقتي بقيت بعزف بسهولة».
وعن رأيه في الآلة، يضيف الطفل وهو يمسك بها: «أعرف أن الأرغول آلة نادرة العزف، وهذا هو السبب الذي دفعني لتعلمها، كما أن نغماتها جذبت انتباهي عندما كنت أسمعها من منزل أمين».