رحلة الصادرات السعودية غير النفطية إلى الصين
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
تزداد العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية متانةً وقوة في ظل مكانة الصين بصفتها ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وإحدى أكبر الأسواق الاستهلاكية والتصنيعية على مستوى العالم.
الصين تحتلّ مكانة بارزة بصفتها أولى الوجهات للصادرات السعودية بنسبة تبلغ 15% من إجمالي الصادرات، وفقًا لتقرير التجارة الدولية للربع الأول من عام 2024م الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، مما يعكس حجم التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
ومن أبرز الإنجازات المتحققة، التي تؤكد أهمية الصين بصفتها محطة تصديرية مهمة تحظى فيها المنتجات السعودية بمكانة مميزة، تجاوز قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى الصين خلال الأعوام الخمسة الماضية “2019 – 2023” حاجز 176مليار ريال سعودي، تصدّرها قطاع الكيماويات والبوليمرات ثم قطاع المعادن.
ولأجل ذلك اتخذت هيئة تنمية الصادرات السعودية “الصادرات السعودية”، خطوات جادة نحو تعزيز وصول الصادرات السعودية إلى السوق الصيني مُلقيةً اهتماما كبيرًا لجميع النواحي سعيًا لترسيخ جسور التعاون الاقتصادي وتنمية الصادرات السعودية غير النفطية وإيصال المنتجات والخدمات السعودية للسوق الصيني، ومن ذلك حرصها على المشاركة في العديد من المعارض الدولية المتخصصة في الصين لمساعدة المصدرين السعوديين على عرض منتجاتهم وخدماتهم أمام المهتمين والزوار وعقد الصفقات التجارية التي توسع من نطاق صادراتهم.
ومن المعارض التي تشارك بها “الصادرات السعودية” هذا العام معرض النقل والخدمات اللوجستية 2024م في الصين بمشاركة 16 شركة وطنية رائدة تستعرض خدماتها اللوجستية والتقنية أمام الزوار والمهتمين.
مما يعكس أهمية النقل واللوجستيات بصفته أحد أبرز عناصر قطاع صادرات الخدمات، أحد القطاعات الواعدة المساهمة في زيادة الصادرات غير النفطية إلى جانب قطاعي السلع وإعادة التصدير، حيث تفوقت صادرات الخدمات عام 2023م مسجلة أفضل أداء لها مقارنة بالسنوات السابقة بزيادة قدرها 40% عن العام السابق بقيمة 182 مليار ريال سعودي “بحسب البيانات الأولية” حيث كان الارتفاع مدعوماً بانتعاش قطاع السفر الذي ارتفع بنسبة 43% الذي يشكّل 74% من إجمالي الخدمات بقيمة بلغت 135 مليار ريال سعودي يليه قطاع النقل الذي بلغت قيمة صادراته 24.2 مليار ريال سعودي ثم صادرات خدمات الاتصالات بقيمة 6.3 مليار ريال سعودي.
كما تسعى “الصادرات السعودية” لرفع جاهزية المصدرين وتزويدهم بالمعلومات والدراسات اللازمة وبحث فرص التصدير عبر تقديم دراسات وتقارير متخصصة مما يساعدهم على إيجاد فرص تصديرية مناسبة, إلى جانب اهتمام الهيئة بتطوير قدرات المصدرين عبر تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية متنوعة.
اقرأ أيضاًالمملكة“الغذاء والدواء”: ضبط 277 منتجًا فاسدًا و187 منشأة مخالفة خلال مايو 2024
بالإضافة إلى ذلك، تولي “الصادرات السعودية” اهتمامًا كبيرًا لتمكين المصدرين ومعالجة التحديات التي تواجههم، مثل القيود الجمركية وغير الجمركية، والتحديات المالية واللوجستية، من خلال التعاون مع الجهات المعنية لإيجاد حلول عملية تعزز من إمكانيات الشركات في الوصول إلى الأسواق الصينية بنجاح.
وتعدّ هذه الجهود امتدادًا لعدد من الخدمات والمبادرات التي تقدمها “الصادرات السعودية” لتحقيق النمو المستدام في صادرات المملكة غير النفطية, حيث توظف إمكاناتها كافة نحو تشجيع الخدمات والمنتجات السعودية والرفع من تنافسيتها لتصل إلى الأسواق الدولية بما يعكس مكانة المنتج السعودي، ولتكون رافدًا للاقتصاد الوطني بشكل يحقق أهداف “الصادرات السعودية” ويترجم لرؤية المملكة 2030م، ويلبي تطلعات القيادة الرشيدة نحو تنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني?.
يشار إلى أن جهود “الصادرات السعودية” تعد استكمالًا لجهود المملكة في تعزيز العلاقات السعودية الصينية، حيث استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في عام 2016م رئيس جمهورية الصين الشعبية شين جين بينغ، ووُقعت خلال الزيارة العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين حكومتي المملكة والصين، منها مذكرة تعزيز التعاون المشترك في شأن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ومبادرة طريق الحرير البحري للقرن 21، والتعاون في الطاقة الإنتاجية.
كما تعززت العلاقات السعودية الصينية بشكل كبير في 2019م، إثر زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى جمهورية الصين الشعبية، حيث استعرضت اللقاءات الجهود التنسيقية المشتركة المبذولة لتعزيز التعاون بين المملكة والصين مما يعكس عمق العلاقات والشراكة الإستراتيجية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الصادرات السعودیة ملیار ریال سعودی غیر النفطیة
إقرأ أيضاً:
المفوّض العام لجناح المملكة في معرض إكسبو 2025 أوساكا يُعلن إطلاق ” الجولات السعودية في اليابان “
شارك سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان المفوّض العام لجناح المملكة العربية السعودية المشارك في معرض إكسبو 2025 أوساكا، الدكتور غازي بن فيصل بن زقر, في اجتماع المشاركين الدوليين الأخير الذي أُقيم خلال الفترة من 15 إلى 16 يناير الجاري في مركز هيميجي للثقافة والمؤتمرات.
وأوضح السفير زقر خلال مشاركته، أن نسبة إنجاز الأعمال الإنشائية للجناح السعودي التي وصلت 82 % مع اكتمال الواجهة الأمامية بالكامل، واستعداده لاستقبال الزوّار ابتداءً من 13 أبريل المقبل بأكثر من 700 فعالية، وعرضٍ مباشر يوميًا، إضافةً إلى تسليط الضوء على تجربة الزوّار، والإعلان عن حملات جديدة تهدف إلى تشجيع المجتمع الياباني على “اكتشاف السعودية”.
وقال: “يسرّ المملكة استضافتها للزوّار ودعوتهم إلى المشاركة في رحلة مترابطة تضمّ اكتشافاتٍ جديدة، نعرض من خلالها عمق تقاليدنا وتحوّلاتنا البارزة، حيث سيُقدم جناح المملكة ما يزيد على 700 فعالية خلال إكسبو 2025 أوساكا، بالإضافة إلى عروضٍ يومية تشمل الأزياء، والموسيقى، والأفلام، وذلك ليمنح الزوّار فرصة فريدة لاكتشاف تقاليدنا الغنية وطموحاتنا المستقبلية “.
اقرأ أيضاًالمملكةنائب وزير الخارجية يلتقي المبعوث الأممي لسوريا
وأشار إلى أن الجناح سيأخذ الزوّار في رحلة غامرة عبر سبع قاعاتٍ مصمّمة بعناية، تتناول موضوعاتٍ مثل الفضاء، والزمان، وتُعرض ضمن أستوديوهاتٍ ثقافية، إلى جانب تقديم تجارب مبتكرة تُظهر إرث المملكة العربية السعودية للأجيال القادمة، وتعكس تأثير المملكة عالميًا، سواءً من خلال المدن المتطوّرة، أو البحار المستدامة، أو الإمكانات البشرية غير المحدودة، أو قمم الابتكار”.
وأعلن السفير بن زقر عن انطلاق جولة وطنية تحت عنوان ” الجولات السعودية في اليابان ” بهدف تعزيز التفاعل الثقافي بين الشعبين الصديقين، حيث تجوب هذه الجولات سبع مدن يابانية لتُتيح لليابانيين فرصة الالتقاء بالسعوديين، والتعرّف على ثقافتهم، وتقاليدهم قبل افتتاح الجناح، مبينًا أن الجولات التي انطلقت من أوساكا ستنتقل إلى مدن كيوتو، وكوبه، وهيروشيما، وفوكوكا، وناغويا، وطوكيو، وتستمر حتى 9 مارس المقبل، وستُقدّم للجمهور الياباني تجربةً غامرة تُعرّفهم بالضيافة السعودية الأصيلة، وتُشجّعهم على زيارة جناح المملكة الذي يفتح أبوابه مع انطلاقة المعرض العالمي في 13 أبريل المقبل.
وتأتي مشاركة السفير المفوّض العام لجناح المملكة العربية السعودية المشارك في معرض إكسبو 2025 أوساكا، الذي جمع أكثر من 600 مفوّضٍ عام، ووفودٍ من 150 دولة، إلى جانب ممثّلين عن 47 جناحًا وطنيًا، لاستعراض الاستعدادات السعودية للمشاركة في المعرض العالمي إكسبو 2025 أوساكا، وما ستقدّمه المملكة خلال المعرض من تجربةٍ مبتكرة تجسّد التزامها بالجهود الدولية للتنمية البشرية المستدامة، وصناعة مستقبلٍ مشرق للعالم، ويعكس الجناح تراثها وثقافتها الغنيّة، وحضارتها الضاربة في جذور التاريخ، وتقاليدها العريقة، ومسيرتها التحوّلية المتسارعة.