أظهرت الحرب في غزة أننا – بمفردنا – غير قادرين على منع قتل إخواننا المسلمين أمام أعيننا، وتدمير أوطانهم. والآن؛ هناك هجوم عنيف ستشنه إسرائيل على دولة مسلمة أخرى، وهي لبنان، وأعتقد أن العالم الإسلامي سيكتفي بمشاهدة تحول تلك الأراضي إلى خراب وموت الآلاف من الناس.
وماذا بعد؟لدى إسرائيل رؤية مستقبلية؛ حيث تسعى للاستيلاء على أراضي "أرض الميعاد"، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى.
قبل الحرب العالمية الأولى؛ لم يكن أحد يعتقد بأن حلم ثيودور هرتزل في إقامة كيان إسرائيلي على أراضي الدولة العثمانية يمكن تحقيقه، لكنهم حققوه في ذلك الوقت، والآن يسعون لتحقيق حلم "أرض الميعاد".
إذا استمر العالم الإسلامي في هذا التشتت والتشظي وضعف المواقف تجاه ما يجري على مسرح الأحداث في عالمنا الإسلامي، فسنرى على الأرجح تمدد إسرائيل في المنطقة، ولن يكون هناك من رادع أمام هذه الرغبات الجامحة. لكن قضيتنا ليست رؤية إسرائيل للمستقبل، بل ما هي خطط العالم الإسلامي للمستقبل. هل لدى الدول الإسلامية في المنطقة خطة لمواجهة توسع إسرائيل وعدوانها؟ أو هل لديها رؤية مشتركة للمستقبل؟
إذا نظرنا من نافذة الواقعية السياسية، عندما نرى حال وسياسات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الـ57، يعتقد الجميع أنه من المستحيل وضع هدف مشترك. كيف يمكن لعشرات الدول التي تعادي بعضها بعضًا وتتنازع فيما بينها أن تتفق على رؤية مشتركة، أليس كذلك؟
حلف دفاعيفي مثل هذه الحالة، دائمًا ما أذكر تأسيس الاتحاد الأوروبي كمثال. فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا خاضت حروبًا فيما بينها، لكنها بدأت العمل على الوحدة فور انتهاء الحرب العالمية الثانية. كيف تمكنت من الاتحاد بعد حرب تسببت في مقتل ما يقرب من 70 مليون شخص؟
اليابان والولايات المتحدة خاضتا أكثر الحروب دموية ولكنهما تحالفتا ضد الصين.
أليس الناتو منظمة مشابهة؟ تركيا واليونان لا تتفقان أبدًا، لكنهما تتعاونان في مجال الدفاع.
إذًا، لماذا لا تتّحد الدول الإسلامية على الأقل في الحد الأدنى من القواسم المشتركة؟ على سبيل المثال، ضد السياسات العدوانية والتوسعية لإسرائيل.
إن حلم "أرض الميعاد" لا يشمل فقط الأراضي الفلسطينية، بل يعتبر أراضي لبنان وسوريا والأردن وتركيا والعراق والسعودية ومصر وإيران أيضًا ضمن الأراضي المستهدفة.
إذا كان الناتو قد تأسس لمواجهة خطر روسيا، فلماذا لا تستطيع الدول الإسلامية إنشاء حلف دفاعي لمواجهة خطر إسرائيل؟ السبب يكمن في ضعف الإرادة لدى الأنظمة الرسمية، فمعظم هذه الأنظمة تعيش في انفصال عن شعوبها، ولا تفكر في الأخطار التي تحيط بعالمنا الإسلامي وسبل مواجهتها.
لكن، إذا أجريت أي استطلاع رأي عام في أي بلد، فستجد أن الشعوب المسلمة ترغب في الوحدة، والتحرك المشترك، والتوحد ضد عدوان إسرائيل.
حتى احتلال غزة والمجازر التي ارتكبت لم تجعل هذه الأنظمة تستيقظ، ولا أعتقد أن أي شيء آخر يمكنه ذلك؛ لذا يمكننا أن نفقد الأمل في أي تحرك يسهم في وقف الإبادة التي يتعرض لها سكان القطاع.
أملي يكمن في الشباب المسلم، فهم يرون الأخطاء المتراكمة أمام أعينهم، وأنا واثق بأنهم في المستقبل لن يرتكبوا هذه الأخطاء، ولكنهم سيتبنّون رؤية جديدة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
لماذا تركز إسرائيل جهدها الحربي على قضاء صور بجنوب لبنان؟
يرى الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن جوني أن إسرائيل تركز جهدها الحربي في توغلها البري بجنوب لبنان باتجاه القطاع الغربي حتى مدينة صور التي قال إنها تتعرض وقضاؤها لاستهداف مكثف لأسباب عدة.
وأعرب جوني -في حديثه للجزيرة- عن قناعته بأن استهداف إسرائيل المكثف لقضاء صور وإصدار أوامر للسكان بإخلائه يأتي رغبة منها في "إضعاف القاعدة الخلفية بالقطاع الغربي التي يتحرك فيها أو من خلالها مقاتلو حزب الله".
وأكد أن استهداف قضاء صور يتصل تماما بالعمليات والمواجهات البرية في القطاع الغربي، إذ تريد إسرائيل احتلاله أو محاصرته بين بلدات طير حرفا وشمع والبياضة.
وفي هذا السياق، أشار الخبير العسكري إلى أن إسرائيل تريد محاصرة "جيب غربي" يضم عددا من الأودية والأحراش، إضافة إلى احتلال الناقورة ضمن القطاع ذاته.
ويعدّ قضاء صور أحد أقضية محافظة الجنوب الثلاثة في لبنان، ومركزه مدينة صور، ويضم ما يزيد على 50 قرية مثل برج الشمالي ومجدل زون وغيرها.
أما بشأن الاستهداف الإسرائيلي لمدينة صور، فقال جوني إنها المدينة الأقرب على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وتعتبر ذات مركز ثقل اقتصادي واجتماعي ومعنوي لقضاء صور، كما أنها مدينة منافسة سياحيا.
وخلص جوني، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، إلى وجود "حقد إسرائيلي على صور وتاريخها"، إضافة إلى مواصلة تل أبيب إستراتيجية التدمير بهدف استمرار الضغط على متخذي القرار في لبنان.
أسلحة محرمة دوليا
ونبه جوني إلى استخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليا في جنوب لبنان، معتبرا قتل المدنيين الأبرياء هو الخرق الأهم لأنهم ليسوا مقاتلين على الجبهة، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني.
وقال الخبير العسكري إن إسرائيل لديها تاريخ حافل في اختبار أسلحة جديدة في ميدان حقيقي ومنها ما ينجح وما يفشل.
كذلك تستخدم إسرائيل الأسلحة الحارقة -وفق جوني- لأنها تريد حرق الأخضر واليابس بهدف إجلاء حقول الرمي وإطلاق الصواريخ ومنع إمكانية الاختفاء عن الأنظار والمسيّرات.
لكن الخبير العسكري شدد على أن الذخائر العنقودية هي الأخطر لأنها تبقى وتستمر بعد وقف إطلاق النار في صورة ألغام ويصبح التعامل معها أمرا خطيرا، بجانب الأسلحة الفراغية والخارقة.
ووسّعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي حربها على حزب الله لتشمل جلّ مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة.
كذلك بدأت توغلا بريا في جنوبه معتمدة على 5 فرق عسكرية تعمل على طول الحدود مع لبنان هي: 210، 98، 91، 36، 146، وتضم الفرقة أكثر من لواء عسكري، وتضم وفق المعايير العسكرية أكثر من 10 آلاف جندي.