الجزيرة:
2025-04-26@02:42:18 GMT

تحالف لصد إسرائيل.. لماذا الآن؟

تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT

تحالف لصد إسرائيل.. لماذا الآن؟

أظهرت الحرب في غزة أننا – بمفردنا – غير قادرين على منع قتل إخواننا المسلمين أمام أعيننا، وتدمير أوطانهم. والآن؛ هناك هجوم عنيف ستشنه إسرائيل على دولة مسلمة أخرى، وهي لبنان، وأعتقد أن العالم الإسلامي سيكتفي بمشاهدة تحول تلك الأراضي إلى خراب وموت الآلاف من الناس.

وماذا بعد؟

لدى إسرائيل رؤية مستقبلية؛ حيث تسعى للاستيلاء على أراضي "أرض الميعاد"، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى.

فهم يتملكهم حلم الدولة المثالية، وأعتقد أن العديد من المسلمين، لا يعتقدون بإمكانية تحقق هذه الدولة. ولكن الصهاينة يعملون بدأب لتكون واقعًا.

قبل الحرب العالمية الأولى؛ لم يكن أحد يعتقد بأن حلم ثيودور هرتزل في إقامة كيان إسرائيلي على أراضي الدولة العثمانية يمكن تحقيقه، لكنهم حققوه في ذلك الوقت، والآن يسعون لتحقيق حلم "أرض الميعاد".

إذا استمر العالم الإسلامي في هذا التشتت والتشظي وضعف المواقف تجاه ما يجري على مسرح الأحداث في عالمنا الإسلامي، فسنرى على الأرجح تمدد إسرائيل في المنطقة، ولن يكون هناك من رادع أمام هذه الرغبات الجامحة. لكن قضيتنا ليست رؤية إسرائيل للمستقبل، بل ما هي خطط العالم الإسلامي للمستقبل. هل لدى الدول الإسلامية في المنطقة خطة لمواجهة توسع إسرائيل وعدوانها؟ أو هل لديها رؤية مشتركة للمستقبل؟

إذا نظرنا من نافذة الواقعية السياسية، عندما نرى حال وسياسات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الـ57، يعتقد الجميع أنه من المستحيل وضع هدف مشترك. كيف يمكن لعشرات الدول التي تعادي بعضها بعضًا وتتنازع فيما بينها أن تتفق على رؤية مشتركة، أليس كذلك؟

حلف دفاعي

في مثل هذه الحالة، دائمًا ما أذكر تأسيس الاتحاد الأوروبي كمثال. فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا خاضت حروبًا فيما بينها، لكنها بدأت العمل على الوحدة فور انتهاء الحرب العالمية الثانية. كيف تمكنت من الاتحاد بعد حرب تسببت في مقتل ما يقرب من 70 مليون شخص؟

اليابان والولايات المتحدة خاضتا أكثر الحروب دموية ولكنهما تحالفتا ضد الصين.

أليس الناتو منظمة مشابهة؟ تركيا واليونان لا تتفقان أبدًا، لكنهما تتعاونان في مجال الدفاع.

إذًا، لماذا لا تتّحد الدول الإسلامية على الأقل في الحد الأدنى من القواسم المشتركة؟ على سبيل المثال، ضد السياسات العدوانية والتوسعية لإسرائيل.

إن حلم "أرض الميعاد" لا يشمل فقط الأراضي الفلسطينية، بل يعتبر أراضي لبنان وسوريا والأردن وتركيا والعراق والسعودية ومصر وإيران أيضًا ضمن الأراضي المستهدفة.

إذا كان الناتو قد تأسس لمواجهة خطر روسيا، فلماذا لا تستطيع الدول الإسلامية إنشاء حلف دفاعي لمواجهة خطر إسرائيل؟ السبب يكمن في ضعف الإرادة لدى الأنظمة الرسمية، فمعظم هذه الأنظمة تعيش في انفصال عن شعوبها، ولا تفكر في الأخطار التي تحيط بعالمنا الإسلامي وسبل مواجهتها.

لكن، إذا أجريت أي استطلاع رأي عام في أي بلد، فستجد أن الشعوب المسلمة ترغب في الوحدة، والتحرك المشترك، والتوحد ضد عدوان إسرائيل.

حتى احتلال غزة والمجازر التي ارتكبت لم تجعل هذه الأنظمة تستيقظ، ولا أعتقد أن أي شيء آخر يمكنه ذلك؛ لذا يمكننا أن نفقد الأمل في أي تحرك يسهم في وقف الإبادة التي يتعرض لها سكان القطاع.

أملي يكمن في الشباب المسلم، فهم يرون الأخطاء المتراكمة أمام أعينهم، وأنا واثق بأنهم في المستقبل لن يرتكبوا هذه الأخطاء، ولكنهم سيتبنّون رؤية جديدة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية المملكة 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة

أعرب صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية عن فخره واعتزازه بما تحقق من منجزات في رؤية المملكة 2030، رافعًا التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- بمناسبة مرور تسعة أعوام على انطلاق الرؤية المباركة، التي أرست ملامح التحول الوطني الشامل.
وأكد سموه أن ما تحقق من قفزات نوعية في مختلف القطاعات يعكس الرؤية الإستراتيجية الثاقبة للقيادة الرشيدة -أيدها الله- والإرادة الوطنية القوية التي تقود المملكة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة، موضحًا أن نسبة كبيرة من مؤشرات ومبادرات الرؤية حققت أهدافها المرحلية، وبعضها تجاوز المستهدفات، وهو ما يعكس فعالية الأداء الحكومي والتكامل بين القطاعات.
ونوّه سموه بالتحولات الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها المملكة التي أسهمت في تعزيز قوة الاقتصاد الوطني وجاذبيته الاستثمارية وتمكين القطاع الخاص، فضلًا عن دعم ريادة الأعمال وإيجاد فرص وظيفية نوعية لأبناء وبنات الوطن.
وأشاد سمو نائب أمير المنطقة الشرقية بما تحقق على مستوى جودة الحياة، من تحسين في البيئة المعيشية وتوسّع في الخدمات الصحية والتعليمية والرقمية، إلى جانب تمكين المرأة وتعزيز المشاركة المجتمعية بما يعكس التقدم الشامل في بناء مجتمع طموح ينعم بالرفاه والاستقرار.
وفي ختام تصريحه، أكد سموه أن ما تحقق في السنوات التسع الماضية هو محطة انطلاق نحو آفاق أوسع من التميز والتنافسية، بقيادة رشيدة وضعت الإنسان في قلب التنمية، ورسّخت مكانة المملكة على خارطة الريادة العالمية.

مقالات مشابهة

  • الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة النجاحات والمنجزات التي حققتها رؤية المملكة 2030 في عامها التاسع
  • نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية المملكة 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة
  • “النسر والتنين”.. لماذا تقلق إسرائيل من تدريبات مصر والصين الجوية؟
  • لماذا الإسلام في علو وانتشار والمسلمون في دنو وانكسار؟
  • قصة التوتر التي تحدث الآن بين الهند وباكستان
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • الجامعة العربية: إسرائيل تسعى للتطهير العرقي وتهدد استقرار المنطقة
  • ألمانيا وبريطانيا وفرنسا تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات إلى غزة
  • بعد تهديد واشنطن.. بريطانيا: أوكرانيا هي التي تقرّر مستقبلها.
  • إسرائيل: لا قرار حتى الآن بشأن السماح بإدخال المساعدات إلى غزة