هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزيل، متهما إياه بالعمل على جر تركيا إلى التوتر السياسي بعد تصريحات وصف بها ضد تحالف الجمهور الحاكم، وذلك بعد دخول البلاد إلى مرحلة "التطبيع السياسي" التي توجت باجتماعين متتاليين بين قطبي السياسة التركية خلال الأسابيع الأخيرة.



وقال أردوغان في كلمة له خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم بالعاصمة التركية أنقرة، الأربعاء، إن "زعيم حزب الشعب الجمهوري جر السياسة إلى التوتر عبر الخشونة التي زادت جرعتها بعد الزيارة الأخيرة"، في إشارة إلى الزيارة التي أجراها الرئيس التركي إلى مقر الشعب الجمهوري بعد خطوة مماثلة قام بها زعيم المعارضة حين التقى أردوغان في مقر "العدالة والتنمية".

وأضاف أردوغان أن حزبه "كان يسير على هذا الطريق (العمل السياسي) طوال مدة 22 عاما، تارة بمفرده وتارة مع أصدقاء مخلصين، مشيرة إلى أن لم يتلقوا "قبولا من حزب الشعب الجمهوري" من خلال سياسة تليين السياسة الداخلية التي شهدت استقطابا شديدا خلال الأعوام الأخيرة.

وشدد الرئيس التركي على أن سياسة التطبيع التي انتهجها حزبه مع المعارضة "لا تعني أننا سنقبل الظلم تجاه تحالف الجمهور"، موضحا أن "اللباقة لا تعني أننا سوف نغض الطرف عن الوقاحة".




ويشير أردوغان إلى التصريحات التي وصف فيها أوزيل، دولت بهتلشي زعيم  حزب الحركة القومية المتحالف مع العدالة والتنمية الحاكم، "بالمتواطئ"، وطالبه بعدم دفع "شراكته في الجريمة" المرتكبة بحق الشعب التركي بسبب ما اعتبره الإدارة السياسية والاقتصادية الخاطئة للبلاد.

وجاءت تصريحات أوزيل ضد بهتلشي، بعد بيان أصدره الأخير أعرب خلاله عن استياء حزبه من عملية التطبيع واللقاءات المتتالية بين أردوغان والمعارضة، ملوحا بإمكانية انسحابه من تحالف الجمهور.

وفتحت تصريحات بهتلشي الباب أمام الحديث عن تصدعات داخل التحالف الحاكم، إلا أن الرئيس التركي شدد في كلمته أمام المجموعة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" على استمرار تحالف الجمهور، كما استقبل زعيم الحركة القومية بالقصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

انتخابات مبكرة
على صعيد آخر، علق زعيم حزب الشعب الجمهوري على إمكانية إجراء انتخابات عامة مبكرة بعدما خرج حزبه من الانتخابات المحلية الماضية، بفوز لم يسبق له مثيل منذ أكثر من 40 عاما، حيث أصبح الحزب الأول من حيث عدد أصوات الناخبين متقدما على حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وقال أوزيل في حديثه للكاتب في صحيفة "بير غون" (Bir Gün) المحلية، دوغان تلتش، الخميس، إنه يعتقد أنه ستكون هناك انتخابات مبكرة بعد عام ونصف، على الرغم من فوز أردوغان بولاية رئاسية جديدة تمتد 5 سنوات"، وذلك في الانتخابات العامة التي في منتصف عام 2023.



وأضاف أنه "لا يريد إجراء انتخابات عامة عبر استغلال نتائج الانتخابات المحلية في آذار /مارس الماضي، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سيتجنب الانتخابات المبكرة أو يهرب منها".

واعتبر زعيم المعارضة التركية أن الشعب التركي يريد أيضا إجراء انتخابات مبكرة وفقا لما تظهر استطلاعات الرأي.


وشهدت تركيا في أيار /مايو عام 2023 انتخابات رئاسية وبرلمانية انتهت بفوز أردوغان بولاية رئاسية جديدة تمتد إلى عام 2028، متغلبا على منافسه كمال كليتشدار أوغلو، الزعيم السابق لحزب "الشعب الجمهوري"، الذي خاض الانتخابات حينها مرشحا عن تحالف الطاولة السداسية التي عقدته أحزاب المعارضة للإطاحة بالرئيس التركي.

وفي ما يتعلق بمرحلة التطبيع التي تشهدها السياسة الداخلية، شدد أوزيل خلال حديث على أنه لا يسعى إلى التطبيع مع الحكومة عبر اجتماعه مع قادة تحالف الجمهور الحاكم، موضحا أن هدفه رئيسي هو العمل على التطبيع من ناخبي حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية".

وشدد في ختام حديثه على أن حزبه "يحاول نقل السياسة الداخلية من تبادل النيران المستمر إلى مكان يتم فيه التعبير عن مشاكل الناخبين الذين منحوا أصواتهم للحكومة الحالية"، لافتا إلى أنه يهدف لجعل المعارضة محورا يمكنه جمع الناخبين من جميع الأطياف السياسية المختلفة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية أردوغان تركيا تركيا أردوغان اسطنبول اوزيل سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الشعب الجمهوری العدالة والتنمیة انتخابات مبکرة الرئیس الترکی تحالف الجمهور

إقرأ أيضاً:

هل فشلت مغامرة تحالف نيروبي؟

مع خسارة قوات الدعم السريع ما تبقّى من العاصمة الخرطوم لصالح الجيش، وهي خسارة بدت واضحةً منذ أسابيع، تستمرّ القيادات السياسية التي تحالفت مع هذه القوات في إطلاق تصريحات النصر. قال اللواء معاش فضل الله برمة ناصر، قبل أسبوع، “الموقف العسكري للدعم السريع متقدم”. رئيس حزب الأمّة المكلّف، الذي لم يستطع ضمان تأييد حزبه ومؤسّساته عندما قرّر الانضمام إلى التحالف مع “الدعم السريع” في اتفاق نيروبي، وهو عسكري سابق، يرى هزائم “الدعم السريع” ويعتبرها انتصارات، بل يصرّح “نحن نقف مع الطرف الذي ينادي بايقاف الحرب. وسنحارب كلّ مُصّرٍ على الحرب”. وهي جملة لا تختلف في غرائبيّتها عمّا قاله رئيس حركة تحرير السودان، فصيل تمبور، الموالي للجيش: “من يقولون لا للحرب عملاء ضدّ وطنهم ومتعاونون مع مخطّط تقسيم البلاد”.

استمرّت سيطرة “الدعم السريع” على العاصمة الخرطوم، وأغلب مساحة البلاد، فترة تقارب العام، وهي نصف مدّة الحرب تقريباً. لكنّها عجزت عن تشكيل أيّ جسم حكومي فاعل لإدارة حياة الناس. ربّما لأن الناس كانت تفرّ من انتهاكات المليشيا، فلم تحكم إلا عاصمة شبه خالية، ومدنيين أقرب إلى رهائن منهم إلى مواطنين. وبينما يرى اللواء معاش ناصر أن “الدعم السريع” دائماً ما كانت مع السلام (وصف يصعب إطلاقه عليها أوعلى الجيش)، فإن سكّان قرى ولاية الجزيرة يعرفون كيف هو هذا السلام. فحتى القرى التي عقدت اتفاقيات، وقدّمت الجبايات، لم تسلم من انتهاكات “الدعم السريع”.

لم تأتِ هجرة القوى السياسية والحركات المسلّحة للتحالف مع “الدعم السريع” في نيروبي إلا بعدما بدأت الموازين تتغيّر في الأرض. وكانت قوات الدعم السريع تفقد مساحات سيطرتها بالسرعة نفسها تقريباً التي استولت عليها بها. في هذا الوضع العسكري المتراجع، والعاصمة المحطّمة والمهجورة، التي كان الجيش يوشك على تحريرها من يد “الدعم السريع”، كان قادة الحركات المتحالفة في نيروبي يصرّحون بأن إعلان حكومتهم (حكومة السلام كما سمّوها)، ستُعلَن من الخرطوم، وهو ما عاد وأكّده الفريق الغائب محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تسجيل مصوّر، وأن قواته لن تغادر الخرطوم ولا القصر الرئاسي. كان يقول ذلك بينما تواصل قواته الانسحاب، والجيش يطبق الحصار على ما تبقّى منهم داخل القصر.

لم يعد حالياً أمام “الدعم السريع” وحلفائها إلا التحصّن غرباً، لتبقى الحرب في الإقليم السوداني المشتعل منذ عقود. لكن حتى إقليم دارفور ليس بكامله تحت سيطرة “الدعم السريع”، وقد عجزت عن احتلال مدينة الفاشر، ما جنّب البلاد مذبحةً كانت واقعةً إن دخلت هذه القوات عاصمة الحركات المسلّحة في دارفور، فالمدينة التي وقفت تدافع عن نفسها شهوراً تضمّ عشرات آلاف من النازحين الذين احتموا بها من مذابح “الدعم السريع” في مناطقهم.
لذلك، تبدو حكومة تحالف “الدعم السريع” مثيرة للأسئلة، فهي لا تجد لها عاصمة، فالخرطوم لم تعد تحت سلطتهم، وكاودا، المرشّحة الثانية تتململ رفضاً، والفاشر ما زالت صامدةً، والضعين لا تأمن ضربات الجيش، ولا الحكومة تجد قبولاً دولياً، فقبل إعلانها، حذّرت عدّة جهات دولية من أنها لن تعترف بها، وأنها خطوة في طريق تقسيم السودان. ورغم ذلك، يدّعي حلف “الدعم السريع” أنه تلقّى وعوداً إيجابية بالاعتراف من “عدّة جهات”.

قادة الحركات المسلّحة والسياسيون، الذين عطّلوا عمل تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (المتعثّر سلفاً)، بالمزايدات الجهوية، فكّكوا التنسيقية، وذهبوا لإنقاذ “الدعم السريع” في أكثر لحظات احتضار مشروعها للسيطرة على السودان.

وقف محمد حمدان دقلو في إبريل/ نيسان 2023 أمام بوابات القصر الرئاسي، واتصل بالإعلام ليطلب من قائد الجيش الاستسلام لمحاكمته وإعدامه (!). بعد عامين من الحرب، وملايين النازحين، وعشرات ألوف الضحايا، وتدمير العاصمة، يتوعّد الطرفان بعضهما بعضاً بالمزيد.

تهدّد “الدعم السريع” المهزومة في الوسط مناطق سيطرة الجيش بالمسيّرات. ويتوعّد الجيش المتقدّم مناطق سيطرة “الدعم السريع” بالطيران. وبينهما يسقط المدنيون. يُعلن تحالف نيروبي، قبل تكوين حكومته التي تبحث عن عاصمة، مزيداً من القتال، مثلما يعد الطرف الآخر. قد لا تكون مغامرة التحالف قد فشلت تماماً، وما زالت تهدّد بتقسيم البلاد، لكنّها بالتأكيد لم تسر كما أراد لها أطرافها.

ويبدو (للأسف!) أن المنتظر منها فقط توفير غطاء لإمداد “الدعم السريع” والمليشيات المتحالفة معها بمزيد من السلاح، في بلد امتلأ بالمليشيات المسلّحة، وانخرط في حربٍ أهليةٍ يرفض أن يسمّيها كذلك، ويقف على مفترق طرق كلّها مليئة بالدم.

حمّور زيادة

العربي الجديد – 29 مارس 2025

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الشرع يتحدث عن تشكيلة الحكومة السورية.. ومبدأ المحاصصة
  • تصعيد غير مسبوق فى تركيا.. هل تتجه البلاد نحو مزيد من السلطوية؟
  • تصعيد بالتصريحات بين تل أبيب وأنقرة.. ساعر يتهم وأردوغان يدعو لتدمير إسرائيل
  • هل فشلت مغامرة تحالف نيروبي؟
  • السيسي وأردوغان يتفقان على العمل معا لإنهاء “الإبادة الجماعية” في غزة
  • بعد الهجوم على ‘إسبريسو لاب’: حزب العدالة والتنمية يحذر أوزغور أوزيل من العواقب السياسية
  • من داخل سجن سيليفرى.. عمدة إسطنبول المسجون يكتب: تركيا تنزلق نحو الاستبداد
  • معركة كلامية تشتعل في تركيا.. أوزغور أوزيل: “يتحدث بكل وقاحة.. ولا يملك ذرة حياء”
  • بعد سجن إمام أوغلو.. هل يعيد أردوغان تشكيل المشهد السياسي في تركيا؟
  • المعارضة تخطئ الحسابات.. وأردوغان يفضح مخططها أمام الجميع