اعترف الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي بأن أوكرانيا لا ترغب في إطالة الصراع، لأن هناك العديد من الجرحى والقتلى في ساحة المعركة.

إقرأ المزيد تاكر كارلسون: من المستحيل أن تهزم أوكرانيا روسيا

جاء تصريح زيلينسكي لدى وصوله إلى قمة الاتحاد الأوروبي، حيث تابع: "علينا أن نضع خطة التسوية على الطاولة في غضون بضعة أشهر.

ليس لدينا الكثير من الوقت لأن لدينا الكثير من الجرحى والقتلى في ساحة المعركة. لذلك نريد إعداد خطة السلام هذه للقمة الثانية".

وكانت أوكرانيا قد أعلنت عن إعداد خطة تسوية بعد ما سمي بـ "مؤتمر السلام" في سويسرا، على أن يتم تقديم هذه الخطة إلى روسيا في الاجتماع الثاني لـ "مؤتمر السلام".

وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا لم تجر أي اتصالات مع روسيا بعد مؤتمر سويسرا، حيث أعلنت عدة دول ضرورة مناقشة التسوية مع موسكو، إلا أنه أشار إلى أنه "لم يجر أي حوار مع روسيا خلال هذه الفترة، وإذا حدث هذا في الخفاء، فهو أمر لا علاقة له بنا".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حدد، 14 يونيو الجاري، في اجتماع مع قيادات وزارة الخارجية الروسية، شروط حل الوضع بأوكرانيا. ومن بين الشروط انسحاب القوات المسلحة الأوكرانية من دونباس وزابوروجيه وخيرسون ورفض كييف الانضمام إلى "الناتو". ترى روسيا، إضافة إلى ذلك، ضرورة رفع جميع العقوبات الغربية المفروضة عليها وإقامة دولة عدم انحياز خالية من الأسلحة النووية بأوكرانيا.

وأشار بوتين أنه إذا ما رفضت أوكرانيا والغرب هذه الشروط، فإن هذه الشروط قد تتغير في المستقبل.

وقد رفضت كييف خطة السلام الروسية.

المصدر: تاس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين حلف الناتو عقوبات اقتصادية عقوبات ضد روسيا فلاديمير بوتين فلاديمير زيلينسكي وزارة الدفاع الروسية

إقرأ أيضاً:

خطة ترامب للسلام في أوكرانيا.. مكاسب روسية مقابل وعود غامضة لكييف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعيش جهود تسوية الصراع الروسي الأوكراني لحظة حرجة، مع تقديم الولايات المتحدة – وبقيادة مباشرة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق والحالي المحتمل دونالد ترامب – ما وصفته بـ"العرض الأخير" لحل النزاع المستمر منذ عام 2022.

 الوثيقة، المكونة من صفحة واحدة، تم تقديمها لمسؤولين أوكرانيين في باريس، وتهدف إلى رسم نهاية للصراع، لكنها بحسب المصادر، تتضمن تنازلات ثقيلة الكلفة على الجانب الأوكراني، في مقابل مكاسب واضحة لروسيا.

 إعادة تعريف للتوازن الجيوسياسي في شرق أوروبا


الوثيقة، بحسب ما كشفه موقع "أكسيوس"، ليست فقط عرضاً دبلوماسياً، بل تمثل إعادة تعريف للتوازن الجيوسياسي في شرق أوروبا، حيث يُقترح أن تعترف الولايات المتحدة رسمياً بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وتقبل فعلياً بسيطرتها على أجزاء واسعة من لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيا. كما تنص على ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو، في خطوة ترضي مخاوف موسكو الاستراتيجية، لكنها تترك كييف عرضة للتهديد المستقبلي.
في المقابل، لا تتضمن الخطة ضمانات أمنية ملزمة أو واضحة لأوكرانيا، بل مجرد تعهد "فضفاض" بتشكيل قوة دولية لحفظ السلام، بمشاركة أوروبية (دون تأكيد مشاركة أمريكية)، مع تعويضات ومساعدات غير محددة المصدر أو المدى.
معادلة غير متكافئة: مكاسب موسكو مقابل غموض في دعم كييف
التحليل المقارن لمضامين الوثيقة يُظهر انحيازًا ملحوظًا لصالح موسكو:
مكاسب مؤكدة لروسيا بموجب الخطة:
اعتراف قانوني أمريكي بضم القرم.
قبول فعلي بسيطرة روسيا على معظم مناطق شرق وجنوب أوكرانيا المحتلة.
رفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ 2014.
إعادة فتح قنوات التعاون الاقتصادي بين موسكو وواشنطن، خصوصًا في قطاعات الطاقة والصناعة.
استبعاد أوكرانيا من عضوية حلف الناتو.
في المقابل، ما تحصل عليه أوكرانيا:
وعد بضمانات أمنية غير رسمية من عدد من الدول (لم تُحدد تفاصيلها أو مدى التزامها).
استعادة جزء صغير من مقاطعة خاركيف.
حرية مرور محدودة في نهر دنيبرو.
إدارة أمريكية لمحطة زابوروجيا النووية، مع استمرار الإمداد بالطاقة لكلا الطرفين.
وعود بإعادة الإعمار والمساعدات غير محددة التمويل أو الآلية.
هذا التفاوت بين ما تحصل عليه موسكو وما يُعرض على كييف أثار استياء المسؤولين الأوكرانيين، إذ وصف مصدر مقرب من الحكومة الأوكرانية الخطة بأنها "منحازة بشدة"، موضحًا أنها تُظهر مكاسب روسيا بشكل واضح، بينما تتحدث عن أوكرانيا بصيغة فضفاضة ومبهمة.
بوتين يساوم على واقع الحرب.. لا على إنهائها
في حين ألمحت موسكو إلى إمكانية تجميد خطوط التماس الحالية، فإنها رفضت مسبقًا نقاطًا أخرى في الخطة، مثل نشر قوات حفظ سلام أجنبية، وهو ما يعكس تمسكها الكامل بالسيادة على الأراضي المحتلة، واستعدادها لتثبيت المكاسب الميدانية كأمر واقع تفاوضي، لا كبادرة لإنهاء النزاع.


الموقف الأمريكي.. انقسام وتراجع


اللافت في خضم هذه التطورات أن الإدارة الأمريكية، التي أعدت الخطة عبر مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف بعد اجتماع طويل مع بوتين، خفّضت من تمثيلها في محادثات لندن. إذ قرر كل من ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو عدم حضور الاجتماعات، في مؤشر على إدراك مسبق برفض كييف للمقترح، وتحوّل المناقشات نحو إمكانية وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، وهو ما تطالب به أوكرانيا في هذه المرحلة.
ورغم تغيب القيادات الرئيسية، أكد البيت الأبيض أن المحادثات ستتواصل عبر المبعوث كيث كيلوج، في محاولة لإنقاذ المسار الدبلوماسي دون الاصطدام المباشر برفض كييف العلني للخطة.
 

سلام على حساب السيادة؟


تمثل خطة ترامب – إن قُدّر لها أن تكون أساساً لتفاوض مستقبلي – نموذجًا لاتفاق ينهي القتال فعليًا لكنه يُكرّس واقع الاحتلال، ويعيد رسم خريطة أوكرانيا بما يتماشى مع الطموحات الروسية. وهو ما يجعلها أقرب إلى "تسوية مفروضة" لا "سلام تفاوضي". وتُثير الخطة أسئلة كبيرة حول مستقبل الضمانات الأمنية، ودور الولايات المتحدة كراعٍ للعدالة لا فقط للواقعية السياسية.
تُظهر هذه الوثيقة أن الولايات المتحدة، أو على الأقل جناح ترامب داخلها، بات أقرب إلى خيار إنهاء الحرب بأي ثمن – حتى لو كان على حساب السيادة الأوكرانية. وفي المقابل، تُصر أوكرانيا على عدم تقديم تنازلات استراتيجية مقابل وعود رمادية.
المرحلة المقبلة ستكشف ما إذا كانت كييف ستقبل "تجميد النزاع" كخيار مؤقت، أو تتمسك بموقفها المبدئي، ما قد يُطيل أمد الحرب، لكن يحفظ لها كرامتها الوطنية وحدودها، ولو معنويًا.
 

مقالات مشابهة

  • ترامب: روسيا عرضت تنازلا كبيرا عبر عدم احتلال أوكرانيا بأكملها
  • روسيا: زيلينسكي مستعد لنسف عملية السلام بأي ثمن
  • ترامب يتهم زيلينسكي بتقويض مفاوضات السلام مع روسيا
  • أوكرانيا وأوروبا تضغطان للحصول على ضمانات قبل السلام مع روسيا
  • ترامب: تصريحات زيلينسكي حول القرم تضر بمفاوضات السلام مع روسيا 
  • ترامب: اتفاق السلام مع روسيا ممكن وتصريحات زيلينسكي تعقد الأمور
  • ترامب: تصريحات زيلينسكي تضر بمحادثات السلام مع روسيا
  • خطة ترامب للسلام في أوكرانيا.. مكاسب روسية مقابل وعود غامضة لكييف
  • أوكرانيا تسعى إلى هدنة مع روسيا لمدة 30 يومًا بدلاً من خطة ترامب للسلام
  • زيلينسكي: روسيا تسعى لإقصاء واشنطن من محادثات السلام لإبراز دورها القيادي