تاريخ كرة القدم يخبرنا عن بدايات سيئة لمنتخبات تحولت إلى نهايات أسطورية
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
يكشف تاريخ كرة القدم عن بدايات سيئة لبعض المنتخبات تحولت إلى قصص نجاح كبيرة في البطولات الكبرى، ومنها كأس أمم أوروبا، وآخر البدايات السيئة كانت لمنتخب الأرجنتين الذي خسر في أولى مبارياته أمام السعودية في كأس العالم 2022 لكنه توج بلقب المونديال الذي أقيم في قطر.
وإذا كان الأمر يتعلق بالأداء وليس بالنقاط، فإن بداية إنجلترا في بطولة أوروبا لكرة القدم 2024 كانت سيئة، لكنها أظهرت سابقا أنه لا ينبغي على الجماهير أن تتعجل في التخلي عن أحلامها بسبب أداء باهت في دور المجموعات.
وجاء أعظم انتصار لإنجلترا، وهو الفوز بكأس العالم 1966، بعد تعرضها لانتقادات بسبب التعادل السلبي في المباراة الافتتاحية أمام أوروغواي، وهو ما منح الفريق نموذجا صنعه المدرب ألف رامسي منذ 58 عاما في كيفية مواجهة انتقادات وسائل الإعلام.
منتخب إنجلترا ظهر بمستوى متواضع في يورو 2024 (رويترز)وفي كأس العالم 1986، خسرت إنجلترا أمام البرتغال وتعادلت سلبيا مع المغرب. وبعد سلسلة من الإصابات وتعرض اللاعبين للإيقاف منح المدرب بوبي روبسون حرية الحركة للاعب المفضل لدى الجماهير جلين هودل، ليتحسن أداء الفريق الذي غادر لسوء الحظ من دور الثمانية بعدما سجل دييجو مارادونا هدفا بيده والذي وصفه بأنه جاء بواسطة "يد الرب" وأضاف آخر بطريقة رائعة في انتصار الأرجنتين.
وعاشت إنجلترا قصة مماثلة بعد 4 سنوات وعقب تعادلين بأداء باهت، تفوقت على مصر ليصعد فريق المدرب روبسون لصدارة المجموعة بعد أن سجل هدفين، وهو نفس رصيد الفريق التهديفي في بطولة أوروبا الحالية بعد 3 مباريات أيضا.
وبعد شيء يشبه ثورة للاعبين أدت إلى تغييرات خططية في إنجلترا، تقدم الفريق في البطولة لكن بعد أسبوعين تعرض للخسارة بركلات الترجيح أمام ألمانيا الغربية في الدور قبل النهائي. ولا تزال هذه التشكيلة هي "ثاني أفضل" تشكيلة للبلاد بعد النجاح الذي تحقق عام 1966.
ولا يزال يتم تذكر صيف عام 1996 الرائع، حين استضافت إنجلترا بطولة أوروبا، بهدف بول جاسكوين الرائع أمام أسكتلندا والفوز الرائع على هولندا قبل خسارة مؤلمة أمام ألمانيا بركلات الترجيح في الدور قبل النهائي وهي نتيجة منعت "كرة القدم من العودة إلى مهدها".
وبدأت إنجلترا بطولة 2020 بتعادل باهت أمام سويسرا على ملعب ويمبلي؛ الأمر الذي دفع وسائل الإعلام إلى مهاجمة اللاعبين لذهابهم إلى ملهى ليلي قبل انطلاق البطولة.
ولم تتمكن إنجلترا من تحقيق النجاح المأمول على ملعبها مجددا في بطولة 2020، وسجلت هدفين مرة أخرى خلال أداء متواضع في دور المجموعات قبل أن تثبت نفسها وتبلغ النهائي للمرة الأولى لكنها خسرت اللقب لصالح إيطاليا.
منتخب إنجلترا خسر بركلات الترجيح في نهائي يورو 2020 أمام إيطاليا (رويترز)وخلال الدور قبل النهائي، تفوقت إنجلترا على الدانمارك التي حققت تحولا مذهلا بعد خسارتها في أول مباراتين في دور المجموعات.
وكانت نتائج الدانمارك عام 1992 أكثر سوءا من رحلة إنجلترا لنهائي عام 2020، بعدما توجت باللقب رغم أنها استهلت مشوارها بالتعادل والهزيمة في بطولة لم يكن من المفترض أن تشارك فيها لولا حرمان يوغوسلافيا من اللعب.
وشهدت بطولة أوروبا 2016 انطلاقة متواضعة للبرتغال بعدما تعادلت 3 مرات في دور المجموعات لتتأهل مستفيدة من تقدم أفضل 4 فرق حلت في المركز الثالث، وشقت طريقها لتفوز ببطولة كبرى لأول مرة.
رونالدو يرفع كأس يورو 2026 بعد الفوز على فرنسا في المباراة النهائية (رويترز) انتصارات لا تُنسىجاءت بعض الانتصارات التي لا تنسى في كأس العالم بعد بدايات متواضعة، إذ تعافت الأرجنتين في مناسبتين من الانتقادات لتفوز باللقب أو تبلغ النهائي.
وكانت خسارتها في مستهل مشوارها كحاملة للقب في كأس العالم 1990 أمام الكاميرون من أكبر المفاجآت في تاريخ الرياضة. لكنها تقدمت لمرحلة خروج المغلوب في المركز الثالث بالمجموعة وخسرت في النهائي أمام ألمانيا.
وفي عام 2022، صُنفت خسارتها أمام السعودية من ناحية الإحصاءات على أنها أكبر مفاجأة في تاريخ كأس العالم لكن لم يكن أحد يتحدث عن ذلك بعد شهر عندما رفع ليونيل ميسي اللقب.
ميسي يرفع كأس العالم 2022 بعدما خسرت الأرجنتين مباراتها الأولى أمام السعودية (غيتي)وبدأت إيطاليا انتصارها المثير عام 1982 بـ3 تعادلات باهتة أمام بولندا وبيرو والكاميرون، ما جعل وسائل الإعلام المحلية تطالب باستبعاد باولو روسي المهاجم العائد لتشكيلة المنتخب وقتها.
لكن روسي أحرز ثلاثية في مرمى البرازيل وأضاف هدفين في الدور قبل النهائي وافتتح التسجيل في النهائي أمام ألمانيا الغربية ليصبح معشوق الجماهير في البلاد.
وجاءت أعظم انتصارات إسبانيا والفوز بكأس العالم 2010 بعد بداية غير مبشرة عندما خسرت بطلة أوروبا مباراتها الافتتاحية أمام سويسرا ثم تخطت هندوراس وتشيلي بصعوبة قبل أن تسير بثقة لحصد اللقب للمرة الأولى.
وكانت آخر التقلبات، وربما أكثرها إثارة للدهشة، في كأس الأمم الأفريقية هذا العام عندما خسرت ساحل العاج صاحبة الضيافة وصاحبة التاريخ الكبير 4-0 أمام غينيا الاستوائية الصاعدة في آخر مباريات دور المجموعات.
لكنها انتفضت بعد إقالة مدربها وتأهلت لدور الـ16 ضمن أفضل 4 منتخبات حلت في المركز الثالث، وفازت بركلات الترجيح على السنغال حاملة اللقب قبل استعادة مستواها والتفوق على نيجيريا، التي فازت على ساحل العاج في دور المجموعات، في النهائي.
ساحل العاج توجت بأمم أفريقيا 2024 رغم نتائجها الكارثية بالدور الأول وتأهلها بأعجوبة للأدوار الإقصائية (رويترز)وعلى المستوى الأفريقي أيضا، خسرت مصر المباراة الافتتاحية لكأس أمم أفريقيا عام 1986 أمام السنغال بهدف بوكاندي، ثم توجت بلقب البطولة على نفس الملعب (ملعب القاهرة الدولي).
وبطبيعة الحال، لم تخسر إنجلترا في ألمانيا وتأهلت متصدرة لمجموعتها برصيد 5 نقاط، وهو ما ترك المدرب غاريث ساوثغيت في حيرة من ردود الفعل المخيبة للجماهير ووسائل الإعلام.
ويدرك ساوثغيت أنه سيتم نسيان كل ذلك إذا تحول أداء إنجلترا بطريقة أو بأخرى للعب بطريقة هجومية وقدمت عروضا أفضل من البطولة السابقة وفازت باللقب؛ إذ سارت الأمور هكذا من قبل وتم نسيان الأداء الضعيف في البداية مع التتويج باللقب في نهاية المطاف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدور قبل النهائی فی دور المجموعات برکلات الترجیح فی کأس العالم أمام ألمانیا بطولة أوروبا فی بطولة
إقرأ أيضاً:
الجارديان: تغير المناخ يتسبب في موجات حارة قاتلة وغير مسبوقة في تاريخ البشرية
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الدراسات الحديثة أثبتت أن التغير الحالي في المناخ الذي يشهده العالم تسبب على مدار السنوات القليلة الماضية في موجات حارة قاتلة وغير مسبوقة في تاريخ البشرية.
وأشارت الصحيفة، في مقال للكاتب ديميان كارنجتون، إلى أن كوكب الأرض تعرض في فترات سابقة لما يقرب من 24 موجة حارة، موضحة أن العديد من الأدلة يشير إلى أن الاحتباس الحراري الذي تسبب فيه السلوك البشري يفاقم من تلك الأزمة.
وأضاف المقال، أن الموجات الحارة التي ضربت العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم تسببت في وفاة الكثيرين في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، موضحا أن استخدام الإنسان للوقود الأحفوري يشكل أحد أهم أسباب تكرار تلك الموجات الحارة على نحو غير مسبوق.
ولفت إلى أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الاحتباس الحراري أدى إلى تفاقم العواقب الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى أن تلك الموجات الحارة تسببت في مقتل الملايين خاصة من كبار السن وحديثي الولادة.
وأشار المقال، إلى أن الدراسات العلمية أثبتت كذلك أن أزمة المناخ تسببت في العديد من الكوارث الطبيعية وتكرار حدوث الفيضانات والعواصف وظواهر الجفاف وحرائق الغابات في العديد من المناطق على مستوى العالم.
وأوضح أن أعصار ماريا تسبب في مقتل ما يقرب من 3.700 شخص في بورتو ريكو عام 2017 بينما تسبب إعصار إداي في نزوح ما يقرب من 13، 000 شخص عن ديارهم في موزمبيق عام 2019، مضيفا كذلك أن إعصار "هارفي " تسبب في إغراق ما بين 30-50 بالمائة من العقارات في الولايات المتحدة عام 2017.
وأوضحت الصحيفة، أن كوكب الأرض يتجه إلى المزيد من ارتفاع درجات الحرارة، مما دفع العلماء وخبراء المناخ إلى التحذير من عواقب الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، موضحا أن تلك الأوضاع المناخية التي تدعو للقلق دفعت العلماء إلى توجيه الدعوة للمشاركين في قمة المناخ "كوب29" المنعقدة في أذربيجان للعمل على تقليص انبعاثات الكربون وتوفير التمويل اللازم لحماية المجتمعات التي تتعرض للآثار القاتلة لتغير المناخ.
ويستعرض المقال، رأي خبيرة الأرصاد الجوية والعضوة في جامعة إمبيريال لندن جويس كيموتاي حيث تقول إنه لا يجب على خبراء المناخ رسم صورة قاتمة عن عواقب ارتفاع درجة حرارة الأرض أو المبالغة في تأثيرها على دول العالم، إلا أنه في الوقت نفسه يجب عدم تجاهل أن الدور الذي يلعبه تغير المناخ في الارتفاع الحاد لدرجات حرارة الأرض وأن استمرار تلك الأوضاع يدعو للقلق حيث أن أزمة المناخ لا تفرق بين دولة وأخرى ولكنها تضرب جميع أرجاء الكرة الأرضية.
وأشار المقال في الختام إلى مطالبة كيموتاي بزيادة التمويل اللازم لحماية المجتمعات التي تتعرض للآثار السلبية لتغير المناخ مثل الفيضانات والأعاصير وموجات الحر الشديدة.
اقرأ أيضاًمدبولي: الدول الإفريقية توجه 5% من ناتجها الإجمالي للتعامل مع تغير المناخ
بث مباشر.. مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الطارئة بشأن تغير المناخ
على هامش «COP29».. مدبولي يبحث مع عدد من رؤساء الدول والحكومات مكافحة التغير المناخي