طرابلس- تونس- يقول التجار إنه بعد أشهر من إغلاق المعبر الحدودي الرئيسي لتونس مع ليبيا، وهو ملاذ للمهربين، أُغلقت المتاجر وارتفعت البطالة في المنطقة الصحراوية المهمشة بالفعل.

وتعد رأس جدير، الواقعة في جنوب تونس، مركزا رئيسيا للتجارة غير الرسمية بين البلدين الواقعين في شمال أفريقيا.

والمعبر مغلق منذ 19 مارس/آذار، في أعقاب ما قالت وسائل إعلام ليبية إنها اشتباكات بين جماعات مسلحة وقوات الأمن على الجانب الليبي.

وقالت وزارة الداخلية الليبية إنها أمرت بإغلاق المركز "بعد أن هاجمت مجموعات خارجة عن القانون المركز من أجل إثارة الفوضى". وقالت إن المجموعات متورطة في أنشطة التهريب التي "يعتبرونها من حقهم".

وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر، يعاني التجار التونسيون في مدن مثل بن قردان، على بعد حوالي 30 كيلومترا (19 ميلا) غرب الحدود.

وقال عبد الله شنيتر (45 عاما) الذي كان متجره الخاص من بين المتاجر التي توقفت عن العمل: "جميع المتاجر مغلقة".

وقال منير جزام، رئيس جمعية الأعمال التونسية الليبية في محيط ولاية مدنين، إن المنطقة شهدت منذ إغلاق رأس جدير "ركودا تجاريا أثر على حوالي 50 ألف تاجر وعائلاتهم يقومون بأنشطة مرتبطة بالمركز الحدودي".

وقال الآن "إنهم عاطلون عن العمل".

ووصف غزام المعبر بأنه "القلب النابض وشريان الحياة" للمنطقة المتعثرة. وتجاوز معدل البطالة في جنوب تونس 20 بالمئة العام الماضي مقارنة بالمعدل الوطني البالغ 15.8 بالمئة.

وأضاف جزام أن السياحة الصيفية معرضة أيضا لضربة حيث يتدفق الليبيون عادة على جزيرة جربة التونسية شمال بن قردان.

وتحتضن مدينة بن قردان أسواقا واسعة لبيع قطع السيارات والأجزاء الميكانيكية والأجهزة المنزلية والملابس، وفي بعض الأحيان تمد مدن الشمال بالإمدادات.

لكن السلعة الأكثر ربحية هي البنزين، الذي يتم تهريبه من ليبيا ويباع بنصف السعر الموجود في أماكن أخرى في تونس.

وأعلنت السلطات الليبية عدة مرات إعادة فتح رأس جدير، على بعد حوالي 170 كيلومترا (105 ميلا) غرب طرابلس، لكنها تأخرت. وقد أدى هذا الارتباك إلى تفاقم فزع السكان المحليين في بن قردان.

وفي عام 2023، عبر نحو 3.4 مليون مسافر من البلدين رأس جدير، بحسب أرقام تونسية رسمية.

- 'متروك' -

وفي حين عبر الليبيون بشكل رئيسي بغرض السياحة والعلاج في العيادات والمستشفيات الخاصة، فقد سافر معظم التونسيين للتجارة أو غيرها من الأعمال.

كانت التجارة في بن قردان تمر غالباً دون إشراف أو رقابة ضريبية أو جمركية. وتجاهل المسؤولون التونسيون التجارة غير الرسمية عبر الحدود، مدركين لأهميتها بالنسبة لمنطقة صحراوية لم تتحقق فيها التنمية الموعودة.

في جميع أنحاء ليبيا، ملأت الجماعات المسلحة الفراغ الأمني ​​في أعقاب الإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي ومقتله في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011.

ولا تزال ليبيا تكافح من أجل التعافي من سنوات الحرب التي أعقبت الإطاحة بالقذافي، وهي منقسمة بين إدارتين متنافستين: طرابلس في الغرب وبنغازي في الشرق.

وكان من المتوقع في الآونة الأخيرة إعادة فتح الحدود يوم الاثنين. وقد تأخرت مرة أخرى عندما قامت مجموعات مسلحة من مدينة زوارة الليبية، على بعد بضع عشرات من الكيلومترات شرق الحدود، بنصب حواجز من الرمال على الطريق الساحلي احتجاجا على الإجراءات التي أعلنها وزير الداخلية الليبي عماد الطرابلسي.

وقال الطرابلسي في مارس/آذار الماضي: "لن نترك حدودنا دون تأمين، كما لن نقف مكتوفي الأيدي في وجه التهريب والفوضى". وتعهد بإنهاء سيطرة المهربين، ووجه القوات الأمنية الرسمية بتولي مسؤولية المعبر.

وتعهد بعدم التراجع "في مواجهة تجار المخدرات والمهربين"، ووصف المعبر بأنه "أحد أكبر بؤر التهريب والجريمة في العالم".

ولا يزال من غير الواضح متى سيتم إعادة فتح المعبر الحدودي وقد تخف الصعوبات في بن قردان.

وقال شنيتر "المعبر هو مصدر الرزق الوحيد للشباب لأن الدولة (التونسية) تخلت عنا".

"يجب على الدولة أن تجد لنا حلولا. لماذا نعتمد كليا على ليبيا؟"

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

الإمارات تعيد فتح سفارتها في بيروت بعد إغلاق تجاوز الـ3 سنوات

أعلنت الإمارات، مساء الجمعة، عن إعادة فتح سفارتها بالعاصمة اللبنانية بيروت، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد إغلاق تجاوز الثلاث سنوات.

وأفادت وزارة الخارجية، في بيان، بأنه "في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الإمارات والجمهورية اللبنانية الشقيقة، فقد أعادت سفارة الإمارات في بيروت ممارسة مهامها بشكل رسمي".

وأكد عمر الشامسي وكيل وزارة الخارجية أن "إعادة افتتاح السفارة يمثل خطوة مهمة ضمن دفع التعاون بين البلدين إلى آفاق جديدة، ما يعكس التزام دولة الإمارات بدعم الاستقرار والتنمية في لبنان"، وفق البيان ذاته.

وأشار إلى أن "إعادة افتتاح السفارة يعكس العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين، ويُعزز من فرص التعاون في مختلف المجالات، ما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار لكلا البلدين والشعبين".

وفي 13 كانون الثاني/ يناير الجاري، وصل وفد إماراتي رفيع المستوى إلى العاصمة اللبنانية لإجراء كافة الترتيبات لإعادة فتح سفارة أبوظبي لدى بيروت، عقب يوم من توجيه رئاسي بهذا الأمر، وفق بيان للخارجية الإماراتية وقتها.

وأشارت الوزارة وقتها إلى أن ذلك كان "‎استجابة لتوجيهات رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عقب الاتصال الهاتفي الذي أجراه برئيس لبنان جوزاف عون".

سفارة دولة الإمارات في بيروت تُعيد ممارسة مهامهاhttps://t.co/4HDJaJuhXB pic.twitter.com/UYPoDVJoZN

— MoFA وزارة الخارجية (@mofauae) January 24, 2025
وقبل نحو أسبوع، اتفق رئيسا البلدين على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة فتح سفارة أبوظبي في بيروت، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

وأواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2021، أعلنت الإمارات عن سحب دبلوماسييها من لبنان ومنع مواطنيها من السفر إليه على خلفية أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني الذي استقال لاحقا جورج قرداحي بشأن الحرب في اليمن.

ومؤخرا انتخب البرلمان اللبناني عون بأغلبية 99 نائبا من أصل 128، قبل أن يحلف القسم، ليصبح الرئيس الـ14 للبنان.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمني بالبعثة الأممية: أمن الحدود الليبية أولوية للأمن الوطني
  • مخيم مصري مرتقب في غزة لدعم المتضررين.. ومئات الشاحنات تعبر منفذ رفح يوميا
  • مخيم مصري مرتقب في قطاع غزة.. خطوة جديدة لدعم الشعب الفلسطيني
  • الإمارات تعيد فتح سفارتها في بيروت بعد إغلاق تجاوز الـ3 سنوات
  • سويكر: حلّ الأزمة الليبية يجب أن يكون ليبياً خالصاً بعيداً عن التدخلات الخارجية
  • الاحتلال يغلق مدخل المنشية ومستعمرون يهاجمون مركبات المواطنين عند مدخل تقوع
  • إعلامية تونسية: الإخوان يخلطون الدين بالسياسة لتحقيق مصالحهم وأطماعهم
  • «المستقلين الجدد»: إدخال المساعدات تحد جديد للدولة المصرية لإنقاذ غزة
  • وهبي يوقع بلشبونة إعلان نوايا لتسهيل مسطرة القضايا المرتبطة بتنظيم مونديال 2030
  • المعابر السورية تخضع لإعادة تأهيل وخطط لمضاعفة قدرتها الاستيعابية