أطباء وممرضون أميركيون يتحدثون عن أهوال الحرب في غزة
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
شهد أطباء وممرضون أميركيون أهوال الحرب الدائرة في غزة في المستشفيات المعدودة التي ما زالت قيد الخدمة في القطاع حيث ابتعثوا في مهمات قرروا إثرها تسليط الضوء على الأزمة الصحية للضغط على بلدهم، الحليف العسكري والدبلوماسي البارز لإسرائيل.
في بعض الأحيان يتم التوقف عن علاج المرضى ويموت هؤلاء من عدوى ناجمة عن نقص معدات بسيطة مثل القفازات أو الأقنعة أو الصابون.
واتخذت أحيانا قرارات مؤلمة، مثل التوقف عن معالجة صبي في السابعة من العمر مصاب بحروق خطرة بسبب نقص الضمادات ولأنه سيموت أصلا في جميع الأحوال.
خلال السنوات الثلاثين الأخيرة، قصد آدم حموي عددا من البلدان التي مزقتها حروب أو ضربتها كوارث طبيعية، فشهد مثلا ما خلفه حصار ساراييفو أو زلزال هايتي.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، أخبر الجراح العسكري الذي كان يتعاون مع الجيش الأميركي إثر عودته من مهمة في المستشفى الأوروبي في غزة الشهر الماضي "لم أرَ مطلقا هذا العدد من الضحايا المدنيين. وكان مرضانا بغالبيتهم أطفالا دون الرابعة عشرة من العمر".
وأردف الجراح البالغ 54 عاما وهو من نيو جيرزي "بغض النظر عن إقرار وقف لإطلاق النار، لا بد من توفر المساعدة الإنسانية وبكميات كافية للاستجابة للطلب".
وأشار "يمكنكم التبرع بالكثير، لكن لن يجدي ذلك نفعا إذا لم تُفتح الحدود لإدخال المساعدات".
الشعور بالذنبوأقر حموي بأنه بات كالكثير من زملائه على قناعة بضرورة الضغط من أجل إنهاء الحرب وإلزام إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي من خلال السماح بإيصال المزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وتدحض إسرائيل من جانبها اتهامات المجتمع الدولي لها في هذا الخصوص منذ بداية الحرب التي شنتها إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على أراضيها في السابع من أكتوبر.
أخبرت مونيكا جونستون، وهي ممرضة عناية مكثفة من بورتلاند بشمال غرب الولايات المتحدة أنها قدمت قوائم بالمعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى كوادر في البيت الأبيض ومسؤولين منتخبين.
وكانت مهمتها في غزة أول مهمة إنسانية تقوم بها.
وكشفت الممرضة البالغة 44 عاما "لا أتابع الأخبار ولا أشارك في أي نشاط سياسي". لكنها تلقت في الخريف الماضي رسالة إلكترونية من جمعية تنشد المساعدة، فشعرت بأنه ينبغي لها أن تقدم يد العون.
وتوجه إلى غزة فريق من 19 شخصا بإدارة الجمعية الطبية الفلسطينية الأميركية، حاملا معه معدات لم تكف، على كثرتها، لمواجهة التحديات الميدانية الهائلة، من نقص في الطواقم وشح في الأدوية ومنتجات النظافة الصحية الأساسية.
وبدأ صوت مونيكا يرتجف عندما استذكرت الصبي الصغير الذي تم التوقف عن معالجة حروقه لإفساح المجال لعلاج مرضى آخرين حظوظهم في الصمود أعلى.
وأخبرت "بعد يومين، راحت الديدان تنخر جراحه، فاستولى عليّ الذنب". ودفن الطفل مع ضماداته بعدما أصبح جسده موبوءا بالكامل.
عائلات كاملةفي أحيان كثيرة بعد القصف، كانت عائلات كاملة بكل أفرادها تسكن تحت سقف واحد تصل إلى المستشفى، بحسب ما أخبر عمار غانم وهو طبيب طوارئ في الرابعة والخمسين من العمر من ميشيغن.
ولأيام عدة، فُقد أثر صبي مرح في الثانية عشرة من العمر غالبا ما كان يرتاد المستشفى لتقديم العون، مثيرا إعجاب الطاقم.
وعند عودته، علم منه عمار غانم أن ثلاثين فردا من عائلته قضوا في القصف وكان عليه المساعدة على البحث عن جثثهم بين الأنقاض.
وقد أثار إطلاق العمليات البرية في رفح عند الحدود الجنوبية مع مصر في مطلع مايو الذعر في نفوس الطواقم في المستشفى التي ما زالت مغمورة بالذكريات الأليمة للعملية العسكرية الإسرائيلية المدمرة في شمال غزة.
ويشعر الأطباء والممرضون الأميركيون منذ عودتهم بشيء من الذنب تجاه المرضى والزملاء العالقين في ما تصفه الأسرة الدولية بـ"جحيم" غزة.
وأخبر آدم حموي "أرتاح بعض الشيء عندما أروي ما عاينته. فهذا بالقدر عينه من الأهمية مما فعلناه هناك".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
"القاهرة الإخبارية" : العودة إلى الحرب وليلة دامية على غزة مقامرة جديدة لنتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرًا تلفزيونيًا بعنوان "العودة إلى الحرب وليلة دامية على غزة.. مقامرة جديدة لنتنياهو"، تناول التقرير تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط تصعيد عسكري واسع بهدف تحقيق أهداف فشلت إسرائيل في تحقيقها خلال المرحلة الأولى من الحرب، التي استمرت أكثر من 15 شهرًا.
شهدت غزة ليلة من الغارات العنيفة التي استهدفت مناطق سكنية مكتظة بالسكان، وأسفرت عن استشهاد وإصابة المئات، أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وتسببت هذه الهجمات في نزوح الآلاف من سكان غزة، خاصة في مناطق شرق الشجاعية ورفح الفلسطينية، حيث فرّ المدنيون باتجاه خان يونس، نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف.
بررت إسرائيل استئناف الحرب بالقضاء على حركة حماس، وتدمير بنيتها التحتية، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، وهي أهداف لم تستطع تحقيقها في المرحلة السابقة، في المقابل، يواجه سكان غزة نقصًا حادًا في السلع الأساسية، مع استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية وإغلاق المعابر الحدودية، حيث تستخدم إسرائيل المساعدات كسلاح حرب للضغط على الفلسطينيين.
فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن صدمته جراء استئناف القتال، ووصفه بأنه "غير مقبول"، مطالبًا بوقف إطلاق النار فورًا،
وتصاعدت الاحتجاجات داخل إسرائيل نفسها، المعارضة الإسرائيلية دعت إلى تصعيد التظاهرات ضد حكومة بنيامين نتنياهو، معتبرة أن العودة للحرب خطوة غير مسؤولة، عائلات المحتجزين الإسرائيليين اتهمت نتنياهو بالتضليل، قائلة إن الضغط العسكري يعرض حياة ذويهم للخطر بدلاً من إنقاذهم.