CNN Arabic:
2025-04-26@02:43:01 GMT

8 أمور يجب ملاحظتها بمناظرة CNN بين بايدن وترامب

تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

(CNN)--  من المتوقع أن تدخل مناظرة الرئيس جو بايدن وسلفه دونالد ترامب على شبكة CNN  ليلة الخميس، التاريخ، حيث ستكون المرة الأولى على الاطلاق التي يتناظر فيها رئيس حالي وسابق، وسيكون أول ظهور لكلا الرئيسين على منصة المناظرة منذ مناظرتيهما في عام 2020، عندما هيمنت معالجة ترامب لجائحة فيروس كورونا على المشهد السياسي.

وستكون مناظرة الخميس هي الأولى في الدورة الانتخابية التي تجري فيها مناظرة رئاسية، تضم مرشحي الأحزاب الرئيسية في التاريخ الحديث.

ويعد الرئيس الحالي بايدن، أكبر الرؤساء الذين شهدتهم الولايات المتحدة سناً، ولديه سجل خاص به يتم تدقيقه. وبالنسبة للرئيس السابق ترامب فلديه سجل جنائي، يتضمن إدانته في نيويورك بتزوير السجلات التجارية المتعلقة "بمدفوعات الصمت"، واثنين من الاتهامات المنبثقة عن جهوده لإلغاء نتيجة انتخابات 2020، وتهم نتيجة تعامله مع الوثائق السرية بعد مغادرته المنصب. وكذلك هناك سجل نجل بايدن، الذي أدين بتهم حيازة أسلحة، وكثيراً ما يكون هدفًا لترامب والجمهوريين الآخرين.

وتجري المناظرة على بعد حوالي 4.8 كيلومتر من المكان الذي التُقطت فيه الصورة الجنائية الأولى لترامب بعد اتهامه بمحاولة التدخل في نتائج تصويت جورجيا لعام 2020.

ومن المقرر أن تبدأ المناظرة التي ستستمر 90 دقيقة في الساعة 9 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة على شبكة  CNN، مع الزميلين جيك تابر ودانا باش، وستجري في استوديوهات الشبكة في أتلانتا، دون جمهور.

وفيما يلي ثمانية أشياء يجب مراقبتها في مناظرة الليلة:

ما سيركز عليه ترامب: سجل بايدن أو مظالمه:

قد يفاجأ الذين لم يتابعوا سباق الرئاسة لعام 2024 بعد، بكيفية تركيز ترامب على الأمور الماضية في تعليقاته الأكثر شيوعًا. ففي التجمعات الحاشدة والخطب في الاجتماعات اليمينية، يخصص ترامب جزءًا كبيرًا من كلامه للمظالم الشخصية، كإعادة طرح الادعاءات المرفوضة منذ فترة طويلة حول الاحتيال الواسع في انتخابات 2020، وإعادة تصوير المتمردين الذين اقتحموا مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021 كوطنيين، وانتقاد التهم الجنائية التي يواجهها في واشنطن وفلوريدا وجورجيا كضربات سياسية.

وقد تحفز هذه القائمة من المظالم حشود مؤيدي ترامب، لكنها من غير المحتمل أن تقنع جمهورًا أوسع من الناخبين الذين قد يفكرون في دعمه بأنه يركز على مصالحهم.

وهذا هو السبب في أن مستشاري ترامب وحلفائه قد حثوه على التركيز على قضايا مثل الاقتصاد والجريمة والتضخم أثناء مناظرته مع بايدن.

وقد يساعد عدم وجود جمهور في الاستوديو ترامب، الذي يتغذى على تفاعلات جمهوره، على البقاء على المسار الصحيح.

كيف يسعى بايدن للإجابة على سؤال العمر؟

كل يوم يستيقظ فيه بايدن البالغ من العمر 81 عامًا كرئيس، يضع رقماً قياسياً كأكبر شخص يتولى هذا المنصب، وأي زلة أو بيان غير مفهوم أو فكرة ضائعة على منصة المناظرة سيتم فحصها بشدة أو حتى تحريفها من قبل حلفاء ترامب، البالغ من العمر 78 عامًا.

ستكون ليلة الخميس أول ظهور مطول لبايدن أمام ملايين الأمريكيين منذ جولة المناظرات الأخيرة، قبل ما يقرب من أربع سنوات، وسيهدف الرئيس إلى تجنب القيام بأي شيء قد يعزز القلق بشأن عمره، مع تحويل السؤال عن العمر إلى بيان عن الخبرة; نعم، يطلب من الناخبين وضع ثقتهم في شخص سيكون عمره 86 عامًا بحلول نهاية فترة ولايته الثانية، لكنه يدخل المناظرة بخبرة أكثر من أي شخص آخر ترشح للرئاسة، وقادر على استخدام المعرفة المكتسبة بصعوبة للتفاوض وتمرير التشريعات الثنائية.

أفضل سيناريو لبايدن هو تكرار خطابه في حالة الاتحاد في وقت سابق من هذا العام; أداء قوي وواضح يظهر الرئيس مسترخياً بثقة وقادراً على التصدي بفعالية لهجمات خصمه، مما يهدئ المخاوف بشأن العمر ويوسع الفجوة في السباق الشديد حتى الآن. السيناريو الأسوأ؟ أن يرتكب خطأ من شأنه أن يجعل عمر بايدن مصدر قلق رئيسي للناخبين طوال يوم الانتخابات.

ما سيقوله ترامب عن الإجهاض

في عام 2016، وعد ترامب بتناول موضوع الإجهاض وحقوق الإنجاب بسلاسة. كان العديد من المحافظين متشككين في أنه سيحاول القضاء على حكم "رو ضد ويد"، بينما كان معظم الليبراليين يعتقدون أنه سيبذل قصارى جهده للقيام بذلك.

بعد ثماني سنوات، هناك تناقض مشابه عبر الطيف السياسي. اليمينيون الذين احتفلوا بقرار المحكمة العليا بإلغاء حكم رو الآن يشعرون بالإحباط أحياناً بسبب رفض ترامب المتكرر لمضاعفة جهوده علنياً والدفع لحظر الإجهاض على المستوى الوطني. واليسار متأكد من أنه إذا تم انتخابه، فإن ترامب سيعتنق الموقف الأكثر محافظة.

إن ما يقوله ترامب خلال المناظرة سيكون أقل إثارة للاهتمام من حيث محتواه بالنسبة لمن يُرى أنه يستهدفهم.

يبدو الأمر من غير المحتمل، لكن ترامب قد يحاول تعزيز موقفه لدى اليمين الديني من خلال الحديث بصرامة حول هذه القضية. والأرجح أنه سينحرف عن بايدن ويهاجمه، و- على الأكثر- يتحدث، كما فعل في الحملة، عن مرشحيه للمحكمة العليا ويقول إن من الأفضل ترك القضية للولايات.

جزء من عدم القدرة على التنبؤ هنا ينبع من كيفية سير الانتخابات التمهيدية للجمهوريين. ولم يحضر ترامب أي مناظرات والمرشحون الذين حضروا كانوا في الغالب متحفظين بشأن القضية، رغم أهميتها لبعض المحافظين، إلا أنها أثارت ردود فعل قوية ضد حتى الجمهوريين الأكثر اعتدالاً.

التركيز على التضخم تحت إدارة بايدن

رغم تباطؤ التضخم عن ذروته في يونيو 2022، إلا أن التأثير التراكمي للأسعار المرتفعة كان منذ فترة طويلة عبئًا على تقييم بايدن.

في المقابلات، قلل بايدن في الغالب من الأزمة الاقتصادية التي يشعر بها العديد من الأمريكيين، مدافعًا عن سجله الاقتصادي لإدارته، إذ قال في مقابلة مع إيرين بيرنت لـCNN: "لم يحقق أي رئيس ما حققناه من حيث خلق الوظائف وخفض التضخم"، وادعى زوراً أن التضخم كان 9% عندما تولى منصبه. في الواقع، بلغ التضخم هذا الذروة بعد أكثر من 16 شهراً من توليه المنصب.

قلل بايدن إلى حد كبير من أهمية الأزمة الاقتصادية التي يقول العديد من الأميركيين إنهم يشعرون بها، ودافع عن السجل الاقتصادي لإدارته.

وأطلقت مجموعة "مظلمة" مؤيدة لترامب، تدعى Securing American Greatness، إعلانًا تلفزيونيًا في جورجيا قبل أيام من المناظرة يتهم بايدن "بإنكار الواقع" بشأن التضخم، حيث قال الراوي في الإعلان: "لماذا لا يعترف بايدن بمدى سوء الأمور؟ هل هو خداع أم خرف؟"

ومع ذلك، لدى بايدن رد جاهز: قال الخبراء إن العديد من مقترحات ترامب، بما في ذلك التعريفات الجمركية الحادة، والقيود الشديدة على الهجرة، والإجراءات التي من شأنها منح الرئيس المزيد من السلطة لخفض أسعار الفائدة - ستزيد التضخم سوءًا.

ما يقوله بايدن عن ترامب والديمقراطية

في خطاباته وظهوره السياسي منذ أن بدأت الحملة بشكل جدي في وقت سابق من هذا العام، قال بايدن مراراً وتكراراً إنه يخشى أن تكون الديموقراطية والتي تعتبر شيئاً لا يتجزأ من الأساسي الأمريكي على المحك، إذا استعاد ترامب البيت الأبيض.

وقال بايدن خلال خطابه عن حالة الاتحاد في وقت سابق من هذا العام: "لم تتعرض الحرية والديمقراطية هنا في الداخل للاعتداء منذ الرئيس لينكولن والحرب الأهلية كما هي الحال اليوم".

يوم الخميس، لأول مرة، سيكون لدى بايدن فرصة لمواجهة ترامب وجهًا لوجه بشأن إنكار نتائج الانتخابات التي أدت إلى أحداث 6 يناير 2021، وتذليله لروسيا على حساب حلفاء الولايات المتحدة، ووعده المعلن بالسعي للانتقام ممن أساءوا إليه سياسياً.

كيف يتعامل بايدن مع إسرائيل وغزة؟

قد لا يتم تسجيلها كأهم قضية للناخبين في معظم استطلاعات الرأي، لكن شبح الهجوم الإسرائيلي المستمر في غزة قد ألقى بظلاله على حملة بايدن، وتحديدًا، قدرته على إحياء التحالف المتنوع، الوسط - اليسار الذي قاده إلى النصر قبل أربع سنوات.

اليوم، هذا التحالف الكبير مليء بالأشخاص ذوي الآراء المتباينة بشدة حول النزاع ومعالجة الرئيس للعلاقة الأمريكية مع إسرائيل وقائدها اليميني، بنيامين نتنياهو. لا يميل أي جانب من الجدل المحلي إلى التسوية، مما يجعل من الصعب تخيل بايدن يرضي الجميع على يسار ترامب.

تعرف حملة بايدن كل هذا، بالطبع، لذا سيكون من المثير - والتعليمي - الاستماع إلى رسالته وتحليل المكان الذي يتم استهدافها فيه.

من الصعب التنبؤ بما سيركز عليه بسبب وجود ترامب، الذي ألقى، كعادته، بعدد من الآراء حول الحرب وآثارها السياسية.

اختلافهما حول السياسة الخارجية

إن ميل ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس سراً. ومن الصعب بعض الشيء تحديد وجهات نظره بشأن المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة وحلف الشمال الأطلسي لأوكرانيا، التي تقاوم الغزو الروسي منذ أكثر من عامين. ومع ذلك، فإن ما نعرفه يشير إلى أن إدارة ترامب الثانية ستكون موضع ترحيب في موسكو أكثر من كييف.

قبل أيام، أفادت وكالة رويترز أن اثنين من كبار مستشاري ترامب للسياسة الخارجية قد وضعا خطة تهدف من الناحية النظرية إلى إنهاء الحرب من خلال جعل المساعدات القاتلة من الولايات المتحدة مشروطة بدخول أوكرانيا في محادثات سلام مع بوتين. وإذا لم تأت روسيا إلى الطاولة، في هذا الإطار، فسيتم تكثيف هذا الدعم. لكن الأمر الحاسم هو أن وقف إطلاق النار الذي سيصاحب المحادثات من شأنه أن يؤدي إلى تجميد الصراع القائم على طول جبهاته الحالية.

ونأت حملة ترامب بنفسها جزئيا عن الخطة، مشيرة إلى أن المستشارين الذين كتبوها ليسوا على كشوف المرتبات. لكن القصة لاقت صدى لأنها بدت أشبه بشيء قد يقوله ترامب أو يقترحه، خاصة في ضوء وعوده الغامضة بإنهاء الحرب على الفور إذا تم انتخابه.

 لكن نظرة بايدن للعالم مختلفة. فهو يدعم أوكرانيا بقوة، وقد أنفق رأسمال سياسي هائلاً على إقناع الكونغرس الأميركي بالموافقة على المساعدات العسكرية لكييف. كما وضع نفسه في طليعة أوروبا الغربية الليبرالية، وتحديداً حلف شمال الأطلسي، الذي فعل كل شيء تقريبًا باستثناء إرسال القوات عبر الحدود.

خلافاتهما على الحدود والهجرة

 جعل ترامب والجمهوريون من الحدود قضية رئيسية في حملتهم الانتخابية، وتعهد ترامب باستخدام سلطة الحكومة الفيدرالية "لإزالة أعضاء العصابات المعروفين أو المشتبه بهم، أو تجار المخدرات، أو أعضاء الكارتلات من الولايات المتحدة". كما قدم بعض الاقتراحات الأكثر غرابة، بما في ذلك إنشاء دوري UFC للمهاجرين.

تمنح سياسات الهجرة الساخنة والباردة التي ينتهجها بايدن كرئيس مجالًا كبيرًا لإثبات نهجه باعتباره نهجًا رحيمًا يهدف إلى الحفاظ على تماسك العائلات والمهن والحياة، لكنها أيضًا تعرضه للانتقادات من كلا الجانبين.

قام بايدن بعكس أو إلغاء بعض سياسات ترامب المتشددة المتعلقة بالهجرة فور توليه منصبه، لكنه تراجع عن بعض تلك السياسات عندما ارتفعت أعداد المهاجرين، وأصبحت المدن الحدودية غارقة وتضررت معدلات تأييده. لقد صاغ حزمة إصلاح الهجرة الأكثر شمولاً من الحزبين منذ سنوات، لكن ترامب قتلها حتى يتمكن من شن حملة ضد بايدن بشأن هذه القضية. وقد أصدر إجراءات تنفيذية تحد من معابر المهاجرين وتحمي بعض المهاجرين غير الشرعيين من الترحيل.

 وقالت مصادر لشبكة CNN إنه من المتوقع أن يواصل بايدن هجومه بشأن الهجرة، واصفاً سياسات ترامب بأنها متطرفة وسياساته بأنها رحيمة.

أمريكاالانتخابات الأمريكيةجو بايدنحصريا على CNNدونالد ترامبنشر الخميس، 27 يونيو / حزيران 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية جو بايدن حصريا على CNN دونالد ترامب الولایات المتحدة العدید من أکثر من

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن عصابة تران دي أراغوا التي يهاجمها ترامب بشراسة؟

في المناظرة الرئاسية الوحيدة بينهما في 10 سبتمبر/أيلول 2024، أثارت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس جدلا حول ما أسمته بقانون تنظيم الحدود وتحجيم الهجرة غير النظامية. حينها، ادعت هاريس أن خصمها دونالد ترامب طلب من الجمهوريين معارضة تمريره في الكونغرس، وعندما سأل المحاور ترامب عن السبب لم يجب عن سؤاله، وركز كالمعتاد على تصعيد الهجوم نحو خصمه.

تحدث ترامب بنبرة غاضبة قائلا: "لقد ضاع بلدنا، نحن أمة فاشلة، وقد أصبحنا هكذا منذ 3 أعوام ونصف (مدة ولاية جو بايدن حتى ذلك الحين)، لقد سمحوا للملايين من الناس بالقدوم لهذا البلد".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تفعلها إيران وتفكك النووي والصواريخ وشبكة الحلفاء لتفادي الحرب؟list 2 of 2الصليبي الأخير.. وزير الدفاع الأميركي الذي يكره جيشهend of list

لكن ترامب في تلك الليلة قد شعر بأن سردية المهاجرين الذين يسكنون في المناطق العشوائية ويتاجرون بالمخدرات ويمتلكون الأسلحة دون امتلاك أوراق ثبوتية باتت قديمة ومنخفضة السقف،  فقدم طرحا جديدا لجمهوره قائلا: "في بلدات مثل أورورا وسبرينغفيلد، يأكل المهاجرون الحيوانات الأليفة المملوكة للسكان"، لينهي إجابته على السؤال بالقول: "إن أصبحت هاريس رئيسة للولايات المتحدة فسينتهي بنا المطاف مثل فنزويلا".

لاحقا، بعد تولي ترامب الرئاسة، تبين أن ذكره لأورورا والمهاجرين هناك والخوف من أن تتحول أميركا إلى فنزويلا كان تهيئة كلامية لحرب سوف يشنها فور وصوله إلى البيت الأبيض على عصابة فنزويلية تدعى "تران دي أراغوا (Tren de Aragua)"، وتعني بالإسبانية "قطار أراغوا". فما قصة تلك العصابة؟ وهل كان ترامب محقا في ادعاءاته خلال مناظرته مع هاريس؟

حراس سجن سلفادوريون يرافقون أعضاءً يُزعم انتسابهم لعصابة ترين دي أراغوا الفنزويلية وعصابة إم إس-13، رحّلتهم الحكومة الأمريكية مؤخرًا إلى السلفادور، وقد التُقطت الصورة يوم 12 أبريل/نيسان 2025. (رويترز) "تران دي أراغوا".. عصابة السجن الفاخر

تأسست عصابة "تران دي أراغوا" في مطلع الألفية الحالية في سجن غير معروف في مدينة أراغوا شمال وسط فنزويلا على يد شخص يدعى "نينيو غيريرو (Niño Guerrero)"، تصفه وسائل الإعلام بمدير "السجن الفاخر" بسبب نجاحه في تنمية أعمال العصابة داخل السجن حتى أصبح يدير "حديقة حيوانات وناديا ليليا وبنكا".

إعلان

وُلد نينيو عام 1983 في مدينة أراغوا، وكل ما يعرف عنه هو شروعه في مهاجمة رجال الشرطة وتجارة المخدرات على نطاق ضيق منذ عام 2000، حتى اعتقل عام 2010 بتهمة قتل رجال شرطة وتهريب المخدرات، بالتزامن مع توسع أعمال العصابة، وفق موقع "إنسايت كرايم".

ورغم نفاذ قرار سجنه، ظهر نينيو عام 2015 في أحد الأحياء الخاضعة لسيطرة العصابة وهو يخاطب الحاضرين في إحدى حفلات الحي بصفته زعيم العصابة ويعدهم بتحسين ظروفهم.

نينيو غيريرو هو مؤسس عصابة "تران دي أراغوا" (مواقع التواصل)

أُعيد اعتقال نينيو مرة أخرى عام 2018، واعترف بجرائمه أمام المحكمة ليتلقى حكما بالسجن لمدة 17 عاما، ليبدأ هناك في ترقية أعمال العصابة وتحويل السجن إلى مقر عمليات، فقد سكن هنالك في منزل فاخر من طابقين، وكانت له رفاهية استقبال من يشاء من الخارج.

وبحلول عام 2020، أصبح لدى نينيو نحو 1000 عضو يأتمرون بأمره، وامتد نفوذ العصابة في جميع أنحاء فنزويلا تقريبا، بما في ذلك مناجم الذهب في ولاية بوليفار ومعابر المخدرات على ساحل الكاريبي، إلى جانب المعابر الحدودية السرية لتهريب المهاجرين.

وفي عام 2023، حرّكت الحكومة الفنزويلية قوة ضمت نحو 11 ألف عنصر من الجيش والشرطة للقبض على نينيو داخل السجن، لكنهم فشلوا في العثور عليه، مع وجود تسريبات حول عقد صفقة بين قادة العصابة والحكومة سهلت هروبه قبل أيام من تنفيذ العملية.

ولا يزال نينيو حتى اليوم يدير أعماله من مكان مجهول، فيما تسيطر العصابة على السجن وتفرض غرامات أسبوعية وشهرية على النزلاء، كما تتحكم في أحياء من مدينة أراغوا وتفرض فيها حظر التجوال.

ترامب يدخل على الخط

في السنوات الأخيرة، تدفقت أعداد كبيرة من المهاجرين الفنزويليين إلى مدينة أورورا وما جاورها في ولاية كولورادو، وهي المدينة التي ذكرها ترامب في مناظرته مع هاريس، رغم أنها لم تُعرف من قبل بوصفها مقصدا للمهاجرين أو مكانا لتجمعهم في الولايات المتحدة.

إعلان

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن سكان المدينة قولهم إن توسع أعمال عصابة "تران دي أراغوا" تزامن مع ارتفاع أعداد المهاجرين الفنزويليين فيها منذ عام 2023 حين بلغ عددهم نحو 50 ألفا (بضع مئات منهم فقط ينتمون للعصابة، ولا يوجد انتشار لهم خارج المدينة).

وبحسب صحف أميركية، اتخذ أفراد العصابة بعض المنازل المهجورة في أحياء المدينة لإدارة عمليات سرقة السيارات وتجارة المخدرات وإقامة حفلات الغناء والجنس مقابل أسعار زهيدة، وهو ما وصفها أحد السكان بأنها "أفعال من لا يخشى شيئا".

ومع توسع نفوذ العصابة، التي بدأ أعضاؤها في جمع الضرائب من سكان الحي مقابل خدمات مثل ركن السيارة، ومع تزايد جرائم الاختطاف والقتل والتعذيب، بدأ الضوء يتسلط شيئا فشيئا على أورورا، وعلى نشاط "تران دي أراغوا" في الولايات المتحدة.

أما المفارقة التي نقلتها عدد من الصحف الأميركية، فهي أنه وكما ركز ترامب في حملته الانتخابية عام 2016 على عصابة "إم إس-13″، قرر في حملة 2024 التركيز على "تران دي أراغوا"، لتكون العصابة إحدى أهم  الأولويات في أجندته لأول 100 يوم من ولايته الرئاسية.

كما استدعى ترامب لشن حربه على "تران دي أراغوا" قانونا يعود تاريخه إلى عام 1798 ولم يُفعّل من قبلُ سوى 3 مرات في تاريخ الولايات المتحدة، يعرف باسم "قانون الأعداء الأجانب"، وهو القانون الذي يسمح للرئيس بتوقيف مواطنين لدولة في حالة حرب مع الولايات المتحدة أو ترحيلهم.

وبالفعل، رحّلت إدارة ترامب ما يقرب من 200 مهاجر بتهمة الانتماء إلى "تران دي أراغوا"، فيما تعهد بترحيل الآلاف منهم خلال الأيام القادمة، بوصفهم ينتمون لـ"واحدة من أشرس وأعنف العصابات الإرهابية على كوكب الأرض"، على حد بيان صادر عن البيت الأبيض.

أفراد من الجيش الأميركي يرافقون أعضاءً يُزعم انتسابهم لعصابة ترين دي أراغوا الفنزويلية وعصابة إم إس-13، وقد رحّلتهم الحكومة الأميركية مؤخرًا إلى "سجن مركز احتجاز الإرهابيين" (CECOT)، في مطار السلفادور الدولي في سان لويس تالبا، السلفادور، وقد التُقطت الصورة في 12 أبريل/نيسان 2025. (رويترز)

بيد أن خبراء يعتقدون أن تصنيف "تران دي أراغوا" ضمن قوائم الإرهاب يُعد أمرا غير دقيق للغاية، فهي لا تشبه في عملها عصابة "إم إس-13" ولا الحركات "الإرهابية" التقليدية. وتقول الصحفية الاستقصائية وخبيرة الجريمة المنظمة في أميركا اللاتينية "رونا ريسكيز" إن "أنشطة العصابة قد تكون مرهبة للناس من الناحية التقنية، لكن هناك فجوة كبيرة بينها وبين باقي الجماعات المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، فليس لديهم خلفية أيديولوجية، إذ كل ما يعنيهم هو المال".

إعلان

لكن، وبغض النظر عن دقة تصنيف العصابة في حد ذاتها، فإن الأثر الواقعي يتمثل في أن هذه الحملة خلقت غطاءً قانونيا يبرر ترحيل عدد أكبر من المهاجرين من الولايات المتحدة وفق قانونيين وحقوقيين. ناهيك أيضا أن بيانات الحكومة الأميركية تظهر أن عدد الجرائم التي سُجلت للمواطنين الأميركيين يفوق عدد الجرائم التي ارتكبها مهاجرون غير نظاميين.

من جانبها، أرسلت إدارة ترامب المهاجرين غير النظاميين الموقوفين الذين وصفتهم بأنهم "أسوأ السيئين" إلى سجون خارج البلاد، لكن التحريات أظهرت لاحقا أن عددا كبيرا منهم لا تربطه أي علاقة مع "تران دي أراغوا"، وأن كل ما استندت إليه إدارة الهجرة هو "تشابه الوشوم"، أو أن أصول الموقوفين تعود إلى مدينة أراغوا، في حين لا يعتمد أعضاء العصابة وشما موحدا، كما هو الحال مع العصابات الأخرى، وليس كل سكان المدينة أعضاء في العصابة.

وأورد موقع إنسايت كرايم أن سمعة "تران دي أراغوا" باتت آخذة في الانتشار بشكل أكبر مما عليه وجودها الفعلي في الولايات المتحدة.

وبالعودة إلى قصة التهام الحيوانات الأليفة في أورورا التي رواها ترامب في مناظرته، خرج عمدة المدينة الجمهوري "مايك كوفمان" للرد على ترامب بعد يوم من تناوله موضوع الجرائم في مدينته قائلا: "إن نشاط العصابات يقتصر على عدد من المجمعات السكنية في مدينة لا يتجاوز عدد سكانها 400 ألف نسمة"، مضيفا أن "المخاوف بشأن العصابات الفنزويلية مبالغ فيها".

إذن، يبدو أن قصة "تران دي أراغوا" في جانب منها تبدو أنها وسيلة لمطاردة "أعداء أميركا" وتحقيقا لوعود ترامب الانتخابية بأن يجعل أميركا "آمنة"، ومن جانب آخر فإن هذه الخطوات التي تتخذها إدارة ترامب، تستهدف الشريحة الانتخابية التي صوتت لترامب بتحقيق انتصارات ونتائج سريعة تظهر الإدارة الجديدة بمظهر الإدارة القوية التي لا تتهاون مع أي شيء خارج عن القانون.

إعلان

وعلى الرغم من عدم نفي وجود جرائم يرتكبها عدد من المهاجرين غير النظاميين، إلا أن الديمقراطيين والمعارضين لسياسات ترامب، يشككون في كون هذه الحملة الشرسة موجهة فقط لأصحاب الجرائم، إذ يرون فيها وسيلة لخلق عدو متخيل يزيد من شعبية الإدارة الأميركية الجديدة بحسب وصفهم.

أما لفهم ظروف نشأة تلك العصابات والكيفية التي أدارت علاقاتها مع الدولة من جهة، وبين أفرادها من جهة أخرى، فإننا بحاجة للعودة لجذور هذه التشكيلات.

من هناك يأتي الخطر

وقد يسهل تفسير ظهور منظمات الجريمة في القارة اللاتينية عادة بشيوع الفقر، لكن ثمة تفاوت يمكن رصده في أسباب انضمام أعضاء العصابات إليها، ما بين أسباب سياسية نابعة من الرغبة في مقاومة السلطة، أو للهروب من مشكلات عائلية، أو بسبب التعرض للابتزاز من قبل أعضاء العصابة الآخرين.

ولفهم العصابات اللاتينية الأميركية التي بدأ حضورها بالازدياد منذ نهاية الحرب الباردة في أميركا، فإنه يجب علينا أن نستوعب جذور بعض الأفكار المشكِّلة لها، فمن المهم في هذا السياق أن نفرق عند الحديث عن عصابات أميركا الجنوبية بين ما يسمى بـ "الماراس"،  وما يعرف باسم "البانديلاس".

فـ"الماراس" هي منظمات عابرة للحدود، تأسست أُولاها باسم "دياث يوتشو (dieciocho)" في ستينات القرن الماضي في لوس أنجلوس على يد مهاجر مكسيكي، لتبدأ لاحقا في جذب المهاجرين من غواتيمالا والسلفادور وتتحول إلى مجتمع لاتيني مصغر يشعر فيه القادمون إلى الولايات المتحدة بالانتماء والحماية.

في حين ينحصر نشاط "البانديلاس" داخل الحدود، وهم الأكثر التصاقا بتاريخ عصابات أميركا الجنوبية القديمة، وكانوا منتشرين بطريقة غير منظمة على امتداد القارة، وبالأخص في وسطها، بعد انقضاء الحرب الباردة، لكنها سرعان ما اندمجت مع عصابات الماراس أو جرى القضاء عليها، وينحصر وجودها اليوم في نيكاراغوا وكوستاريكا.

إعلان

وفي ثمانينات القرن الماضي ظهر جيل جديد من "الماراس" الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "مارا سلفاتروتشا"، ويُعرفون اختصارا بالرمز "MS-13″، وسرعان ما أصبحوا أعداء لعصابة "دياث يوتشو"، واندلعت بينهما أعمال عنف إلى جانب صراعهما مع قوات الشرطة في لوس أنجلوس.

توم هومان، مدير إدارة الهجرة والجمارك، يجيب على أسئلة أمام صور متعلقة بالعصابات من عصابة إم إس-13 خلال إحاطة يومية في البيت الأبيض، 27 يوليو/تموز 2017، بواشنطن العاصمة، وهو الرجل ذاته الذي أعاده ترامب للإشراف على حدود البلاد في فترته الرئاسية الثانية. (الفرنسية)

في وسط تلك الفوضى، أقر الكونغرس الأميركي تعديلا على قانون الهجرة غير النظامية في عام 1996، يسمح بترحيل أي مواطن غير أميركي قضى في السجن أكثر من عام، وهو ما نتج عنه ترحيل نحو 50 ألفا إلى دول أميركا اللاتينية، إضافة إلى إلقاء القبض على 160 ألفا آخرين دون أوراق ثبوتية.

ومع عودة المهاجرين إلى دولهم، بدؤوا في إعادة تشكيل تفريعات عن الـ"دياث يوتشو" والـ"مارا سلفاتروتشا" بغية استقطاب أعضاء جدد من الشباب، أو استيعاب عصابات الـ"بانديلاس" مع التزامهم بالبقاء تحت لواء أي من العصابتين مهما كبر حجم الأفرع المحلية.

ماذا عن فنزويلا؟

كتب مجموعة من الباحثين الفنزويليين كتابا حول مفارقة تزايد العنف بالتزامن مع تراجع درجات الفقر في البلاد بعنوان "مفارقة العنف في فنزويلا (The Paradox of Violence in Venezuela)"، رصدوا فيه الأنماط المتعددة للعنف المنتشر في البلاد وأسبابه ومسارات تعامل الحكومة معه.

وتُصنف فنزويلا وفق الكتاب ضمن "الدول العنيفة الناشئة"، مع معدل جرائم قتل وصل إلى أكثر من 50 ضحية لكل 100 ألف شخص من السكان في عام 2012، أغلبهم مرتبط بانتشار العصابات المذكورة.

لكن اللافت في الأمر هو أن عصابات فنزويلا في الغالب مجموعات غير منظمة ليس لديها جذور تاريخية أو خلفية سياسية متينة، ولا يشبهون في طريقة عملهم عصابات "الناتشيونس" في الإكوادور ولا "الكوماندوس" في البرازيل ولا "الماراس" في السلفادور.

إعلان

وكان التعامل الحكومي مع عصابات فنزويلا في الواقع هو توسيع دائرة الوصم، فأصبح كل "شاب أسمر البشرة من سكان المناطق ذات الدخل المنخفض" مُشتبَها به في الانضمام إلى إحدى العصابات، وهو ما نتج عنه تزايد نسب العنف والسخط العام حتى بعد إقرار مشاريع القضاء على الفقر في عهد الرئيس هوغو تشافيز.

ويلفت أحد فصول الكتاب النظر إلى أثر السجون الفنزويلية في إنتاج العنف، وكيف تحولت إلى ما يشبه "المدارس" التي يتعلم فيها أفراد العصابات ما يجب أن يتقنوه، وناقش الفصل سجن "بيونيا" (اسم مستعار للسجن) بوصفه نموذجا للسجون التي أسهم نظامها في تطور أعمال العصابات في الداخل والخارج. ويوصف "بيونيا" بالسجن المفتوح الذي يمارس فيه السجناء نفوذهم عبر استخدام السلاح والتهديد به، ويقتصر وجود الشرطة فيه على محيط البوابات الخارجية وعندها، ولا يمكنهم الدخول إلى الباحة إلا بالتفاوض مع "الزعماء" المسجونين، وقد لا يتمكنون من ذلك بسبب تبادل إطلاق النار بين السجناء.

ويمكن فهم عصابة "تران دي أراغوا" بوصفها مثالا لتلك الظاهرة، حيث تأسست في أحد سجون مدينة أراغوا (وسط فنزويلا)، وأصبح السجن لاحقا "مقرها الرئيسي" و"مركز عملياتها".

مقالات مشابهة

  • الشرطة تصدر توضيحا بشأن الحدث الذي وقع في رام الله
  • ويتكوف يصل روسيا للقاء بوتين.. وترامب “متفائل”
  • البيت الأبيض: زيلينسكي يتحرك “في الاتجاه الخاطئ” وترامب بدأ ينفذ صبره
  • خلافا لسلفه بايدن.. ترامب يمتنع عن مصطلح خاص بمأساة الأرمن
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم
  • لاغارد: الرسوم الجمركية قد يكون لها تأثير انكماشي على أوروبا
  • قتيلان و54 جريحا بقصف روسي على كييف وترامب يهاجم زيلينسكي
  • سياسات ترامب تربك الشركات التي مولت حفل تنصيبه
  • ماذا تعرف عن عصابة تران دي أراغوا التي يهاجمها ترامب بشراسة؟