الاقتصاد نيوز - متابعة

مع تصاعد التنافس اللوجستي بمنطقة الخليج، يبرز مشروع ميناء مبارك الكبير في الكويت محوراً استراتيجياً لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع الصين، إذ يُعد المشروع علامة على السعي الكويتي لتنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط، ويُمثل جزءًا من مبادرة الحزام والطريق الصينية الطموحة، لكن تنفيذه ظل متعثرا بعد إتمام مرحلته الأولى.

فالميناء يواجه تحديات جمة، بما في ذلك التوترات السياسية والخلافات الحدودية مع العراق، والضغوط الأميركية التي قد تُعرقل التقدم في إنشائه، وتُعقد هذه العوامل من إمكانية تحقيق الكويت لأهدافها الاستراتيجية وتُثير تساؤلات حول مستقبل الميناء مركزاً تجارياً إقليمياً رئيسياً، حسب إفادة خبيري اقتصاد.

تقارب جديد

يؤكد الخبير الاقتصادي، آلان صفا، أن ميناء مبارك عبارة عن مشروع قديم يعود إلى عام 2007، ومر بمراحل عدة ترتبط بتطور العلاقة الاقتصادية بين الكويت والصين، خاصة بعد توقيع عقد توريد للنفط الكويتي إلى الصين منذ عدة سنوات مقابل قروض صينية.

لكن جرى فسخ هذا العقد بسبب الضغط الأميركي على الكويت، وبالتالي العلاقات لم تسمح للصين بتطوير علاقاتها مع الكويت، بحسب ما يراه صفا، مشيرا إلى أن الصين تتجه في الوقت ذاته إلى تمديد نفوذها الاقتصادي بالمنطقة، وهو ما توجته بإدخال إيران والسعودية والإمارات ومصر في تجمع “بريكس”.

وفي هذا الإطار، يشير صفا إلى أن العراق، الذي كان يود تعميق التواصل الاقتصادي مع الصين منذ عدة سنوات، تمكن من توقيع عدة عقود تسمح للشركات الصينية بالاستثمار داخله، في ظل سياسة صينية عامة، ترتكز على توسيع نفوذها الاقتصادي جغرافيا عبر مشروع طريق الحرير الجديد.

 

ويضيف صفا أن الصين تعرض على عدة بلدان في العالم تطوير الموانئ، والسكك الحديدية والطرق في ظل استراتيجيتها الجديدة، ووفق مبدأ مفاده أن تستثمر الصين في هذه البلدان نتيجة تقارب سياسي واقتصادي ومصالح مشتركة معها. لذا يرى صفا أن إكمال مشروع ميناء مبارك الكبير يعني أن تبدأ الكويت مرحلة تقارب جديدة مع الصين، ما يضيف بعدا إضافيا لنفوذ الصين المتنامي اقتصاديا في المنطقة. عقد صفقة

يعني ذلك أن الهدف الاستراتيجي لا يرتبط بمشروع ميناء مبارك في حد ذاته، بل بعقد صفقة تبني بموجبها الشركات الصينية ما تبقى من المشروع مقابل استخدام الصين للميناء في عملية الترانزيت والاستيراد والتصدير، بحسب صفا، الذي يتوقع توقيع عقود كبيرة بهذا الشأن قريبا.

ويصب ذلك في اتجاه منظم لتعميق العلاقات الاقتصادية الجديدة والمتقدمة بين الكويت والصين، وفق صفا، مشيرا إلى أن الكويت ستجني من وراء ذلك فوائد اقتصادية كبيرة، سواء مباشرة من عوائد ميناء مبارك، أو غير مباشرة من تطوير علاقاتها الاقتصادية مع الصين.

ويرتبط هذا التطوير بالعلاقات الاقتصادية الجيدة بين إيران والعراق وتركيا والسعودية وبين الصين، إذ إن اشتراك كل هذه البلدان في بناء نوع من التبادل التجاري القوي وبناء سكك حديدية وموانئ يعني أن ميناء مبارك ستكون له نتيجة اقتصادية جيدة، تبني على هذا التقارب، حسب تقدير صفا، الذي أشار إلى أن مشروع الميناء الكويتي تعرض لتباطؤ في تنفيذه في ظل اعتراض العراق انطلاقا من تقدير مفاده أن الميناء يشكل خطرا على استراتيجية موانئه.

دائرة التكامل عبر الحزام والطريق

لكن صفا يرى أن التدخل الصيني في تنفيذ المشروع يمكن أن ينقله من دائرة التنافس إلى دائرة التكامل، فكما فعلت الصين في العلاقات بين إيران والسعودية بإمكانها أن تفعل بين الكويت والعراق، بما يجعل ميناء مبارك ممثلا لنفع مشترك بين البلدين، على قاعدة رعاية صينية، بحيث تكون بكين هي المصدر القوي لكلا البلدين.

لكن يظل تحدي “الفيتو” الأميركي المحتمل عقبة أمام المشروع، حسب صفا، الذي لا يستبعد تكرار ضغوط واشنطن على الكويت لعدم إنجاز الميناء، كي لا تصل العلاقات بين الكويت والصين إلى مرحلة متقدمة قد تؤدي إلى تقارب سياسي.

تحديات كبيرة

في السياق، يشير الخبير الاقتصادي، عامر الشوبكي إلى أن التحديات أمام مشروع ميناء مبارك الكبير ما زالت كبيرة، منها تحديات إجرائية بخصوص وضع هذا الميناء، خاصة بعد رفض العراق مرور السفن في خور عبد الله، وهو المدخل الرئيسي للميناء، ما يفشل عمل الميناء بشكل كامل.

ويضيف الشوبكي أن الميناء، الذي كان من المفترض أن يكون من أهم وأكبر الموانئ في الخليج العربي بـ 60 رصيفا، يواجه تحديا آخر يتعلق بموقف الصين من المشروع، إذ كان مخططا أن يكون الميناء نقطة ارتكازية في مبادرة الحزام والطريق الصينية، ومحطة بالطريق التنموي المقترح عبر العراق ما بين قطر والإمارات وتركيا وأوروبا.

فمع استثمارات صينية بلغت قرابة 17 مليار دولار في بناء طرق السكك الحديدية داخل العراق، يبدو اهتمام الصين منصبا نحو ميناء الفاو، بحسب الشوبكي، الذي يؤكد ضرورة وجود دلالات واضحة من الصين بعودة ميناء مبارك لخطتها، ليكون ضمن الطريق التنموي.

إدماج المشروع ضمن مشروع الحزام والطريق

كما أن نجاح إتمام مشروع ميناء مبارك يتطلب من الصين عمل الكثير لرأب الصدع بين الكويت والعراق في الخلاف الحدودي بينهما، الذي يهدد بإعاقة تشغيل المشروع ليكون ميناء قادرا بفاعلية على استقبال السفن ومرورها، بحسب الشوبكي، مشيرا إلى ضرورة إدماج ميناء مبارك ضمن مخطط مشروع الحزام والطريق التنموي ليخدم المصلحة العامة في الكويت.

وهنا يلفت الشوبكي إلى أن الكويت من الدول الخليجية التي تأخرت في عملية تطوير الاقتصاد غير النفطي، إذ لا تزال تعتمد بشكل كبير على الإيرادات النفطية مورداً رئيسياً لاقتصادها، بينما يحتاج تمويل مشروع ميناء مبارك إلى مبلغ ضخم، يصل إلى 3 مليارات دولار، قد لا تساعد أسعار النفط الحالية على توفيرها، خاصة أن موازنة البلد الخليجي تعاني عجزا منذ سنوات.

لذا، توقف مشروع الميناء الكويتي بعد إنهاء مرحلته الأولى منذ نحو عشر سنوات، والتي كلفت نحو نصف مليار دولار، حسب الشوبكي، مشيرا إلى أن الميناء بحاجة إلى ثلاث مراحل أخرى لإتمام العمل فيه، ما يعني أن التحديات ما زالت كبيرة أمام التعاون بين الكويت والصين.

ويلفت الشوبكي إلى تحد آخر سيواجه ميناء مبارك، يتمثل في وجود موانئ نشطة في الخليج العربي، سواء في الدمام أو أبوظبي أو دبي.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار مشروع میناء مبارک الحزام والطریق مشیرا إلى الصین من مع الصین إلى أن

إقرأ أيضاً:

منتخب العراق يتلقى ضربة موجعة قبل مباراتيه ضد الكويت وفلسطين

العراق – أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم غياب المهاجم علي الحمادي عن مواجهتي الكويت وفلسطين في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 بسبب الإصابة.

وقال الاتحاد العراقي في بيان نشره على صفحته الرسمية في موقع “فيسبوك”: “بات في حكم المؤكد غياب محترف ستوك سيتي الإنجليزي (علي الحمادي) عن قائمة المنتخب الوطني، وذلك بسبب الإصابة التي تعرض لها مؤخرا مع ناديه”.

وأضاف: “بعد التأكد من الفحوصات الإضافية التي أجراها الفريق الطبي للمنتخب الوطني، اتضح عدم إمكانية اللاعب اللحاق بالاستشفاء قبل موعد المواجهتين ضد الكويت وفلسطين ضمن الجولتين السابعة والثامنة المؤهلتين لمونديال 2026”.

وأكمل: “ومن المتوقع أن يغادر الحمادي اليوم الأربعاء مع وفد المنتخب ليعود إلى ناديه (ستوك سيتي الإنجليزي)، وذلك لاستكمال مرحلة علاجه المكثف. متمنين لزملائه تحقيق العلامة الكاملة في المواجهتين المرتقبتين”.

ويواجه منتخب العراق ضيفه الكويتي لحساب الجولة السابعة من تصفيات كأس العام 2026 غدا الخميس في البصرة، على أن يلاقي فلسطين لحساب الجولة الثامنة الثلاثاء المقبل على ملعب عمان الدولي.

ويحتل المنتخب العراقي المركز الثاني في المجموعة الثانية برصيد 11 نقطة، خلف كوريا الجنوبية المتصدرة برصيد 14 نقطة، وأمام منتخب الأردن الثالث برصيد 9 نقاط.

ورغم أن العراق بحاجة إلى نتائج أخرى تصب في مصلحته، فإنه يمكنه حسم تأهله إلى النهائيات العالمية للمرة الثانية في تاريخه في حال فوزه على الكويت وفلسطين.

المصدر: الاتحاد العراقي لكرة القدم

Previous بينها منتخب عربي.. 5 منتخبات آسيوية تسعى لحسم تأهلها لكأس العالم في التوقف الدولي الحالي Related Posts بينها منتخب عربي.. 5 منتخبات آسيوية تسعى لحسم تأهلها لكأس العالم في التوقف الدولي الحالي رياضة 19 مارس، 2025 “كلمات ترامب لا تثير خوفي”.. الجزائرية إيمان خليف تستهدف ذهبية أولمبية ثانية في لوس أنجلوس رياضة 19 مارس، 2025 أحدث المقالات منتخب العراق يتلقى ضربة موجعة قبل مباراتيه ضد الكويت وفلسطين بينها منتخب عربي.. 5 منتخبات آسيوية تسعى لحسم تأهلها لكأس العالم في التوقف الدولي الحالي “كلمات ترامب لا تثير خوفي”.. الجزائرية إيمان خليف تستهدف ذهبية أولمبية ثانية في لوس أنجلوس لامين جمال يكشف يوميات صيامه في رمضان مع معسكر المنتخب الإسباني لأول مرة في التاريخ الدولي.. إمرأة “متحولة جنسيا” تدير مباراة كرة قدم

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • بينها العراق .. إيران تهنئ عددا من الدول بعيد نوروز
  • كابل الجديدة.. حلم تنموي يواجه تحديات كبيرة
  • منتخب العراق يتلقى ضربة موجعة قبل مباراتيه ضد الكويت وفلسطين
  • خبير اقتصادي: عدم استقرار ليبيا أحد تحديات مشروع الربط الكهربائي مع تونس والجزائر
  • الكويت والعراق.. مواجهة مصيرية بروح كأس الخليج
  • ‎منتخب العراق يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتي الكويت وفلسطين
  • العراق يواجه تحديات كبيرة في تأمين الغاز.. من ارتفاع الأسعار إلى التوترات الجيوسياسية
  • في سبيل التأهل لمونديال أمريكا 2026 .. الأخضر يواصل استعداده في الرياض لمواجهة الصين
  • المنتخب السعودي الأول يواصل استعداداته لمواجهة الصين
  • إقبار مشروع “الحزام الأخضر” يُعرّض وجدة للعواصف الرملية