طهران- فئة من المجتمع يمكنها أن تغير قواعد اللعبة، كما صدمت العالم والسلطات في إيران عام 2022 باحتجاجات عنوانها "المرأة، الحياة، الحرية".

الشباب الإيراني، أو الجيل زد أو جيل الألفين، بعضه بلغ السن الشرعي للتصويت حديثا، وتُعد الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 28 يونيو/حزيران الجاري تجربته الأولى في المشاركة السياسية، وبعضه الآخر قد تكون هذه تجربته الثانية.

لكن السؤال هو، هل يعتقد هذا الجيل بهذه التجربة ويراها مجدية للوصول إلى التغيير الذي يطالب به؟ أم أنه يرى المشهد الانتخابي في بلاده غير فعال وما زال يعتقد بالاحتجاج؟

فتور شعبي

يلاحَظ الفتور الشعبي تجاه الانتخابات المرتقبة، ويحاول المرشحون استقطاب الشباب الذي يبدو من الصعب إقناعه للمشاركة فيها.

تتصدر "الحرية" خطاباتهم المقتضبة المماثلة لعالمهم "الافتراضي" الحقيقي، التي لم يفهمها النظام الذي يسيطر عليه الجيلان الأسبق والسابق. فلا يمكن إنكار الفجوة بين الجيل الرابع بعد ثورة 1979، وبين من قام بثورة الإنترنت والعالم الافتراضي.

ويرى الباحث السياسي عباس عبدي أنه كما حدث في "الربيع العربي"، تتعلق قضية الشباب في إيران بالإنترنت والعالم الافتراضي، حيث إنهم يجولون في تلك الدائرة وتبلورت قيمهم وقدراتهم ومواقفهم في هذا العالم، "مما خلق فجوة شاسعة بين الأنظمة السياسية والشباب".

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف أنه كل ما كان النظام السياسي غير معترف بعالم الإنترنت وتأثيره على الشباب، كل ما اتسعت الفجوة بينهما، وفي هذه الحالة لن يتمكن من فهم مطالب هذه الفئة التي تريد فقط "حياة طبيعية".

في المجتمع الإيراني اليوم، يتابع عبدي، يختلف أسلوب الأبناء عن الآباء الذين لا يتقبلون هذا الاختلاف وكذلك النظام الذي يريد أن يتّبعه الشباب ويكون مثله، وفي المقابل، كل ما يريده الأبناء ألا يعترضهم الأولياء.

مانع أخلاقي

وفي ما يتعلق بالانتخابات المرتقبة، لا يبدو أن هذا الجيل بعيد جدا عنها، حيث تُظهر الإحصائيات والاستفتاءات أنه مهتم بها أقل ممن هم في منتصف العمر، لكن المسافة ليست كبيرة، بحسب عبدي. وبعد احتجاجات السنوات الأخيرة في إيران، يرى أن مقاطعة الشباب للانتخابات أو المشاركة فيها تتعلق بالانتخابات ذاتها.

ويقول الباحث السياسي إنه لم يشارك في الانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2021 لأنها -برأيه- لم تحمل المعنى الحقيقي للانتخابات، حيث كان المرشحون من تيار واحد، على عكس الانتخابات الحالية التي تتضمن فروقا حقيقية بينهم، و يقول إن "الشباب لديه الموقف ذاته".

وهناك أمر آخر يتعلق بموقف الشباب من الانتخابات يتمثل -وفق عبدي- بأحداث عام 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول 2022، في أثناء توقيفها بمركز شرطة "لعدم تقيدها بالآداب الشرعية للباس"، حيث تركت "حقدا وكرها لدى هذه الفئة تجاه النظام وشكلت أمامها مانعا أخلاقيا لم تستطع تجاوزه والمشاركة في الانتخابات".

وباعتقاده، يُلاحَظ هذا الأمر في طهران بشدة بينما يقل في المدن الأخرى التي لم تنخرط كثيرا في أحداث أميني، مؤكدا أن العقبة أمام مشاركة الشباب أخلاقية أكثر من كونها سياسية.

وأوضحت مصلحة الأحوال المدنية في إيران في فبراير/شباط 2024 أنه وفقا للتعريف الرسمي فإن الفئة العمرية من 18 إلى 35 عاما تسمى فئة الشباب، والتي وفقا للإحصائيات المتوفرة في البلاد، هناك حوالي 23 مليون شخص من عدد سكان إيران من فئة الشباب ويعادل هذا العدد 27% من إجمالي سكان البلاد.

ولا تتوفر نسب لمشاركاتهم في الحياة السياسية المختلفة.

مطالب

وبحسب الباحث عبدي، فإن مطالب الشباب الإيراني الأساسية اليوم ثقافية واجتماعية واقتصادية، ولكن حلها بحاجة إلى تحقيق المطالب السياسية. ويقول إن المطالب الاجتماعية والثقافية لن تكون صعبة إذا لم يصعبها النظام ولم يتعامل معها بحساسية بالغة، وإذا منح الشباب الحرية اللازمة.

بدورها، رأت المحللة السياسية عفيفة عابدي أن جيل الشباب في إيران لديه مطالب اجتماعية واقتصادية أكثر من السياسية، ولذلك يبدو أنه منقسم إلى مجموعتين، أولى لا تبالي بالانتخابات، وأخرى تهتم بشعارات المرشحين الاجتماعية والاقتصادية.

وقالت عابدي للجزيرة نت إن خيبة الأمل السياسية لدى الأسر الإيرانية تحد من الاتجاهات السياسية لدى جيل الشباب.

وباعتقادها، فإن الإصلاحيين يحاولون -بطريقة أو بأخرى- التواصل مع هذا الجيل من خلال وجوههم المشهورة وجذب أصواتهم، في حين يركز الأصوليون أكثر على الشباب الذين دربوهم في المؤسسات الثقافية والدينية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی إیران

إقرأ أيضاً:

ندوة لشباب الشرقية حول مواجهة "حروب الجيل الرابع والخامس"

 نظمت مديرية الشباب والرياضة بمحافظة الشرقية، بالتعاون مع مركز النيل للإعلام بالمحافظة، ندوة توعوية بعنوان «مواجهة تحديات الامن القومى المصري»  والتى أقيمت بقاعة نادي الشباب والرياضة تحت رعاية الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، والمهندس حازم الاشموني محافظ الشرقية، بحضور الدكتور محمود عبدالعظيم وكيل وزارة الشباب والرياضة بالشرقية، وفاتن البدرى مركز النيل للإعلام، والدكتور أحمد حماد مدير عام الشباب. 

وفى بداية كلمته، رحب وكيل الوزارة بالمشاركين من شباب وفتيات محافظة الشرقية، لحرصهم على حضورهم ومشاركتهم فى فعاليات الندوة، مقدما التهنئة للشعب المصرى والقيادة السياسية وقوات الشرطة المصرية بمناسبة الذكرى الـ 73 لاعياد الشرطة المصرية، ونقل تحيات الدكتور اشرف صبحى وزير الشباب والرياضة والمهندس حازم الاشمونى محافظ الشرقية للحضور، مؤكدًا أهمية دور الإعلام وما يقوم به من نشر الوعي ورسم الصورة الذهنية للمواطن المصري، والذى يمكنه من معرفة التحديات التى تواجه المجتمع وكيفية مواجهتها، معربا عن سعادته بالتعاون ما بين مديرية الشباب والرياضة ومركز النيل للإعلام بمحافظة الشرقية. 

عرض الدكتور محمود عبد العظيم وكيل الوزارة، خلال الندوة التي أقيمت فى إطار المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية (بداية جديدة) لبناء الانسان المصري؛ مفهوم الأمن القومي والتحديات الاستراتيجية، والدور المصري في مواجهة تلك التحديات، متناولًا الحديث عن ما تواجهه الدولة المصرية من تحديات إقليمية، وما يحيط الحدود المصرية من صراعات وأزمات، وما لها من آثار على منطقة الشرق الاوسط، ودور مصر البارز فى التدخلات السلمية، والدور الدبلوماسي التى تقوم به الدولة المصرية فى إطار مسئوليتها وقدرها المحوري والاستراتيجي بالوطن العربى على مدار التاريخ .

ولفت وكيل وزارة الشباب والرياضة عن حروب الجيل الرابع والخامس، مؤكدًا أن طبيعة الحروب حاليا تختلف عن الماضي، حيث لم تعد تقتصر على المجال العسكري واستخدام الدبابة أو السلاح، بل أصبح يوجد ما يعرف بحروب الجيل الرابع والخامس، التي تعتمد على بث الشائعات ونشر المعلومات الكاذبة، وإفقاد المواطن الثقة في قيادته ودولته، وتستهدف في المقام الأول الشباب.

ووجه بضرورة التصدي لمثل هذه الشائعات، موضحاً خطورتها وأثرها على مكتسبات ومقدرات الدول، وكذلك أثرها على مفاهيم الشباب بصفتهم أهم ركائز النهوض بالدول.

وشدد على ضرورة التصدي للشائعات من خلال تكاتف الجميع سواء وسائل الإعلام المختلفة، أو رجال الدين الإسلامي والمسيحي، بالإضافة إلى القوة الناعمة المتمثلة في الثقافة والفن كأحد أدوات مواجهة حروب الجيل الرابع والخامس مع اختلاف مسمياتها أنواعها وأساليبها.

وفى ختام الندوة، عظم الدكتور محمود عبد العظيم وكيل الوزارة؛ دور الشباب ومسئولياته نحو وطنه، كونهم الشريحة الأكبر بالمجتمع المصري، وأن مثل هذه اللقاءات تهدف الى توعية الشباب من مختلف الأعمار والمراحل التعليمية حتى لا يكونوا فريسة سهلة لأدوات حروب الجيل الرابع والخامس، مشيراً إلى أن عماد أي دولة هو العنصر البشري (الشباب) لأنهم هم قاطرة النهوض بالدول، لذلك لابد من زيادة وعي الشباب وثقل الملكات الشخصية لهم؛ حتي يكونوا قادرين على مواجهة كافة التحديات التي تواجه وطننا الغالي ومساندة القيادة السياسية في التصدي لكافة أنواع تلك الحروب باختلاف مسمياتها.

جاءت الندوة فى إطار حملة اتحقق قبل ما تصدق، والتي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي، وتهدف الحملة للتصدي للشائعات والحملات التي تستهدف زعزعة الأمن القومي وزعزعة الثقة في المؤسسات الوطنية، والتشكيك في الانجازات القومية والتي يتم تنفيذها من خلال مراكز النيل والإعلام على مستوى الجمهورية بالتعاون مع المديريات الخدمية بالمحافظات.

مقالات مشابهة

  • لوكاشينكو في طريقه إلى ولاية رئاسية سابعة في بيلاروسيا
  • حزب الجيل يقدم رؤيته حول نظام البكالوريا
  • أردوغان: هدفنا الفوز في انتخابات 2028م
  • وقفة تضامنية في محافظة إدلب بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب السوري للمطالبة برفع العقوبات التي فرضت على النظام البائد
  • سانا توثق عودة بعض العائلات إلى منازلهم وقراهم التي هُجروا منها بفعل إجرام النظام البائد
  • حزب الجيل يقدم رؤيته لنظام البكالوريا الجديد.. ويطالب بتطويره ليناسب الطالب
  • نتائج مفاجئة لاستطلاع رأي حول الانتخابات المبكرة في تركيا
  • ماهي الدلالات السياسية التي تحملها زيارة وزير الخارجية السعودي إلى لبنان؟
  • ندوة لشباب الشرقية حول مواجهة "حروب الجيل الرابع والخامس"
  • الجابون تعلن عن إجراء انتخابات رئاسية