تتنافس كل من السعودية والإمارات وقطر على ضخ استثمارات في قطاعات باكستانية متنوعة، ويرجح خبراء أن دول مجلس التعاون الخليجي ستستفيد من تلك الاستثمارات أكثر من باكستان التي تعاني من مشاكل اقتصادية.

ذلك ما خلصت إليه سابينا صديقي، وهي محللة جيوسياسية، في تحليل بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفة أن الإمارات والسعودية سرعتا وتيرة الاستثمار في باكستان، إذا قررت أبو ظبي زيادة الاستثمار، ومن المحتمل جدا أن تحذو الرياض حذوها كجزء من التنافس غير المعلن.

بينهما على الفرص الاقتصادية.

ولفتت إلى أنه منذ عام 2021، تقدم السعودية حوافز للشركات متعددة الجنسيات لتتخذ من الرياض مقرا لها، ولذلك، على الرغم من أن دبي مركز أعمال إقليمي راسخ، إلا أن الرياض أصبحت أكبر منافس لها كمركز لوجستي رائد.

سابينا رأت أنه إذا بدأ سباق الأعمال الإماراتي السعودي في باكستان، فسيتعين على إسلام أباد أن توازن بين حليفتيها المقربتين، مضيفة أنه بحثا عن حل لدعم اقتصادها المتعثر ومعالجة ضائقتها المالية، أنشأت إسلام أباد مجلسا لتيسير الاستثمارر طرح 28 مشروعا عالي القيمة بمليارات الدولارات على الدول الصديقة، وركزت بالأساس على السعودية والإمارات وقطر والبحرين.

وأول مَن اغتنم هذه الفرصة، هي مجموعة موانئ أبوظبي، مقرها الإمارات، إذ استأجرت أربعة أرصفة في ميناء كراتشي لمدة 50 عاما مقابل حوالي 220 مليون دولار في يونيو/ حزيران الماضي، وبعد أسابيع وقَّعت صفقة لبناء محطة شحن جديدة متعددة الأغراض في الميناء، لذا أصبحت المجموعة تسيطر على حوالي 85٪ من رصيف أساسي في الميناء.

وعبر وسائل عديدة، بينها ضخ استثمارات ضخمة في دول أخرى، تسعى دول الخليج إلى تنويع اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي كمصدر رئيسي للواردات.

اقرأ أيضاً

موانئ للإمارات ومطارات لقطر.. باكستان تواجه الديون بالخصخصة

استثمارات نفطية

وبحسب زيشان شاه، محلل مالي في واشنطن، فإنه "لا ينبغي التغاضي عن التنافس المتزايد بين السعوديين والإماراتيين (...) يجب أن تكون باكستان حذرة ومتوازنة بين البلدين اللذين يتنافسان على فرص استثمارية مختلفة".

ووقَّع عملاق النفط السعودي، شركة أرامكو، مذكرة تفاهم مع أربع شركات نفط باكستانية مملوكة للدولة لبناء مصفاة نفطية بقيمة 12 مليار دولار في مدينة جوادار بإقليم بلوشستان (جنوب غرب)، وستساهم الشركات المحلية بنسبة 70٪، في حين أن أرامكو ستبدأ المشروع بنسبة 30٪.

وفي الوقت نفسه، عرضت باكستان أيضا مطاراتها الجوية الرئيسية للاستثمار، وتهتم الشركات السعودية بهذه الفرصة الاستثمارية.

وقال زبير فيصل عباسي، متخصص في سياسة التنمية والإدارة ومقره إسلام أباد، إن "باكستان تريد جذب الاستثمار الأجنبي لتوسيع وتنويع اقتصادها، وتهدف إلى زيادة مساهمة قطاع تكنولوجيا المعلومات في الاقتصاد القائم على الصادرات، وتسعى أيضا إلى تحديث الاستثمارات في قطاع الزراعة لزيادة الإنتاجية، وهي تتمتع كذلك بإمكانات هائلة في قطاع التعدين".

وعلى الرغم من خطة إنقاذ أخيرة لصندوق النقد الدولي، تبلغ 1.2 مليار دولار وضخ نقدي إضافي بقيمة 3 مليارات دولار من السعودية والإمارات، تحتاج باكستان إلى إمداد ثابت بالدولار الأمريكي لخدمة ديونها البالغة حاليا حوالي 80 مليار دولار، على أن يتم سدادها خلال ثلاث سنوات.

اقرأ أيضاً

صندوق النقد الدولي يوافق على منح باكستان قرض الـ3 مليارات دولار

مجلس للاستثمار

وفي الماضي، كانت باكستان تعاني من عدم وجود نافذة واحدة عملية وسريعة للتعامل مع المستثمرين الأجانب، لكن إنشاء مجلس تيسير الاستثمار جعل لأمور أسهل، كما أضافت سابينا.

وقال عباسي إن "أحد القيود المفروضة على النمو الاقتصادي لباكستان هو الجمود البيروقراطي.. مجلس تيسير الاستثمار يمكن أن يقلل من الروتين ويحقق الكفاءة ويخلق التزامن في عمليات صنع القرار".

وأفادت سابينا بأنه من أجل توفير رأس المال للمشاريع المعتمدة من مجلس تيسير الاستثمار، تم أيضا إنشاء صندوق الثروة السيادية الباكستاني، وسيتم تحويل 7 كيانات مملوكة للدولة مربحة تصل قيمتها إلى 8 مليارات دولار إلى هذا الصندوق.

ومرجحا أن دول الخليج ستستفيد أكثر من باكستان، حذر شاه من أن "اهتمام السعوديين والإماراتيين ينبع من "القضاء على الروتين، والقدرة على شراء الأصول المربحة وتأمين استثماراتهم، بدلا من الانجذاب إلى الاستثمار في باكستان من خلال الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي من شأنها تعزيز الاقتصاد على المدى الطويل".

وكرد فعل للاستثمارات الخليجية، وصلت البورصة الباكستانية في الوقت الحالي إلى أعلى مستوى لها في عامين.

ومن بين دول مجلس التعاون الخليجي، تدرس قطر أيضا عروض استثمار، وتجري محادثات مع باكستان لإدارة مشتركة لمحطات مطاراتها الثلاثة الرئيسية، كراتشي ولاهور وإسلام أباد، وإذا تحقق ذلك، ستستثمر الدوحة حوالي 3 مليارات دولار في مناولة البضائع، بالإضافة إلى توفير إقامة من فئة الخمس نجوم ومرافق حديثة في المطارات، كما تابعت سابينا.

وأضافت أنه من أجل تحسين أمنها الغذائي، تدرس الدوحة أيضا الاستثمار في مشروع زراعي على مساحة 10 آلاف فدان في صحراء تشولستان في البنجاب (شمال شرق)، أكبر أقاليم باكستان من حيث عدد السكان.

اقرأ أيضاً

باكستان تتطلع لاستثمارات خليجية بقيمة 40 مليار دولار بالتنمية زراعية

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: باكستان استثمار السعودية الإمارات قطر تنافس ملیارات دولار الاستثمار فی ملیار دولار فی باکستان

إقرأ أيضاً:

تعاون بين هيئة الاستثمار وصندوق تطوير التعليم للترويج للاستثمار في القطاع

التقى حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، الدكتورة رشا سعد شرف، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، لبحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين في جذب الاستثمارات لمشروعات الصندوق، لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية واستراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر ٢٠٣٠" التي تركز على الاستثمار في رأس المال البشري وتعزيز فرص العمل للشباب المصري محلياً ودولياً.

وأكد حسام هيبة مشاركة الهيئة في جهود تحفيز الاستثمار في قطاع التعليم والتدريب، حيث تخصص الهيئة قسما داخل خريطة مصر الاستثمارية للترويج لفرص الاستثمار في قطاع التعليم بالتعاون مع باقي جهات الدولة، كما يتم تقديم حوافز إضافية للاستثمار في هذا القطاع ومن أهمها إمكانية منح المشروعات التعليمية الرخصة الذهبية، وهي موافقة واحدة على كل المتطلبات الإنشائية والتشغيلية للمشروع تُمنح للمستثمر خلال 20 يوم عمل فقط، وتساهم في خفض المدة بين بدء الإنشاءات والتشغيل الفعلي للمشروع مع ضمان التزام المستثمر بالمعايير المصرية في البناء والصيانة وسلامة عمليات التشغيل.

سعر الريال السعودي بالبنوك اليوم الخميس 16 يناير 2025استقرار العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية بسبب بيانات التضخم

وقالت الدكتورة رشا شرف إن صندوق تطوير التعليم، تحت قيادة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يقوم بتنفيذ العديد من المشروعات القومية، منها أكاديميات الترخيص الدولية لمزاولة المهن في الخارج، والتي تستهدف تأهيل مليون مهني وفني مصري على مدار خمس سنوات للعمل في أسواق أوروبا وكندا والولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك مرصد سوق العمل الدولي والذي يهدف إلي تدريب وتأهيل الشباب المصري وصقل المواهب والكفاءات لتلبية الاحتياجات الوظيفية لدول العالم.

وأضافت الأمين العام لصندوق تطوير التعليم أن الصندوق بصدد إنشاء جامعة الغذاء والتي ستقوم بتدريس ثلاثة برامج مرتبطة بالمياه، والتكنولوجيا الزراعية، والإنتاج الحيواني، وتهدف إلي إعداد خريج مؤهل علمياً وبحثياً بخبرات تطبيقية وعملية لتلبية احتياجات سوق العمل الدولي والمحلي، وسيكون نموذج العمل الخاص بجامعة الغذاء معتمدا على الشراكة مع المستثمرين في مجال الزراعة والإنتاج الحيواني والأغذية.

وتخطط الجامعة إلى الشراكة مع القطاع الخاص في تنمية البحيرات ومعالجة مياه الصرف الزراعي والحد من هدر مياه الري وترشيد استهلاك المياه وتعظيم الإنتاج الحيواني وتصنيع الأغذية، حيث تستهدف هذه الشراكة تحقيق النمو الغذائي والاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية وتصدير الفائض إلى الخارج.

مقالات مشابهة

  • أكثر من مليار دولار.. مبيعات المركزي العراقي في 5 أيام
  • مؤسسة الاستثمار: 10 مليارات دولار قيمة الأصول التي ستُستثمر بناءً على موافقة مجلس الأمن
  • العالم يشهد دورة فائقة جديدة للكهرباء
  • مؤسسة الاستثمار ترحب بقرار مجلس الأمن باستثمار احتياطات الأصول المجمدة
  • السعودية تأمر بإعدام سعودي ومصري وسوداني.. والكويت تعدم مواطن قتل والده
  • محافظ القليوبية يترأس اجتماع مجلس إدارة المناطق الصناعية
  • تعاون بين هيئة الاستثمار وصندوق تطوير التعليم للترويج للاستثمار في التعليم
  • تعاون بين الهيئة العامة للاستثمار وصندوق تطوير التعليم
  • تعاون بين هيئة الاستثمار وصندوق تطوير التعليم للترويج للاستثمار في القطاع
  • المجلس التصديري للأثاث يحدد 5 مطالب رئيسية من وزير الاستثمار