ظاهرة تحرير صكوك بدون رصيد تنتشر في الأسواق.. ماذا يقول القانون العراقي؟
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
السومرية نيوز – محليات
يقع الكثير من المواطنين في فخ الحصول على صك من دون رصيد نتيجة تعاملاتهم التجارية، وتعد هذه الجريمة إحدى أكثر الجرائم الرائجة حاليا في السوق العراقية، وفيما أكد قضاة على ضرورة تشديد العقوبات بحق المخالفين بسبب تزعزع الثقة بالسوق، اقترحوا أن يتم تطوير آلية إصدار الصكوك بحيث تكون الكترونية، وتخضع لنظام ذكي.
وعن المعالجات القانونية لتحرير الصك من دون رصيد، يقول القاضي سعد محمد عويد قاضي محكمة تحقيق تكريت، إن "المواد القانونية التي تحكم المدان بتحريك صك بلا رصيد هي المادة (٤٥٩) من قانون العقوبات رقم١١١ لسنة ١٩٦٩ المعدل".
وأوضح أن "الإجراءات التي يفترض على المواطن إتباعها عند وقوعه ضحية تسلمه صكوكا من دون رصيد هي سلوك الطريق الذي رسمه القانون، وهو أن يحرك الشكوى الجزائية أمام المحكمة المختصة مكانياً ضد الشخص الذي حرّر الصك من دون رصيد له بغية اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه".
ويلفت عويد إلى أن "هناك حالات شهدتها المحكمة وتعتبر كثيرة قياساً بانتشار حالات النصب والاحتيال فهناك حالات كثيرة تعرض قضائياً متعلقة بتحرير صك بلا رصيد من شخص لم يحرر الصك لصالحه، وأن الصك يعود لإحدى الدوائر الحكومية وتمت سرقته وتحريره إلى شخص حسن النية وهي حالات كثيرة في الوقت الحاضر".
وينوه القاضي بأن "هناك تعاونا كبيرا من البنك المركزي والجهات التي يحرر عنها الصك كالمصارف التي تصدر الصكوك ويتمثل بتقديم استشهاد مفصل وبيان صحة صدور الصك من عدمه وإرسال الممثل القانوني عنهم إلى المحكمة".
ويفصّل القاضي الحالات التي تحدد بها عقوبة الصك الفارغ إن كانت جناية او جنحة قائلا: "إذا كان الصك لا يعود لمحرره وحرره، يحكم وفق أحكام المادة (٢٩٥) من قانون العقوبات وهي جناية، أما إذا كان الصك يعود له وحرره ولكن من دون رصيد يعاقب وفق إحكام المادة (٤٥٩) عقوبات وهي جنحة".
وتنص المادة 295 من قانون العقوبات العراقي: 1 – يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سبع سنوات او بالحبس كل من ارتكب تزويرا في محرر عادي موجود او مثبت لدين او تصرف في مال او ابراء او مخالصة او محرر عادي يمكن استعماله لإثبات حقوق الملكية. 2 – وتكون العقوبة الحبس إذا ارتكب التزوير في أي محرر عادي آخر.
وعرج القاضي عويد على أنه "في حالات الإنكار الواقعة من قبل المتهم، يتم استكتاب المنكر وإجراء مضاهاة على توقيعه المثبت على الصك المحرر، وفي حال كون الشخص لا يقرأ ولا يكتب يتم الاستعانة بالشهود في حالات معينة لإثبات الشخص الذي قام بالتوقيع على الصك الفارغ".
ويوضح بأن "الصكوك وسيلة ائتمانية، ولكي نوفر الحماية القانونية للمتعاملين فيها يجب أن تفرض العقوبات على كل من يخالف القانون في جرائم الصك بدون رصيد، حتى يعود انتشار الثقة في التعاملات التجارية وبالتالي استقرار الحياة الاقتصادية في البلد لكون التعامل بالصكوك يكون خاضعا للحماية القانونية من أي مخالفة أو جريمة".
ويقترح القاضي عويد كونه مطلعا على هذه القضايا أن "يتم تطوير آلية إصدار الصكوك بحيث تكون الكترونية، وتخضع لنظام ذكي بحيث يمكن للمتعاملين بالصكوك معرفة مصدر الصك وهل يعود لمحرره من عدمه في أي وقت، وهل أن الرصيد يغطي الصك من عدمه".
من جهته، يتفق القاضي ياسر شريف قاضي محكمة جنح تكريت، مع زميله، مضيفا من وجهة نظره أن "تحرير صكوك بدون رصيد أصبحت ظاهرة واسعة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ويعود ذلك إلى تعديل عقوبة التحرير الصك بدون رصيد إلى خمسة أضعاف قيمة الصك".
ويبين أنه "عند حالات الإنكار التي ترافق دعاوى تحرير الصكوك بدون رصيد يتم اللجوء إلى إجراءات الاستكتاب والمضاهاة"، مقترحا "العمل بعقوبة فرض غرامة ما يعادل قيمة الصك أو مضاعفته"، بحسب صحيفة القضاء.
يذكر أن المادة 459 من قانون العقوبات تنص على:
1 – يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات وبغرامة تعادل خمسة أضعاف مبلغ الصك على ان لا تقل عن ثلاثة الاف دينار من أعطى بسوء نية صكا وهو يعلم بان ليس له مقابل وفاء كاف قائم وقابل للتصرف فيه او استرد بعد إعطائه اياه كل المقابل او بعضه بحيث لا يفي الباقي بقيمته او امر المسحوب عليه بعدم الدفع او كان قد تعمد تحريره او توقيعه بصورة تمنع من صرفه.
2 – ويعاقب بالعقوبة ذاتها من ظهر لغيره صكا او سلمه صكا مستحق الدفع لحامله وهو يعلم ان ليس له مقابل يفي بكل مبلغه.
3 – يعاقب بالسجن المؤقت وبغرامة تعادل عشرة اضعاف قيمة الصك المزور او المسروق على ان لا تقل عن ثلاثة الاف دينار كل من زور صكا او استخدم صكا مسروقا وهو على علم بذلك.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: من قانون العقوبات من دون رصید بدون رصید الصک من
إقرأ أيضاً:
موجة استنكار بعد تمرير البرلمان العراقي 3 قوانين مثيرة للجدل
بغداد- شهدت جلسة مجلس النواب العراقي اليوم الثلاثاء تصعيدا في الخلافات بين النواب، وذلك على خلفية التصويت على مجموعة من القوانين المثيرة للجدل، إذ أدت هذه الخلافات إلى مقاطعات واتهامات متبادلة بين الأعضاء، مما يعكس عمق الانقسام بشأن هذه القوانين وتأثيرها على المشهد السياسي.
وأتم مجلس النواب التصويت على القوانين الجدلية الثلاثة: الأحوال الشخصية، والعفو العام، وإعادة العقارات إلى أصحابها بعد خلافات امتدت لأشهر، ودفعت إلى إلغاء العديد من الجلسات نتيجة المشاجرات والسجالات بشأنها.
وسبق لمجلس النواب أن صوّت على مواد القوانين الثلاث في جلسته التي عقدت في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكنه أرجا التصويت على مشاريع القوانين بمجملها إلى حين حسم نقاط الخلاف، ومضى بالتصويت اليوم على القوانين ككل دون أي تعديلات جديدة، وهو ما أثار حفيظة العديد من النواب الرافضين لبعض موادها.
ولم ينتهِ الأمر عند الرفض أو الاعتراض، فقد ذهب البعض إلى التصعيد واستهداف رئاسة البرلمان، إذ أكد النائب ياسر الحسيني المضي بجمع أكثر من 130 توقيعا لإقالة رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، وذلك على خلفية ما وصفها بالمخالفات التشريعية التي شابت الجلسة.
إعلانوأوضح الحسيني في حديث للجزيرة نت أن إدارة الجلسة "لم تكن موفقة"، وأن مخرجاتها كانت "غير دستورية"، إذ "تم التصويت على 3 قوانين دفعة واحدة بطريقة غير قانونية ومخالفة لضوابط مجلس النواب، ولم يتم التأكد من اكتمال النصاب القانوني لحضور الجلسة".
وأضاف أن "رئيس مجلس النواب أعلن بشكل غير صحيح عن إقرار هذه القوانين رغم أن العديد من النواب لم يوافقوا عليها"، مؤكدا أن هذا اليوم يعد "نكبة تشريعية، وسيُذكر كأفشل دورة في تاريخ البرلمان العراقي"، كما سنذهب إلى الطعن لدى المحكمة الاتحادية على مخرجات الجلسة.
الأحوال الشخصيةبدورها، أكدت النائبة نور نافع أن ما حدث في جلسة البرلمان من تصويت على القوانين -خاصة قانون الأحوال الشخصية- يعد "مهزلة تاريخية" لمجلس النواب العراقي.
وأوضحت نافع في حديثها للجزيرة نت أن "التصويت على هذه القوانين تم بطريقة غير قانونية وغير شفافة، إذ تم تمريرها دون حتى رفع الأيدي من قبل النواب، وهو أمر لم يسبق له مثيل في أي جلسة سابقة".
وأشارت إلى أنها كانت تعارض منذ البداية تمرير قانون تعديل الأحوال الشخصية، وذلك بسبب المخاوف من أن يؤدي هذا القانون إلى تفكك الأسرة العراقية وتهميش دور المرأة فيها، مؤكدة أن هذا القانون سيزيد الخلافات داخل الأسرة، وسيؤدي إلى تحيز جهة على حساب أخرى، مما سيؤثر سلبا على استقرار المجتمع العراقي.
ورأت النائبة أن هذا القانون سيؤدي إلى إلغاء دور المرأة في إدارة الأسرة، وأن العواقب المترتبة على هذا التعديل لا يمكن التنبؤ بها، وأن "مستقبل الأسرة العراقية أصبح مجهولا بعد إقرار هذا القانون"، على حد وصفها.
ويمنح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقيين عند إبرام عقود زواج الحق في اختيار تنظيم شؤون أسرهم وفقا لأحكام المذهب الشيعي أو السني، أو تلك التي ينص عليها قانون الأحوال الشخصية النافذ والمعمول به منذ 1959، والذي يعد "متقدما"، وفق البعض.
إعلانمن جانبه، أكد النائب معين الكاظمي أن قانون الأحوال الشخصية الجديد "يخص المكون الشيعي في العراق ولا يؤثر على بقية المكونات الأخرى".
وأوضح الكاظمي في حديثه للجزيرة نت أن هذا القانون جاء استجابة للمادة 41 من الدستور العراقي، والتي تضمن حرية الأفراد في اختيار أحوالهم الشخصية وفقا لمذاهبهم ومعتقداتهم.
وأشار إلى أن القانون الجديد يمنح المواطنين العراقيين الشيعة الحق في اختيار تطبيق قانون الأحوال الشخصية وفقا لمذهب أهل البيت، مؤكدا أن هذا الأمر لا يمنع أي مواطن شيعي من الاستمرار في تطبيق القانون القديم إذا رغب في ذلك.
ولفت النائب إلى أن هذا القانون سيؤدي إلى انخفاض حالات الطلاق، إذ إن القانون القديم كان سببا في تفكك العديد من الأسر، كما أكد أن القانون الجديد لا يؤثر على حقوق المكونات الأخرى في العراق، حيث تم تضمين عبارة صريحة تنص على عدم تطبيق هذا القانون على أتباع المذهب السني.
واختتم الكاظمي تصريحه بالتأكيد على أن أغلبية أعضاء مجلس النواب من الشيعة والسنة والكرد وافقوا على هذا القانون، وذلك إيمانا منهم بأن هذا القانون يخدم مصلحة المجتمع العراقي ويحقق العدالة الاجتماعية.
وبعد التصويت على القانون سيكون أمام النواب وخبراء في الفقه الإسلامي والقانون بالتعاون مع مجلس الدولة العراقي 4 أشهر "لتقديم مدونة الأحكام الشرعية" للمذهب السني والشيعي، على أن يجري التصويت عليها فيما بعد.
مجموعة من النواب اتهموا رئيس المجلس المشهداني بارتكاب مخالفات تشريعية خلال جلسة التصويت (الصحافة العراقية) العفو العامبدوره، حذر النائب محمد خليل من خطورة تمرير قانون العفو العام بصيغته الحالية، معربا عن اعتقاده بأن هذا القانون سيؤدي إلى "تداعيات خطيرة على العراق".
وأوضح خليل في تصريح للجزيرة نت أن "التصويت على القانون تم في ظروف غير قانونية ودستورية"، مشيرا إلى أن القانون في شكله الحالي يشمل قتلة وسارقي المال العام، وهو ما يتعارض مع مفهوم العفو الذي يجب أن يقتصر على الأبرياء الذين وقع عليهم الظلم.
إعلانوأكد النائب أن جلسة التصويت شهدت تجاوزات وفوضى غير مسبوقة، مشككا في وجود نسخة متفق عليها من القانون لدى اللجنة المعنية، وأشار إلى أن تمرير 3 قوانين في جلسة واحدة يعد سابقة خطيرة، خاصة أن هذا القانون قد يؤدي إلى إطلاق سراح إرهابيين وسارقي المال العام، مما يشكل تهديدا كبيرا على أمن واستقرار العراق.
وأعرب خليل عن اعتقاده بأن الإجراءات التي اتخذت لتمرير القانون ليست قانونية، متوقعا أن تلجأ الكتل السياسية إلى الطعن في دستوريته أمام المحكمة الاتحادية، وخلص إلى أن الاتفاق المسبق بين بعض القوى السياسية لتمرير هذه القوانين بسلة واحدة يعد أمرا خطيرا للغاية.
وسبق لمجلس النواب العراقي أن صوّت في 15 أغسطس/آب 2016 على قانون العفو العام، إذ أتاح القانون في حينها للسجناء والمحكومين تقديم طلبات بإعادة محاكمتهم، لكنه كان يستوجب موافقة لجنة خاصة من مجلس القضاء على إعادة المحاكمة، في حين سمح التعديل الجديد بإعادة المحاكمة بعد تقديم طلب من المحكومين، دون حاجة لموافقة من لجنة خاصة في المضي بها من عدمه.
من جهته، أكد النائب برهان النمراوي في حديثه للجزيرة نت أن تصويت مجلس النواب على القانون كان من أجل "إنصاف شريحة كبيرة من الشعب العراقي الذين كانوا معتقلين ظلما بسبب معلومات كاذبة أو دعاوى كيدية"، وأكد أن إقرار هذا القانون يمثل إنجازا كبيرا، إذ سيتيح للقضاء إعادة التحقيق والمحاكمة.
وأضاف النمراوي أن أعضاء مجلس النواب والقوى السياسية المعترضة "لهم الحق في التعبير عن آرائهم، ولكن القانون قد تم إقراره بأغلبية الأصوات، وبالتالي أصبح نافذا من لحظة التصويت".
وأوضح أن التصويت على فقرات القانون قد تم في جلسات سابقة "وأن ما تم في الجلسة الأخيرة هو استكمال التصويت على أسباب إقرار القانون والتصويت على القوانين بشكل نهائي، مؤكدا أن جميع إجراءات الجلسة تمت بشكل قانوني ودستوري، وأنها مسجلة وموثقة".
إعلان