هل يزعج الفراغ الرئاسي حارة حريك؟
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
تتزايد الاتهامات التي يوجهها خصوم "حزب الله" إليه وتحديداً تلك المرتبطة بعرقلة الإنتخابات الرئاسية وتعطيلها، وتتلازم هذه الإتهامات، والتي يصفها الحزب بالحملة الاعلامية، مع الانتقادات المرتبطة بفتح الجبهة الجنوبية لمساندة غزة في حربها مع اسرائيل، من هنا يصبح السؤال الابرز، والاكثر منطقية هو، هل من مصلحة الحزب عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ وهل هو قادر على الاستفادة من الفراغ الرئاسي لتعزيز نفوذه مثلاً؟ أم ان حارة حريك من المتضررين في حال فشل المجلس النيابي الحالي بإنتخاب الرئيس؟
يصيب الفراغ الرئاسي الحضور السياسي للمسيحيين بمقتل، إذ ان استمرار الدولة ومؤسساتها الدستورية بالعمل، والانسيابية التي تسير فيها الحياة السياسية اللبنانية، تعني وتوحي بأن وجود الرئيس في قصر بعبدا لزوم ما لا يلزم، فالتشريع في المجلس النيابي يمكن ان يحصل والحكومة تسيّر الاعمال بوصفها حكومة كاملة الاوصاف مستعينةً برأي دستوري وازن وبالحاجة الملحة للأوضاع الطارئة، كما ان الواقع الامني لا يزال مضبوطاً وحتى الوضع المالي والنقدي استقر أكثر مما كان عليه ايام عهد الرئيس ميشال عون.
اضافة الى كل ذلك، يظهر الدستور اللبناني عدم وجود آلية تفرض انتخاب رئيس ضمن مهلة معينة، فالفراغ يمكن ان يستمر لسنوات من دون ان يكون الدستور قادراً على الزام القوى السياسية بوضع حدّ له، كما ان الظروف لم تشكل، ولن تشكل في الصيغة اللبنانية ظرفاً طارئاً ليكون الانتخاب واقعا لا مفر منه، وعليه فإن المتضرر بشكل فعلي هم الاحزاب المسيحية التي تشعر بأنها باتت اكثر عجزاً وقدرة على التأثير على الاحداث، وهذا يهدد بشكل خطير كل المكتسبات التي حصل عليها المسيحيون في السنوات الماضية.
اما على صعيد "حزب الله" الذي استطاع خلال السنوات الاخيرة تنظيم وتأسيس شبكة أمان اجتماعية، وان كان بالحدّ الادنى من التقديمات، في بيئته، ولديه قدرة على لعب ادوار امنية داخل مناطق نفوذه، فهو غير مستعجل على انتخاب رئيس، وعملياً لديه القدرة على اللعب على حافة الهاوية أكثر من خصومه الذين سيخسرون أكثر منه بكثير في حال حصول انهيار امني او اقتصادي او سياسي شامل، لذلك فإن الحزب سيفوز بلعبة عضّ الاصابع الرئاسية وسيفرض شروطه خلال عملية التفاوض التي ستحصل، اذا كان الطرف الاخر هو القوى السياسية الداخلية.
كما ان الحزب يعتبر، سواء اعترف بذلك ام لم يعترف، انه في موقع يسمح له بوضع معادلة رئاسية واضحة، اما المرشح الذي اريده او لا رئيس، خصوصا ان المسار الذي يأخذه الحزب داخل لبنان لا يزال مساراً تصاعدياً، وقد حقق الكثير من التقدم على صعيد تكريس معادلات الامر الواقع قبل بدء الحرب، مثل نصب الخيمة او الظهور المسلح او حتى العمل على ادخال شاحنات المواد الغذائية وقوافل النفط وغيرها التي يراكم الحزب عليها لتعزيز واقعه السياسي، وكل هذا يحصل في ظل غياب الرئيس، وعليه فإنه لا يتأثر سلبا في الفراغ ان لم نقل انه يتأثر ايجابا في مقابل اضرار استراتيجية وقد تكون وجودية يتعرض لها خصومه وتحديدا القوى المسيحية من بينهم..
لن يكون "حزب الله" الخاسر الاكبر من الفراغ، كما انه يملك قدرة مناورة عالية ما دامت المناصب الشيعية غير شاغرة، لا بل على العكس، اليوم يحل شيعي بالوكالة مكان حاكم مصرف لبنان الماروني وفي الوقت نفسه فإن المسيحي الذي تولى منصب المدير العام للامن العام اي العميد الياس البيسري تربطه علاقة وثيقة وايجابية بالثنائي الشيعي وتحديدا بالرئيس نبيه بري، وعليه فإن عدم استعجال الحزب على الانتخابات الرئاسية يجب ان يقلق خصومه الذين قد يصبحون اكثر حاجة لانهاء الفراغ مع مرور الوقت مما سيدفعهم للتنازل سياسيا او للتوحّد في ما بينهم وتشكيل قوة مسيحية ضاغطة في وجه الفراغ. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: کما ان
إقرأ أيضاً:
دغيم: على المجلس الرئاسي ممارسة اختصاصه بتغيير رئيس مفوضية الانتخابات
دعا عضو مجلس النواب المُقال وسفير ليبيا في هولندا ومستشار رئيس المجلس الرئاسي للشؤون التشريعية والانتخابات، زياد دغيم، إلى إقالة رئيس المفوضية العليا للانتخابات.
وقال دغيم في تصريح صحفي إن تأخر إصدار نتائج الانتخابات البلدية بعد 4 أيام من إغلاق الاقتراع الأحد الماضي، دليل آخر على فشل ما تبقى من مجلس إدارة مفوضية الانتخابات.
وأضاف: “تأخير إعلان نتائج الانتخابات البلدية سيخلق الشكوك في نزاهة العملية وقد يرتب رفض النتائج، وإذا كان فرز 150 ألف صوت يحتاج إلى قرابة أسبوع كامل، فما هي مصير استحقاقات أخرى أكثر حساسية؟”.
وتابع: “لقد حان الوقت إلى إعادة تشكيل مجلس إدارة جديد لمفوضية الانتخابات وفق المادة 4 من خارطة الطريق واختصاص المجلس الرئاسي في تسمية كبار الموظفين”.
واستكمل: ” مجلس النواب جمد العمل بالاتفاق السياسي، ولا يعترف بانتخاب مكتب رئاسة مجلس الدولة، مما يرتب المسؤولية على المجلس الرئاسي وفق مقتضيات المصلحة العليا” على حد قوله.
الوسومالانتخابات ليبيا