يوافق اليوم الخميس 6 أغسطس ذكري مرور 8 سنوات على افتتاح قناة السويس الجديدة عام 2015، في مدة لا تتجاوز العام منذ إشارة البدء في سبتمبر 2014، لوضع مصر على خريطة التجارة العالمية في ظل التحديات التي تواجه قنوات ملاحية أخرى في أوروبا وأمريكا؛ بسبب الجفاف والأزمات الجيوسياسية.

أخبار متعلقة

الربان هلال يحيي: قناة السويس الجديدة حققت نجاحًا أكثر من تكلفتها (فيديو)

«أمان وزيادة بعدد السفن».

. مدير إدارة الكراكات يوضح مميزات ازدواج قناة السويس (فيديو)

مدير إدارة الكراكات بـ«قناة السويس» يستعرض مشروعات الاستصلاح السمكي بالقنطرة

مدير إدارة الكراكات: قناة السويس لها دور تنموي كبير (فيديو)

سيتم إنقاذها خلال ساعات.. بيان رسمي لهيئة قناة السويس عن أخر مستجدات القاطرة الغارقة

وقال خبراء في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، إن قناة السويس الجديدة حققت أعلى عائدات سنوية في تاريخها خلال العام المالي 2021/2022 والتي بلغت 7 مليارات دولار، وساهمت في زيادة القدرة الاستيعابية للقناة ورفع تصنيفها وتعظيم القدرات التنافسية، وتفادي أي تحديات ملاحية طارئة، واختصار زمن عبور السفن للنصف وتحقيق أعلى معدلات الأمان الملاحي.

قناة السويس الجديدة - صورة أرشيفية

وأوضح الدكتور السيد خضر الخبير الاقتصادي أن قناة السويس الجديدة أدت إلى تعزيز التجارة البحرية ودور مصر كممر بحري رئيسي بين الشرق والغرب، ما رفع نسبة الإيرادات الناتجة عن رسوم المرور عبر القناة، والتي ساهمت في تعزيز الاقتصاد المصري وتحسين أداء الموازنة العامة، خاصة مع اتجاة الدولة إلى عملية تحسين البنية التحتية المحيطة بقناة السويس الجديدة، بما في ذلك إنشاء مناطق اقتصادية خاصة وموانئ جديدة، والمساهمة في زيادة حركة التجارة وتسهيل حركة البضائع العابرة للحدود.

وأضاف خضر لـ«المصري اليوم»، أن إنشاء المنطقة الاقتصادية بقناة السويس جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتعزيز قطاعات مثل النقل واللوجستيات والتصنيع، ما جعلها محور للتجارة واللوجستيات نظرًا لموقعها الاستراتيجي، وقد أتاح ذلك لمصر فرصًا لتوسيع دورها في سلاسل التوريد العالمية وزيادة حجم تجارتها.

وتابع: «إنشاء المناطق الصناعية والحرة حول قناة السويس الجديدة جعلها محورًا رئيسيًا للحكومة المصرية لإنشاء العديد من الصناعات المختلفة خاصة مع تقديم هذه المناطق حوافز وتسهيلات لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، لا سيما في قطاعات مثل التصنيع واللوجستيات والطاقة، جعل وجود القناة هذه المناطق أكثر جاذبية، ما أدى إلى زيادة الأنشطة الصناعية وخلق فرص العمل، وبالتالى قناة السويس أصبحت شريان الاقتصاد المصرى وحركة التجارة الدولية وكذلك توطيد العلاقات الدولية من خلال تلك القناة التي ساهمت في ازدياد وتوسيع أفاق الاستثمارات الضخمة بين جميع الدول، ما ساهم في تحسن أداء مؤشرات الاقتصاد المصرى».

قناة السويس الجديدة - صورة أرشيفية

وقال الدكتور تامر أيوب أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، إن مشروع قناة السويس الجديدة هو أعظم المشروعات القومية في تاريخ مصر الحديث، وشرح: «مؤاشرات القناة الاقتصادية في ازدياد دائم وذلك على كل المستويات، وهو ما يعكس الجدوى الاقتصادية للقناة والتى تحققت بعد أعمال التوسيع والتطوير المجرى الملاحى للقناة والتى مازالت مستمرة حتى اللحظة».

واضاف أيوب لـ«لمصري اليوم»: «منذ افتتاح القناة في أغسطس 2015 وحتى اليوم عبرت المجرى الملاحى للقناة حوالي 135 ألف سفينة بزيادة قدرها 10 آلاف سفينة عما كانت عليه قبل الافتتاح كما بلغ إجمالى الحمولات العابرة للقناة 8 مليار و200 مليون طن بزيادة قدرها 2 مليار طن عما كانت عليه».

وأكمل: «حققت القناة منذ افتتاحها إيرادات هي الأعلى في تاريخها قدرت بـ41 مليار و700 مليون دولار بزيادة قدرها 7 مليار دولار عما كانت عليه، ما يعكس وبصورة غير قابلة للجدل الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع القومى لمصر».

قناة السويس الجديدة - صورة أرشيفية - صورة أرشيفية

من جانبه، رأى الدكتور ياسر شحاتة خبير التنمية المستدامة، أن مشروع قناة السويس الجديدة، أهم المشروعات التي غيرت خريطة محافظات القناة من ناحية، وشكل الملاحة عالميا، والذي جرى إنجازه في توقيت ومرحلة فارقة في مدة لا تتجاوز العام، مؤكدا أن قناة السويس الجديدة ساهمت بشكل كبير في تغيير شكل الملاحة في العالم ولا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها معظم اقتصادات العالم، إذ كان لها الدور المؤثر والإيجابي في حركة التجارة العالمية.

وأضاف خبير التنميه المستدامة لـ«المصري اليوم»: «كان الغرض من إنشاء قناة السويس الجديدة الزيادة في القدرة الاستيعابية لعبور السفن ومواكبة التطورات المتلاحقة عالميًا، وبالتالي العمل على تعزيز مكانة الدولة المصرية عالميا (تجاريا ولوجيستيا)، وهو ما يعني فتح أسواق جديدة جراء التبادل التجاري وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، بالتالي زيادة فرص العمل».

وختم: «القناة الجديدة استطاعت تخفيض زمن الإنتظار للمجري الملاحي من 22 لـ11 ساعة، وتقليل زمن الانتظار للسفن بنحو3 ساعات، وبذلك تستطيع القناة زيادة فرصها التنافسية، ورفع درجات تصنيفها عالميا، بالإضافة إلى إمتداد قناة السويس الجديدة من 60 حتي 95 كم، والتعميق والتوسيع في تفريعات البحيرات الكبري بطول 37 كم ليصل طول القناة في الوقت الحالي لـ72 كم، بهذه الزيادة في الامتدادات والتعميق، تزيد من فرص الدولة من تحقيق زيادة الموارد من النقد الأجنبي».

قناة السويس الجديدة - صورة أرشيفية

وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي في 5 أغسطس عام 2014، البدء في مشروع قناة السويس الجديدة والتي جرى الانتهاء من إنشائها والافتتاح في 6 أغسطس 2015، وشهد المشروع إقبالًا غير مسبوق على شراء شهادات استثمار قناة السويس، بعد طرح الشهادات من البنوك القومية بفائدة سنوية 12% تصرف كل ثلاثة أشهر، على أن يسترد أصل المبلغ بعد خمس سنوات. وتكلّف تمويل المشروع ما يبلغ 60 مليار جنيه، وجرى جمع المبلغ في أسبوعين فقط وهي الفترة التي جرى فتح فيها باب الاكتتاب في شهادات قناة السويس.

وبدأت مرحلة الحفر الجاف بالمشروع في 7 أغسطس 2014، وشارك فيها 44 ألف مواطن مصري، بمصاحبة 4500 معدة، وإجمالي الشركات 84 شركة، واستطاعوا إنهاء الحفر الجاف بنسبة 100% خلال 9 شهور، عن طريق استخراج حوالي 250 مليون متر مكعب من الرمال.

وبدأت مرحلة الحفر المائي (التكريك) بعد انتهاء الحفر الجاف مباشرة، للوصول إلى العمق المطلوب، وشارك في هذه المرحلة 2000 عامل من هيئة قناة السويس، وذلك باستخدام إجمالي 45 كراكة، وانتهت أعمال التكريك المائي برفع 258.8 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه.

وجرى تركيب 120 شمندورة على طول المجرى الملاحي للقناة الجديدة مزودة بإضاءة من الطاقة الشمسية ومرتبطة بنظام إلكتروني عبر الحاسب الآلي يحقق الربط والاتصال بين السفن العابرة ومراكز الإرشاد بهيئة قناة السويس، ومجهزة بمساعدات ملاحية لتساعد المرشد بإرشاد السفن في أمان.

وبلغ طول قناة السويس الجديدة 35 كيلو مترًا يمر بموازاة قناة السويس الأصلية التي يبلغ طولها 190 كيلو مترًا، وذلك من الكيلو 60 إلى الكيلو 95 «ترقيم القناة» بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات الكبرى بطول إجمالى 37 كم، ليصبح إجمالي أطوال المشروع 72 كم.

قناة السويس الجديدة قناة السويس الرئيس السيسي هيئة قناة السويس قناة السويس الجديدة 2 انفاق قناة السويس الجديدة السيسي محور قناة السويس الجديدة قناة السويس الجديدة اغنية تدشين قناة السويس الجديدة قناة السويس الجديده قناة السويس في مصر افتتاح قناة السويس الجديدة ارباح قناة السويس الجديده

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين قناة السويس الجديدة قناة السويس الرئيس السيسي هيئة قناة السويس قناة السويس الجديدة 2 السيسي قناة السويس في مصر افتتاح قناة السويس الجديدة زي النهاردة قناة السویس الجدیدة صورة أرشیفیة الجدیدة ا

إقرأ أيضاً:

موكب النصر.. عندما عُزفت "عايدة" في قلب قناة السويس

 

 

إسماعيل بن شهاب بن حمد البلوشي

في لحظة تاريخية راقية جمعت بين عراقة الحضارة المصرية وسحر الدبلوماسية العُمانية، عبر السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- قناة السويس على متن يخته السلطاني "آل سعيد"، في مشهدٍ مهيب استقبله فيه الرئيس المصري الراحل محمد حسني مُبارك.

لم يكن عبورًا مائيًا فحسب، بل عبورًا فنيًا وثقافيًا عابرًا للزمن، حين عزفت الفرقة الموسيقية السلطانية الخاصة معزوفة "موكب النصر" من أوبرا "عايدة"، في دلالة ذكية على ربط الحاضر بروعة الماضي، والاحتفال بمجدٍ بُعث من جديد.

في تلك الأمسية، لم تكن الأنغام التي انبعثت من سطح اليخت مجرد موسيقى كلاسيكية. كانت رسالة حضارية مشبعة برمزية الزمان والمكان، أراد من خلالها السلطان قابوس، الرجل الذي امتزجت في شخصيته الحكمة الشرقية والذوق الأوروبي الرفيع، أن يُحيي ذكرى لحظة خالدة من تاريخ مصر العظيم، حين افتُتحت قناة السويس في 17 نوفمبر 1869، في عهد الخديوي إسماعيل، الذي كان يتوق لتحويل مصر إلى قطعة من أوروبا؛ بل الأجمل، حضارةً وفنًا.

كان الخديوي إسماعيل قد دعا ملوك وأمراء أوروبا وغيرهم لحضور افتتاح القناة، ذلك الإنجاز الهندسي العظيم الذي ربط البحرين الأحمر والمتوسط، وأعاد تشكيل خريطة التجارة العالمية. وفي أوج الاحتفالات، أراد إسماعيل أن يقدم للعالم تحفة فنية تليق بمصر، فكلّف الموسيقار الإيطالي الشهير جوزيبي فيردي بتأليف أوبرا خاصة تُعرض في دار الأوبرا الخديوية الجديدة بالقاهرة. وهكذا وُلدت أوبرا "عايدة".

ورغم نية الخديوي عرض "عايدة" في حفل افتتاح قناة السويس، حالت الحرب الفرنسية البروسية دون إيصال الأزياء والديكورات من باريس في الوقت المناسب. فتم تأجيل العرض، وبدلًا من "عايدة"، قُدمت أوبرا "ريغوليتّو" في افتتاح دار الأوبرا. أما "عايدة"، فقد رأت النور لاحقًا، في 24 ديسمبر 1871، بعرضٍ مهيب في القاهرة، لتصبح واحدة من أشهر الأعمال الأوبرالية في التاريخ.

الموسيقار جوزيبي فيردي (1813- 1901)، الذي يعد أحد أعمدة الفن الأوبرالي الإيطالي، صاغ موسيقى "عايدة" بحس درامي مرهف؛ حيث تداخلت المشاعر الوطنية بالحب، والفخر بالانتصار. وكانت معزوفة “موكب النصر” (Triumphal March)، التي عُزفت في ذلك العشاء السلطاني العُماني المصري، ذروةً موسيقيةً تعبّر عن النصر المصري في سياق القصة، لكنها أيضًا تعبير فني خالد عن المجد الحضاري والأهم، وإذا كانت هذه المعزوفة التاريخية صُمِّمَت بمناسبة افتتاح الأوبرا الخديوية، فهل سبق للتاريخ أن يسجل عزفها في القناة ذاتها من قبل؟

كلمات من المجد الأوبرالي:

في أجواء الموكب، تُنشد الجوقة:

المجد لمصر، ولإيزيس // التي تحمي هذه الأرض المقدسة

تتماهى هذه الكلمات مع روح اللحظة التي صنعها السلطان قابوس؛ فليس من قبيل المصادفة أن تُعزف هذه المقطوعة في قلب قناة السويس، ذات الشريان الذي مثّل لمصر وللعالم بوابةً إلى الحداثة والانفتاح منذ القرن التاسع عشر.

عُمان ومصر: لحنٌ من التقدير المتبادل

اختيار "عايدة" من قبل السلطان قابوس- طيب الله ثراه- لم يكن مجرد ترفٍ موسيقي؛ بل كان فعلًا دبلوماسيًا ذا طابع ثقافي عميق، يعكس الفهم العميق للعلاقات بين الشعوب، واحترامًا صامتًا للذاكرة التاريخية المصرية؛ فالسلطان الراحل كان معروفًا بذائقته الرفيعة وعشقه للفنون الكلاسيكية، وقد جمع في هذه اللحظة بين فخامة التاريخ وسلاسة الدبلوماسية، في مشهد من أسمى صور القوة الناعمة.

لقد عبر يخت "آل سعيد" مياه القناة مزهوًا بمجد لا يُقاس بالأمتار أو البحار؛ بل بالمعاني. كانت معزوفة “موكب النصر” في تلك الليلة أكثر من موسيقى، كانت صدى لذاكرة مصر، وهديّة مُفعمة بالتقدير من سلطنة تعرف قيمة التاريخ وصوت الفن وتقديرًا مُشرِّفًا لمصر العراقة والتاريخ قاطرة الأمة التي يبقى فيها وبها أمل الأمة المُتجدد، كما أحيت الأمل دومًا في معترك التاريخ ومفاصله الوجودية للأمة مثالًا بعين جالوت وما قبلها وما بعدها، وإني على يقين أنَّ رايات النصر في مصر معكوفة إلى وقتها وإن نُشِرَت، سيدور التاريخ إلى مركزه، حينها ستفرح الأمة بنصر الله.. وعسى أن يكون قريبًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • السيد القائد: المشروع القرآني عظيم وناجح وقوي وفعال في بناء الأمة وفي تطوير قدراتها
  • روان أبو العينين: قناة السويس رمزًا للسيادة المصرية ومن أهم ممرات التجارة بالعالم
  • مش مجرد ممر مائي.. روان أبو العينين: قناة السويس شريان التجارة العالمية
  • هل صارت السويس من ممتلكات ترامب ؟
  • موكب النصر.. عندما عُزفت "عايدة" في قلب قناة السويس
  • قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية
  • زيادة 15% وإنهاء العلاقة بعد 5 سنوات.. ما هي أبرز ملامح قانون الإيجار القديم؟
  • جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين
  • أسامة ربيع: قناة السويس مستمرة في دعم التجارة العالمية رغم التوترات الأمنية
  • الفريق ربيع: لم نتوقف عن تقديم الخدمات الملاحية بالقناة منذ اندلاع التوترات الأمنية في المنطقة.. .ونتعامل بمرونة مع التحديات الراهنة