موجات حر تفتك بالأرض ومن عليها.. شهر يونيو يدخل التاريخ بأرقام قياسية متوالية
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
سجلت مؤخرا في أرجاء العالم درجات حرارة قياسية خلال أسبوع من 17 إلى 24 يونيو، تم خلالها تحطيم أكثر من 1000 رقم قياسي.
إقرأ المزيدمن مظاهر الحرارة الشديدة التي عانت منها العديد من مناطق العالم، وفاة 550 من الحجيج في مكة المكرمة، حيث بلغت درجة الحرارة 51.
الخبراء يلفتون إلى أن موجات الحر التي تزداد فيها درجات الحرارة بشكل كبير تسجل بانتظام في كل عام، إلا أنها وصلت في العام الجاري إلى مستويات قياسية جديدة.
موجات الحرارة تُعرف على أنها ظروف من الحر غير عادية تصاحبها أحيانا رطوبة عالية، وهي تحدث حين يهيمن الضغط الجوي المرتفع على منطقة ما ويتواصل فيها من عدة أيام إلى عدة أسابيع.
الخبراء يشيرون في هذا الشأن إلى أن المنطقة تصبح أكثر سخونة كلما تواصل الضغط الجوي فيها، وذلك لأنه يمنع السحب من الوصول على المنطقة، ما يجعل ضوء الشمس ضارا وقاتلا بالنسبة للكائنات الحية، كما يصبح البشر عرضة للعديد من الأمراض الجلدية.
دراسات معنية بهذا الأمر تشير إلى أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، وأولئك الذين يعانون من أمراض القلب والرئة والامراض المزمنة الأخرى، وكذلك الأطفال حديثي الولادة، هؤلاء يكونون أكثر عرضة لمضاعفات الحرارة الشديدة.
أشد موجات الحر المسجلة منذ مطلع القرن العشرين:
القارة الأوروبية كانت شهدت موجة حر شديدة في عام 2003، وكان الصيف فيها الأشد سخونة بشكل مطلق منذ عام 1540 على أقل تقدير.
تلك الموجة الشديدة من الحر تواصلت في شهري يوليو وأغسطس، وبلغ عدد القتلى حينها حوالي 70 ألف شخص. من بين الدول الأوروبية الأكثر تضررا نذكر فرنسا والبرتغال وهولندا والسويد وبريطانيا وإسبانيا وألمانيا وأيرلندا.
الولايات المتحدة الأمريكية في معظم أرجائها أصيبت في عامي 1988 و1989 بجفاف شديد، طال ما نسبته 45 بالمئة من سكان البلاد، فيما تسببت موجات الحر المرافقة في وفاة ما بين 4800 إلى 17000 شخص، علاوة على العديد من الحرائق في الغابات، وخسائر مادية جسيمة نتيجة للجفاف.
أمريكا الشمالية مر بها في عام 1936 صيف يعد الأشد حرارة في تاريخ المنطقة الحديث. موجة الحر زادت من صعوبة الأوضاع في فترة الكساد الكبير في الثلاثينيات. تجاوز الوفيات بسبب موجة الحر تلك 5000 شخص، علاوة على تدمير العديد من المحاصيل الزراعية في الولايات المتحدة، في حين تجاوز عدد الضحايا في كندا الألف شخص.
شرق الولايات المتحدة تعرض في عام 1901 إلى موجة حر فتاكة. موجة الحر بدأت في النصف الثاني من شهر يونيو وبقيت طوال شهر يوليو. حتى الآن لا يزال شهر يوليو عام 1901 الأكثر سخونة في ولايتي فرجينيا الغربية وكنتاكي. تسببت تلك الموجة في وصرع 7500 شخص، ما جعل منها الكارثة الطبيعية الأخطر من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة.
تدابير الوقاية من موجات الحر:
ينصح الأطباء المختصون للوقاية من مضاعفات الحرارة الشديدة بشرب كمية كافية من الماء، واللجوء إلى الظل، وتبريد الجسم والمكان، وارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة، وأخيرا تقليل النشاط البني.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الولایات المتحدة موجات الحر فی عام
إقرأ أيضاً:
اليمن ينصع التاريخ
في السادس والعشرين من مارس، لا تُختتم ذكرى الصمود، بل تُفتح صفحة جديدة من الانتصارات. عقدٌ من الزمن مضى منذ بداية العدوان على اليمن، لكن المشهد اليوم مختلفٌ تمامًا؛ فاليمن لم يعد في موقع الدفاع، بل بات قوة ضاربة تُعيد رسم معادلات المواجهة الإقليمية، تتجاوز الحدود، تضرب العمق الإسرائيلي، وتتصدى للوجود الأمريكي المباشر في المنطقة بكل شجاعة.
في الذكرى العاشرة ليوم الصمود، أطلقت القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” وعددًا من القطع الحربية المعادية في البحر الأحمر، إضافةً إلى ضرب أهداف عسكرية دقيقة في يافا المحتلة. لم تكن هذه العمليات مجرد ردٍّ على العدوان الأمريكي، بل رسالة نارية مفادها أن اليمن لم يعد يقف في موقع الدفاع، بل بات يمضي قدمًا في حرب الردع المفتوحة، مدافعًا عن فلسطين وقضيتها العادلة بكل حزمٍ وإصرار.
اليوم، لم تعد المواجهة مقتصرة على التصدي للهجمات، بل تحولت إلى استراتيجية هجومية تُربك العدو وتقلب موازين القوة. اليمن، الذي ظن البعض أنه ساحة مستباحة، بات قوةً قادرةً على ضرب أعتى التحصينات العسكرية للعدو، في البحر والبر، ليُثبت أنه طرفٌ رئيسي في معادلة الصراع.
إن اليمن لم يعد هدفًا مستباحًا، بل قوة تفرض إرادتها على الأرض، وتعيد رسم خارطة المواجهة بقبضةٍ من نارٍ وصواريخ. لم تعد معادلة الردع تقتصر على البحر الأحمر، بل امتدت إلى عمق الكيان الصهيوني، لتصل نيرانها إلى قلب تل أبيب. أي تصعيد جديد من قوى العدوان لن يُقابل إلا بردّ أشد قسوة، حيث لم يعد الردّ محدودًا، بل أصبح استراتيجية متكاملة تُوجه الضربات حيث تؤلم العدو أكثر، في البحر، والجو، والبر. هذه ليست عمليات عابرة، بل جزء من معركة كبرى تُخاض بإرادةٍ لا تلين، لتحجيم الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وإعادة التوازن إلى المنطقة وفق معادلة قوة جديدة، عنوانها: اليمن الذي لا يُقهر.
ومع استمرار العمليات العسكرية وتحقيقها نجاحات نوعية، يتجه التصعيد إلى مرحلة جديدة، فاليمن لم يعد في موقع من يكتفي بالرد، بل أصبح قوة مبادرة تُعيد رسم معادلات الردع في المنطقة. استهداف “ترومان” لم يكن مجرد تحذير، بل رسالة واضحة بأن المصالح الأمريكية لم تعد آمنة، وأن الوجود العسكري الأمريكي نفسه أصبح في مرمى النيران. المرحلة المقبلة ستشهد تكثيفًا للضربات، حيث باتت القوات المسلحة اليمنية تمتلك القدرة والإرادة على توجيه ضربات أكثر دقة وإيلامًا، تجعل العدو يعيد حساباته، وتؤكد أن الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة لم تعد أمرًا مسلّمًا به.
وختاماً ..يوم الصمود هذا العام ليس مجرد ذكرى، بل إعلانٌ عن مرحلةٍ جديدةٍ من المواجهة، حيث أصبح اليمن لاعبًا محوريًا في معادلة القوة الإقليمية. وبينما يستمر العدوان على غزة، يثبت اليمن أنه حاضرٌ في المعركة، لا بالشعارات، بل بالضربات الموجعة التي تهزّ العدو وتخلخل حساباته.
النصر لليمن ولكل أحرار الأمة.. والمواجهة مستمرة.