هل تكون أزمة تجنيد الحريديم مسار في نعش حكم نتنياهو؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
أزمة الحريديم.. تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعد أن أصدرت المحكمة العليا في إسرائيل، الثلاثاء الماضي، قرارًا يلزم الحكومة بتجنيد طلاب المعاهد اليهودية المتشددين دينيًا (الحريديم) في الجيش.
الإقرار الذي أدي صدمة كبيرة داخل ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد يؤدي إلى تداعيات سياسية مهمة، بما في ذلك احتمال انهيار الحكومة.
حيث يري الخبراء والمحللين السياسيين أن هذا القرار من الممكن أن يكون سلاح ذو حدين للحكومة نتنياهو.
أصل الخلاف
يعود إعفاء اليهود المتدينين الذين يشار إليهم باسم (الحريديم) إلى الأيام الأولى لدولة إسرائيل في 1948 حينما أعفى ديفيد بن غوريون، الذي كان أول رئيس للوزراء، نحو 400 طالب من الخدمة العسكرية ليتسنى لهم تكريس أنفسهم للدراسة الدينية.
وحسب وكالة رويترز للأنباء، فقد كان بن غوريون يأمل من خلال ذلك في إبقاء المعرفة والتقاليد اليهودية حية بعد أن كادت تُمحى خلال ما عرف بـ "المحرقة النازية" (الهولوكوست).
ومنذ ذلك الحين، أصبحت الإعفاءات مصدر إزعاج متزايد مع توسع الطائفة سريعة النمو لتشكل أكثر من 13% من سكان إسرائيل، ويتوقع أن ترتفع إلى نحو ثلث السكان في غضون 40 عاما بسبب ارتفاع معدل النمو السكاني بينهم.
وترتكز معارضة الحريديم للانضمام إلى الجيش على إحساسهم القوي بالهوية الدينية، وهو شعور تخشى كثير من الأسر أن يضعف بفعل الخدمة في الجيش.
ويؤدي بعض رجال الحريديم الخدمة العسكرية، لكن أكثرهم لا يؤدونها، وهو شيء يشعر الكثير من العلمانيين الإسرائيليين بأنه يفاقم الانقسامات الاجتماعية.
ولا يعمل كثير من عناصر الحريديم لكسب المال، لكنهم يعيشون على التبرعات والمزايا الحكومية وعلى أجور زوجاتهم اللائي يعمل كثير منهن غالبا بأجور زهيدة.
ويعيش الحريديم في الغالب في أحياء يغلب عليها السكان المتدينون ويكرسون حياتهم لدراسة الدين.
أوضحت المحكمة في حكمها أنه "في ظل غياب قانون يميز بين طلاب المعاهد الدينية اليهودية وغيرهم من الشباب الإسرائيلي، فإن نظام الخدمة العسكرية الإلزامية في إسرائيل ينطبق على اليهود الأرثوذكس مثلهم مثل أي مواطن آخر".
وهذا يعني أن اليهود الأرثوذكس لن يكونوا مستثنين من الخدمة العسكرية، كما كان الوضع بموجب الترتيبات القديمة.
مغادرة إسرائيل
صرح الحاخام الشرقي الأكبر لإسرائيل، يتسحاق يوسف، هدّد، بمغادرة اليهود المتدينين البلاد إذا أجبروا على أداء الخدمة العسكرية، قائلا إن تفرّغ طلاب المعاهد الدينية لدراسة التوراة "يمنح الحماية للجيش.
تفكيك الحكومة
و قال الدكتور خالد سعيد المتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن أزمة تجنيد الحريديمليس جديدة ولكن تظهر من مدة إلى أخرى ولكن تلك المرة قام نتنياهو بتفجيرها أثناء حرب غزة، وهذا الأزمة سوف يؤثر بشكل كبير على الكيان الإسرائيلي.
الدكتور خالد سعيدوأضاف "سعيد" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الأزمة هذه المرة هي أزمة هوية داخل تل أبيب مشيرًا إلى أن الأزمة سوف تستمر خصوصًا بعد قرار المحكمة العليا، بالإضافة إلى يقيم حكومة نتنياهو بتقليص الميزانية للحريديم.
أشار المتخصص في الشأن الإسرائيلي، إلى أن هناك حزبين إسرائيليين داخل الحكومة الإسرائيلية وهم: "حزبي " شاس " "وديغل هتوراه"، يدرسان الخروج من حكومة نتنياهو، وهذا يعني أن تفكيك ائتلاف حكومة نتنياهو.
الصراع بين المحكمة العليا الإسرائيلية والكنيستوعلى جانب آخر أوضح الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن قضية الحريديم سوف تؤدي إلى إسقاط الجبهة الداخلية لدولة الاحتلال الإسرائيلي مشيرًا إلى أن نتنياهو يحاول استغلال وجود بن غفير وسموتريتش في الحكومة لتمرير القوانين.
أضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن حزب شاس يقوم بالضغط على نتنياهو من أجل تحقيق أهدافه ولكن في حالة تنفيذ قرار المحكمة العليا الإسرائيلية يعني انسحاب الحزب من الحكومة وذلك يعني الدعوة إلى انتخابات مبكرة وهذا ما يرفضه نتنياهو.
الدكتور أيمن الرقبلفت إلى أن تلك القضية أيضا سوف تؤدي إلى عودة الصراع من جديد بين المحكمة العليا الإسرائيلية والكنيست الإسرائيلي.
بقاء نتنياهو
ومن جانب آخر، قالت الدكتورة رانيا فوزي، المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، إن نتنياهو من الممكن أن يستفاد من تلك القضية من أجل كسب مدة أكثر للإبقاء.
و أضافت فوزي، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن نتنياهو سوف يقوم بالتواصل مع الأحزاب من أجل إنهاء تلك القضية مقابل البقاء في السلطة أكثر وتمرير بعض القوانين الأخرى.
الدكتورة رانيا فوزي
واختتمت المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، أن نتنياهو سوف يقوم بسن تشريع جديد من أجل حل أزمة تجنيد الحريديم، من أجل الحفاظ على ائتلافه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أزمة الحريديم نتنياهو اسرائيل حكومة نتنياهو الأحزاب الإسرائيلية اليهود
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يمثُل أمام المحكمة للمرة الـ27 بتهم فساد
مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، للمرة الـ27 منذ العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2024 في الاتهامات الموجهة إليه بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الثلاثاء الماضي إن القضاة في محاكمة نتنياهو أذنوا لمحاميه عميت حداد، بعقد 4 جلسات إضافية في مرحلة الشهادة الرئيسية، التي ستنتهي في السابع من مايو/أيار القادم.
وأضافت: "بعد انتهاء مرحلة الإدلاء بالشهادة، سيبدأ الاستجواب المتبادل لنتنياهو"، في حين قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن نتنياهو رفض لدى دخوله قاعة المحكمة الإجابة عن أسئلة الصحفيين بشأن موعد تحمل مسؤولية فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما أنه لم يتطرق إلى إعلان رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار الليلة الماضية استقالته من منصبه منتصف يونيو/حزيران المقبل، وفق القناة نفسها.
ويعتبر مسؤولون إسرائيليون أن ما حدث في 7 أكتوبر يمثل أكبر فشل مخابراتي وعسكري إسرائيلي، مما ألحق أضرارا كبيرة بصورة إسرائيل وجيشها في العالم.
والمحكمة التي تنظر بالاتهامات ضد نتنياهو هي المحكمة المركزية في القدس، لكن جرى نقل جلساتها إلى تل أبيب بسبب مخاوف أمنية على نتنياهو ولوجود قاعة محصنة في تل أبيب.
اتهموه بالتخلي عن الأسرى في #غزة وتركهم للموت.. عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو أثناء شهادته في قاعة المحكمة المركزية في تل أبيب#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/wXXOYjIbWP
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 28, 2025
إعلانوقالت القناة الـ12 إن القضاة سألوا مسؤولين في الأمن لمعرفة ما إذا كان مستوى التهديد لنتنياهو قد انخفض، حتى يمكن إعادة جلسات الاستماع إلى القدس.
وقد هاجم عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة نتنياهو أثناء شهادته في قاعة المحكمة المركزية في تل أبيب في وقت سابق، واتهموه بالتخلي عن الأسرى وتركهم للموت.
ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة فيما يعرف بملفات 1000 و2000 و4000، وقدم المستشار القضائي السابق للحكومة أفيخاي مندلبليت، لائحة الاتهام المتعلقة بها نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
ويتعلق الملف 1000 بحصول نتنياهو وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهذه الشخصيات، في حين يُتهم في الملف 2000 بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الخاصة، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.
أما الملف 4000 الأكثر خطورة فيتعلق بتقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع "والا" الإخباري الإسرائيلي شاؤول إلوفيتش الذي كان أيضا مسؤولا في شركة بيزك للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.
وبدأت محاكمة نتنياهو في هذه القضايا عام 2020، وما زالت مستمرة، رغم نفيه تلك التهم، مدعيا أنها حملة سياسية تهدف إلى الإطاحة به.