جوع ومعاناة.. روايات من قلب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
وسط تحذيرات دولية من أن انتشار المجاعة في غزة، يقول العديد من السكان، إن "المجاعة كما لو أنها وصلت بالفعل إلى هنا"، حيث تفتقر العائلات إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وهذا الأسبوع، حذرت مبادرة عالمية لمراقبة الجوع من أن خطر تفشي المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحاء قطاع غزة مع استمرار القتال بين إسرائيل وحماس.
ونقلت "نيويورك تايمز"، عن إيمان أبو جلجوم (23 عاما)، التي تعيش عائلتها في شمال غزة على البازلاء والفاصوليا المعلبة، قولها: "أقسم أن بطوننا تتآكل".
وفي تقرير مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المعروفة بـ"I.P.C"، يقول خبراء إن ما يقرب من نصف مليون شخص في القطاع يواجهون المجاعة. لكنهم لم يصلوا إلى حد إعلان المجاعة، وهي تسمية تعتمد على استيفاء مجموعة متنوعة من المعايير، حسب الصحيفة.
ومع ذلك، تقول أبو جلجوم: "نحن نعيش في مجاعة أكثر حدة من أي وقت مضى".
ووفق "نيويورك تايمز"، فإن الحرب في غزة تجلب كل يوم "صراعا جديدا للعثور على الطعام"، حيث إن الخضراوات الطازجة واللحوم نادرة، كما ارتفعت الأسعار بشكل كبير في أسواق المواد الغذائية التي لا تزال تعمل، بما في ذلك أسعار السلع الأساسية مثل الدقيق والأرز.
وكانت آخر مرة تمكن فيها، إياد السبتي (30 عاما)، من الحصول على كيس طحين قبل شهرين تقريبا، حيث يتطلب ذلك "الانتظار في الطابور لمدة 3 ساعات"، على حد قوله.
ويقول السبتي، وهو أب لستة أطفال من مدينة غزة، إن "سعر الفلفل الحلو يبلغ الآن أكثر من دولارين"، متسائلا: "من يستطيع تحمل ذلك؟".
ويشير إلى أن إحدى بناته طلبت ذات مرة البيض، لكن لم يتم العثور عليه، "وكنت أقول لها: أقسم أنني أتمنى أن أقدم لك البيض".
وتشير مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أن كمية الغذاء التي تصل إلى شمال غزة، زادت في الأشهر الأخيرة، حيث يتزامن هذا التغيير مع إعادة فتح إسرائيل للمعابر الحدودية للسماح بدخول المزيد من المساعدات.
ويعتمد التصنيف الدولي للمجاعة على مجموعة من العوامل، من بينها النسب المئوية للأسر التي تواجه نقصا حادا في الغذاء، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والوفيات الناجمة عن الجوع أو سوء التغذية.
ومنذ أن تم تطوير معايير تصنيف "I.P.C" في عام 2004، تم استخدامه لتحديد مجاعتين فقط، واحدة في الصومال في عام 2011، حيث مات أكثر من 100 ألف شخص قبل إعلان المجاعة رسميا، وأخرى في جنوب السودان في عام 2017.
والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مبادرة تشمل منظمات من الأمم المتحدة وحكومات ومنظمات إغاثة تحدد المعيار العالمي لقياس الأزمات الغذائية.
وعلى الرغم من أن القتال في غزة يتركز الآن إلى حد كبير في الجنوب، إلا أنه تم الإبلاغ عن نقص الغذاء في جميع أنحاء القطاع، وفقا لـ"نيويورك تايمز".
وتقول أبو جلجوم: "في السابق كانت بعض الأشياء البسيطة متاحة، أما الآن بالكاد يوجد أي شيء تقريبا".
وفي خان يونس، جنوب مدينة غزة، حيث يعيش، نزار حماد (30 عاما)، مع عائلته في خيمة، فإن العثور على الطعام يمكن أن يكون أقل صعوبة من طهيه.
ويقول حماد للصحيفة: "المعاناة الأكبر هي تحضير الطعام نفسه، لأنه لا يوجد لدينا غاز الطبخ".
ومن الصعب العثور على الحطب، الذي أصبح باهظ الثمن، لكن حماد يقول إن الخبز والدقيق والمعكرونة والأرز والعدس متوفرة وبأسعار معقولة نسبيا في منطقته، وإنه يستطيع شراء كيسين من الدقيق بحوالي 2.60 دولار، "أما الدجاج ولحم البقر والفواكه والخضراوات فهي قصة أخرى".
ويضيف حماد: "المشكلة الآن هي نقص الأموال والعمل والدخل".
أما في الشمال، أصبح الخبز متاحا بشكل أكبر حيث أعادت بعض المخابز في مدينة غزة فتح أبوابها، كما يقول السبتي، والذي يضيف: "لقد ساعدنا إعادة فتح المخابز كثيرا".
وأعلنت إسرائيل في مايو الماضي، فتح معبر بيت حانون "إيريز"، وهو نقطة تفتيش رئيسية بين إسرائيل وشمال غزة، لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.
لكن السبتي يشعر بالقلق من أن المخابز قد ينفد بها الوقود قريبا، إذ يقول "آمل حقا أن تظل المخابر مفتوحة".
واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: نیویورک تایمز فی القطاع قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
اليوم.. مناقشة الست روايات بالقائمة القصيرة باتحاد كتاب الإمارات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يستضيف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الساعة السابعة من مساء اليوم، أدباء الذين وصلوا للقائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية.
ويضمن اللقاء مناقشة الأعمال الروائية التي وصلت للثائمة القصيرة والتي تم الإعلان عنها لأول مرة من مكتبة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية وتأتي الجلسة النقاشية بحضور الكتاب والأدباء الست وهم أحمد فال الدين، وأزهر جريس وحنين الصائغ وأحمد سمير ندا وتيسر خلف ونادية النجار.
وكانت الجائزة العالمية للرواية العربية قد أعلنت في الـ19 فبراير عن وصول الروايات الست للقائمة القصيرة هي "دانشمند" لأحمد فال الدين، و"وادي الفراشات" لأزهر جرجيس، و"المسيح الأندلسي" لتيسير خلف، و"ميثاق النساء" لحنين الصايغ، و"صلاة القلق" لمحمد سمير ندا و"ملمس الضوء" لنادية النجار.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الفائزة بالجائزة الكبرى، يوم غدا الخميس الموافق 24 أبريل الجاري في أبو ظبي .
وتضم لجنة تحكيم الحائزة كلا من منى بيكر، رئيسة لجنة التحكيم، وعضوية بلال الأرفه لي، أكاديمي وباحث لبناني؛ وسامبسا بلتونن، مترجم فنلندي؛ وسعيد بنكراد، أكاديمي وناقد مغربي؛ ومريم الهاشمي، ناقدة وأكاديمية إماراتية، بالإضافة إلى ياسر سليمان – معالي، رئيس مجلس أمناء الجائزة، وفلور مونتانارو، منسقة الجائزة، ومدير مكتبة الإسكندرية، أحمد زايد.
تضم القائمة القصيرة لدورة الجائزة العالمية للرواية العربية الثامنة عشرة كُتّاباً من ستة بلدان عربية، هي الإمارات، وسوريا، والعراق، ولبنان، ومصر، وموريتانيا، وتتراوح أعمارهم بين 38 و58 عاماً. تتميز رواياتهم بالتنوع في المضامين والأساليب وتعالج قضايا راهنة وهامة.
وشهدت الدورة الحالية من الجائزة ترشيح كتّاب إلى القائمة القصيرة لأول مرة، هم: أحمد فال الدين، وحنين الصايغ، ومحمد سمير ندا، ونادية النجار. ويذكر أنه وصل كاتبان إلى المراحل الأخيرة للجائزة سابقاً، هما أزهر جرجيس (القائمة الطويلة عام 2020 عن "النوم في حقل الكرز" والقائمة القصيرة عام 2023 عن "حجر السعادة") وتيسير خلف (القائمة الطويلة عام 2017 عن "مذبحة الفلاسفة.