شاب بريطاني مصاب بمتلازمة المنغلق يؤلف كتابًا بعينيه.. كيف فعلها؟
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
في واقعة غريبة حدثت لشاب بريطاني أُصيب بالسكتة الدماغية نتجت عنها حدوث شلل كامل في جسده، مصحوبا بحالة عصبية نادرة معروفة باسم المتلازمة المنغلقة، منعته من التحدث والتواصل بشكل طبيعي مع الأشخاص أو أداء الأنشطة اليومية، ولكن الشاب تغلب على هذه الحالة بتأليف كتاب مكون من 50 ألف كلمة باستخدام عينيه فقط، فما هي المتلازمة وأسبابها؟.
أصبح «هوارد ويكس» من دارتموث في ديفون في إنجلترا، البالغ من العمر 29 عامًا، غير قادر على التحرك أو التواصل مع الأشخاص بعد إصابته بسكتة دماغية، وإثر هذا أُصيب بمتلازمة الانغلاق أو المنحبس، ولكنه باستخدام جهاز كمبيوتر وجهاز يتتبع حركات العين ويترجمها إلى كتابة، كتب «هوارد» الكتاب، وأوضح لجريدة «الديلي ميل»: «لقد استمتعت بكتابة أجزاء كتابي، كان الأمر في البداية مصدرًا للتوتر، حيث شعرت أنني لا أستطيع، ولكنني فعلتها في النهاية وكان الفصل الأول يقدم للقارئ حياتي قبل السكتة الدماغية، مما يسمح له بفهم حالتي الصحية، ويختتم بانتقالي من بيئة المستشفى إلى حياة المجتمع».
ما هي متلازمة المنحبس؟«المتلازمة المنغلقة تسبب شللا في التعبيرات الحركية»، حسب تصريحات الدكتور أحمد كامل، أخصائي المخ والأعصاب، بأنها الإدراك الوظيفي لمريض المتلازمة لا تتأثر ويظل قادرًا على تحريك عينيه، وأضاف أن الشلل يجعل الشخص غير قادر على الحركة، ولكنه يستطيع التفكير والرؤية والشعور، والسكتة الدماغية هي أكبر الأسباب لهذه الحالة، لأنها تسبب تلف جذع الدماغ الذي يحتوي على الأعصاب.
وأضاف «كامل»، خلال حديثه لـ«الوطن»، أنه هذا يحدث بسبب نقص تدفق الدم أو النزيف بعد صدمة جسدية، وقد تصل إلى عدم القدرة على التنفس أو الأكل والشرب إلا عبر أنابيب طبية خاصة، ويركز العلاج على المساعدة في تطوير حركة المفاصل.
وقوع حدث كبير أو تراكم مواقف حياتية يتسبب في الضغط العصبي وهو السبب النفسي لمتلازمة المنغلق، وهو ما عبر عنه جمال فرويز، أخصائي الطب النفسي والإرشاد الأسري، خلال حديثه لـ«الوطن»، مشيرا إلى أن المصابين يكون بديهم وعي، ولكنهم لا يستطيعون التحدث أو الحركة لسبب عضوي ونفسي بالضغط على أعصاب الدماغ، والعلاج في هذا يقتصر على العلاج العضوي ومحاولة كتابة المريض لكل ما يدور في أفكاره.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأعصاب
إقرأ أيضاً:
العشرية السوداء”.. كتاب جديد يوثق عقدًا من الانهيار الاقتصادي
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / متابعات /عبدالله العطار
أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مؤخرًا، كتابًا جديدًا للباحث والاقتصادي اليمني دبوان عبد القوي الصوفي بعنوان: “العشرية السوداء للاقتصاد اليمني: دراسة تحليلية لآثار الحرب على الاقتصاد خلال الفترة 2011–2021”
يوثّق الكتاب بالأرقام والتحليل العلمي عقدًا كاملًا من الانهيار الاقتصادي الذي شهدته اليمن تحت وطأة الحرب والانقسام المؤسسي ويمثل محاولة جادة لفهم طبيعة التحولات الاقتصادية العميقة التي طالت مختلف قطاعات الدولة، ويدخل في تفاصيل الانهيار الذي طال الاقتصاد الوطني منذ ما قبل اندلاع الحرب وحتى ذروتها
ويقع الكتاب في 211 صفحة من القطع المتوسط، ويتوزع على أربعة فصول رئيسية، تبدأ بتشخيص البيئة السياسية والمؤسسية الهشة التي سبقت الحرب، وتتبع بدايات تفكك الدولة وتصاعد الأزمات التي ساهمت في تفجير النزاع.
ثم ينتقل في الفصل الثاني إلى مراجعة المؤشرات الاقتصادية خلال الفترة 2001–2010، ويعرض كيف كان الاقتصاد هشًا وقائمًا على الريع النفطي دون تنويع حقيقي.
أما الفصل الثالث – وهو الأهم والأكثر تفصيلًا – فيحلل آثار الحرب المستمرة منذ عام 2011 وحتى 2021، مسلطًا الضوء على الانكماش الكبير في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تجاوزت 50%، وتراجع نصيب الفرد من الدخل القومي إلى أقل من النصف، وتدهور سعر صرف العملة بأكثر من 500%، وارتفاع معدلات الفقر إلى 82.7%، والبطالة إلى أكثر من 35%، مع توقف أكثر من 60% من المنشآت الصناعية عن العمل، وتراجع الإنتاج الزراعي بنسبة قاربت 45%.
ويرصد الكتاب في هذا الفصل أيضا الآثار الاجتماعية والإنسانية المترتبة على الأزمة الاقتصادية، وفي مقدمتها موجات النزوح الداخلي التي بلغت أكثر من 4.3 ملايين نازح، غالبيتهم دون دخل ثابت، إلى جانب اتساع فجوة الدخل، وضعف شبكات الأمان الاجتماعي، وتآكل الطبقة الوسطى.
ويُختتم الكتاب بفصل رابع يطرح مجموعة من التوصيات والسياسات المقترحة للخروج من الوضع القائم، مع التمييز بين الإجراءات العاجلة التي تستجيب للاحتياجات الإنسانية والاقتصادية الفورية، والحلول الاستراتيجية التي تستهدف إعادة بناء المؤسسات الاقتصادية والمالية
مستعرضا أبرز تلك الحلول ويأت في مقدمتها توحيد البنك المركزي، وإعادة الثقة بالنظام المصرفي، وتوجيه الإنفاق العام نحو الخدمات والبنى التحتية، وتفعيل برامج الحماية الاجتماعية على أساس شفاف، وتعافي القطاعات الإنتاجية عبر دعم دولي فني وتمويلي ممنهج.
من جانبه أكد مؤلف الكتاب أن المشكلة الاقتصادية في اليمن ليست وليدة الحرب فقط، بل ناتجة عن تراكمات طويلة من غياب التخطيط، وانعدام الرؤية، وضعف مؤسسات الدولة، وتضارب المصالح السياسية والاقتصادية، وهو ما يجعل المعالجة تتطلب تفكيكًا علميًا دقيقًا، ورؤية إصلاحية متماسكة وشاملة.