طرفا القتال في السودان مسلحان بما يكفي لصراع طويل الأمد
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
الخرطوم – العرب: تصاعد النزاع المسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بعد اندلاع أعمال العنف في أبريل 2023. ويدور قتال عنيف في العاصمة السودانية الخرطوم وأم درمان المجاورة وأماكن أخرى، بما في ذلك دارفور.
ويرى السنوسي آدم، الباحث في مشروع التقييم الأساسي للأمن البشري في مسح الأسلحة الصغيرة، أنه بينما تستمر جهود الوساطة في التعثر، فإن القوتين مسلحتان بما يكفي للحفاظ على صراع طويل الأمد ومن غير المرجح أن يتمكن أيّ منهما من الإطاحة بالآخر.
ويحتل السودان المرتبة الثانية بين جيرانه الإقليميين من حيث إجمالي تقديرات الأسلحة النارية، حيث يصل مجموع الأسلحة النارية بين المدنيين وقوات الأمن إلى أكثر من ثلاثة ملايين، فيما تأتي مصر، الجارة الشمالية للسودان، في المرتبة الأولى على قائمة حيازات الأسلحة النارية المقدرة لدول المنطقة.
وتقع الغالبية العظمى من هذه الأسلحة النارية في أيدي المدنيين، ما يسلط الضوء على الخطر الكبير المتمثل في تزايد العنف داخل السودان مع استمرار الصراع.
وتستخدم القوتان السودانيتان أساليب قتال متناقضة بشكل لافت للنظر. ويكمن تفوق الجيش في قوته الجوية وترسانته الثقيلة على الأرض، في ما تعتمد قوات الدعم السريع على وحدات متنقلة رشيقة ومجهزة في المقام الأول بأسلحة صغيرة وخفيفة. وفي حين أثر الاستيلاء على ساحة المعركة وفقدان مخازن الأسلحة على المجموعتين، فمن غير المرجح أن يعاني أيّ منهما من نقص شديد في الإمدادات.
ويبلغ تعداد الجيش السوداني ما يزيد عن 120 ألف جندي في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى آلاف آخرين في الاحتياط. ويأتي مجندوه في المقام الأول من أطراف البلاد، في حين تتألف قيادته إلى حد كبير من نخب من منطقة النيل الوسطى.
◙ الحاجة الأكثر أهمية تتمثل في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار حتى تتمكن المساعدات الطارئة من الوصول إلى الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إليها
وتتعزز قدرة الجيش بقوته الجوية وتدعمه الدبابات القتالية وغيرها من مركبات المشاة المدرعة. وفي الأسابيع الماضية، أفادت التقارير أن القوات المسلحة السودانية استولت على عدة قواعد تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
ومع ذلك، فقد اجتاحت قوت الدعم السريع أيضًا بعض مخازن الأسلحة التابعة للجيش ومنشآت تصنيع المعدات العسكرية، كما استولت قواتها على معدات عسكرية في ساحة المعركة. وتضم قوات الدعم السريع أكثر من 75 ألف مقاتل، ينحدر معظمهم من إقليم دارفور في أقصى غرب البلاد، كما تتلقى القوة دعما من مجندين إضافيين في شمال وشرق السودان.
ويعتمد مقاتلو قوات الدعم السريع في الخرطوم – التي شهدت قتالا أكثر استدامة وتركيزاً – على الأسلحة الصغيرة والمدافع الرشاشة الثقيلة للسيطرة على المطار والمباني الحكومية. وفي حين أن أياً من الطرفين غير معتاد على القتال داخل المراكز الحضرية، فإن مثل هذا الوضع يفضل القوات البرية “السريعة” الأكثر مرونة التابعة لقوات الدعم السريع.
وفي غياب وقف إطلاق النار، من المرجح أن تظل قوات الدعم السريع متحصنة في المدينة بسبب الحماية المادية التي توفرها، وتجنب المخاطرة بشن هجوم جوي للقوات المسلحة السودانية في المناطق المفتوحة.
ومع ذلك، فإن استخدام قوات الدعم السريع لمركبات المشاة والأسلحة المضادة للطائرات في المناطق السكنية المكتظة في الخرطوم قد أثار نيراناً جوية. وقد أدى ذلك إلى مقتل مقاتلين شبه عسكريين ومدنيين على حد سواء. ويمتلك مقاتلو قوات الدعم شبه العسكريين وفرة من البنادق من طراز AK وأسلحة أكثر تطوراً من العيار الثقيل.
ويرجح آدم أنه في ضوء توازن القوى العسكرية من الصعب تصور طريق لإسكات الأسلحة في السودان دون مشاركة ذات معنى من المجتمع المدني وإشراك القيادة السياسية المدنية.
وفي الوقت الحالي، تتمثل الحاجة الأكثر أهمية في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار حتى تتمكن المساعدات الطارئة من الوصول إلى الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إليها وعندها فقط يصبح من الممكن الاهتمام بالانتقال إلى ما هو أبعد من سياسات القوة الممزقة في السودان.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الأسلحة الناریة
إقرأ أيضاً:
السودان: تصاعد انتهاكات الدعم السريع ضد النساء في ولاية الجزيرة
كشفت مصادر محلية لـ”التغيير” عن تصاعد الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق النساء في مناطق بشرق ولاية الجزيرة..
التغيير: الجزيرة: كمبالا
أفادت تقارير بأن نحو 50 امرأة وصلن الأسبوع الماضي إلى المراكز الصحية، بسبب مضاعفات الإجهاض جراء العنف الذي تعرضن له.
كما أكدت المصادر تعرض طبيبة بمستشفى الدوحة في الكاملين للاختطاف قبل أيام، بينما لا تزال عشرات النساء محتجزات في منطقة الطالباب، حيث يتعرضن لانتهاكات جسيمة.
في سياق متصل، كشفت مصادر أخرى لـ«التغبير» عن وجود ما بين 30 إلى 40 مصابًا، بينهم نساء وأطفال، بمركز بلال، جراء عمليات انتقامية وحشية في مناطق المقاريت، والبشاقرة شرق.
وروى شهود عيان لـ«التغيير» تعرض بعض المصابين لـ “الشلخ” القسري، وقطع الأصابع، بينما تعرضت أسرة كاملة مكونة من خمسة رجال، وثلاث شقيقات، وابنة عمتهم، لإصابات بالغة، بينما تعرضت والدتهم لكسر في العمود الفقري، وتم شلخ أخرى على ظهرها، فيما بُترت أصابع أحد المصابين، وأُجبر على الاحتفاظ به في جيبه.
وأكدت المصادر أن عدداً من النساء اللواتي تعرضن للعنف الجنسي غادرن إلى القاهرة للخضوع لبرامج علاجية وقانونية.
في سياق متصل قال (مؤتمر الجزيرة) أن السيدة علياء يوسف الفكي، لقت مصرعها وأُصيب آخرون، الأحد الماضي إثر إطلاق نار نفذته قوة تابعة للدعم السريع على مجموعة من النازحين في قرية (أنجضو الحلاوين) بمحلية الحصاحيصا.
تدهور الوضع الأمنيوبحسب البيان الصادر أمس، فإن النازحين كانوا في طريقهم للخروج من القرية هربًا من تدهور الأوضاع الأمنية، قبل أن تعترضهم دورية مسلحة للدعم السريع، وتطلق عليهم النيران بشكل مباشر، مما أدى إلى مقتل، علياء، على الفور، بينما أُصيب آخرون بجروح متفاوتة.
وبشكل عام سبق وأفادت تقارير حقوقية بأن طرفي النزاع في السودان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، متهمان بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023.
حيث يتعرض المدنيون في مناطق النزاع للقتل الجماعي، والتعذيب، والاغتصاب، فضلاً عن الهجمات العشوائية على المستشفيات والمرافق الصحية.
كما تم توثيق مئات الحالات من العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، بالإضافة إلى أعمال النهب والتدمير التي تعرضت لها المجتمعات المحلية، ما أسفر عن مقتل وتهجير الآلاف من المدنيين.
الوسومالسودان النساء والأطفال انتهاكات الدعم السريع بولاية الجزيرة حرب الجيش والدعم السريع