روسيا – أعرب أليكسي ليخاتشيف مدير مؤسسة “روساتوم” الروسية للطاقة النووية عن ثقته بأن الطاقة النووية سوف تتطور وتصبح جزءا لا يتجزأ من توازن الطاقة على كوكب الأرض.

جاء ذلك خلال الاحتفال بالذكرى السبعين لأول محطة للطاقة النووية في العالم بمدينة أوبنينسك بمنطقة كالوغا بالقرب من العاصمة الروسية موسكو. وتابع ليخاتشيف أن الذرة “سلمية” بالأساس، وتهدف إلى تزويد روسيا والعالم أجمع بالطاقة النظيفة والمستدامة والخضراء.

وقال ليخاتشيف: “وبينما نحتفل اليوم بذكرى عالمية حقا، نتحدث كثيرا عن المستقبل، فيما يعقد اليوم المنتدى الثاني للشباب النووي، الذي تشارك به أكثر من 75 دولة. إنها الدول التي اتخذت قرارها بتطوير التكنولوجيا النووية منذ عدة سنوات. ويشمل المنتدى خبراء وعلماء مخضرمون وشباب واعد يشعرون للتو بمسار الطاقة النووية، ويتم إعدادهم كي يتخذوا الخطوات الأولى لنشر الطاقة النووية في بلادهم”.

وأعلن ليخاتشيف عن تبادل كبير للموظفين والمشتغلين بالطاقة النووية حتى أصبحت “روساتوم” تمتلك “فريقا دوليا” من المتخصصين يعملون في جميع أنحاء العالم حيث توجد محطات الطاقة النووية والمراكز النووية الروسية.

وأشار مدير “روساتوم” إلى اهتمام المؤسسة بمشاركة الشباب والطلاب في تكوين البرامج العلمية وبرامج الإنتاج والعناية بشكل وأسلوب الحياة في الحرم الجامعي، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة للمؤسسة.

وتابع: “ولمن دواعي سروري البالغ أن نشارك تقنياتنا ومعارفنا مع شركائنا من الدول الصديقة. واليوم وبينما يتم تدريب عشرات الآلاف من المتخصصين، فإن الشيء الرئيسي هو المستقبل. وأنا على ثقة من أن الطاقة النووية سوف تتطور وتصبح جزءا لا يتجزأ من توازن الطاقة بأكمله لكوكبنا. وسيستضيف مزيد ومزيد من البلدان محطات الطاقة النووية والمراكز النووية المرتبطة بالعلوم والطب والزراعة”.

وأكد ليخاتشيف أن الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لـ “روساتوم” هو أن يتم تأهيل المتخصصين كي يكونوا على درجة رفيعة من المهنية والاحتراف ليضمنوا التشغيل الآمن للمنشآت النووية، وتابع: “وأود أن يعرف هؤلاء أن لديهم أصدقاء في روسيا، ليسوا فقط على استعداد لدعم التشغيل الفعال لمنشآت الطاقة النووية لعدة عقود، وإنما يحرصون على علاقات الصداقة مع شركائهم”.

وكان بناء أول محطة للطاقة النووية في العالم بمثابة صفحة جديدة في قطاع الطاقة للبشرية جمعاء، طفرة تكنولوجية جديدة تنبئ بميلاد عصر جديد. وفي السنوات الأولى من التشغيل، تم اعتبار محطة أوبنينسك للطاقة النووية بمثابة منشأة تجريبية، حيث تم تطوير تقنيات الطاقة النووية الأولى، وتم تدريب متخصصين من المحطات الصناعية الأولى وأطقم الغواصات النووية وكاسحة الجليد النووية “لينين”، كما تم تدريب متخصصين أجانب.

وفي عام 2009، أصبحت محطة الطاقة النووية الأولى في العالم متحفا، حيث تم منحها صفة “مجمع تذكاري للصناعة”. وعلى مدار العشرين عاما الأولى، زار المتحف أكثر من 60 ألف زائر، ثم بدأ العمل على نطاق واسع لتجديد المبنى وإعادة عرض المجتمع التذكاري “أول محطة للطاقة النووية في العالم” عام 2023. وكان من الضروري ليس فقط الحفاظ على المظهر التاريخي للمباني والمعدات، ولكن أيضا استكمال المعروضات واستخدام تقنيات الوسائط المتعددة الحديثة.

وقد تم تجديد واجهة المبنى، وظهرت عليها اللوحات التاريخية، وتم ترميم النوافذ الزجاجية الملونة الفريدة التي تم تركيبها عام 1964 للاحتفال بالذكرى العاشرة الإطلاق أول محطة للطاقة النووية في العالم، وهو عمل ضخم من الفن السوفيتي في ستينيات القرن الماضي، وكانت المساحة الإجمالية للعمل حوالي 40 متر مربع. وتم تنفيذ عملية الترميم من قبل متخصصين من قسم فنون الزجاج بجامعة الدولة الروسية للفنون والصناعة.

تم كذلك إحلال مختلف المعروضات المتعلقة بتشغيل محطة الطاقة النووية وإجراء اختبارات منتظمة للتأكد من مؤهلات المتخصصين في المحطة، وأصبح أساس المعرض الجديد هو المسار التاريخي للوفود الرسمية والضيوف، حيث يبدأ العرض بالقاعة الرئيسية التي تم ترميم الديكور المعماري الأصلي فيها، وينتهي بقاعة المفاعل.

ويحكي المعرض عن دور العلماء البارزين وقادة المشروع الذري للاتحاد السوفيتي. وتعد المرحلة الرئيسية لمسار العرض هي إعادة بناء عملية بدء تشغيل الطاقة لمفاعل محطة الطاقة النووية في عام 1954 في لوحة التحكم المركزية، وذلك من خلال التشغيل المتسلسل لأجهزة التحكم عن بعد بالإضاءة والصوت.

ويحتوي المعرض كذلك على منطقة جديدة هي منطقة الألعاب التفاعلية “بناء المفاعل”، حيث يمكن للزوار من مختلف الفئات العمرية التعرف بطريقة مبسطة ومرحة على العناصر الهيكلية الرئيسية للمفاعل النووي.

وقد ساعدت تجربة إنشاء أول مجمع للطاقة النووية في تحديد شكل الاستخدام المستقبلي للمفاعلات النووية في قطاع الطاقة وغيره من المجالات، مثل الطب النووي وتطوير الفضاء، وتشغيل المفاعلات ذات التسخين النووي للبخار لوحدات الطاقة الأولى، وإنشاء محطات طاقة نووية قابلة للنقل، وتصميم محطات الطاقة النووية للأغراض الفضائية وللغواصات النووية، وتصميم مفاعلات نيوترونية سريعة التشغيل، وإنتاج النظائر المشعة لأغراض مختلفة وغيرها.

ويصادف يوم 26 يونيو الذكرى السبعين لإطلاق أول محطة للطاقة النووية في العالم بمدينة أوبنينسك بالقرب من موسكو، ويشغل المبنى الآن معهد الفيزياء والطاقة وهو جزء من القسم العلمي لمؤسسة “روساتوم”. وقد تم إغلاق المفاعل في 29 أبريل 2002، وفي سبتمبر 2002، تم تفريغ آخر مجموعة وقود مستنفد منه.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: أول محطة للطاقة النوویة فی العالم الطاقة النوویة

إقرأ أيضاً:

رفع التهاني بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034.. “الشورى” يعقد جلسته العادية الـ13 من أعمال السنة الأولى للدورة الـ9

عقد مجلس الشورى جلسته العادية الثالثة عشرة من أعمال السنة الأولى للدورة التاسعة اليوم، برئاسة نائب رئيس المجلس الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي.
وفي مستهل الجلسة رفع مجلس الشورى في بيان أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وللشعب السعودي كافة بمناسبة فوز المملكة العربية السعودية باستضافة بطولة كأس العالم 2034.
وثمن مجلس الشورى عاليًا ما أكد عليه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -رعاه الله- من “عزم المملكة الكبير على المساهمة الفعّالة في تطوير لعبة كرة القدم حول العالم، ونشر رسائل المحبة والسلام والتسامح، متسلحة بقدراتها وإمكاناتها الكبيرة، علاوةً على طاقات شعب المملكة وهممهم العالية لتحقيق الصعاب، التي كان إحدى ثمارها الفوز بملف استضافة بطولة كأس العالم 2034 بشكل رسمي”.
وأكد المجلس في بيانه أن الاهتمام والدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة -أيدها الله- بالقطاع الرياضي أسهم في حصول ملف استضافة بطولة كأس العالم 2034 على تقييم غير مسبوق وثقة عاليةٍ من المجتمع الرياضي الدولي، مما يؤكد ريادة المملكة على المستوى الدولي في هذا المجال وفي مختلف المجالات.
وأشاد مجلس الشورى بجهود جميع الجهات التي عملت بجد وتفان في إنجاز ملف الاستضافة لجعل هذا الحدث يمثل وجهًا مشرقًا للرياضة السعودية، ويعزز مكانتها وريادتها على الساحة الدولية في مختلف المجالات لما تمتلكه من مقومات كبيرة، وما تشهده من تطورات واسعة وتحسينٍ للبنى التحتية في المرافق العامة والمنشآت الرياضية مما يعزز جوانب جودة الحياة، ويدعم القطاع الرياضي والسياحي في المملكة، ويعزز الاقتصاد الوطني بشكلٍ مستدام لتكون المملكةُ وجهةً رياضيةً وسياحيةً عالمية.
وسأل مجلس الشورى في ختام بيانه المولى – عز وجل – أن يديم على المملكة عزها وأمنها واستقرارها في ظل قيادتها الحكيمة، إنه سميعٌ مجيب.
عقب ذلك شرع المجلس في استعراض جدول أعمال جلسته العادية الثالثة عشرة، وما جاء فيه من بنود متخذًا القرار اللازم بشأنها.
فقد أصدر مجلس الشورى قرارًا دعا فيه جامعة جدة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة للإسراع في الحصول على الاعتماد البرامجي للبرامج الأكاديمية.
واتخذ المجلس قراره بعد أن استمع إلى وجهة نظر لجنة التعليم والبحث العلمي التي تلاها عضو المجلس رئيس اللجنة الدكتور مصلح الحارثي بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم التي أبدوها في جلسة سابقة تجاه ما تضمنه التقرير السنوي لجامعة جدة للعام الجامعي 1444هـ.
وطالب المجلس في قراره جامعة جدة بالإسراع في تطوير البنية التحتية الرقمية؛ لضمان جودة خدماتها التعليمية والإدارية والمالية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
وأكد المجلس في قراره أن على الجامعة تنمية مواردها الذاتية بما يعزز تنفيذ مشاريعها وتحقيق استدامتها المالية.
إلى ذلك، وخلال الجلسة، ناقش المجلس مشروع تعديل “نظام إنتاج المواد التعليمية المساعدة وتسويقها” الصادر بالمرسوم الملكي رقم “م/56″ وتاريخ 29 / 10 / 1425هـ، المقدم استنادًا للمادة الـ”23” من نظام مجلس الشورى، وذلك بعد أن استمع إلى تقرير تقدمت به لجنة التعليم والبحث العلمي، تلاه عضو المجلس رئيس اللجنة الدكتور مصلح الحارثي بشأن ما تضمنه مشروع التعديل المقترح.
وبعد طرح تقرير اللجنة للنقاش أبدى أعضاء المجلس عددًا من الملحوظات والآراء بشأن ما تضمنه مشروع مقترح تعديل “نظام إنتاج المواد التعليمية المساعدة وتسويقها”، إذ طلبت اللجنة في نهاية المناقشة منحها مزيدًا من الوقت لدراسة ما طرحه الأعضاء من آراء ومقترحات والعودة بوجهة نظرها إلى المجلس في جلسة لاحقة.
وضمن موضوعات مشاريع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المدرجة على جدول أعمال هذه الجلسة وافق مجلس الشورى على مشروع اتفاقية التعاون العامة بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية مولدوفا، وذلك بعد أن استمع إلى تقرير تقدمت به لجنة الشؤون الخارجية، تلاه عضو المجلس عضو اللجنة عبدالله بن عيفان، بشأن مشروع الاتفاقية.
كما وافق المجلس على مشروع مذكرة تفاهم للتعاون بين النيابة العامة في المملكة العربية السعودية ومكتب المدعي العام في جمهورية أذربيجان، وذلك بعد أن استمع إلى تقرير تقدمت به لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية، تلاه عضو المجلس رئيس اللجنة الدكتور علي الشهراني بشأن مشروع المذكرة.
ووافق المجلس على مشروع مذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في المملكة العربية السعودية والهيئة الوطنية للتدريب التقني والمهني في جمهورية باكستان الإسلامية في مجال التدريب التقني والمهني، وذلك بعد أن استمع إلى تقرير تقدمت به لجنة التعليم والبحث العلمي، تلاه عضو المجلس رئيس اللجنة الدكتور مصلح الحارثي، بشأن مشروع المذكرة.

مقالات مشابهة

  • “الهيدروجين الأخضر” يخفض 40 طناً من الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل بدبي
  • رئيس الوزراء: محطة "أبيدوس1" للطاقة الشمسية بأسوان بقدرة 500 ميجاوات
  • الحكومة تمنح محطة أبيدوس للطاقة الشمسية الرخصة الذهبية
  • بدء الأعمال الهندسية بمشروع محطة "أبيدوس 2" للطاقة الشمسية
  • مساعد رئيس هيئة المحطات النووية: محطة الضبعة تعزز من إنتاج الكهرباء.. وركيزة أساسية لإنعاش الصناعة
  • أبيدوس تضيء 256 ألف منزل دون وقود.. نواب: تعزز موقف مصر فى مجال الطاقة المتجددة
  • العدل: مصر تسعى لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة عبر خطط طموحة
  • رفع التهاني بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034.. “الشورى” يعقد جلسته العادية الـ13 من أعمال السنة الأولى للدورة الـ9
  • توفر الكهرباء لـ250 ألف منزل.. تفاصيل هامة عن محطة أبيدوس للطاقة الشمسية بأسوان.. فيديو
  • “XRG” و”BP” تعلنان استكمال تأسيس “أركيوس للطاقة”