صراعات الزعامة تتجدد في الزاوية الكتانية بالمغرب
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
تجددت الصراعات حول الزعامة في الزاوية الكتانية بعد وفاة واحد من أبرز شخصياتها، الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث، في 26 مايو بالإسكندرية.
في 19 يونيو، أعلنت المشيخة بالمغرب، عن اختيار الشيخ الدكتور محمد يحيى الكتانى الأزهري، شيخا للطريقة الكتانية بمصر خلفا للشيخ الراحل عبد الباعث الكتاني.
بلاغ أصدره الأربعاء، شيخ الطريقة الكتانية، عبد اللطيف بن محمد الطيب الشريف الكتاني، لم يكشف بشكل واضح طبيعة هذه الخلافات، لكنه وجه توبيخا شديدا إلى من يعتبرهم ساعين إلى الزعامة.
في هذا البلاغ، يشدد شيخها على أن الطريقة الكتانية « طريقة واحدة في الداخل والخارج، ولا يمكن أن تكون قناعا بعناوين محرفة لطلاب الزعامة ونشر الفرقة كيفما كان الموقع الأسري لهؤلاء من مشيختها ».
وبعدما أشار إلى أن هذه المشيخة « ستسعى إلى الاتصال ببعض الأفاضل، لاسيما في مصر، لتنبيههم إلى مشروعيتها وإلى دسائس الأدعياء لجر الطريقة إلى انتماءات مشبوهة قد تنطلي عليهم، ولكن المشيخة لا ترضاها ولن تقبلها »، أعلن شيخ الطريقة الكتانية، أن هذه المشيخة لن تلجأ إلى القضاء ضد هؤلاء، كما وقع بين بعضهم في السابق، « بل هي تكل الأمر كله إلى وليه القوي العزيز ».
يذكر البلاغ بهذه الإشارة بالصراع القضائي بين أفراد عائلة الطريقة الكتانية، الذي بدأ عام 2001، عندما زعم بدر الدين الكتاني أنه هو الشيخ الحقيقي للزاوية، ما أدى إلى رفع زين العابدين الكتاني، الشيخ السابق للزاوية وشقيق يوسف الكتاني، دعوى قضائية ضده أمام المحكمة بتهمة النصب والاحتيال، حيث صدر ضده حكم بالحبس لمدة ستة أشهر موقوفة التنفيذ.
مشيرا إلى أن « أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، قد شرفني بتعييني شيخا للطريقة الكتانية بظهير شريف مؤرخ بـ22 صفر 1430 الموافق لـ18 فبراير 2009″، شدد عبد اللطيف الشريف الكتاني على أن الطريقة الكتانية، كغيرها من الطرق الصوفية الحقة الصادقة ليست تركة عائلية يتنازعها أولاد الشيخ المؤسس أو أحفاده وأقرباؤه، بل هي سبيل إلى التربية على التقوى والأخوة في الإيمان، لا يمكن أن تكون إلا دعامة لثوابت الأمة، لذلك رعتها الإمامة العظمى في المغرب على الدوام.
وأكد أن هذه المشيخة « ستدافع بالوسائل المشروعة عن اسمها وعن معناها وعن زواياها وعن الطيبين من المنتسبين إليها ».
وخلص البلاغ إلى أن المشيخة ستقدم قريبا، على تكليف « بعض الأخيار » بمهمة مقدمين عن المشيخة في بعض الجهات.
كلمات دلالية الكتانية المغرب زوايا صوفية طرقالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الكتانية المغرب زوايا صوفية طرق
إقرأ أيضاً:
قارئ للمشاهير وزملكاوي متعصب.. محطات في حياة الشيخ محمد عمران
في ليالي رمضان المباركة، حيث تصدح المآذن بتلاوات تبعث السكينة في القلوب، تتجلى أصوات القرّاء والمبتهلين الذين خلدوا أسماءهم في ذاكرة الزمن.
ومن بين هؤلاء العباقرة، يسطع نجم الشيخ محمد عمران، صاحب الحنجرة الذهبية التي جمعت بين فن التلاوة العذبة والإنشاد الديني.
نشأة محافظة وبشرى بالجنة.وُلد الشيخ محمد أحمد عمران في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 1944، بمدينة طهطا بمحافظة سوهاج، ونشأ في بيئة صعيدية محافظة، وفقد بصره في سن صغيرة، ورغم ذلك حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره على يد الشيخ محمود المصري، ثم أتقن أحكام التلاوة، وحصل على الإجازة من الشيخ محمود جنوط في مركز طما.
وكان محمد عمران في صغره طفلاً محباً للحياة، يميل إلى اللعب مثل أقرانه، لكنه كان يحمل في داخله بذرة الموهبة القرآنية، وكان معلمه الأول، الشيخ عبد الرحيم المصري، يدرك ذلك جيداً، فكان يأتي إلى داره ليطمئن على حفظه للقرآن.
وفي أحد الأيام، وجد الشيخ تلميذه الصغير يميل للهروب من جلسة الحفظ لممارسة اللعب، فناداه بحنان الأب قائلاً: "أتريد أن تهرب لتلعب، وأنت الذي سأدخل بك الجنة؟".
كان للشيخ سيد النقشبندي، المبتهل الكبير وصاحب الصوت الذي أسر القلوب، تأثير عميق في حياة الشيخ محمد عمران.
وعلى الرغم من أن النقشبندي وُلد في الغربية، إلا أنه استقر لفترة في طهطا بسوهاج، حيث التقى بعمران هناك، الذي كان حينها قد أتمّ حفظ القرآن الكريم، وصار صوته يجذب مسامع الجميع.
أدرك النقشبندي موهبة عمران الفريدة، ونصحه بضرورة الانتقال إلى القاهرة، حيث يمكن لصوته أن يصل إلى آفاق أوسع.
لم يتردد عمران في الاستجابة لهذا التوجيه، فانطلق إلى العاصمة وهو في الثانية عشرة من عمره، ليبدأ رحلته الحقيقية في عالم التلاوة والإنشاد، وليصبح لاحقاً واحدًا من أعمدة الابتهالات الدينية في مصر.
كان التحاق الشيخ محمد عمران بالإذاعة المصرية نقطة تحول كبيرة في مسيرته، ففي أوائل السبعينيات، اعتمدته الإذاعة المصرية كمبتهل وقارئ، وبدأ بصوته المميز في تقديم الموشحات الدينية والابتهالات التي أبدع في تلحينها كبار الملحنين.
كما لفت صوته أنظار كبار الموسيقيين، مثل حلمي أمين وسيد مكاوي ومحمد عبد الوهاب، الذين أشادوا بقدرته الفريدة على مزج التلاوة بالمقامات الموسيقية، ما جعل اسمه يتردد في أرجاء العالم العربي.
ومن خلال أثير الإذاعة، ذاع صيته ووصلت تلاواته وابتهالاته إلى ملايين المستمعين، فصار صوته جزءاً لا يُمحى من ذاكرة المصريين في المناسبات الدينية، وخاصة في شهر رمضان الكريم.
زملكاوي متعصب
بعيداً عن التلاوة والإنشاد، كان الشيخ محمد عمران زملكاوياً متعصباً، يحمل عضوية فخرية لنادي الزمالك، وكان شغفه بالفريق ينعكس حتى على تفاصيل حياته اليومية.
وفي إحدى المباريات الحاسمة بين الأهلي والزمالك، أخبر ابنه أن فوز الأهلي قد يساعده على التركيز في الامتحانات، لكن عندما تعادل الزمالك، لم يستطع إخفاء فرحته، مردداً: "ثانوية إيه وبتاع إيه.. دا الزمالك!".