رغم الشفاء من دور البرد أو النزلة الشعبية إلا أنّ البعض يظل يعاني من السعال المستمر دون أنّ يكون هناك سببا واضحًا لذلك، وهو الأمر الذي فسرته دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية إمبريال كوليدج بلندن وجامعة مانشستر، مشيرين إلى أنّه عندما يستمر السعال لأكثر من 8 أسابيع، فذلك يدل على وجود مشكلة صحية أخرى بخلاف البرد.

الدكتور جاكي سميث أستاذ طب الجهاز التنفسي في جامعة مانشستر، أوضح أنه تم تسجيل نحو 5 آلاف شخص استمر السعال معهم لمدة 6 أشهر بعد إصابتهم بالبرد، مشيرا إلى أنّ استمرار السعال يؤثر بشدة على صحة الشخص وحياته، وذلك لأنه يمكن أنّ يدل على وجود مشكلة في الجهاز التنفسي أو عدوى فيروسية أو حساسية صدرية أو ارتجاع حمضي، وفق صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

الدكتور محمود البنتاوي أستاذ الأمراض الصدرية، قال خلال حديثه لـ«الوطن» معلقًا على الدراسة، إنّ السعال المستمر له أسباب كثيرة، فإذا ترافق معه ضيق التنفس يدل على وجود مشكلة ما في الرئتين أو عدوى فيروسية، تتمثل أبرز تلك الأسباب في التالي:

أسباب السعال المستمر نزول قطرات من المخاط من الجزء الخلفي من الجيوب الأنفية للفم مما يهيج الحلق. عسر الهضم والارتجاع الحمضي. حرقة المعدة. تناول الطعام في وقت متأخر يعمل على إجهاد المرئ مما قد يسبب السعال. وجود التهاب في الشعب الهوائية وتهيج في الأنسجة. أعراض تترتب على السعال المستمر

وهناك أعراض تترتب على السعال المستمر إذا لم يتم معالجته، وهي:

فرط الحساسية التنفسية. الضغط الشديد على القفص الصدري. انقباض عضلات الحوض. الإصابة بسلس البول.  الشعور بتكسير في الأضلاع. الإصابة بسعال شديد مصاحب لشهيق وزفير.

علاج السعال المستمر

وأضاف أستاذ الأمراض الصدرية، أنه يجب الذهاب إلى الطبيب إذا استمر السعال لأكثر من أسبوعين دون أي إشارة لتحسنه، ويتمثل العلاج في اتباع الآتي:

تناول مضادات الحموضة والأدوية الموصوفة من قبل الطبيب. بالنسبة للحالات الشديدة، قد يصف الطبيب جرعة منخفضة من المورفين. تناول محلول الأنف. تناول السوائل الدافئة اتي تساعد في تخفيف المخاط وهيجان الحلق. تناول مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان. علاج التنقيط الأنفي الخلفي الناجم عن التهاب الجيوب الأنفية والالتهابات الفيروسية.  شرب العسل والليمون للمساعدة في تصريف البلغم. تجنب التعرض السلبي للتدخين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أسباب السعال المستمر السعال المستمر علاج الكحة السعال المستمر

إقرأ أيضاً:

مشكلة السودان هي الأوناش

عبد الله علي إبراهيم

اتربص ما أزال بالليبرويساريين الذين يصعب عليهم العيش ويتنكد في الديمقراطيات التي أفنوا العمر لاستعادتها من براثن نظم للديكتاتورية في 1958، 1969، 1989. فمتى فازت القوى التقليدية أو المحافظة في انتخاباتها قنعوا من البرلمانية ظاهراً وباطناً وقضوا عليها بانقلاب، أو بطلوع الخلاء في أثر جيش خلاء. وكنت أخذت عليهم تقززهم من البرلمانية في عمودي الراتب في جريدة الخرطوم في 1978-1988 حين بدا لي زهدهم في الديمقراطية الليبرالية وعزيمتهم على الخلاص منه بالهزء، وبالإضراب عن استثمار إمكاناتها لتنشئة ثقافة ديمقراطية لا يولد شعب بها بل يرعرعها بالممارسة. وأزعجني منهم سخريتهم من نائب عمالي عن مدينتي، عطبرة، وصفوه بالحصر والعي. وكان ذلك عندي اعتراض مؤسف على عامل أثناء أدائه لبروليتاريته مما لا أجد له عذراً ويسقمني. وكتبت كلمة في المعني واقترحت، من معرفتي بجوانب من في الديمقراطية في أمريكا، سبلاً لتمكين ممثلي الشعب من مثل عامل عطبرة من أن يلحن بالقول في البرلمان. فقد خشيت أن يتفق لهؤلاء الهازئة من البرجوازية الصغيرة أن النيابة لا تكون إلا لمن تدبج بشهادة جامعية بما يجعل البرلمان لمة أفندية تكنوقراطية.
إذا انتقلنا من حديث السياسية إلى السياسات سنجد أن كلمة الدكتور أحمد إبراهيم أبوشوك عن دار الوثائق القومية (بعد ثورة ديسمبر 2018) مثالاً طيباً لهذه النقلة. فلم ينشغل بتسيس إدارتها في ظل النظام المباد دون تمييز متانتها ك"ذاكرة للأمة" برغم ذلك. فلم يشغله عدوان الإنقاذ عليها دون عرضها تاريخها، ومأثرتها والرجال والنساء الذين اعتنقوها بالسهر والحمى. وترصّد آفاق ترقيها لا بعد زوال نظام أحسن إليها بوجوه وأساء إليها بوجوه كثيرة فحسب، بل لتلقى تحديات تكنلوجيا التوثيق المعاصرة، واستزادة الإيداع الحكومي والأهلي فيها، وتسليس خدمتها الوثائقية لدواوين الدولة.
ذكر أبوشوك قيام الدار القومية للوثائق، في صورة مكتب لمحفوظات السودان، بوزارة الداخلية في 1948. ثم صارت دار الوثائق المركزية في 1965 ودار الوثائق القومية في 1982. وانتقلت إلى دار مصادرة كانت للمرحوم الإمام عبد الرحمن المهدي على شارع الجمهورية ثم لمبانيها الجديدة حسنة الإعداد لمهنة التوثيق في نحو 2005. ولي ذكريات مع دارها الأولى والثانية. فاذكر أول معرفتي بها كانت حين شرعت في البحث العلمي بجامعة لخرطوم في 1966 وغشيتها في وزارة الداخلية لألتقي بالمسؤول عنها المرحوم محمد إبراهيم أبو سليم الذي صار مديرها حتى تقاعده في 1995. أما الدار الثانية على شارع السيد عبد الرحمن فكنا نغشاها ممثلين لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم على عهد حكومة عبود لاجتماعات الجبهة الوطنية التي رعاها طيب الذكر الإمام الصديق المهدي على قبره سحائب الرحمان.
كلمة أبو شوك وافية. فهو ابن بجدتها عمل في دار الوثائق حيناً ثم انتقل إلى الجامعات أستاذاً محسناً للتاريخ لأنه يكتب من فوق معرفة دقيقة بدروب الوثيقة فيها. ولا أزيد هنا على كلمته في سوى التوسع في ضروب الخدمات التي نرنوا لتقوم الدار بها للدولة بتوفير الوثائق متى احتاجت لدراسة شأن شاغل مثل لجنة تصفية الإدارة الأهلية في 1964، أو حتى ما زودت به مصر لتحقق لها تبعية طابا من براثن إسرائيل.
من رأيي أن تتوسع خدمات دار الوثائق لخدمة نواب البرلمان كما تخدم مكتبة الكونغرس مجلس النواب والشيوخ الأمريكيين في تكوين رأيهم حول المشروعات المعروضة عليهم. ومعلوم أن هذا الغرض كان السبب في نشأة المكتبة الأمريكية أصلاً. ولهذا الاقتراح مني قصة عمرها فوق الثلاثين عاماً. فقد عدت من بعثتي للدكتوراه في أمريكا في 1987 مفتوناً بالمكتبة الأمريكية التي غشيتها مرات وبفكرتها. وزرت عطبرة ووجدتها تختنق بالسخرية من نائبها البرلماني علي محي الدين، أسطى الأوناش بالسكة حديد، تسلقه سلقاً لأنه لا يحسن التعبير عن نفسه والمدينة في مداولات البرلمان. وكانت النكتة عنه الأكثر سخرية (صدقت أو كذبت) أنه وقف مرة في البرلمان وقال إن مشكلة البلاد مشكلة أوناش. ووجدتهم من الجهة الأخرى يشيدون بالأداء البرلماني الفصيح لرفيقنا المرحوم محمد إبراهيم نقد اللسِن الحاذق.
وبالطبع أمغصني، كماركسي، هذا التعريض بعامل خلال أداء بروليتاريته. وكتبت كلمة في عمودي "ومع ذلك" بجريدة "الخرطوم" أدافع عن حق مثل على محي الدين (وهو اتحادي ديمقراطي بالمناسبة) في الوجود في البرلمان بغض النظر. وقلت إن نقد، على طول باعه السياسي، يتغذى بالمعارف، متى عُرض شأن ما على البرلمان، من مكاتب الحزب الاقتصادية والنسائية والشبابية والثقافية ليُلحن بحجته. وجاء هنا موضع عرضي لتجربة مكتبة الكونغرس في بذل المعارف حول الشؤون المعروضة أمام البرلمان حتى يدلي النائب دلوه في الأمر على بينة. وزدت، مفتتناً ما أزال بآليات المعرفة في صلب العملية الديمقراطية الأمريكية، باقتراح أن تكون للنائب البرلماني مكاتب في البرلمان وفي دائرته لخدمته في بحث المسائل المعروضة وتقليب الرأي معه حولها. وأذكر أن الدكتور على عبد القادر، الاقتصادي المميز، استحسن الفكرة وقال إنه لا يمانع أن يتطوع لمثل هذه الخدمة ولاء للسكة الحديد التي عمل بها والده.
وجئت لذلك الاقتراح من درب آخر أيضاً. فقد رأيت العزة بالشهادة الجامعية العليا في تزكية النواب للناس. وأكثر من اقترف هذه العزة الجبهة الإسلامية القومية فروجت لمرشحيها ببينة علو كعبهم في التعليم. وخشيت أن يتسرب للناس فهم مؤداه أن النيابة عن الشعب قاصرة على أهل الشهادة دون غيرهم من غمار الناس. واشمأزت نفسي، كعطبراوي ترعرع في الديمقراطية النقابية وقادتها اللسنين، من ترويج البرجوازية الصغيرة لنفسها كأهل الحل والعقد البرلماني لا شريك لهم.
ولما رأيت المزاباة الأخيرة بالشهادات في تكوين مجلس الوزراء الانتقالي عادني حديث "الأوناش". وقلت هل يريد حملة الشهادات، على وزن حملة السلاح، أن يكون الحكم فيهم إلى جنى الجنى؟ وهي شهادات قال شكري غالي، نقلاً عن منصور خالد، إنها ليست علماً محضاً لأنها في واقع الأمر شهادات ميلاد طبقية.

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • هل آلام العظام علامة تحذيرية للإصابة بالسرطان؟
  • الكشف عن الوضع الصحي لحليف الرئيس أردوغان
  • 4 علامات خطيرة تشير للإصابة بـ الخرف| تفاصيل
  • شاهد | أمام مشكلة ثنائي الإبادة في غزة .. الحل متاح جدا للأمة
  • عاجل.. نجم الأهلي يغيب عن مباراة بتروجيت للإصابة
  • قرار كارثي جديد لحكومة عدن
  • مشكلة السودان هي الأوناش
  • فيروس الميتانيمو البشري: تهديد صحي جديد يشابه الإنفلونزا ونزلات البرد
  • القهوة والخرف.. دراسة تكشف ما لا تتوقعه!
  • في يومه العالمي.. ثقافة الغربية تستعرض أسباب الإصابة والوقاية من السرطان