ذكرى تكريس كنيسة أبي كلوج.. أحداث خالدة في التاريخ المسيحي
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
يُصادف اليوم الخميس الموافق ٢٠ بؤونه حسب التقويم القبطي، تذكار تكريس كنيسة القديس الشهيد أبى كلوج القس، واحدة من أبرز المعالم الروحية التي يفيض بها التراث المسيحي، وتحمل شفاعة قديسا بارزاً له العديد من المواقف التي جعلته مؤثرا في العقيدة الأرثوذكسية.
القديس مارمرقس مؤسس الكنيسة المصرية وصاحب الأثر الباقي في حياة الاقباط كنيسة القديس بولس تحتفل بعيد العنصرة غدًا.. تفاصيل
ويذكر كتاب حفظ التراث المسيحي والقراءات اليومية "السنكسار"، حول هذه المناسبة العديد من المحطات التي مرت بها هذه الكنيسة واستطاعت الوقوف أمام العديد من التحديات بل ظلت منارة روحية تفيض بتعاليم الكتاب المقدس وتحمل شفاعة القديس الشهيد ابو كلوج القس.
ومن أهم اللحظات التاريخية التي شهدتها هذه الكنيسة والتي جعلتها تحمل شفاعة هذا القديس تحديدا، ذلك حين تم بناء البيعة المقدسة، حضر الأنبا كيرلس الأسقف وكان هناك شماسا صغيرا قد رأى هيئة القديس "أبا كلوج" وهو يدخل الكنيسة وبصحبته شخص نوراني حسب وصف الكتب المسيحية عن هذه الذكرى.
شاهد الشماس القديس ومن يصحبه يجلسان على كرسيين وسط الكنيسة فأخبر الشماس الأب الكاهن بما شاهد وأخبره الأخير أن يتمهل حتى الانتهاء.
وهناك واقعة أخرى تسببت في إلصاق هذا القديس بالكنيسة، يروي السنكسار أنه في أحد الأيام دخل الكنيسة شخصيا غير مؤمن ولا يتكلم منذ زمن بعيد وعند دخول وجد القديس أمامه وظل يصرخ أمام الجميع فأمن عدد كبير ومجد الله بسبب هذه المعجزة التي مكنته من النطق مرة أخرى.
وبعد انتهاء التكريس استدعى الأسقف ذلك الشماس وسأله عما رآه فقال أنه رأى شيخاً وقوراً مع القديس أبا كلوج وكانا يشفيان المرضى ويطوفان ثم عند وضع القربان على المذبح أخذ الشيخ الذي كان مع القديس مجمرة من ذهب ورفع بخوراً ذو رائحة مميزة وقدم المجمرة للقديس أبا كلوج وقال له بارك من كان مستحقاً من الشعب الحاضر في كنيستك اليوم فبارك المصلين وانصرف عن المنشغلين بالأمور العالمية.
تتحدث المراجع أن الأسقف ظل يفكر فيما سمعه وكان متحيراً مفكراً في من كان مع القديس أبا كلوج، حتى ظهر له الشخص النوراني الذي حدثه عنه الشماس وقال له أنا هو واخيوس الأسقف الشهيد الذي كنت على الكرسي مثلك فتقوى وافتح عينيك وكن ساهرا، ثم أوصاه بالرعية حسنا، وطلب منه أن يرشد المشاركين ويعلمهم في الأسرار الإلهية بألا يتحدثوا بعضاً مع البعض بل يوجهوا حواسهم للصلاة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأرثوذكسية
إقرأ أيضاً:
تعرف على لوحة «مايكل أنجلو» الخاصة بتعذيب القديس أنطونيوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلق الفنان "مايكل أنجلو" على لوحته العالمية عن الأنبا أنطونيوس الذى يظهر فيها كشيخ ممتلئ حكمة لم تتركه الشياطين وأصبحت تعذبه بحروب شديدة وصلت للإيذاء الجسدي كما ورد فى سيرته "كانوا يهجمون عليه ويضربونه ضربا مؤلما".
وأقام هكذا ثلاثين عاما حتى نظر الله إلى كثرة صبره واحتماله".
وفى الصورة أيضا تظهر الشياطين فى أشكال مختلفة دلالة على تنوع الحروب واختلافها فهذه حرب تشكيك فى الطريق الذى اختاره والذي لم يسبقه فيه أحد.
وهذه حرب قلق على أخته التي أودعها بيت للعذارى وهذه حروب شهوة وصلت ذروتها لظهور الشيطان له فى صور نساء عاريات وهذه حروب مجد باطل لتجعله يتكل على بره ويظن أنه خلص...
وهذه حرب ملل من طول الطريق والوحدة الموحشه والبرية الخالية وتلك حروب كسل وأخرى خوف وثالثه فتور.وأخرى تجعله يندم على ثراؤه الذي باعه وشبابه الذى أهدره وسط الجبال....
كل هذا جعل الأنبا أنطونيوس يصرخ قائلا:
"يارب، أننى أحب أن أخلص والأفكار لا تتركنى فماذا، أفعل؟".
ولم يطق الشيطان أن يرى مثل هذا الثبات فى شاب وأخيرا تكلم بصوت بشري وقال:
-"لقد خدعت كثيرين، وطرحت كثيرين، ولكننى برهنت على ضعفي إذ هاجمتك وهاجمت كل جهودك وأتعابك
فكان يلقي بذاته على الأرض ويصرخ ويقول: ياربي أعني وقوّ ضعفى، أرحمنى يارب فأنى ألتجأت إليك، يا رب لا تتخل عني، ولا يقوّ علىّ هؤلاء الذين يحسبون أنى شئ، يارب أنت تعلم أنني ضعيف عن مقاومة أحد أصاغر هؤلاء فكان الشياطين يهربون إذ يسمعون هذه الصلاة المملوءة حياه.
ويقول صموئيل روبنسون الأستاذ بجامعة لوند بالسويد عن هذا الناسك القديس الاصيل:
"لا يوجد مصري واحد معروف ومشهور فى تاريخ المسيحية كلها أكثر من القديس أنطونيوس. ورغم وجود كثير من البطاركة ومعلمو الأسكندرية المشهورين، فإن اسم هذا الراهب البسيط الذى اختلى فى الصحراء، هو الذى جذب أكبر انتباه خلال ال1600 عامًا الماضية فإن صورة القديس أنطونيوس كما وصلتنا فى كتاب " حياة الأنبا أنطونيوس " بقلم القديس أثناسيوس، بطريرك الأسكندرية الشهير فى القرن الرابع، قد صارت على مدى التاريخ النموذج القياسى للدعوة الرهبانية، وهى بالنسبة لكثيرين، افضل شرح ل: ماذا يعنى أن يكون الإنسان مسيحيًا؟......حينما يخرج أنطونيوس من صومعته التى قيل عنها إنه عاش فيها 20 سنة فى عزلة كاملة. ويُقال هنا إنه لم يتغير بالمرة، فهو لم يصر نحيلًا من الصوم ولا صار بدينًا من قلة التمرن.
فإن روحانية أنطونيوس هى روحانية تجد أصولها فى الاقتناع الأكيد بأن الإنسان مخلوق على صورة الله، وأن الفضيلة لا تُكتسب، بل تحتاج فقط أن نحافظ عليها"
ويقول البابا أثناسيوس كاتب سيرته العطره:
"إن قلمى لم يسطر من فضائل القديس أنطونيوس الكثيرة وتقشفاته الشاقة.. وحروبه وانتصاراته الباهرة إلا واحدا من مائة!.. ولكن هذا المقدار كاف لأن تعلموا كيف تدرج رجل الله منذ نعومة أظفاره حتى نهاية أيام شيخوخته، وكيف داس تحت أقدامه كل غواية شيطانية!! " (أثناسيوس الرسولى).