أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديدا تناول من خلاله تقنية التزييف العميق، وذلك بدءًا من زيادة اعتماد المستخدمين على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ثم الانتقال إلى مفهوم التزييف العميق، وآليات عمل هذه التقنية، واستخدامات التزييف العميق، والمخاطر الناجمة عنها، وطرق الكشف عنها.

استخدام مجالات التكنولوجيا المختلفة

وأوضح التحليل أن استخدام مجالات التكنولوجيا المختلفة -مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني أصبح أمرًا مهمًّا في كل مناحي الحياة، بما في ذلك الاتصالات، والصناعة، والتجارة، والتعليم، والطب، والترفيه، وغيرها.

وعلى الرغم من أهمية استخدام التكنولوجيا والفوائد المترتبة عليها، فإنها يقابلها العديد من التحديات التي تتعلق بحفظ الخصوصية، والبيانات المزيفة، ومن بين هذه التحديات استخدام تقنيات التزييف العميق؛ حيث فرضت هذه التقنيات تحديات جديدة تتعلق بالأمان والخصوصية والمصداقية.

زيادة اعتماد المستخدمين على تقنيات الذكاء الاصطناعي تعكس التطور السريع في مجال التكنولوجيا

وذكر المركز أن زيادة اعتماد المستخدمين على تقنيات الذكاء الاصطناعي تعكس التطور السريع في مجال التكنولوجيا وتأثيره العميق في حياتنا اليومية. هذه الزيادة تعكس الثقة المتزايدة في القدرات التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة وتبسيط العمليات في مختلف المجالات.

وبلغ عدد الأشخاص الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي عالميًّا نحو 254.8 مليون مستخدم عام 2023، أي أكثر من الضعف مقارنة بعام 2020، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو في عدد مستخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي، ليتجاوز 700 مليون بحلول 2030.

تقنية التزييف العميق هي تقنية تقوم على صنع صور أو مقاطع فيديو مزيفة باستخدام البرامج الرقمية

وأضاف التحليل أن تقنية التزييف العميق هي تقنية تقوم على صنع صور أو مقاطع فيديو مزيفة باستخدام البرامج الرقمية والتعلم الآلي وتبديل الوجه،  وتعتمد هذه التقنية على دمج الصور لإنشاء لقطات جديدة تصور أحداثًا أو تصريحات أو أفعالًا لم تحدث في الواقع. ومع ذلك هناك صعوبة في معرفة وتحديد مدى صحة أو واقعية هذه الصور والفيديوهات.

وبناءً على ذلك، أصبح الاعتقاد بتوثيق الصوت والفيديو للواقع بأنه دليل على مصداقية البيانات والمعلومات، اعتقاد يشوبه الشك، فقد استغل مجرمو الإنترنت هذه التقنيات في زيادة القدرات الاحتيالية، والتي أصبحت تمثل تهديدات جديدة على مستوى الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، سواء من خلال تصنيع المواد الإباحية للتشهير بشخص معين بغرض الانتقام أو الابتزاز، أو من خلال تصنيع ونشر البيانات والتصريحات والمعلومات المضللة لأغراض إثارة الفوضى والاحتيال المالي وإفساد الانتخابات وخلق الأزمات الدبلوماسية.

اختلاف أنواع تقنيات التزييف العميق

وأشار التحليل إلى اختلاف أنواع تقنيات التزييف العميق، والتي يمكن أن تقع في إحدى الفئات الآتية:

١- المحتوى المرئي: استخدام تقنيات التزييف العميق في إنشاء الصور ومقاطع الفيديو، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الآتي:

-تبديل الوجه: ركيب الوجه غير الحقيقي على الرأس المستهدف في الصور أو مقاطع الفيديو التي يتم تبديل الوجه بها.

-صور يتم إنشاؤها بالكامل: إنشاء الوجه الجديد بالكامل من البداية ليبدو واقعيًّا بدلًا من تبديل الوجه.

-مقاطع فيديو مزامنة الشفاه: هي مقاطع تظهر شخصًا يؤدي كلمات أو نصًا معينًا بالتزامن مع حركات الشفاه لجعل الأمر يبدو واقعيًّا، وذلك على الرغم من عدم وجود هذا النص في الفيديو الرئيس.

٢- المحتوى الصوتي: ويتم تحريف الصوت وتعديله إما من خلال استخدام ملف صوتي يتضمن حديثًا مزيفًا بنفس صوت الشخص، لكنه لم يقله في الواقع، أو من خلال تعديل نبرة صوت الشخص لإظهار مشاعر أو سلوك غير حقيقي.

وأشار التحليل إلى أن إنشاء فيديوهات التزييف العميق يتم باستخدام نظامين من أنظمة الذكاء الاصطناعي؛ المولد "Generator" والمميز "Discriminator". عندما ينتج نظام المولد فيديو جديدًا، يُرسل إلى نظام المميز لتحديد ما إذا كان الفيديو حقيقيًّا أم مزيفًا. إذا تأكد المميز من أن الفيديو حقيقي، يبدأ المولد في تعلم كيفية إنشاء فيديوهات تبدو أكثر قابلية للتصديق، وهكذا يستمر التطور في العملية.

ويُشكل النظامان معًا ما يُعرف بشبكة الخصومة التوليفية "GNN"، وتتطلب هذه التقنية مخزونًا من الفيديوهات يتم التعديل عليها. في البداية، يحتاج نظام المولد "Generator" إلى تدريب مستمر. وعندما يصل إلى مستوى مقبول من الجودة، يبدأ بإرسال فيديوهاته إلى الـمميّز "Discriminator". كلما زاد ذكاء المولد، زاد ذكاء الـمميّز بالتبعية. وبالتالي، يتم الوصول إلى فيديو معدّل بشكل كامل وقابل للتصديق للعين البشرية. ويوضح الشكل التالي كيفية عمل هذه التقنية.

واستعرض التحليل الاستخدامات الإيجابية التي تمتلكها تقنية التزييف العميق، وفيما يلي أهم هذه الاستخدامات:

-الاستخدامات الطبية والتعليمية: يمكن استخدام تقنية التزييف العميق لإنشاء عمليات محاكاة تفاعلية للعمليات الجراحية أو غيرها من الإجراءات، مما يوفر لطلاب الطب والمهنيين فرص تدريب قيمة. كما يمكن استخدام هذه التقنيات في دعم وتطوير أدوات الوصول المهمة. على سبيل المثال، قامت شركة Lyrebird الكندية باستخدام التزييف العميق لمساعدة مرضى التصلب الجانبي الضموري على التواصل عندما يفقدون قدرتهم على التحدث، وذلك من خلال استنساخ أصواتهم، حيث يمكن للأشخاص الاستمرار في "التحدث" من خلال تقنيات التزييف العميق.

-صناعة الترفيه: يمكن استخدام تقنيات التزييف العميق في صناعة الأفلام والإعلانات وتقديم الأخبار. كما يمكن إنشاء تأثيرات خاصة أكثر واقعية والسماح للممثلين بإعادة تمثيل أدوارهم حتى بعد وفاتهم.

-الصحافة: يمكن أن تساعد تقنية التزييف العميق في إعادة إنشاء الأحداث التاريخية وجذب الانتباه إلى القضايا المهمة. فعلى سبيل المثال، يحاكي مشروع "التعاطف العميق Deep Empathy" - مشروع مشترك بين اليونيسف ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا- الشكل الذي ستبدو عليه المدن الأخرى إذا واجهت صراعات مماثلة لتلك الموجودة في الأحياء السورية أثناء الحرب. تهدف هذه الصور الاصطناعية لنيويورك ولندن وبوسطن وغيرها من المدن التي دمرتها نفس الظروف المزعزعة للاستقرار إلى إثارة التعاطف مع الضحايا الحقيقيين في جميع أنحاء العالم في سوريا أو مناطق أخرى.

-خدمة العملاء: من خلال خدمة المساعد الافتراضي، الذي يستخدم لتقديم خدمة العملاء في مراكز الاتصال.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحوسبة السحابية القضايا المهمة تحديات جديدة صناعة الأفلام طلاب الطب التكنولوجيا تقنیة التزییف العمیق الذکاء الاصطناعی هذه التقنیة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الأكاديمية العربية للعلوم تنظم ورشة عمل حول “ أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي”

تنظم الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بمحافظة الإسكندرية، فعاليات ورشة العمل العربية حول "تعزيز الوعي بأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في ظل التقدم في مجال التكنولوجيا العصبية" - وذلك بمقر الأكاديمية العربية  الرئيسى بأبوقير بالأسكندرية ، جاء دلك تحت رعاية أحمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وتقام ورشة العمل تنفيذاً لقرار الدورة رقم (56 ) للجنة التنسيق العليا  للعمل العربى المشترك برئاسة احمد ابو الغيط - الامين العام لجامعة الدول العربية - دورة ابريل 2024 والتى عقدت بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية.

وتنظم الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى ورشة العمل العربية بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو)، وذلك من خلال مكاتبها الاقليمية فى المنطقة العربية (المكتب الاقليمى لمصر والسودان ونقطة الاتصال مع جامعة الدول العربية - والمكتب الاقليمى لليونيسكو لمنطقة الخليج العربى واليمن بالدوحة).

وتهدف الورشة لتعزيز التوعية باخلاقيات استخدامات الذكاء الاصطناعى بين المطورين والمستخدمين والجمهور بشكل عام، بما يمكن ان يساهم فى ثقافة تقدير للمخاطر الاخلاقية والاجتماعية لتطبيقات الذكاء الاصطناعى إلى جانب دعم الدراسات والبحوث فى هذا المجال لتطوير أدوات ومبادئه، وتعزيز التعاون الدولى والشراكات لوضع معايير دولية لاستخدام الذكاء الاصطناعى بشكل اخلاقى وآمن.

ومن المقرر أن تتضمن ورشة العمل العربية  تقديم عروض ونقاشات يقودها خبراء في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، و تسليط الضوء على الأنظمة والسياسات المتعلقة بحوكمة البيانات و مفاهيم  الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وتعميق فهم أخلاقياته.

وتقام هذه الورشة بالتزامن مع عقد المشاورة الاقليمية العربية المتعلقة بتوصية اليونيسكو حول اخلاقيات التكنولوجيا العصبية وبتنظيم من منظمة اليونيسكو وبالتعاون مع الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى وبرعاية كريمة من معالى الامين العام لجامعة الدول العربية .

ويأتي ذلك بحضور نخبة متميزة من الشخصيات العربية والدولية المعنية بهذا الملف الهام ومنهم الدكتورة نوريا سانز - المدير الاقليمى  لليونيسكو بمصر والسودان ونقطة اتصال اليونيسكو بجامعة الدول العربية، والدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري،  والدكتور عمرو عزت سلامة - الأمين العام لاتحاد الجامعات  العربية، والدكتور يسرى الجمل - مستشار رئيس الأكاديمية ووزير التربية والتعليم الاسبق، والدكتور محمد عبد القادر سالم - ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق وكبير مستشاري رئيس الأكاديمية،  والدكتور عبد المجيد بن عمارة، الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمى العربية، الوزير مفوض دكتور رائد الجبورى مدير ادارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية، الوزير مفوض دكتورخالد والي -  مدير ادارة تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات بجامعة الدول العربية، الدكتور محمد بن عمر - المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات ولفيف من رؤوساء ومدراء مؤسسات ومنظمات العمل العربي المشترك اعضاء لجنة التنسيق العليا للعمل العربى المشترك وكبار مسؤولي وزارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالدول العربية المعنيين بملف الذكاء الاصطناعى وكبار مسؤولي منظمة اليونسكو ومكاتبها الاقليمية .

مقالات مشابهة

  • غيتس يحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض كارثية
  • الأكاديمية العربية للعلوم تنظم ورشة عمل حول “ أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي”
  • “تطور الذكاء الاصطناعي في مجال التجسس والأمان: تحديات وفرص
  • هونور تكشف عن تقنيات ذكاء اصطناعي رائدة لحماية العين والخصوصية
  • التزييف العميق: بين التقنية الإبداعية والتحديات الأمنية
  • معلومات الوزراء: 254.8 مليون شخص استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي عالميا عام 2023
  • 5 طرق للكشف عن التزييف العميق لمستخدمي تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • معلومات الوزراء: 254.8 مليون شخص استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي عالمياً عام 2023
  • «كاوست» تطلق برنامجها حول أحدث «تقنيات الذكاء»