يومان مرّا على مخيم عين الحلوة في صيدا وسط "ترقب" لتصعيد مُحتمل بين عددٍ من الجماعات المسلحة، إثر عملية إغتيال العنصر في قوات الأمن الوطني الفلسطيني ياسين عقل، الإثنين الماضي، على يد المدعو محمد حمد بين منطقتي الصفصاف والرأس الأحمر داخل المخيم.

المخاوف من أن أي إشتباكٍ قد يحصل سيأتي في حال لم يجر تسليم المتهم بالجريمة، في موعد تحدد مبدئيا اليوم، في وقتٍ تقول مصادر مواكبة للشأن الفلسطيني لـ"لبنان24" إنّ أي اقتتال سيكون محدوداً باعتبار أن مختلف الأطراف الأساسية ضمن المخيم، لا تريد أي جبهة مفتوحة في الوقت الراهن على غرار ما حصل في آب عام 2023.



"حركة فتح" ملتزمة بالتهدئة وبعدم حدوث أي خضة أمنية ضمن المخيم، وتقول مصادرها إنها "حريصة على أمن عين الحلوة وسكانه"، لكن في المُقابل، هناك مخاوف من أن تقوم الجماعات المتطرفة الأخرى مثل "الشباب المسلم" التي ينتمي إليها قاتل عقل، و"جند الشام"، من إستغلال التوتر والغليان داخل المخيم، وبالتالي تحول أي اشتباك مسلح إلى ساحة اقتتال جديدة.

وسط مشهدية الترقب المرتبطة بالمشهد الأمني المتوتر، يُطرح السؤال الأساس: كيف ستؤثر تلك الإشتباكات على وضع جنوب لبنان و "حزب الله" بالتحديد؟ وماذا يعني اندلاع اشتباك مُسلح عند بوابة الجنوب وتحديداً في صيدا؟

في بادئ الأمر، فإن حصول أي اقتتال في عين الحلوة يعني توتراً في صيدا ككل، وبالتالي تأثر الأوضاع الإقتصادية والأمنية بشكل سلبي. كل ذلك، يأتي وسط اندلاع جبهة جنوب لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل وفي ظل التهديدات المتزايدة بحصول حرب ضدّ لبنان.

عملياً، تسعى حركة "فتح" داخل المخيم لتطويق ذيول الاغتيال الأخير بالتنسيق مع الأطراف الأخرى، لكن الخطوة تكمن في أن تتخذ الجماعات المتطرفة في عين الحلوة مسار التصعيد، خصوصاً وسط ورود معلومات تُفيد بأن بعضها، لاسيما "جند الشام" و "الشباب المسلم"، قد عملَ على تجهيز نفسه عسكرياً خلال الفترة الماضية مع تكريس عمليات تسليحِ جديدة ضمن نقاط حساسة في المخيم، لاسيما في حي التعمير التحتاني والرأس الأحمر وغيرها.

الخطوات المرتبطة بهذا التسليح والتجهيز تؤسس لمخاوف بقطع طريق الجنوب باعتبار أن المخيم يقع على تماسٍ مباشر مع الأوتوستراد الذي يربط صيدا والجنوب ببيروت، وبالتالي دخول تلك المنطقة في حلقة مجهولة ستؤثر مباشر على "حزب الله".
مصدر معنيّ بالشؤون العسكرية يقول لـ"لبنان24" إنّ أي خطر ميداني في مدينة صيدا قد يؤثر لوجستياً على "حزب الله"، فنقطة الإنطلاق بين بيروت والجنوب تمرّ من هناك، أي من صيدا، وبالتالي فإن أي توتر لن يكون لصالح الحزب أبداً.

أين "حماس" من هذا التوتر؟

الخطير في أيّ معركة مُرتقبة هو أن جماعة "الشباب المسلم" التي ينتمي إليها قاتل عقل، كانت دخلت في صدامٍ مؤخراً مع حركة "حماس" داخل المخيم عبر تمزيق صور "أبو عبيدة". الحادثة هذه التي حصلت قبل نحو شهر، أسست لـ"فتنة" داخل المخيم، لكنه تم تطويقها نسبياً. إلا أنه في المقابل، وفي حال حصول أي اقتتال جديد، عندها ستكون "حماس" في واجهة الصراع، ومن المُتوقع أن تلقى صداماً مع "جند الشام" و "الشباب المسلم"، علماً أنها كانت من الجهات الأساسية التي تواصلت مع الجهتين المذكورتين خلال اشتباكات العام الماضي وأعطتهما دعماً غير مباشر ميدانياً وعبر المواقف، كما أن التنسيق كان معهما واضحاً ولا يمكن نكرانه في أوساط الداخل الفلسطيني ضمن عين الحلوة.

في حال حصول أي إقتتال، فإنّ "حزب الله" سيطلب من "حماس" دوراً جديداً يتمثل في لجمِ أي جماعة ستؤثر على خط الجنوب، وبالتالي إن شهد المخيم أي اقتتال، عندها من المتوقع أن تنضمّ "حماس" إلى "فتح" لمواجهة الجهات المتطرفة، في خطوة تمثل نقلة نوعية ميدانياً وعسكرياً وسط حرب غزة من جهة ومعركة جنوب لبنان من جهةٍ أخرى.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الشباب المسلم داخل المخیم عین الحلوة حزب الله فی صیدا

إقرأ أيضاً:

علاقة حزب الله والمسيحيين.. الضرورة والحاجة!

لم يكن الإشتباك السياسي والاعلامي بين البطريركية المارونية "حزب الله" والذي جاء بعد تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التي ازعجت الحزب، الخلاف الاول بين الطرفين، اذ ان المواقف لطالما كانت متباعدة بينهما منذ سنوات، حتى خلال عهد البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، وعليه فإن الخلاف الحالي يأتي ضمن المسار العام لاختلاف التوجهات والتموضعات، لكن ما يحصل في هذه المرحلة لديه خصوصية أنه يترافق مع شرخ كبير بين حارة حريك والمسيحيين عموماً.

تعاظم الخلاف السياسي بين "حزب الله" والشارع المسيحي عموماً بعد الطلاق الذي طرأ على العلاقة بين حارة حريك وميرنا الشالوحي، الحليف التقليدي للحزب، اذ ان القوى السياسية المسيحية باتت بغالبيتها العظمى معارضة لأداء الحزب الداخلي وحتى في القضايا الخارجية والاستراتيجية، وبات تالياً الخصم الفعلي للجمهور المسيحي الذي يستند على تراكمات سياسية هائلة، انطلاقاً من ثورة 17 تشرين ووصولاً الى المشاركة في حرب غزة وما بينهما من مواقف واحداث مثل إنفجار المرفأ.

ينظر "حزب الله" للعلاقة مع المسيحيين بأنها ضرورة وحاجة، لكن هذه الحاجة تتبدل من كونها استراتيجية احياناً مثلما كانت عليها بعد العام 2005 عندما وجد الحزب نفسه معزولاً بين كل الطوائف، وتكتيكية كما هي خلال المرحلة الحالية، اذ يجد الحزب أن العلاقة مع القوى المسيحية مهمة لكن يمكن تجاوزها او اقله يمكن عدم التعامل معها بأولوية مطلقة، نظراً للانفتاح السريع الذي يحظى به الحزب بإتجاه الطائفتين السنية والدرزية منذ بدء المعارك العسكرية في جنوب لبنان.

ما يريده الحزب من المسيحيين هو الحماية الوطنية اولا، ومنحه غطاءا سياسيا وطائفيا تحسبا من عودة الخلاف مع السنّة، وعندها يكون تحالف الاقليات احدى خطوط الدفاع الاولى عن المشروع السياسي لـ "حزب الله" وبالتالي لن يكون عندها هناك اي امكانية لاصابة الحزب بشكل فعلي ومؤذ من دون اصابة باقي الاقليات، هكذا يتوحد مصير الجميع ويصبح الدفاع عنهم متمتعاً بشرعية سياسية اكبر، ولا مكن تخظيه او تجاوزه.

في المقابل يعمل المسيحيون بشكل مستمر على الحد من نفوذ "حزب الله" لان تقدم الحزب سياسيا لا يمكن ان يحصل، نظرا للحساسيات مع الشوارع الاخرى وتحديد الشارع السنّي، الا على حساب المسيحيين بسبب خلافاتهم السياسية.


العلاقة بين "حزب الله" والشارع المسيحي بالغة التعقيد، ولا يبدو ان هناك اي طرف في لبنان قادر على فهمها بشكل كامل، خصوصا ان جزء لا بأس به من المسيحيين يشعر ان سلاح "حزب الله" الذي يضرب اسس الدولة التي يحلم بها المجتمع المسيحي منذ عقود، هو نفسه يفرض توازنا مع سلاح الفلسطينيين في المخيمات ويضع حدا لطموحات النازحين السوريين. علاقة الحزب بالمسيحيين مبينة على تناقضات شاملة وعلى حاجة مستمرة وان كانت غير متوازنة. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • بالصور: افتتاح مخيم " بسمة أمل" للأشخاص ذوي الإعاثة في دير البلح
  • علاقة حزب الله والمسيحيين.. الضرورة والحاجة!
  • العثور على جثة زوج النائبة فيان صبري مقتولًا داخل مركبته
  • أطفال يتزاحمون للحصول على طعام من تكية داخل مخيم في غزة.. فيديو
  • افتتاح مركز مخيم اليرموك الطبي والمجتمعي بدمشق
  • قائد الثورة يعزي رئيس حركة حماس اسماعيل هنية
  • مخيم جزيرة الحديريات الصيفي للمغامرات في سيركت X ينطلق في يوليو
  • شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين شرق خان يونس
  • فلسطين.. طائرات الاحتلال تشن حزام ناري شرق مدينة خان يونس