مع حلول فصل الصيف، يزداد شعوركم بالتعب وانتفاخ وتورّم في أجزاء مختلفة من جسمكم.. الأمر لا يستدعي القلق، فهذه الظاهرة شائعة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وفقدان السوائل، لكنّها في غالب الحالات مصدر إزعاج في موسم الاستجمام و"التصييف" إذ أن الأطراف المنتفخة من الجسم تصعّب الحياة اليومية وتعيق مزاولتكم النشاطات الصيفية المفضّلة لديكم.

لحسن الحظ، هذا النوع من "الوعكات" موقت ويمكن تفاديه ومنعه من سرقة "الصيفية" منكم.
 
آلية دفاعية للجسم: إزعاج رائج موقت
"الوذمة" أو ما يعرف باحتباس الماء في الجسم هي ظاهرة رائجة جداً، تحديداً لدى النساء وبالأخص صيفاً، تؤكّد إختصاصية التغذية إليز الحداد لـ"لبنان 24"، موضحة أن هذه الحالة تعود لتجمّع السوائل في الجسم بين الأنسجة وعدم التكمّن من التخلص منها بشكل فعّال، يمكن القول أنها ناتجة عن خلل في نظام تنظيم السوائل في الجسم.
وتفسّر الحداد أنه بسبب الطقس الحار و"اللهيب" المناخي، يزداد التعرّق لدى الأفراد، ما يحدث جفافاً ويؤدي الى فقدان الجسم للمعادن الأساسية كالصوديوم والبوتاسيوم، بالتالي وفي محاولة دفاعية للجسم يقوم بتخزين الماء مما يؤدي لتراكم السوائل في الجسم.
كذلك، تشير الى أنه على عكس ما يعتقد البعض، قلّة شرب المياه صيفاً يتسبب بانتفاخ الجسم لأن ذلك يؤدي الى الجفاف ما يجبر الجسم على احتباس الماء بالأنسجة. لذلك، ووفقاً لحداد يجب شرب كمية كافية من الماء المعدنية أو حتى من شاي الأعشاب بلا إضافة محليات.
أيضاً، تعيد الحداد أسباب التورم واحتباس الماء الى نوعية الطعام التي يتناولها الأفراد.. فـ"الوعكات مرتبطة بالمأكولات"، بحسب قولها. وتضيف: "اتباع نظام غذائي غني بالملح والسكريات المصنعة يمكن ان يتسبب باحتباس الماء في الجسم"، مشدّدة على أهمية تناول وجبات خفيفة كموّنة من الفواكه والخضروات الطازجة.
كما تلفت الى أن بعض الأدوية قد تُسبب احتباس الماء كأثر جانبي مثل أدوية ضغط الدم وموانع الحمل، محذّرة من الانتفاخ الصيفي يعد يكون عارضاً لبعض الأمراض مثل التهابات الكلى أو اضطرابات الغدد الصماء أو أمراض القلب وأمراض الكبد.
 
العلاج بسيط وطرقه أسهل
التخلّص من احتباس الماء في جسدكم يعتمد على طرق وعلاجات منزلية بسيطة لا تتطلّب منكم غير تعديل صغير بنمط حياتكم. ووفقاً لاختصاصية التغذية، يبدأ العلاج باعتماد نظام غذائي صحيّ ومتوازن لا يتضمّن الأطعمة المصنّعة أو "المعلّبات" التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم. وتنصح الحداد بالتوقف عن "التمليح" وتجنب كل طعام يميل الى احتواء الملح الخفي.
في خضمّ حديثها لـ"لبنان 24"، تمنح الحداد عدداً من النصائح الغذائية لمنع حجز الجسم للسوائل. وتقول: "الجسم يخسر من المعادن بسبب الحرارة الزائدة، لذا لا بدّ من تعويض هذه الخسارة عبر تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم كالافوكادو، الموز، البطيخ، البطاطس الحلوة، الكرفس والخضروات الورقية". كما تشدّد على أهمّية تناول كمية كبيرة من الماء الابتعاد قدر الإمكان عن الكافيين والمشروبات الكحولية وهذا أمر "مهم"، تبعاً لها.
بالإضافة الى تحسين النظام الغذائي، تنصح الحداد بتنشيط الجسم وممارسة الرياضة بانتظام، موضحة أن الأنشطة البدنية تساعد في تحسين الدورة الدموية والتخلّص من السموم في الجسم، ما يقلّل احتمالية تراكم السوائل بين الأنسجة.
وعند الحديث عن ضرورة الحركة وتنشيط الدورة الدموية، تلفت الى أهمية ارتداء ثياب فضفاضة واحذية مفتوحة ومريحة، منبّهة من اعتماد الاكسسوارات الضيقة لأنها تعيق دفّق الدم ما ينتج عنه احتباس الماء.
هذه العلاجات المنزلية من شأنها منحكم صيفية آمنة من ازعاج تورّم الجسم، في حال كان سببها غير مرضي، وفقاً للحداد. سرّ الصحة السليمة بيدكم والقاعدة الذهبية ثلاثيّة: اتبعوا نظاماً غذائياً صحياً، تمرّنوا بانتظام ورطبوا جسدكم قدر الإمكان. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الجسم

إقرأ أيضاً:

البعوضة؟! (قصة قصيرة من رعب المعركة)

أصدر قائد المجموعة أمره بصرامة ودون أيّ تردّد، الأمر لا يتجاوز كلمة واحدة:

- البعوضة.

وسط الركام لم نجد سوى عجوزين، عجوز يؤنس عجوزته رغم أنف الحرب والدمار، وكأن بقيّة أفراد العائلة قد ابتلعتهم الحرب قتلا أو تشريدا أو كليهما، والأغلب قتلا لأن العائلات الفلسطينية لا يمكن أن تترك مسنّيها وتذهب، وسط هذا الدمار الهائل الذي لم يترك بناية على حالها، أتاها وفعل فعله الشنيع بها، والموت منتشر للناس من فوقهم ومن تحت أرجلهم، بحرا وبرا وجوا وبأشكال متعدّدة وبكل الألوان، ومن لم يمت بالقصف مات بالقنص أو الحرق أو تساقط ركام الأبنية فوق رأسه، عجوزان ينتظران الموت في أية لحظة، لا شكّ بأنّهما قد رآنا ولكن لا حيلة لهم سوى انتظار الموت والرضى بقدرهم.

يريد قائدنا الأشمّ تطبيق خطّة البعوضة، كيف؟ معقول؟ على إنسانين بهذا السنّ المتقدّم، على كلّ حال هو لا يعترف بإنسانيتهم أوّلا ولا اعتبار للسنّ عنده إلا المزيد من الإمعان في الإذلال والقهر.

هجم الجنود بشراسة على فريستهم، عصّبوا المرأة العجوز وشدوا الوثاق على عينيها، سحبوا الرجل ودفعوه أمامهم، ربطوا عبوة ناسفة على رقبته، ثم هتف القائد الأغرّ بشراسة:

- انظر يا بطل، القنبلة في رقبتك وكبسة التفجير بيدي، ستسير حسب أوامرنا، أنت جاهز.

تلعثم الرجل ولم يدر ما يقول، حشد شجاعته وهمس من أعماقه:

- تريدونني درعا بشريّا.

- اخرس، ماذا تقول؟ نحن الجيش الأعلى أخلاقا من كل جيوش العالم.

- وما هذا الذي تفعلونه؟

- شيء من إجراءات السلامة العامة والحماية من الإرهابيين.

وزعق آخر:

- هيّا سر أمامنا وإياك أن تحيد عن تعليماتنا.

وعاد كبيرهم للتوجيه عبر سمّاعة زرعوها في أذن المسنّ.

تأرجح الرجل بين الركام وسار بأقدام واهنة تتحسّس طريقها بصعوبة، أوامرهم تغور في أذنه بقسوة بالغة.

- سر للأمام يا كلب، امش بسرعة، شدّ رجلك، انتبه كبسة واحدة تهوي بك في جهنّم.

صوت طائرات التجسّس تغدو وتروح بأصواتها المزعجة، صوت الانفجارات كبيرها وصغيرها تصخّ الآذان وتضرب بها القلوب الحناجر، لا مفرّ أمام هذا الحيوان البشري أو قل البعوضة من أن يسير أمامنا ويؤثرنا بالموت إن خرج لنا من تحت هذه الأرض المشئومة. أدخله ضابطنا أماكن متعدّدة، كانت حركته بطيئة وكأن جسمه قطعة من الأرض ينتزعها مع كلّ خطوة، رأيت في وجهه كلّ ألوان القهر وأشكال العذاب، رأيت في عينيه الموت يتمنّاه حتى تغيب عن شاشتها.

اشتغل معنا في هذا اليوم حتى المساء، كانت بعوضة ثقيلة بطيئة قد أكل منها الدهر وشرب، ألم تجد شابّا أخفّ ظلّا أيها الضابط العتيد؟ ضاقت عليك غزّة بما رحبت ولم تجد إلا هذا الهرم؟ أم أردت أن تمعن في كيل أشد أنواع العذاب حتى يطال المسنّين منهم، لتقول إنّك قد أدخلت ماكينة عذابك كل أعمارهم، يا لك من ضابط مرهف الحسّ الإنساني النبيل!

بعد رحلة طويلة مع هذا الدليل الهرم عدنا به إلى نصفه الآخر، ثم أصدر ضابطنا أمره لهما بالمغادرة من هذا المكان وأشار إلى الطريق الآمن الذي يجب أن يسلكوه للنجاة بأرواحهم.

عانقت يد الشيخ يدّ محبوبته التي تعلقّت به بكل ما فيها من خوف وحبّ وهلع، سارا معا يتعكّز كلّ منهما على الآخر، لسانها نطق بكلمات على الأغلب أنّها من صلواتهم، واضح أنّه قد أشرق وجهها بلقاء محبوبها وانطلقا يزحفان إلى حيث تأخذهما الطريق. في غزّة لا يسير المرء على هواه وإنما تسير به الطريق على هواها، وكل الطرق تؤدي إلى خيمة على قارعة الطريق أو بقايا طريق.

نهاية الطريق كانت لهم طلقتان وضعتا حدّا لنهاية بعوضتين، كانت هناك دبّابة لهما بالمرصاد، لم يرق له تعليمات الاتصال الذي أتاه من قبل ضابطنا أنّ بعوضتين مسنتين مسالمتين ستقطعان الطريق من الشمال إلى الجنوب، رأى فيهما أنهما أبوان لقساميين ألهبوا ظهروهم بسياطهم: "اقصف البعوض دون أن يرف لك قلب أو رمشة عين. هناك المزيد من البعوض فلا تتردّد يا فتى".

(ملاحظة: استخدم جيشهم تطبيق البعوضة في قطاع غزّة بهذه العنصرية المتوحّشة في مرات لا تعد ولا تحصى)

مقالات مشابهة

  • لبنان يؤكد الالتزام ببدء المباحثات مع صندوق النقد الدولي بحلول الصيف
  • لماذا يجب أن تبدأ إفطارك بالتمر والماء؟
  • البعوضة؟! (قصة قصيرة من رعب المعركة)
  • طبيبة: رمضان فرصة ذهبية لخفض الكوليسترول وتقليل السموم بالجسم.. فيديو
  • لبنانيّة تترشّح لمنصب مختار.. المعركة في الجنوب!
  • اجتماع ثلاثي بين إيران والصين وروسيا في بكين يوم الجمعة المقبل
  • انتبه.. عدم تناول هذه الأطعمة في رمضان يؤثر على صحتك
  • هل يقلل شرب الشاي بعد السحور من الشعور بالعطش؟.. فقدان السوائل
  • عون بحث مع وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الأعلى في تفعيل الجسم القضائي
  • القمة 130.. ثلاثي هجومي في تشكيل الأهلي المتوقع أمام الزمالك