30 يونيو في الميزان.. كيف أكلت أولادها ووأدت مطالبها وتفردت بحكم مصر؟
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
تحلّ بعد أيام الذكرى الحادية عشرة لأحداث 30 حزيران/ يونيو 2013، التي شهدت مظاهرات واسعة، وصفها المعارضون بـ"المدبّرة والممنهجة والممولة من الداخل والخارج، مهّدت للإطاحة بأول تجربة حكم ديمقراطية في مصر".
هذا الحدث الذي قلب كل مكاسب ثورة 25 كانون الثاني/ يناير، لا يزال يثير جدلا كبيرا حول ما إذا كانت 30 حزيران/ يونيو حقاً تعبيراً عن إرادة الشعب، أم انقلابا مدبّراً من قبل الدولة العميقة.
دور الدولة العميقة
يرى البعض أن 30 حزيران/ يونيو لم تكن ثورة شعبية عفوية، بل كانت انقلابا مدبّرا من قبل "الدولة العميقة" في مصر، أي شبكة من المؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية ذات النفوذ الكبير لإعادة السيطرة على مفاصل الدولة.
وتشير الأدلة إلى أن هذه الجهات لعبت دورا هاما في حشد التظاهرات وتأليب الرأي العام ضد حكم الإخوان. فيما يرى العديد من المحللين والسياسيين أن الأجهزة الأمنية والعسكرية استغلّت السخط الشعبي لتوجيه الأحداث بما يخدم مصالحها.
التحضير لأحداث 30 يونيو
ساعدت الأجهزة الأمنية والدولة العميقة في تأليب مكونات ثورة 25 يناير على حكم التيار الإسلامي من خلال خلق الأزمات وزرع الخلافات. واستخدمت الإعلام كأداة رئيسية لشيطنة الحكم الجديد واتهامه بالفشل في إدارة شؤون البلاد.
وتتابع المصادر ذاتها، أنه خلال الشهور التي سبقت 30 يونيو 2013، عملت الأجهزة الأمنية في مصر على زرع الشقاق بين جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة، والرئيس المنتخب، محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان، من جهة ضد الأحزاب المدنية والحركات الشبابية من جهة أخرى.
خلال هذه الفترة، تم استخدام هذه الخلافات لتحريض الشارع المصري ضد حكم الإخوان المسلمين. إذ شجعت الأجهزة الأمنية والإعلام على النزول إلى الشوارع والتظاهر ضد مرسي وحكومته، متخذين من الجيش والشرطة حماية لهذه المظاهرات.
أحداث 30 يونيو والانقلاب العسكري
خرج المعارضون لحكم التيار الإسلامي إلى الشوارع في مظاهرات 30 يونيو 2013، ممّا أعطى الجيش ذريعة للتدخل. بعد يومين من بدء المظاهرات، أعلن الجيش الإطاحة بالرئيس مرسي، وتشكيل حكومة انتقالية، وتعطيل العمل بالدستور، وعادت الأحكام العرفية.
كشف النظام العسكري الجديد سريعا عن نواياه الحقيقية تجاه الشركاء المدنيين، حيث بدأ في ما كان يوصف بـ"قمع" كل المؤيدين للديمقراطية والداعين لتحقيق مطالب الثّورة، مما أدى إلى وأد المطالب الشعبية وتفرد المؤسسة العسكرية بالحكم.
شهدت الفترة التي تلت الانقلاب، حملة قمع واسعة ضد المعارضين السياسيين، سواء من التيار الإسلامي أو من القوى الثورية التي كانت جزءاً من ثورة 25 يناير.
بعد أقل من عام تفرّد الجيش بالسلطة في البلاد، مما أدى إلى تقويض المؤسسات الديمقراطية وتهميش القوى السياسية المدنية.
30 يونيو.. ثورة أم مظاهرات
قال القيادي السابق في جبهة الإنقاذ التي تشكّلت ضد حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، مجدي حمدان، إن "11 عامًا مضت على 30 يونيو، التي خرج فيها المصريون لأهداف محددة، لكن مسارها حاد عن تلك الأهداف، تاركًا وراءه مآلًا لم يكن يتطلع إليه الكثيرون".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21": "كان هناك إفراط في التفاؤل تجاه الإدارة الجديدة والسلطة الجديدة وأصابتنا بخيبة أمل، وتدهورت الأوضاع على جميع المستويات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الحريات بدعوى الأمن والاستقرار".
ونفى حمدان أن "تكون مظاهرات 30 يونيو ثورة شعبية؛ لأنه لا يتصور أن تكون هناك ثورة جديدة بعد ثورة 25 يناير 2011، والثورة تكون ضد نظام حكم استمر في حكم البلاد لفترة طويلة بيد من حديد وتبنى على تراكمات، ما جرى في 30 يونيو يمكن وصفه بأنه فعاليات ومظاهرات لتصحيح المسار وليس ثورة جديدة".
ورأى السياسي المصري أن "التفرقة وعدم الاجتماع على كلمة واحدة هو السبب الحقيقي في ضياع مكتسبات ثورة 25 يناير، وكان هناك سوء إدارة للمشهد سياسيا وتسرّع في معالجة بعض القضايا المهمة، فتحت الباب لإنهاء حكم الرئيس الراحل محمد مرسي".
وأعرب عن إحباطه السياسي والحقوقي بخصوص ملامح المرحلة المقبلة، قائلا: "لا زلت عند اعتقادي أنه لن يحدث أي اختراق جديد في الملف السياسي والحقوقي، نحن لا زلنا ندور في دوامة مفرغة بين الترهيب والوعود، نحن نعتصر منذ 2013 وحتى اليوم".
30 يونيو.. دولة المماليك
وصف السياسي المصري، خالد الشريف، ماحدث في 30 يونيو بأنه "عملية خداع كبرى للشعب المصري والثوّار والسياسين الذين تورطوا فيها، لأنها تحولت إلى عدوان على الحريات وإرادة الجماهير التي جاءت بالرئيس مرسي رئيسا للبلاد وانقلاب على ثورة 25 يناير".
وأضاف الشريف، الذي كان عضوا بارزا في حزب البناء والتنمية الإسلامي، "30 يونيو هي ليست بثورة بل ثورة مضادة قادها الفلول وكارهو الثورة والتيار الإسلامي، والراّغبين في تحطيم الديمقراطية الوليدة، والذين حولوا مصر لدولة مماليك في السطو على كرسي السلطة".
ودلل الشريف على حديثه بالقول: "إن الذين شاركوا في 30 يونيو تم التضحية بهم إما بالزج في السجون أو الإقصاء للتأكد للجميع أنها عملية خداع المقصود منها القضاء على الثورة والاستيلاء على السلطة وعودة الديكتاتورية وحكم الفرد مرة أخرى"، مشيرا إلى أن "وأد جميع الحركات السياسية بجميع توجهاتها وخلق ما يسمى بالأحزاب المؤيدة".
ورأى أن "النظام العسكري الجديد استطاع الاستمرار في مخططه بتفرقة رفقاء الثورة والقضاء عليهم واحدا تلو الآخر، ونشر الرعب والفزع في قلوب الأحرار والمدافعين عن مكتسبات ثورتهم من خلال القمع الوحشي وكان النموذج الماثل أمام الجميع هو مذبحة رابعة لنشر الرعب في قلوب المصريين، ويستتب له الأمر في نهاية المطاف".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر 30 يونيو محمد مرسي مصر 30 يونيو محمد مرسي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأجهزة الأمنیة الدولة العمیقة ثورة 25 ینایر
إقرأ أيضاً:
التاجورى: تخفيض 25 % من رسوم تسجيل المنشآت والمطاعم السياحية لدى الهيئة القومية لسلامة الغذاء حتى 30 يونيو 2025
أعلن ياسر التاجورى ، رئيس مجلس إدارة غرفة المنشآت والمطاعم السياحية ، حصول الغرفة على ميزة من الهيئة القومية لسلامة الغذاء من خلال التنسيق المباشر مع الدكتور طارق الهوبى ، رئيس مجلس إدارة الهيئة ، بمنح المنشآت والمطاعم السياحية أعضاء الجمعية العمومية للغرفة تخفيضاً بنسبة 25 % من قيمة الرسوم الخاصة بأنشطة الفحص والرقابة وتسجيل المنشآت والمطاعم السياحية فى الهيئة لإعتمادها كمنشآت متوافقة مع ضوابط وقواعد سلامة الغذاء وأن التخفبض سارى حتى 30 يونيو 2025 شريطة سداد هذه القيمة كاملة خلال فترة التسهيلات.
وأعرب التاجورى ، عن تقديره للهيئة القومية لسلامة الغذاء والمسئولين عنها وإستجابتهم لمطالب الغرفة فى تقديم حزم تحفيزية للمنشآت والمطاعم أعضاء الجمعية العمومية للغرفة للتسجيل بالهيئة وفقاً لما نص عليه قانون إنشاء الهيئة .
وأشار التاجورى أن اللقاء الذى عقده مع الدكتور طارق الهوبى ، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء بمقر الهيئة ، فقد تم التأكيد من قبل رئيس الهيئة والأجهزة التابعة ، بأن الرقابة على المنشآت والمطاعم السياحية المدرجة بقوائم المنشآت المستوفية لإشتراطات سلامة الغذاء هى من إختصاص الهيئة دون غيرها .
وأوضح إنه قد تم الاتفاق على أن تقوم الهيئة بإصدار "قائمة بالمنشآت المؤهلة " تدرج فيها أسماء المنشآت والمطاعم السياحية التى وفقت أوضاعها وأستوفت كافة الشروط والضوابط الصادرة من الهيئة القومية لصحة وسلامة الغذاء بهذا الشأن ، كما تشتمل أيضاً على المنشآت التى حققت نسب إستيفاء قدرها 70% بعد سداد كافة الرسوم المستحقة عليها لدى الهيئة .
وأعلن يسر التاجورى ، رئيس غرفة المنشآت والمطاعم السياحية ، أن الغرفة تقدمت بمقترح إلى الدكتور طارق الهوبى ، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء ، تضمن برنامج لتنفيذ وعقد ورش عمل مشتركة بين الغرفة والهيئة لتوضيح المفاهيم الخاصة بعمل الهيئة لأعضاء الجمعية العمومية ، وينتظر إعتماد رئيس الهيئة لدخول برنامج وورش العمل حيز التنفيذ.
وناشد رئيس غرفة المنشآت والمطاعم السياحية أعضاء الجمعية العمومية للغرفة ضرورة وأهمية إستثمار هذه الميزة النسبية فى الوقت المحدد لها وهو قبل نهاية يونيو 2025 ، معرباً إستعداد الغرفة لتذليل كافة المعوقات التى تواجه المنشآت السياحية ، برفعها للغرفة لدراستها والعمل على وضع الحلول لها من خلال التعاون والتنسيق المشترك بين غرفة المنشآت والمطاعم السياحية والهيئة القومية لسلامة الغذاء .
يذكر أن الدكتور طارق الهوبى ، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسلامة الغذاء ، قد أكد فى لقاء سابق مع ياسر التاجورى ، رئيس مجلس إدارة غرفة المنشآت والمطاعنم السياحية قد أكد خلال الاجتماع، على أن الهيئة ستنظم برنامجًا خاصًّا يتضمن دورات تدريبية وورش عمل لتوعية العاملين بالمنشآت والمطاعم السياحية ونشر ثقافة سلامة الغذاء لتحسين أداء اﻟﻌﺎﻣﻟﯾن، واﺗﺑﺎع اﻟﻘواﻋد واﻹشتراطات الخاصة بسلامة الغذاء ﺧﻼل ﻣراﺣل دورة اﻟﻐذاء ﻓﻲ المنشآت والمطاعم السياحية بما يسهم فى الحفاظ على صورة مصر الدولية وإبرازها بما يتناسب مع سمعتها السياحية ومكانتها التنافسية دوليًّا بين مصاف الدول السياحية الكبرى.
وأشار الهوبي، خلال الاجتماع، إلى أن الهيئة القومية لسلامة الغذاء بصدد إعداد دليل للاشتراطات الخاصة بالمنشآت والمطاعم السياحية سيسهم بشكل فعال فى عملية الاستيفاء، وشدد على ضرورة دعم الغرفة فى حث أعضائها على ضرورة الإسراع فى عملية التسجيل والاعتماد للنهوض بالمنظومة الغذائية فى مصر، خاصة فى القطاع السياحي، مما سيكون له أعظم الأثر فى تحقيق تجربة سياحية مصرية متميزة لضيوفها وزوارها.
وأشاد الهوبى بدور الغرفة الإيجابى وأكد ضرورة التواصل من خلال عقد اجتماعات دورية لمناقشة التحديات وآلية حلها.