في ظل تصاعد التوتر بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي والخشية من اتساع نطاق الحرب، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنه يوثق زحاما خانقا في مطار بيروت بسبب الأعداد الكبيرة من المغادرين الهاربين.

لكن هذا الادعاء غير صحيح، فالفيديو مصور في سبتمبر الماضي، أي قبل شهر على اندلاع الحرب في غزة وانتقال التوتر إلى الحدود اللبنانية.

ويظهر في الفيديو أعداد كبيرة من المسافرين في قاعة مطار بيروت الدولي.

ومن الأشخاص الذين قاموا بتداول الفيديو الصحفي الإسرائيلي المولود في لبنان، إيدي كوهين، المعروف بنشر إشاعات وأكاذيب.

وقال كوهين ساخرا "مطار بيروت اليوم (22 يونيو).. حلم نصر الله وبعض العرب أن يغادر الإسرائيلي وطنه (...) شفتم من يغادر (...) يا شماتة كوهين".

مطار بيروت اليوم ????????
حلم نصر الله وبعض العرب أن يغادر الإسرائيلي وطنه. ههههه
شفتم من يغادر؟؟؟ يا شماتة كوهين pic.twitter.com/mnpPritIwI

— إيدي كوهين אדי כהן ???????? (@EdyCohen) June 22, 2024

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يصور إقبالا كبيرا من المغتربين والسائحين على مغادرة لبنان مع ارتفاع التوتر بين حزب الله وإسرائيل في الأيام الماضية.

ويأتي نشر الفيديو بهذا السياق في وقت يثير تبادل القصف والتهديدات بين حزب الله وإسرائيل خشية من اتساع نطاق الحرب.

والثلاثاء الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي "المصادقة على الخطط العملانية لهجوم على لبنان".

وفي اليوم التالي، حذر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ حزبه في حال اندلاع حرب.

ونبه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الجمعة الماضي، من أن يصبح لبنان "غزة أخرى"، مشيرا إلى مخاوف من اتساع الحرب إقليميا، في ظل تصاعد عمليات القصف على الحدود الإسرائيلية اللبنانية والتهديدات المتبادلة.

ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف يوميا، ومنذ بدء التصعيد في أكتوبر الماضي، قتل 480 شخصاً في لبنان، بينهم 93 مدنيا على الأقل و313 مقاتلا من حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية، فيما قتل وأصيب عشرات الإسرائيليين.

سلطات الطيران المدني تنفي

ونفى المدير العام للطيران المدني اللبناني، فادي حسن، صحة ما تردد على مواقع التواصل عن حركة مغادرة غير اعتيادية.

وقال لصحفي من وكالة فرانس برس في بيروت صباح 24 يونيو 2024 "هذا غير صحيح".

وأضاف "على العكس من ذلك، حركة الوصول إلى ازدياد، القادمون أمس كانوا أكثر من 15 ألف راكب، وهو رقم لم نسجل مثله العام الماضي، وعدد الواصلين خلال شهر يونيو تخطى 300 ألف، وهو رقم جيد جدا رغم أننا لم نبلغ وقت الذروة بعد".

وقال مسافرون لبنانيون غادروا عبر مطار بيروت في الأيام الماضية بعد انقضاء عطلة عيد الأضحى إن حركة المغادرة "هي نفسها التي نلاحظها بعد الأعياد، حيث يكون هناك اكتظاظ، لكن الأمر معتاد".

حقيقة الفيديو

وتبين أن الفيديو المتداول قديم، والتفتيش عنه على محركات البحث يظهر أنه منشور في مواقع إعلامية محلية في سبتمبر 2023، أي قبل شهر على هجوم حماس في السابع من أكتوبر وما تلاه من حرب في غزة وتوتر وتبادل للنيران على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

بالفيديو.. زحمة على خطّ المغادرة في مطار رفيق الحريري الدّولي#lebanon24#لبنان pic.twitter.com/3n4BNX0jZ8

— Lebanon 24 (@Lebanon24) September 2, 2023

ويُظهر الفيديو مشهدا من مشاهد الازدحام في مطار بيروت، وهي مشاهد أصبحت معتادة في السنوات الأخيرة في أوقات الأعياد والإجازات، وسط اتهامات للسلطات بالتقصير في تنظيم عمله.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بین حزب الله مطار بیروت فی مطار

إقرأ أيضاً:

اتجاه لتسوية بين لبنان وإسرائيل.. وترقب للموعد هذا الأسبوع

ليالي دامية وقاسية عاشها سكان لبنان لأكثر من شهرين تقريبا، جراء العمليات البرية على شمال البلاد والغارات الإسرائيلية العنيفة منذ أواخر سبتمبر الماضي، التي استهدفت الأماكن السكنية المكتظة بالناس، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا في اغتيال كبار قيادات «حزب الله».

ونفذ الاحتلال الإسرائيلي المحتل عمليات اختراق أمنية كبيرة لأجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يحملها عناصر حزب الله، مما تسبب في انفجار تلك الأجهزة من نوعي «بيجر» و «آي كوم»، يوم الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر، والأربعاء الموافق 18 سبتمبر 2024، وأدى إلى ارتقاء 3754 شهيدًا وإصابة 15626 آخرين، وكان أبرز الأسماء التي اغتالتها قوات الاحتلال الإسرائيلية، هو الأمين العام لحزب الله، الشهيد حسن نصرالله، وحوالي 20 قيادي آخر خلال اجتماعهم بالمركز الرئيسي للحزب تحت الأرض في الضاحية الجنوبية باللعاصمة اللبنانية بيروت.

وخلال الأيام الماضية، شهدت المنطقة زيارة المبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكستين، يوم الأربعاء الموافق 20 نوفمبر 2024، إذ التقى برئيس مجلس النواب نبيه بري، لبحث وقف إطلاق النار.

واتفقا الثنائي حينها، أن النقاط الخلافية تم حلها على مدار الساعات الماضية وتم التوصل إلى الصياغات النهائية، وقدم لبنان في هذا اللقاء موافقته مكتوبه على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار إلى السفيرة الأمريكية في بيروت، وكانت هذه المقترحات والموافقة عليها جادة لإنهاء هذا الصراع.

وبعد الانتهاء من هذا اللقاء توجه إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكدت وسائل إعلامية عبرية، بأن مجلس الوزراء الإسرائيلي أعطى الضوء الأخضر لتوقيع التسوية مع لبنان، ومن المتوقع أن تكون هناك تسوية في لبنان هذا الأسبوع، رغم استمرارية نيران حزب الله في الأونة الأخيرة.

وأفادت وسائل إعلامية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، بأن مسودات الاتفاق مع لبنان جاهزة تقريبًا والطرفان أبديا التزاما في إبرامه، مؤكدة أن التقديرات تشير إلى أن الاتفاق بين لبنان وإسرائيل سيحظى بدعم الأغلبية في الكابينت الأمني والسياسي والحكومة.

اقرأ أيضاًأول تعليق من حزب الله على الاتفاق لوقف إطلاق النار بلبنان

ميقاتي: أولوية الحكومة اللبنانية وقف إطلاق النار وحفظ السيادة

إصابة إسرائيلي جراء إطلاق 20 صاروخا من لبنان على الجليل الأعلى والغربي

مقالات مشابهة

  • اتجاه لتسوية بين لبنان وإسرائيل.. وترقب للموعد هذا الأسبوع
  • المعادلة الجديدة بين بيروت وتل أبيب.. تصعيد عسكري بين حزب الله وإسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي ينذر مواقع في ضاحية بيروت الجنوبية بالإخلاء
  • رغم جهود وقف الحرب.. تصاعد الضربات بين إسرائيل وحزب الله
  • بيروت يقابلها تل أبيب.. هكذا توعّد حزب الله اللبناني الاحتلال الإسرائيلي
  • اشتباكات عنيفة بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي في بلدة يارون
  • ما مصلحة إيران في عرقلة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل؟
  • تصاعد الغارات الإسرائيلية على سوريا مع احتدام التوتر في المنطقة
  • تحذيرات أممية من تدهور الوضع الإنساني في لبنان بسبب تصاعد العدوان الإسرائيلي
  • مازن السماك: 190 ألف غادر لبنان عن طريق مطار بيروت.. أحيي الطيار اللبناني