كتب جورج شاهين في" الجمهورية": توقفت مراجع ديبلوماسية وسياسية أمام حجم الضغوط التي تمارسها الادارة الاميركية من اجل الاعلان اليوم قبل الغد عن خريطة الطريق المؤدية الى اليوم التالي في قطاع غزة وجنوب لبنان، كما على بقية الساحات المرتبطة بها ارتباطاً وثيقاً وصولاً الى الملفات الداخلية، ومنها الانتخابات الرئاسية في لبنان والأوضاع الداخلية في عدد من هذه الدول، كما بالنسبة الى مصير الاتفاق النووي الايراني وما يمكن ان يجنيه بايدن من اي خطوة ايجابية متقدمة تعطيه الزخم المطلوب لاستراتيجيته المعتمدة من أجل البقاء في البيت الأبيض ولاية ثانية.

وما يؤسس لهذه النظرية هو ما تكون لدى الادارة الاميركية من اقتناع بأن مفتاح الحل موجود في عهدة الحكومة الاسرائيلية التي ان توصلت الى اتفاق نهائي لوقف النار في قطاع غزة وتبادل الاسرى والمعتقلين، يمكن ان يؤدي الى تهدئة موازية في جنوب لبنان والبحرين الاحمر والعربي كما في العراق وسوريا قبل البحث في الترتيبات   الديبلوماسية والسياسية التي تسمح باستئناف مساعي التطبيع مع المملكة العربية السعودية وصولاً الى الانتخابات الرئاسية في لبنان بعد الإعلان عن اتفاق الاطار الخاص بتظهير الحدود اللبنانية - الاسرائيلية وتثبيتها، الى ما هنالك من ملفات عالقة على رصيف الإنتظار لوقف الحرب في غزة.
ولا يتجاهل المراقبون ان ما تم التوافق عليه أعقبته الادارة الاميركية بجولة مكوكية لوزير خارجيتها لتسويق الاقتراح، واتبعتها بدعوات متلاحقة للقادة الاسرائيليين بدءاً بقادة المعارضة وصولاً الى وفد من قيادة الاركان وقادة اجهزة المخابرات الساعين الى اعادة جدولة برامج المساعدات العسكرية المطلوبة والاسلحة الثقيلة المجمدة والتي قادت وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت الى واشنطن ولقاءاته الموسعة التي شملت الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هو کشتاین في محاولة لفك الحظر المحدود على أنواع منها والتفاهم على الخطوات المقبلة.
إلا ان ما يجدر التوقف عنده، تضيف المراجع الديبلوماسية، هو ما تضمنه موقف وزير الدفاع لويد اوستين بعد لقائه غالانت الذي وازن بين الاتفاق مع حماس و حزب الله محملاً الطرفين المسؤولية تجاه ما هو مطلوب من خطوات فقال ان بلاده «تسعى في شكل عاجل للتوصل إلى اتفاق ديبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود»، محذراً من أن اندلاع حرب بين حزب الله» وإسرائيل سيكون أمرا مدمرا». ولكنه ربط موقفه هذا بما قدم له في بداية اجتماعه مع غالانت بقوله ان استفزازات «حزب الله» تهدد بجر الشعبين الإسرائيلي واللبناني إلى حرب لا يريدانها، وان مثل هذه الحرب ستكون كارثة على لبنان وستكون مدمرة للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين الأبرياء».
وعند هذه المواقف الفسيفسائية لدى الادارتين الاميركية والاسرائيلية وما يلاقيها من تشكيك في عواصم دول محور الممانعة، يقول المنطق ان التعهدات الاميركية بالتهدئة باتت في ميزان التجربة الدقيقة في انتظار التثبت من قدرتها على لجم الرؤوس الحامية لدى طرفي النزاع في تل أبيب من جهة وغزة ومحاور الإسناد من جهة أخرى. وهو أمر ربطته المراجع المراقبة بما يمكن ان تقدمه الاطراف كافة من معطيات تسهل التفاهم على خطط الادارة الاميركية التي حظيت بدعم دولي وعربي وخليجي غير مسبوق، وما بقي رهن مواقف محصورة بكل من تل أبيب وقيادة حماس في إطارهما الضيق.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الادارة الامیرکیة

إقرأ أيضاً:

موفدة أميركية تعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في لبنان

عقدت مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، اليوم السبت، اجتماعات وُصفت بأنها "بنّاءة" و"إيجابية" مع كبار المسؤولين اللبنانيين يتقدمهم الرئيس جوزاف عون، تم خلالها بحث الوضع في جنوب لبنان إلى جانب قضايا أخرى.
وهذه هي زيارة أورتاغوس الثانية للبنان منذ توليها منصبها في وقت يتواصل سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر الماضي.
وأفاد بيان الرئاسة اللبنانية بأن "أجواء بنّاءة" سادت اللقاء الذي عقد في القصر الجمهوري في بعبدا بين عون وأورتاغوس، مضيفا أنهما بحثا "ملفات الجنوب اللبناني، وعمل لجنة المراقبة الدولية، والانسحاب الإسرائيلي والوضع في الجنوب".

أخبار ذات صلة «المركزي اللبناني» يتعهد بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب الجيش اللبناني يضبط شاحنة محملة بالأسلحة في بعلبك رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام يلتقي مورغان أورتاغوس

ضبط الحدود
وأفاد بيان صادر عن رئاسة الحكومة بأن أورتاغوس عقدت أيضا اجتماعا مع رئيس الوزراء نواف سلام سادته أجواء "إيجابية" إذ بحثا تطورات الوضع في الجنوب وعلى الحدود اللبنانية السورية "مع التأكيد على ضبطها بشكل كامل ومنع حصول أي توترات أو فوضى ومنع كل أشكال التهريب".
كما بحثت مع سلام تدابير الجيش لتطبيق القرار الأممي 1701 الذي يعود إلى 2006 وأعيد التشديد عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، و"اتفاق الترتيبات الأمنية لوقف الأعمال العدائية بالتعاون مع لجنة المراقبة العسكرية"، بحسب البيان الحكومي.
ينص القرار 1701 على بسط لبنان سيطرتها على كامل أراضيها بما فيها جنوب البلاد وحصر السلاح في يد الجيش اللبناني.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • ماكرون في القاهرة لعقد قمة ثلاثية وشراكة استراتيجية .. ماذا قالت الصحف الفرنسية ؟
  • خبير شؤون إسرائيلية: تملص إسرائيل من الاستحقاقات تسبب بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار
  • موفدة أميركية تبحث في لبنان نزع سلاح حزب الله وإعادة الإعمار
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • اجتماعات إيجابية في لبنان حول الوضع في الجنوب
  • بعد "نزيف" الأسهم.. الصين لأميركا: السوق قالت كلمتها
  • موفدة أميركية تعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في لبنان
  • رجي لبى دعوة اورتاغوس للغداء في دارة السفيرة الاميركية في عوكر
  • تحالف خطير في بحر إيجة: اتفاق بين اليونان وإسرائيل وتركيا ترد بتحذير قوي
  • الخارجية الصينية تهاجم رسوم ترامب الجمركية: السوق قالت كلمتها