يمكن أن تساعد صور جديدة للمجرات الشابة البعيدة في حل لغز كيفية تشكل النجوم التي تحيط بنا، وفقا للعلماء.

وتأتي الصور الجديدة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا والتي تظهر مجرة قوس الجواهر الكونية (Cosmic Gems Arc)، المعروفة رسميا باسم SPT0615-JD1.

ويؤكد العلماء أن الضوء الصادر من تلك المجرة انبعث عندما كان عمر الكون 460 مليون سنة فقط.

Ammassi stellari nel Cosmic Gem Arc.@ESA_Webbpic.twitter.com/orW7Yg7mFU

— ESA_Italia (@ESA_Italia) June 25, 2024

والمجرة جديرة بالملاحظة لأنها تظهر تأثيرا يسمى عدسة الجاذبية، عندما يعمل انحناء الزمكان بشكل يشبه العدسة المكبرة. ولم يتم رؤية ذلك في مجرات أخرى من نفس العمر، وبالتالي فإن قوس الجواهر الكونية توفر فرصة فريدة للنظر عن كثب نسبيا في بدايات كوننا.

???? @ESA_Webb makes the first discovery of star clusters in an infant galaxy, less than 500 million years after the Big Bang.

✨ The clusters were found in the ancient Cosmic Gems arc ????

Read more ???? https://t.co/p5ayDnfe6vpic.twitter.com/t83bPJY4ua

— ESA Science (@esascience) June 25, 2024

وباستخدام عدسة الجاذبية، تمكن العلماء من النظر إلى الهياكل الأصغر داخل تلك المجرة الناشئة. ورصدوا أنها تحتوي على خمسة عناقيد نجمية شابة ضخمة، حيث تتشكل النجوم.

وقالت أنجيلا أدامو، من جامعة ستوكهولم، التي قادت العمل: "كانت المفاجأة والدهشة لا تصدق عندما فتحنا صور تلسكوب جيمس ويب الفضائي لأول مرة".

وتقدم المجرات رؤى جديدة حول المجرات خلال "عصر إعادة التأين". ويمثل ذلك فترة، في المليار سنة الأولى بعد الانفجار الكبير، عندما تحول الكون من الامتلاء بغاز الهيدروجين المحايد إلى التأين الكامل، وهي عملية يُعتقد أنها كانت مدفوعة بالمجرات الأولى للكون.

The discovery was made possible by Webb’s unmatched sensitivity and angular resolution at near-infrared wavelengths, and the gravitational lensing of the Cosmic Gems arc. 3/5 pic.twitter.com/68Rg5QP2eo

— ESA Webb Telescope (@ESA_Webb) June 24, 2024

ويأمل العلماء في معرفة المزيد عن هذه العملية جزئيا لأنها ستقدم أدلة مهمة حول كيفية ظهور النجوم والمجرات في المقام الأول، لكنها تظل غامضة إلى حد كبير، وواحدة من أصعب التحديات التي تواجه علماء الفلك.

ونظرا لأن الضوء الصادر من تلك المجرات البعيدة يستغرق وقتا طويلا للوصول إلينا، فإنه يمكن أن يسمح للعلماء بالنظر إلى الوراء بشكل فعال في الوقت المناسب، ورؤية الجسم عندما غادر ضوءه في الأصل.

وقد مر الضوء الصادر من المجرة التي تم فحصها حديثا عبر إحدى عدسات الجاذبية في طريقه إلى الأرض. وعلى هذا النحو، يمكن للعلماء استخدام تلسكوب جيمس ويب لرؤية المجرة البعيدة بتفاصيل دقيقة، على الرغم من أنها جاءت بعد 460 مليون سنة فقط من الانفجار الكبير، أي 3% فقط من عمرها الحالي.

وفي نهاية المطاف، ستتحول العناقيد النجمية التي تظهر في الصور الجديدة إلى عناقيد كروية. ويأمل العلماء أن يفهموا هذه العملية، وكيف تستمر في تشكيل النجوم والمجرات التي تحيط بنا.

وقالت البروفيسورة أدامو: "لقد فتحت عمليات رصد قوس الجواهر الكونية نافذة فريدة لنا على سلوكيات المجرات الناشئة، كما أظهرت لنا مكان تشكل العناقيد الكروية".

نُشرت الدراسة في مجلة Nature.

المصدر: إندبندنت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اكتشافات الفضاء جيمس ويب مجرات ناسا NASA نجوم جیمس ویب

إقرأ أيضاً:

الشيخة جواهر: «أولاد الناس» توثّق تاريخ مجتمع مصر

الشارقة: «الخليج»
شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسة مثرية ضمن سلسلة جلسات «صالون الشارقة الثقافي» الذي نظمه المكتب الثقافي بالمجلس، وقد حملت الجلسة عنوان «قراءة في تاريخ المماليك، من خلال رواية «أولاد الناس»، بحضور ومشاركة مؤلفته الأديبة المصرية د. ريم بسيوني، في حوار أدارته د. مريم الهاشمي صباح يوم الثلاثاء الماضي، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، بحضور عدد من الأديبات والمهتمات بالشأن الثقافي والتاريخي والإبداعي ولفيف من سيدات المجتمع.
أعربت سموها، في بداية الجلسة عن سعادتها، باستضافة الكاتبة د. ريم، قائلة: «إن د. ريم بسيوني شخصية ثقافية عربية نفتخر بها، ونتمنى أن يكون لها صيت أكبر مما تحظى به الآن، لما قدمته لنا من تصوير مفصل عن تاريخ حبيبتنا مصر». لطالما كنا نجول في مصر ومدنها القديمة بحب دون الانتباه إلى تاريخها ومدى عمقه، فيقال لنا هذا مسجد السلطان الحسن، وهذا أحمد بن طولون، وغيرهم، تلك أسماء مررنا عليها مرور الكرام في التاريخ لمجرد المعرفة، ولكن «أولاد الناس» صور لنا تفاصيل المجتمع المملوكي وكأننا نعيش ما بين سحر الماضي وعبق التاريخ الذي جعلنا نشعر وكأننا نجالس «أولاد الناس».
وتابعت سموها قائلة: «مما لاشك فيه أن د. ريم استطاعت من خلال كتاباتها أن تسلط الضوء على المعنى الأعمق للفكر الصوفي، وهو جزء لا يمكن تجاهله عند بحثك في التاريخ الإسلامي، فوسعت مداركنا وبينت للقارئ كم هو فكر مملوء بالرحمة وتقبل الآخر والتسامح، ويحتاج منا إلى إعادة التفكر بمعانيه، وعدم إصدار الأحكام أو النفور منه ومن معتنقيه».
وأضافت سموها: «ولأننا في عالم لا يسعنا فيه أن نرمش دون ظهور صيحة جديدة نواكبها أو تكنولوجيا حديثة نتعلمها، وجب علينا التشديد على أهمية عدم التفريط بالهوية العربية الإسلامية، وقيمها ومبادئها السامية، التي - عكس ما يزعم البعض - تصلح لكل زمان ومكان ما دامت الأرض في دوران. لذلك أوصي الشباب بالعودة إلى الكتب والتمعن في التاريخ والتعرف على شخصياته العظيمة التي بَنَت مجتمعاتها وأسهمت في النهضة التي نشهدها اليوم. لذا أدعو أبناءنا للحفاظ على هذا الموروث وتمثيله بأفضل صورة».
وضمت الجلسة الحوارية عدة محاور شاركت فيها الدكتورة ريم كيفية تولُّد شعلة الكتابة لهذه الثلاثية التي تجاوزت السبعمئة صفحة، وناقشت قدرة الأديب على تغيير المفاهيم التاريخية لجمهور المتلقين دون الإخلال بالتوازن بين الشخصية الأكاديمية والإبداعية. كما تطرقت لدور الشخصيات النسائية في أعمال الكاتبة عموماً ورواية أولاد الناس على وجه الخصوص.
وتحدثت الدكتورة عن مسؤوليتها المزدوجة كأكاديمية وكأديبة روائية، وما يستدعيه ذلك من حرص على الأمانة العلمية، خاصة حين تبنى الرواية على أحداث حقيقية وشخصيات لها حضورها المؤثر في التاريخ.
على الرغم من أنها حاصلة على شهادتي الماجستير والدكتوراه في علم اللغة الاجتماعي من جامعة أكسفورد في بريطانيا، وعملها كأستاذة ورئيسة لقسم اللغويات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تحرص ريم بسيوني على استخدام اللغة العربية في كتاباتها البحثية والأدبية، افتخاراً منها بانتمائها للثقافة العربية والإسلامية، مؤكدة أن الكاتب مسؤول عن تعزيز هذه الثقافة والتعريف بها وبما تحتوي من ثراء فكري وكنوز علمية، الأمر الذي يجب أن نعلمه لأجيالنا الشابة المتأثرة بعالم التكنولوجيا وما تحمله من اتجاهات معرفية لا تتناسب مع هويتنا.
كما تطرقت للحديث عن روايتها «أولاد الناس - ثلاثية المماليك» الحاصلة على جائزة نجيب محفوظ للأدب من المجلس الأعلى للثقافة لأفضل رواية مصرية لعام 2019-2020، وأوضحت أن مصطلح «أولاد الناس» يعود إلى العصر المملوكي، حيث كان يطلق على أبناء المماليك الذين ولدوا على أرض مصر، فأبناء الأمراء المماليك لا يرثون صفة المملوك من آبائهم بل ولادتهم فوق التراب المصري تعفيهم من صفة المملوك وتحولهم إلى أحرار بنعت «أولاد الناس». ويشاركهم الطبقة المرموقة في المجتمع القضاة والفقهاء وتليهم طبقة التجار، أما أهل مصر وسكانها فهم فقط من العامة، ولا يسري عليهم هذا اللفظ.
كما أشارت إلى أن حياة المملوك كانت تتسم بالصعوبة حيث كان ملزماً بقوانين صارمة، فلم يكن يسمح له بالزواج إلا بإذن من السلطان ولا يورث أولاده للحد من الفساد، لذلك عرف أولاد الناس بعدم امتلاكهم للكثير من الأموال ولكن بمخزونهم الوفير من العلم والثقافة والفكر والوعي.
وأكدت أن العمل يجمع بين الجانب الأكاديمي والروائي الإبداعي، ويسلط الضوء على حقب تاريخية مهمة، ويقدم تاريخاً جميلاً للقراء ويصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة.

مقالات مشابهة

  • حقيقة تسريع كائنات فضائية لحركة النجوم في الكون.. نظرية جديدة تثير التساؤلات
  • للمرة الأولى.. اصطفاف مجرتين بشكل مثالي يساعد على رؤية الكون العميق
  • ما هي المشروبات التي تساعد في تخفيف آلام الدورة الشهرية؟
  • الشيخة جواهر: «أولاد الناس» توثّق تاريخ مجتمع مصر
  • الخارجية : سورية تؤكد أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في سورية ولبنان وفلسطين تشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة
  • في اليوم العالمي للطفل.. كيفية توجيه أبنائنا للعلم والثقافة
  • خلية حيوانية من ملايين السنين تساعد العلماء على "خلق فأر"
  • ظواهر حيرت العالم.. أكثر 8 أسرار غموضًا في الكون
  • دراسة ترجح أننا لسنا في الكون الملائم للعثور على كائنات فضائية
  • في اليوم العالمي للرجل.. كيفية الوقاية من أخطر الأمراض التي تقضي على الذكور