أعلن جوردان بارديلا، زعيم حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في فرنسا، أنه يعتزم المضي قدما بمحاربة ما وصفه بـ"الإيديولوجية الإسلامية" في البلاد واتخاذ نهج صارم تجاه المهاجرين.

وأكد بارديلا في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، يوم الأربعاء، أن "التجمع الوطني" يعتزم مواصلة الإصرار على مشروع القانون الذي يسهل الإجراءات لإغلاق المساجد وترحيل الأئمة لشبهات التطرف، والحظر على الملابس التي تمثل "دليلا واضحا واستعراضيا" على التمسك بالايديولوجية الاسلامية.

وأوضح أن ذلك سيشمل مختلف أنواع الحجاب والبوركيني وملابس السباحة التي تغطي الجسم من الرأس إلى القدمين.

إقرأ المزيد فرنسي يبصق على مؤثرة مغربية محجبة قرب برج إيفل (فيديو)

وقال بارديلا إن "الحجاب غير مفضل في المجتمع الفرنسي"، مضيفا أن "هذه معركة قانونية جزئيا، لكنها أيضا معركة ثقافية يجب المضي قدما بها".

وأكد بارديلا كذلك أن "التجمع الوطني" سيحافظ على الموقف الصارم تجاه المهاجرين، مشيرا إلى أن الحزب يسعى لإجراء استفتاء وطني من أجل تثبيت "الأولوية الوطنية" للمواطين الفرنسيين أمام الأجانب الوافدين في ما يخص السكن الاجتماعي والمعاشات وغير ذلك من الامتيازات الاجتماعية.

ويعتزم بارديلا تمرير مشروع القانون الذي سيلغي حق المواطنة بالولادة القائم في فرنسا منذ عام 1515، والذي سيطالب الأشخاص المولودين في فرنسا لدى والدين أجانب بأن يطلبوا الجنسية الفرنسية عند بلوغهم السنة 18 من العمر، بدلا عن الحصول عليها تلقائا بناء على حق الولادة.

إقرأ المزيد استطلاع: "التجمع الوطني" لن يحصل على الأغلبية المطلقة في برلمان فرنسا

واعتبر بارديلا أن السياسات القديمة ستؤدي إلى "تدفق هائل" للمهاجرين إلى فرنسا في ظل النزاعات في العالم والتغير المناخي والتغيرات السكانية، مؤكدا أنه يعتزم "استعادة السيطرة على الهجرة إلى بلادنا".

ويأتي ذلك مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة في فرنسا المقررة في 30 يونيو الجاري، وتصدر "التجمع الوطني" لاستطلاعات رأي الناخبين بعد تحقيقه فوزا في انتخابات البرلمان الأوروبي بحصوله على أكثر من 30% من الأصوات.

المصدر: "فاينانشال تايمز"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الإسلام المسلمون المهاجرون الهجرة إلى أوروبا الهجرة غير الشرعية اليمين المتطرف انتخابات التجمع الوطنی فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

مزدوجو الجنسية يشعرون بالقلق من مشروع اليمين المتطرف في فرنسا

يعرب فرنسيون من مزدوجي الجنسية عن ذهولهم بعد طرح حزب « التجمع الوطني » اليميني المتطرف خلال حملته الانتخابية منعهم من شغل وظائف « حساسة »، منددين بـ »سابقة تمييز » تثير « القلق ».

ويقول المدون سامبا غاساما (37 عاما) في تصريحات لوكالة فرانس برس « أعتبر نفسي معنيا بصفتي حامل جنسية مزدوجة… وصحيح أنني فرنسي مالي، لكنني أعزو كل الفضل إلى فرنسا وأنا لا أدين بشيء إلى مالي، سوى جذوري العائلية وأنا لم أنشأ في مالي وأشعر أنني فرنسي في المقام الأول ».

ويقر بأنه يشعر « بالإهانة » عندما يسمع فرنسيين ينبذونه.

وفي سياق حملة الانتخابات التشريعية، قال حزب « التجمع الوطني » الذي يتصدر نوايا التصويت أنه يريد « منع » مزدوجي الجنسية من شغل « مناصب عالية الحساسية »، كالفرنسيين الحاملين الجنسية الروسية « في مناصب إدارة استراتيجية في الدفاع ».

وكان « التجمع الوطني » قد قدم في يناير مشروع قانون ينص على احتمال حظر تولي الفرنسيين الحاملين جنسية أخرى هذه المناصب في الإدارات والمؤسسات العامة.

وعليه، قد يحرم 3,3 ملايين فرنسي من وظيفة من هذا النوع بحسب تقديرات نقابة « سي اف دي تي ».

وخلال مناظرة تلفزيونية، الثلاثاء، اتهم رئيس الوزراء غابرييل أتال رئيس حزب « التجمع الوطني » جوردان بارديلا بـ »النفاق » إذ لدى حزبه ممثلة فرنسية روسية هي تامارا فولوكوفا تشغل منصبا حساسا في البرلمان الأوربي، بما يتعارض مع مقترح الحزب.

وفي فرنسا، لا يمنع ازدواج الجنسية من شغل وظائف عامة.

وفي ميادين كثيرة، « ثمة تحفظات على الجنسيات »، بحسب ما يوضح لوكالة فرانس برس عالم الديموغرافيا في المعهد الوطني للأبحاث الديموغرافية باتريك سيمون. ويقول إن « قيودا تفرض على الرعايا الأوربيين من غير المواطنين، فضلا عن قيود إضافية في المجالات السيادية مثل الأمن والدفاع » على وجه الخصوص.

ويلفت سيمون إلى أن « مزدوجي الجنسية لا ينتمون إلى فئات الأشخاص الخاضعين لهذه القيود لأنهم فرنسيون بالكامل. وما يسعى التجمع الوطني إلى تطبيقه هو اعتبار أن مزدوجي الجنسية ليسوا مواطنين بصفة كاملة، وهو أمر خطير بالفعل ».

لا بد من العودة إلى الثلاثينات لإيجاد جذور القيود المفروضة على الأشخاص المجنسين. فبعد تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، أبطلت أغلبية تلك القوانين.

وفي مقال نشر الثلاثاء في صحيفة « لوموند » كتب محمود بوعبدالله الدبلوماسي الحائز على جنسيتين أن « التشكيك في ولاء مزدوجي الجنسية بمثابة محنة شديدة » له.

ولفت إلى أن « الآلاف من مزدوجي الجنسية… يشغلون مناصب من المقام الأو ل في جهاز الدولة، بما في ذلك مناصب توصف بـالحساسة ».

واعتبر بوعبدالله أن « التجمع الوطني يسير على خطى نظام فيشي العنصري… وفي العام 2024، لم يعد الكلام عن اليهود (وسيأتي دورهم) بل عن العرب والمسلمين ».

ويقر مزدوجو الجنسية الذين استطلعت آراؤهم والذين لا يخفون تمسكهم بجنسيتهم الأخرى بالشعور بالانزعاج والاستغراب أو حتى الإجحاف إزاء المقترح الصادر عن « التجمع الوطني ».

ويرى المياس علام (24 عاما) الفرنسي من أصول جزائرية الذي يدرس في كلية تجارة مرموقة في هذا الاقتراح « إهانة لمزدوجي الجنسية برمتهم »، معربا عن قلقه من دعم بعض الفرنسيين هذا النوع من المبادرات.

ويقول « ما أخشاه هو سابقة التمييز بين الفرنسيين التي قد يحدثها » المشروع الذي قد « يفسح المجال » لتدابير أخرى تستهدف مزدوجي الجنسية بشأن « النفاذ إلى الرعاية والمرافق العامة وسواها ».

ولا تخفي الفرنسية الجزائرية نجاة أفيليس (58 عاما) التي تدرس في مدرسة ثانوية استغرابها « تدبير التجمع الوطني الذي يصم مزدوجي الجنسية بالكامل. وقد تساءلت إن كان يجدر بي أن أوضب حقائبي، علما أنني أعيش في فرنسا منذ 34 عاما وأن أولادي ولدوا هنا ».

ولا يخفي النائب الفرنسي التشيلي في « ال اف اي-نوبيس » (اليسار الراديكالي) الذي وصل إلى فرنسا في سن الرابعة مع أهله الفارين من ديكتاتورية الجنرال بينوشيه استياءه هو أيضا، معتبرا أن هذا المقترح « بلاهة براغماتية وسياسية واستراتيجية لا تستجيب لأي حاجة وهو في الواقع يتعارض مع مصالح فرنسا ».

ويقول إن « الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ وحتى الوزارات فيها أحيانا شخصيات سياسية مختلفة الجنسيات. فهذا تاريخ البلد ».

ويشاركه الرأي مزدوجو جنسية أصغر سنا، مثل إميلي الفرنسية البريطانية البالغة 17 عاما، والتي تعيش في بريتان (الغرب) وباتت تشعر بـ »الخوف ». وتقول « سمعت تعليقات ليست لطيفة في ما يخص جنسيتي البريطانية، لكن ذلك كان في المدرسة لا غير. بيد أن الأمر سيكون على درجة أعلى من الخطورة إذا قام بذلك أشخاص على رأس الدولة يسنون القوانين ».

أما المغنية الفرنسية ماندا سيرا (30 عاما) فتندد بمقترح « يدعو إلى العجب. وهي وسيلة لإحداث مزيد من الشقاق والفروقات في وقت نناضل للتقدم ولطمس » الفروق.

وتعرب عن قلقها من فكرة « تصنيف فرنسيين يكون لهم المزيد من القيمة أو الحقوق ».

ويأمل مزدوجو الجنسية هؤلاء أن يتصدى المجلس الدستوي الفرنسي لاقتراح من هذا القبيل أو يرفضون حتى التسليم بهذه الفرضية.

تشعر الفرنسية الروسية أولغا بروكوبييفا التي وصلت إلى فرنسا سنة 1995 وباتت ترأس جمعية « روسيا-حريات » بأنها فرنسية أكثر مما هي روسية. وتخبر « درست هنا وأسست حياتي وابنتي تحمل أيضا جنسية مزدوجة ».

لا تود التفكير بفكرة حرمانها « بعض الحقوق والفرص ». وتقول « هي انتكاسة خطرة جدا. وقد تكون الصدمة رهيبة بعد الانتخابات التشريعية لكنني أفضل عدم التفكير فيها في الوقت الراهن ».

كلمات دلالية انتخابات جسنية عنضرية فرنسا يمين

مقالات مشابهة

  • زعيم اليمين العنصري الفرنسي وجداه الجزائري والإيطالي المسلمان
  • زعيم اليمين العنصري الفرنسي وجداه الجزائري والإيطالي المسلم
  • مزدوجو الجنسية يشعرون بالقلق من مشروع اليمين المتطرف في فرنسا
  • زعيم حزب يميني متطرف في فرنسا يتوعد بنهج صارم ضد المهاجرين والمساجد
  • الحملة الانتخابية في فرنسا في ساعاتها الأخيرة واليمين المتطرف في الصدارة
  • تحقيق يكشف أن جد زعيم اليمين المتطرف في فرنسا اعتنق الإسلام ويقيم بالمغرب
  • اليمين المتطرف يواصل التفوق باليوم الأخير لحملة انتخابات فرنسا
  • زعيم اليمينيين في فرنسا يعتزم مواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا
  • نقاش حاد في فرنسا محوره الحؤول دون فوز اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية