الانتخابات الإيرانية.. نظرة على المرشحين
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
من المقرر أن تجري إيران انتخابات رئاسية مبكرة في 28 يونيو/حزيران لاختيار رئيس جديد للبلاد خلفاً لإبراهيم رئيسي الذي توفي في حادث طائرة في مايو/أيار. وافق مجلس صيانة الدستور التي تتولى فحص المرشحين اختيار ستة رجال من أصل 81 شخصاً (بينهم أربع نساء) تقدموا للترشح.
خمسة من هؤلاء الرجال الستة هم من الدائرة القريبة من المرشد الأعلى علي خامنئي ويمثلون توجهه المحافظ.
والرجل السادس والمرشح الإصلاحي الوحيد، هو مسعود بيزشكيان، وزير الصحة في عهد محمد خاتمي، وعضو البرلمان. استبعد في الانتخابات الماضية من الترشح. ويحظى بدعم معظم الكتلة الإصلاحية التي قاطعت الانتخابات الثلاث الماضية. والذي يبدأوا أكثر تفاؤلاً بفوزه في ظل الانقسام بين خصومه.
وخلال سلسلة من المناظرات المتلفزة أظهر المرشحين إما انفصالاً عن الواقع أو أبدوا نيتهم إحداث إصلاحات. لكن رجل الدين مصطفى بور محمدي ، كان من أشد المنتقدين للوضع الراهن بين المرشحين. زاكاني ظهر بعيداً عن واقع الاقتصاد الإيراني وهو أهم الملفات في البلاد اليوم، لدرجة عدم معرفته بتعريف السيولة النقدية، ووعد بتقديم اللحوم إلى أبواب منازل الإيرانيين! وهي وعود مثل صنع اللبن من ماء البحر. أكد المرشحون على ضرورة زيادة العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول الأخرى من خلال تكثيف إمكانية زيادة عائدات النقد الأجنبي، وقاليباف بعيد عن هذا الطريق إذ شارك أقاربه في الهجوم على السفارة السعودية في 2016. فيما يعتقد جليلي أن منظمات المجتمع المدني والنقابات يمكن أن تؤدي إلى ثورة ناعمة.
في السياسة الخارجية أشارت تصريحات للمرشد إلى أن “المرشح الأنسب” هو الذي يعتمد سياسة معارضة الولايات المتحدة؛ بعد أن تعهد “بزشكيان” بحل مشكلات إيران عبر التفاوض، وأكد على ضرورة التفاوض مع واشنطن؛ منتقداً الهجوم على السفارة السعودية وقال”الذين تسلقوا السفارتين البريطانية والسعودية تولوا المناصب” في إشارة كما يبدو إلى قاليباف. أما زاكاني فيرى أن “الاتفاق النووي تجاوز الخطوط الحمراء للنظام الإيراني”، ويُعرف السياسيون في إيران زاكاني باعتباره تلميذ جليلي. فيما يؤيد محمد باقر قاليباف العمليات الإيرانية العابرة للحدود بما في ذلك عمليات محور المقاومة وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ويعتبرها حماية لإيران.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن جليلي وقاليباف وبيزشكيان في مستوى متقارب للحصول على أصوات الانخبين. فيما الثلاثة الأخرين “قازي زاده، وبور محمدي، وزكاني” يتذيلون الأرقام متدنية. لكن ذلك لا يظهر الوضع الانتخابي في إيران إذ أن الانتخابات الوطنية السابقة شهدت أقل نسبة مشاركة من الناخبين بما في ذلك تسجيل انتخابات رئيسي عام 2021 مشاركة أقل من نصف الناخبين (48.8%) وهي الأقل في تاريخ الجمهورية الإسلامية. وتشير استطلاعات الرأي إلى قلة اهتمام الناخبين بالانتخابات حيث لم يشاهد 71% من الإيرانيين المناظرة الأولى لمرشحي الرئاسة.
مع ذلك، يمكن تحسن في نسبة إقبال الناخبين مع وجود مرشح إصلاحي، إلى جانب الأصوليين، إضافة إلى التأثير الذي طرحه وفاة رئيسي بحادث الطائرة وحاجة المجتمع ليظهر متماسكاً في ظل التحديات الداخلية والخارجية. كما أن الخلافات الشخصية بين المرشحين القريبين من المرشد -التي ظهرت في المناظرات التلفزيونية- تمزق الأصوات لصالح الإصلاحيين.
قد لا تكون الرئاسة الإيرانية ذات صلاحيات واسعة في ظل وجود المرشد الأعلى، إلا أنها تملك بعض الصلاحيات المؤثرة في سياسات إيران الداخلية والخارجية بما في ذلك أعضاء السلطة التنفيذية الذين يتعاملون مع المواطنين ومع الدبلوماسية في الخارج. وأياً كان سيصبح الرئيس التاسع للجمهورية الإسلامية سيواجه تحديات كبيرة منذ اليوم الأول في ظل سخط اجتماعي متفاقم مع القمع المستمر منذ 2022م، ووضع اقتصادي متردي، وملفات أمنية خارجية أكثر حساسية وتأثيراً في مستقبل إيران.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق الطواف، مدار كوني 17 يونيو، 2024 Main newsالمذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
موقف الحوثيون موقف كل اليمنيين وكل من يشكك في مصداقية هذا ال...
What’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: موقع أمریکی من المرشد فی الیمن
إقرأ أيضاً:
تقرير: وفاة أكثر من 3000 ليبي بسبب حوادث الطرق في 2024
وثق موقع “التلفزيون العربي” القطري، في تقرير مصوّر، سوء أحوال “طرق الموت” في ليبيا، وامتلائها بالحفر والتصدعات، ما يتسبب في إزهاق آلاف الأرواح
وكشف التقرير أن حالات الوفاة تجاوزت حاجز الـ3 آلاف حالة، بحسب إحصائية للحوادث المرورية خلال سنة 2024، وفقا للإدارة العامة للمرور والتراخيص بوزارة الداخلية في حكومة الوحدة.
وبين أن عدد الحوادث الناتجة عن تهالك الطرق تجاوز حاجز 5 آلاف في السنوات الخمس الأخيرة، وتسببت في مقتل نحو 5500 مواطن، ما دعا الليبيين إلى تسميتها “طرق الموت”.
وذكر أن الطرق العامة في ليبيا تحصد آلاف الأرواح سنويًا نتيجة تهالكها وعدم تقديم الصيانات اللازمة لها، مبينًا أن تهالك الطرق حالة عامة سواء بالنسبة للطرق الرابطة بين المدن، أو الطرق الداخلية.
وقال إن من ينجو من حادث سير لا تنجو مركبته من الأعطال، وأن الحفر والتصدعات والأجزاء المقطوعة تظهر في أغلب الطرق العامة في ليبيا، ما يُصعب حركة التنقل على المواطنين.
الوسومليبيا