تتمتع داكوتا الشمالية بثلاثة أصوات فقط في المجمع الانتخابي، وقد كسبها دونالد ترامب بسهولة سنتي 2016 و2020، وحاكمها دوغ بورغوم غير معروف كثيراً خارج الولاية باستثناء حين ترشح لفترة قصيرة إلى الانتخابات التمهيدية الرئاسية عن الحزب الجمهوري.

قد يكون اقتران الثنائي في بطاقة واحدة غير مرجح

فلماذا إذاً يظهر اسم بورغوم فجأة على القوائم المختصرة لنواب ترامب المحتملين؟
على هذا السؤال، تجيب الكاتبة السياسية في شبكة “بلومبرغ” باتريسيا لوبيز، مشيرة إلى أن بورغوم رجل ثري.

فهو أحد أغنى حكام الولايات في البلاد مع أصول لا تقل عن 100 مليون دولار حسب مجلة فوربس، بالرغم من ترجيح تجاوز محفظته الكاملة لهذا الرقم.

ولقد جمع ثروته الأولى من بيع شركته “غريت بلينز سوفتوير” التي تأسست سنة 1983 بمبلغ 250 ألف دولار، إلى شركة مايكروسوفت سنة 2001 مقابل أكثر من مليار دولار.

وشغل بورغوم منصب أحد كبار المسؤولين التنفيذيين هناك حتى سنة 2007، وكانت لديه سلسلة من الصفقات التجارية الناجحة منذ ذلك الحين.

ويتناقض هذا بشكل صارخ مع سجل الأعمال غير المستقر لترامب والذي يتضمن العديد من حالات الإفلاس.

لكن لدى الرئيس السابق تقدير خالص للفطنة التجارية.

سمات لا تُقاوَم

بالإضافة إلى علاقاته مع مجتمع تكنولوجيا الأثرياء، يتمتع بورغوم بعلاقات قوية مع صناعة النفط والغاز.

وتعد ولاية داكوتا الشمالية ثالث أكبر ولاية منتجة للنفط في البلاد، وكان الملياردير المؤسس لشركة هيلكورب إنرجي جيفري هيلدبراند من بين مؤيدي بورغوم في حملته الرئاسية.
كما أن بورغوم على استعداد لاستثمار أمواله الخاصة في السعي إلى تحقيق أهدافه السياسية، مثل التمويل الذاتي لترشحه الرئاسي الفاشل. ومن أجل التأهل إلى إحدى المناظرات التي تطلبت تخطي عتبة معينة من مساهمات المانحين، عرض بورغوم بطاقات هدايا بقيمة 20 دولاراً لأول 50 ألف متبرع يرسلون له دولاراً واحداً. وكلفته مغازلته للرئاسة 14 مليون دولار.
وبحسب “بلومبرغ” فإن الجمع بين ثروة بورغوم الشخصية وأصدقائه ذوي الثروات الكبيرة قد يتبين أنه لا يقاوَم بالنسبة إلى ترامب الذي لا يواجه فقط نفقات الحملة المعتادة، بل أيضاً تكاليف قانونية باهظة ناجمة عن قضاياه القضائية المتعددة. “شعره جيد”

قد يكون اقتران الثنائي في بطاقة واحدة غير مرجح: فبورغوم رجل أعمال دمث وطموح من أوبورن، وهي نقطة مساحتها ميل مربع في داكوتا الشمالية. بينما ترامب رجل أعمال متهور وشهير ومتآمر، كما أنه قطب عقارات من نيويورك يتصرف بدون تفكير ويتمتع بذوق ملحوظ للأسلوب على حساب الجوهر.
لكن بورغوم نجح في التودد إلى ترامب بدون أن يبدو انتهازياً بشكل مفرط مثل السيناتور جي دي فانس من أوهايو، ولم يحول نفسه إلى متملق متزلف مثل السيناتور من ولاية كارولاينا الجنوبية تيم سكوت.

وليس من المؤذي أن يبدو بورغوم مناسباً لهذا الدور وهو أمر مهم أيضاً بالنسبة إلى ترامب الذي يهتم بالصورة، وهو ذو فك مربع وعينين عميقتين، وما يسميه ترامب “شعراً جيداً”، أي شعراً كثيفاً باللونين الأسود والرمادي.

وفي السابعة والستين من عمره، يتناسب بورغوم مع الصورة النمطية المثالية لترامب عن رجل الأعمال والسياسي الأمريكي الناجح.

كارثة

كان ترشح بورغوم للرئاسة كارثة حسب الكاتبة، إذ بدا متصلباً ومربكاً في المناظرتين اللتين شارك فيهما، وفشل في التأهل للمناظرتين الثالثة والرابعة. انسحب من السباق في ديسمبر (كانون الأول) ولم يفتقده الأمريكيون.
منذ ذلك الحين، تحسن أداؤه على مستوى الحملات المحلية لكنه لا يزال يجلب القليل من الحيوية. بالنسبة إلى ترامب، يجب أن يكون عامل الجذب الكبير هو موثوقية بورغوم المتبلدة ومعرفة أنه لن يحجب تألقه أبداً.
ويبدو أيضاً أن ترامب يتواصل مع بورغوم ربما بالطريقة التي لا يستطيع فعلها سوى اثنين من رجال الأعمال البيض الأثرياء.

وترامب يحب الأشخاص الذين يشبهون بورغوم، وكان الأخير موجوداً في كل مكان مع الرئيس السابق مؤخراً. اجتمع الاثنان لتناول البيتزا في قاعة محكمة نيويورك التي نظرت في قضية أموال الصمت. وأصبح بديلاً موثوقاً به لترامب في مجموعة من البرامج الإخبارية، ولو كان بجاذبية أقل. ما الذي يضيفه إلى البطاقة؟

لفتت الكاتبة إلى أن ترامب لا يهتم كثيراً بالحكمة التقليدية التي تملي على النائب أن يضيف شيئاً ما إلى القائمة، سواء كان ذلك مجموعة من الأصوات الانتخابية أو التوازن الجغرافي. إنه يفتخر بالاختراقات التي يدعي أنه حققها بين الرجال السود واللاتينيين ويشير إلى مناصراته المخلصات اللواتي يحضرن إلى تجمعاته. لم يعتقد قط أن الرجل الثاني على البطاقة سيجلب أي شيء لا يستطيع نجمه إنتاجه.
حتى الآن، تجاوز بورغوم الاختبار ويقال إنه تقدم إلى المرتبة العليا مع فانس وسيناتور فلوريدا ماركو روبيو. ومن المتوقع أن يعلن ترامب عن خياره خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي في يوليو (تموز) المقبل.
في قليل من الصراحة، قال بورغوم في مقابلة مع “إن بي سي” السنة الماضية إنه لن يتعامل مع ترامب “لأنني أعتقد أنه من المهم أن يتم الحكم عليك من خلال الرفقة التي تحتفظ بها”.

انقلاب

يوم الأحد، وفي خطوة مماثلة للعديد من الجمهوريين الذين انتقدوا ترامب سابقاً، قام بورغوم بانقلاب كامل على قناة فوكس نيوز، إذ أشاد بالرئيس السابق بشكل شبه مسرف. “هذا الرجل لا يكل، إنه ملتزم، إنه ذكي، إنه مضحك. إنه ليس بشيء مما يتم تصوره في الصحافة”. وقال إنه سيتعامل “بالتأكيد” مع ترامب. تم اجتياز اختبار الولاء.
ولكن إذا أظهر ترامب ضعفاً بعد الإدانة، فهو مع المستقلين. يعتبر بورغوم في كثير من النواحي محافظاً تقليدياً. هو يفضل خفض الضرائب وتقليل القواعد الناظمة والموازنات المقتصدة وحقوق الولايات. وقع على واحد من أشد مشاريع قوانين الإجهاض في البلاد، لكنه يتجنب الحظر الاتحادي. لقد تبنى الحياد الكربوني لولايته، ولكن ضمن إطار لا يستبعد الوقود الأحفوري. هو ينفر من “الغضب والصراخ والاقتتال الداخلي” لأنها أمور لا تؤدي إلى أي مكان كما يقول. وفي إعلانه عن ترشحه للرئاسة، أشار بورغوم في داكوتا الشمالية إلى “أننا نستمع باحترام، ونتحدث بصراحة عن الأمور”.
وهذا يرقى إلى مستوى المرشح الذي نجح في التأثير على المستقلين من يمين الوسط في الماضي.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: داکوتا الشمالیة إلى ترامب

إقرأ أيضاً:

مطلية بالذهب.. بيع فيلا “قصر الرخام” في دبي بـ 115.8 مليون دولار (صور)

دبي – سجلت سوق العقارات الفاخرة في دبي رقما قياسيا جديدا، حيث سجلت دائرة الأراضي والأملاك صفقة بيع لـ”قصر الرخام” وهي فيلا فاخرة ذات جدران مطلية بالذهب في منطقة تلال الإمارات.

وبلغ سعر الصفقة 425 مليون درهم أي ما يعادل 115.8 مليون دولار، وفقا لمنصة الأبحاث “بروبرتي مونيتور”.

وذكرت المنصة “مع بقاء دبي واحدة من أكثر الأسواق جاذبية وربحية على مستوى العالم، تستمر العقارات الفاخرة مثل قصر الرخام “THE MARBLE PALACE” في جذب المستثمرين والأفراد ذوي الثروات العالية”.

وتعتبر هذه الصفقة ثاني أغلى صفقة مسجلة في تاريخ عقارات دبي بعد صفقة بيع شقة تاونهاوس في مشروع كومو ريزيدينسس العام 2023 في منطقة نخلة جميرا.

وكان “قصر الرخام” المصمم على طراز قصر فيرساي الشهير في فرنسا قد عرض للبيع بمبلغ يصل إلى 750 مليون درهم منذ العام 2023، إلى أن أبرمت الصفقة أخيرا وبمبلغ 425 مليون درهم.

ويقع “قصر الرخام” في منطقة تلال الإمارات وهي حي راق مسور يقطنه نخبة من الأثرياء في دبي، وتبلغ مساجة القصر الداخلية 60 ألف قدم مربعة، تقع على قطعة أرض كلية تبلغ 70 ألف قدم مربعة.

ويتكون القصر من خمس غرف نوم، ويضم مرآبا يتسع لـ 15 سيارة وحمامات سباحة داخلية وخارجية، وقبتين، إلى جانب حوض مائي للشعاب المرجانية سعة 70 ألف لتر، ومحطة طاقة فرعية وغرفا محصنة للطوارئ.

تم بناء القصر باستخدام ما تقدر قيمته بـ 80 إلى 100 مليون درهم من الحجر الإيطالي، واستغرقت عملية البناء ما يقرب من 12 عاما واكتمل في عام 2018.

وتكتسي جدران القصر من الداخل بـ 70 ألف ورقة من الأوراق المذهبة بجانب التحف الفنية.

المصدر: صحيفة “البيان” الإماراتية

مقالات مشابهة

  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني
  • مضوي: “هذه هي المناصب التي نسعى لتدعيمها في الميركاتو الشتوي الجاري”
  • “السلاح الإسرائيلي” الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها رهينة بجباليا..!
  • نهيان بن مبارك يكرم خريجي برنامج “مستقبلي” الذي نظمه صندوق الوطن
  • جدل “الواقيات الذكرية” إلى غزة يطل ثانية
  • “ميتا” ستدفع 25 مليون دولار لتسوية دعوى ترامب في 2021 بشأن وقف حساباته
  • “وول ستريت جورنال”: “ميتا” ستدفع لترامب 25 مليون دولار تعويضا عن حظر حساباته في “فيسبوك” و”إنستغرام”
  • مطلية بالذهب.. بيع فيلا “قصر الرخام” في دبي بـ 115.8 مليون دولار (صور)
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎