منتج تنظيف منزلي شائع يطلق تريليونات من الألياف البلاستيكية الدقيقة
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
حذرت دراسة جديدة من أن إسفنجات الميلامين المستخدمة لتنظيف المنازل في جميع أنحاء العالم تطلق تريليونات من المواد البلاستيكية الدقيقة كل شهر.
وتعتمد هذه الإسفنجات، المعروفة بقدرتها على إزالة حتى البقع العنيدة دون عناء، على خصائصها الكاشطة المميزة.
إقرأ المزيدومع ذلك، تشير دراسة جديدة نشرت في مجلة Environmental Science & Technology، إلى أن الألياف الناتجة عن منتجات التنظيف هذه تطلق تريليونات من جزيئات البلاستيك الدقيقة السامة على مستوى العالم كل شهر، ما قد يؤثر على صحة الإنسان.
ومن المعروف أن الإسفنجات مصنوعة من بوليمر بلاستيكي مجمع في رغوة كاشطة ناعمة وخفيفة الوزن، ما يجعلها مثالية لصنع منتجات التنظيف المقشرة.
ولكن عندما تتآكل مع الاستخدام، تتحلل الرغوة إلى قطع أصغر، ما يؤدي إلى إطلاق ألياف بلاستيكية دقيقة (MPF) في أنظمة الصرف الصحي مع كل غسلة.
وقد تستهلك الحياة البرية هذه المواد البلاستيكية الدقيقة السامة، وتعود إلى البشر عبر السلسلة الغذائية.
وقد تم ربطها بالعديد من المضاعفات الصحية لدى البشر، بما في ذلك اضطرابات جهاز المناعة والغدد الصماء، بالإضافة إلى عدة أنواع من السرطانات.
وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتقييم مدى سرعة تحلل رغوة الميلامين وحسبوا عدد الألياف البلاستيكية الدقيقة التي تتساقط مع الاستخدام.
وقد قاموا بفرك الرغوة التي تنتجها علامات تجارية مختلفة بشكل متكرر على الأسطح المعدنية، ما أدى إلى تآكلها.
إقرأ المزيدووجدت الدراسة أن الإسفنجة الواحدة قد تطلق أكثر من 6.5 مليون ألياف بلاستيكية دقيقة لكل غرام من الإسفنج البالي.
وقال الباحثون: "إن تآكل الإسفنج يمكن أن يطلق 6.5 مليون ألياف بلاستيكية دقيقة (MPF)/غرام، ما قد يشير إلى انبعاثات عالمية إجمالية تبلغ 4.9 تريليون ألياف بلاستيكية دقيقة (MPF) بسبب استهلاك الإسفنج".
وقالوا إن الإسفنج المصنوع من الرغوة الأكثر كثافة يتآكل ببطء أكبر وينتج عددا أقل من الألياف البلاستيكية الدقيقة.
ثم قام الباحثون بإجراء تقدير تقريبي لعدد المواد البلاستيكية الدقيقة التي تشق طريقها إلى البيئة من استخدام هذه الرغاوي من خلال النظر في مبيعات أمازون الشهرية.
وحسبوا أنه يمكن إطلاق 1.55 تريليون ألياف بلاستيكية دقيقة (MPF) من إسفنج الميلامين كل شهر.
وأضاف الفريق: "لقد زاد معدل وقدرة إنتاج الألياف البلاستيكية الدقيقة بشكل عام مع زيادة خشونة السطح المعدني وكثافة الدعامات، على التوالي".
وقال الباحثون إن الكمية الفعلية قد تكون أعلى بكثير لأن التحليل أخذ في الاعتبار متجر بيع بالتجزئة واحد فقط.
وللتغلب على السمية البيئية التي تسببها هذه المنتجات، يوصي الباحثون بأن يقوم المصنعون بإنشاء إسفنجات أكثر كثافة وصلابة وأكثر مقاومة للتآكل.
ويوصون المستهلكين باختيار منتجات التنظيف الطبيعية التي لا تستخدم المواد البلاستيكية.
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: جزيئات البلاستيك الدقيقة أخبار الصحة الصحة العامة امراض دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية نفايات بلاستيكية المواد البلاستیکیة الدقیقة
إقرأ أيضاً:
تشريعات دقيقة.. مفتي الجمهورية: الإسلام وضع قواعد لحل الأزمات البيئية
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الإسلام لم يكتفِ بوضع قواعد عامة للحفاظ على البيئة، بل وضع تشريعات دقيقة تحميها حتى في أوقات الحرب، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قطع الأشجار إلا لحاجة، وحذر من تدمير البيئة بدون مبرر، مؤكدًا أن الإسلام جعل الاعتداء على البيئة اعتداءً على حقوق الآخرين، وظلمًا للأجيال القادمة.
جاء ذلك خلال لقاء فضيلة مفتي الجمهورية التلفزيوني اليومي مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" المذاع على فضائية "صدى البلد".
وأشار فضيلته إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى جماعة من الصحابة يحرقون قرية من النمل، فغضب وقال: "لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار".
هبة ربانية.. مفتي الجمهورية يكشف خطوات الوصول للسكينة والطمأنينة النفسية
مفتي الجمهورية: راتب الزوجة حق لها والنفقة واجبة عليها حتى لو كانت غنية
مفتي الجمهورية: ترك الصلاة بعد رمضان قد يكون علامة على ضعف الإيمان
مفتي الجمهورية: الإسلام أقر للمرأة ذمة مالية مستقلة قبل أكثر من 1400 عام
وشدد فضيلة المفتي على أن هذا الموقف النبوي يعكس احترام الإسلام لكل المخلوقات، حتى أصغر الكائنات الحية، لأنه لا شيء في هذا الكون خلقه الله عبثًا، بل لكل شيء وظيفة ومهمة في تحقيق التوازن البيئي، مبينًا أن الإضرار بالكائنات الحية دون مبرر شرعي، أو القضاء على فصائل معينة من الحيوانات أو النباتات، قد يؤدي إلى خلل بيئي خطير يعود بالضرر على الإنسان والمجتمع ككل.
كما حذَّر فضيلة المفتي من الممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى تدمير البيئة، مثل الإسراف في استخدام المياه، وقطع الأشجار دون مبرر، والتلوث البيئي الناتج عن حرق المخلفات أو إلقاء النفايات في غير أماكنها، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات لا تضر فقط بالبيئة، بل تؤذي الإنسان نفسيًّا وبدنيًّا، كما أنها تدخل في دائرة الضرر المحرم شرعًا، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".
وأشار فضيلته إلى أن الإسلام اعتنى بهذه القضية منذ أكثر من 1400 عام، حيث وضع النبي صلى الله عليه وسلم أُسسًا لما يُعرف اليوم بـ"المحميات الطبيعية"، عندما خصص مناطق معينة لحماية النباتات والحيوانات، وضمان استمرار الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشدد على أهمية زراعة الأشجار والعناية بها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يغرس غرسًا، أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة".
وأضاف المفتي أن حماية البيئة ليست فقط مسؤولية الحكومات أو المؤسسات، بل هي مسؤولية فردية تقع على عاتق كل إنسان، مشيرًا إلى أن كل فرد يمكنه المساهمة في الحفاظ على البيئة من خلال سلوكياته اليومية، مثل ترشيد استهلاك المياه والطاقة، والحرص على التخلُّص من النفايات بطريقة صحيحة، والمساهمة في التشجير، مشددًا على أن الإسلام جعل الحفاظ على البيئة جزءًا من العبادة، حيث يعد الاهتمام بها وإصلاحها من الأعمال الصالحة التي يؤجر عليها الإنسان.
ودعا فضيلته إلى ضرورة تكاتف الجهود بين الأفراد والمؤسسات للحفاظ على البيئة، مشيرًا إلى أن هناك حاجة ماسة إلى رفع الوعي البيئي بين مختلف فئات المجتمع، من خلال المناهج التعليمية، والخطب الدينية، والبرامج الإعلامية، حتى يتحول الحفاظ على البيئة إلى ثقافة عامة وسلوك يومي.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن العالم اليوم يواجه تحديات بيئية خطيرة، مثل تغير المناخ، والتصحر، والتلوث؛ مما يستدعي تضافر الجهود على المستوى المحلي والدولي لمواجهة هذه التحديات، مشيرًا إلى أن الإسلام بما يحمله من مبادئ وأحكام يمكن أن يكون مصدر إلهام للحلول البيئية المستدامة.
ودعا فضيلة المفتي إلى ضرورة أن يتبنَّى المجتمع رؤية شاملة للحفاظ على البيئة، تبدأ من الأفراد وتمتد إلى المؤسسات والدول، مشددًا على أن الإسلام قدم نموذجًا متكاملًا يمكن أن يسهم في حل المشكلات البيئية المعاصرة، من خلال تطبيق مبادئ العدالة، والاستدامة، والاعتدال، التي تعد من الركائز الأساسية في الشريعة الإسلامية.
وأكد فضيلته أن حماية البيئة ليست خيارًا بل واجب ديني وأخلاقي، وعلى كل مسلم أن يتحمل مسؤوليته في الحفاظ عليها، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن يغرسها قبل أن تقوم فليفعل".
وأوضح أن هذه التوجيهات النبوية الكريمة تمثل دعوة دائمة للمسلمين للعمل على إعمار الأرض وزيادة المساحات الخضراء، وعدم التهاون في أي عمل يعود بالنفع على البيئة، مبينًا أن كل جهد يُبذل في هذا الاتجاه يُعد صدقة جارية تمتد فائدتها إلى الأجيال القادمة.
واختتم فضيلة المفتي حديثه بالتأكيد على أن الحفاظ على البيئة مسؤولية جماعية يجب أن تتضافر فيها جهود الأفراد والحكومات، داعيًا إلى الاستفادة من تعاليم الإسلام في تحقيق التنمية المستدامة، ومؤكدًا أن الالتزام بالأخلاق البيئية الإسلامية يمكن أن يكون ركيزة أساسية لحل العديد من المشكلات البيئية التي يعاني منها العالم اليوم.