القائد المُلهم.. بين الإيمان والشجاعة والحكمة تُصنع ثورات التحرر
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
إنّ تحرّر الشعوب لا يأتي من فراغ، وإنّما هو نتاجٌ لتراكماتٍ من النضال والتضحية وبذل الغالي والنفيس في سبيل الحرية والكرامة. ولعلّ من أهمّ العوامل التي تُسهّل من عملية التحرر وتُقرّب من نصر الشعوب هو وجود قيادةٍ حكيمةٍ شُجاعةٍ تُؤمِن بقضية شعبها وتُجسّد تطلّعاته في الحرية والاستقلال، ويمكن أن نستشهد هنا بنَموذج السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، قائد اليمن “قائد انصار الله” .
إنّ الإيمان بالله واليقين بنصره وعدله هو الركيزة الأساسية التي تُمكن الشعوب من مواجهة التحديات وتُعزّز من صمودها في وجه الظلم والعدوان. فالقائد الذي يتحلى بِإيمانٍ عميق برسالته وثقةٍ مطْلقةٍ بربّه يستطيع أن يُلهم شعبه، ويُوحّد صفوفه ويدفعه لِلتضحية والبذل في سبيل تحقيق أهدافه. ويُعدّ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أحد أبرز الأمثلة على القيادة التي تستمدّ قوتها من إيمانها الراسخ، حيث كان لِخطاباته الدينية ومواقفه الثابتة دورٌ كبيرٌ في رفع معنويات الشعب اليمني وتحفيزه على مُقارعة العدوان.
إنّ مواجهة قوى الظلم والعدوان تتطلّب شجاعةً فائقةً وإقدامًا لا يُعرف الخوف إليه سبيلاً. فالقائد الشُجاع هو الذي يُصبح قدوةً لشعبه في الفداء والتضحية، وهو الذي لا تُثنيه المصاعب ولا تُرهبه القوى مهما بلغت جبروتها. ولقد تجسّدت شجاعة السيد عبدالملك في مواقفه الثابتة وخطاباته النارية التي كان يُلقيها أثناء الحرب رغمًا عن مخاطر الاستهداف والقصف، مما أعطى الشعب اليمني دفعةً معنويةً كبيرة، ورسّخ في أذهانهم صورة القائد الذي لا يخشى في الله لومة لائم
إنّ الشجاعة لا تكفي وحدها لِكسب المعارك وتحقيق الانتصارات، بل لا بدّ من أن تُقرن بِحكمةٍ وبُعد نظرٍ في إدارة الصراع واتّخاذ القرارات. فالقائد الحكيم هو الذي يستطيع أن يُوظّف إمكانات شعبه بِشكلٍ أمْثل، وأن يُحسِن التخطيط وإدارة المعارك والتفاوض مع الخصوم بِما يُحقّق المصلحة العليا لشعبه. ولقد أظهر السيد عبدالملك حكمةً بالغةً في إدارة الصراع مع التحالف العربي بقيادة السعودية، حيث استطاع أن يُحافظ على تماسك الجبهة الداخلية وأن يُفشل مخطّطات العدوان في إخضاع الشعب اليمني.
إنّ تجربة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في قيادة المقاومة اليمنية تُشكّل نموذجًا مُلهمًا لِكافة حركات التحرر في العالم، حيث أثبتت هذه التجربة أنّ الإيمان والشجاعة والحكمة هي من أهمّ مُقوّمات القيادة التي تستطيع أن تقود شعوبها نحو التحرر والنصر.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نقد قاسي :- أمام السيد السوداني حول قضية التغيير الوزاري !
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:
أ:-عندما أقسم جنابك أمام البرلمان والشعب والرأي العام بأن لا تقصر بكل زاوية من زوايا عملك المنصوص عليه بالدستور والذي كلفك به ممثل الشعب وهو البرلمان العراقي فيُفترض الالتزام بذلك حرفيا.ولقد اعطاك الدستور صلاحيات واسعة ومطلقة تقريبا وعلى ضوء ذلك يُفترض تضع عيونك وأدواتك الامينة في كل زاوية من زوايا العراق وفي جميع تضاريس مؤسساته الرسمية وشبه الرسمية ( فوراك حساب وكتاب يا سيد السوداني ويومها لا تنفع امريكا ولا قطر ولا تركيا ولا ايران ولا حزب ولا فلان ولا عِلاّن! ) فيفترض عيونك في كل مكان ليصلك كل شيء. ولكنك اعتمدت على العشيرة والأقرباء ومستشاري الاحزاب والكتل وعلى الانتهازيين .. الخ .
ب:-اما الاهتمام بميدان او ميدانيين او ثلاثة وترك الميادين الأخرى سائبة فهذه كارثة جعلت الفاسدين يكثرون ويتمددون ويفرّخون ، وجعلت المؤسسات تتراجع بشكل مريع في عملها ، وجعلت الظلم يتمدد افقيا في المجتمع والدولة والمؤسسات ، وجعلت المسؤول والموظف العراقي يأتمن بأنه ليس هناك من يحاسبه فتغول في الفساد والظلم والتقاعس، وجعلت الوزير وصاحب القرار في لوزارات والمؤسسات يعملون حسب مزاجهم وفائدتهم. والسبب لأنه رئيس الحكومة ملتهي بميادين معينة ومحددة لأغراض تنافسية وانتخابية وإعلامية ولا يتابع ولا يحاسب وزرائه فتفاقمت المشاكل والأزمات ( وطبعا التعميم لا يجوز فهناك من ٤-٥ في حكومتك وزراء جيدين ومخلصين ) !
ثانيا:
تعرفني جنابك جيداً وتعرف نواياي. فأنا عندما يكون نقدي بهذه الحِدّة لستُ كارهاً لك واتمنى ان تكون تشرشل العراق ووقفت معك بمواقف حتى اقرب مستشاريك لم يفعلها .فأنا مراقب جيد ولأني غير مرتبط باحزاب وسياسيين ولأني اتمنى نجاحك ( ولكن !). فأقولها أمامك لأرضي ضميري ان جنابك لم تكن موفقاً في الفترة الماضية “ونكبتنا نكبة كبيرة نحن الذين راهنا عليك” . والسبب لأنك لم تمارس صلاحياتك التي اعطاك اياها الدستور” وقلتها لجنابك في لقاءاتنا اخي دولة الرئيس تمسك بصلاحياتك ومارسها لتوقف الفساد والفاسدين، ولكي ترهب صراكبل العملية السياسية ) ولكن لم تسمعني فذهبت نحو المجاملات والمحاصصات والإرضاء فكشّرت الأنياب ضدك من كارهي النجاح وكارهي بروز شخصية شيعية يلتف حولها الشعب، وبدأت المكائد ووضع العصي بدواليب حكومتك وسيرتك ( واعود واكرر انت السبب لانك لم تكن حاسماً وشجاعاً باستخدام صلاحياتك لترهب هؤلاء الذين يعتبرون العراق مزرعة خاصة بهم ويعتبرون الشعب مجرد عبيد في هذه المزرعة ) وعليك ان تتحمل النتائج العكسية والتي ستضر بك وبمشروعك السياسي وبموقعك ومستقبلك. وبالتالي سيبقى الشعب مخطوفا والعراق مزرعة لهم. وللأسف كانت امامك فرصة كبرى جدا لتنقذ الشعب وتكون انت تشرشل العراق بامتياز !
ثالثا:-
فالتغيير الوزراي الذي لوحت به أخيراً تأخر كثيرا كثيرا وفقد محتواه . وان حصل فهو عبارة عن ( قفزة في الهواء لصالح خصومك وليس لصالحك ) لأنك ان غيرت وزراء خمسة او اكثر سوف تأتي الكتل التابعين لها لتفرض وزراء منها وربما يكونوا اكثر سوءا من الوزراء الذين تريد تغييرهم . فهل نسيت المحاصصة التي يفترض ان تقضي عليها بالصلاحيات ولكنك كرستها وللأسف الشديد وخلعت بجوارها لغم جديد وهي القبلية .فإذا اعتقدت اخي السوداني أنك بهذا التغيير الوزاري تعاقب الكتلة سين والكتلة صاد وتعاقب الذين يدأوا بالعمل ضدك وضد طموحاتك فأنتَ واهم جدا بل سوف يستغلونها ضدك ويمرمرونك من خلالها. فبدلا من التغيبر الوزاري ابدأ بفتح ملفات الوزارات “وزارة بعد وزارة وضمن برنامج صارم ولجان صارمه “لمعرفة اداء الوزراء وتفكيك مافياتهم وادواتهم ،ومعرفة صرف الميزانيات والتثريات الخاصة بالوزارات. وهناك وزارات ومؤسسات يجب متابعة صرف وتبويب الضرائب الخمط التي تؤخذ من جيوب الناس ” اين تذهب ؟ واين الخدمات مقابل تلك الضرائب ؟ “!
رابعا:
وحتى وان أصريت جنابك على التغيير الوزاري (فهل تتمكن من تغيير وزراء اصدقاء لتركيا؟ ووزراء تابعين لجهات سياسية صديقة وحليفة لدولة قطر؟ وهل تتمكن من تغيير وزراء لهم ارتباطات بالحرس الثوري الإيراني وايران ؟ ووزراء تابعين للحزب الديموقراطي في أربيل ؟ وهل تستطيع تغيير وزير المجسرات الفاشلة فنيا وهندسياً وبيئياً و التي كشفت زيفها اول موجة مطر ؟ )
شكرا لسعة صدركم !
سمير عبيد
٣ اكتوبر ٢٠٢٤