الثورة نت:
2024-06-29@15:56:50 GMT

وساوس صهيونية

تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT

 

 

أسقط “طوفان الأقصى”، أي قول بعدالة قيم التصنيف الغربية، وظيفيًا وعمليًا. يمكننا الآن الجزم بأن قوة الجيوش لا تعتمد على توافر المعدات ولا عدد المقاتلين ولا محيط الانتشار. في موقع “غلوبال فاير باور” المتخصص في “تقييم” الجيوش طبقًا لأسلحتها وكفاءتها وقدراتها وترتيبتها، لن تجد مقارنة بين الجيش اليمني والأمريكي.

لن تجد اليمن في قوائم تلك التصنيفات والأرقام والأعداد إلا “الصفر” المجرد، لكن الواقع الذي تمخضت عنه عمليات البحر الأحمر العسكرية بين اليمن والشيطان الأكبر تجزم بانتصار يمني واضح لا لبس فيه. انسحب العدو الأمريكي بحجة استنفاد مخزوناته أو إرهاق جنوده أو إعادة تأهيل سفنه، وترك ميدان القتال لأبطال اليمن وحدهم في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي.
شيء من هذا القبيل يمكن قراءته في تفاصيل معركة رفح الرهيبة التي كانت معركة أراد فيها الصهيوني تغطية عورته بسحق كل قوات المقاومة فيها، فإذا بها تقلب الشارع والحكومة على نتنياهو الذي بدأ حملات التراشق مع جنرالات جيشه حول المسؤولية عن الفشل في رفح. بالطبع لن يعترف العدو الصهيوني بالهزيمة –فهي بالنسبة له أمر يمس أعصاب وجوده- لكن عجزه يفضح أي محاولة بائسة للهروب من شبحها.
للتوضيح فقط ببعض الأرقام التي مهما كانت طبيعتها جافة جامدة، فإن لها أن ترسم صورة معينة لما كان عليه الحال في غزة قبل انطلاق عملية رفح. شهدت مدينة غزة ذات المساحة المحدودة جدًا -360 كيلومترًا مربعًا- والمحاصرة من الشقيق، استخدام العدو لـ 79 كيلو طناً من الذخائر والمتفجرات والقذائف، ولتوضيح هول الرقم فإن مدينة هيروشيما اليابانية -905 كيلومترًا مربعًا- قد نالت ضربة نووية أميركية تكافئ 13 كيلو طنًا فقط من المتفجرات، بينما شقيقتها ناجازاكي -406 كيلومترًا مربعًا- قدرت القوة الانفجارية للقنبلة النووية عليها بـ 21 كيلو طنًا فقط، وغزة وحدها تتفرد في التاريخ الذي نعرفه بإنها المدينة التي تعرضت لقوة نيران تساوي 219.4 طن من المتفجرات لكل كيلومتر مربع واحد فيها.
في معركة رفح بالذات ظهرت الروح الجديدة للمقاومة العربية والفلسطينية، مع إسناد الجبهات الذي يشعر المقاتل بحرارة الدعم ومدد الجبهات، مهما كانت بعيدة، في رفح وقف الفلسطيني بعد 8 شهور من قصف لا يتوقف ويطال كل شيء على قدمين ثابتتين يرد حشود العدو بالنار، في رفح حيث المجاعة والعدوان لـ 260 يوم قتال لم تعرف هذه الأمة له مثيلًا أثبت الإنسان العربي بسالته وقدراته. اليوم لا يزال المقاتل على الأرض المحروقة قادرًا على استهداف القلعة الفولاذية المتحركة التي تسمى ميركافا 4 ودحرها وتدميرها، اليوم فقط من جبهات لبنان واليمن وغزة تعلمنا أن الموت في حد ذاته ليس الشجاعة المطلوبة، بل إن الموت هو فتح مئة بوابة حياة، اليوم في جبهات الشرف نفهم بالعين والروح والقلب بعض دروس كربلاء.
إذًا، لم يعد باقيًا أمام حكومة مجرمي الكيان سوى خيار واحد أخير، وهو إعلان نصر ما في غزة، والانتقال إلى جبهة جنوب لبنان التي تعد اليوم هي السيف المصوب نحو القلب الصهيوني، والتي تمنع واقعيًا عودة مئات آلاف النازحين إلى مناطقهم في الشمال، وهي جبهة يعرف الصهاينة جيدًا أن خطرها لن يكون ممكنًا حصره باتفاق تهدئة، والجرأة التي بلغها حزب الله في ضرب الكيان خلال معركة طوفان الأقصى تجعل نفوسهم السوداء أكثر غلًا وشرًا وحقدًا.
يريد الكيان تحقيق الاستفادة القصوى من الظرف الدولي المربك، بشن ضربة حاسمة على لبنان، يشيعون بأنهم سيستخدمون فيها أسلحة لم تظهر في ساحات المعارك من قبل، والهدف: هو تدمير جزء معتبر من جنوب لبنان، ليخرج صراخ ونعيق غربان الداخل مستجدياً الرحمة، ليتدخل مجلس الأمن الدولي بأوامر واشنطن، ويطلب وقف الحرب مقابل تمرير قرار يقضي بانسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، وهذا هو الهدف الأساس من الحرب، سيكون النصر كما يوسوس الشيطان في قلب نتنياهو.
لكن السؤال المعلق بالموقف كله يبقى: هل فتح بوابات حرب شاملة مع حزب الله هو أمر بالغ البساطة واليسر كما يروج هؤلاء؟
ما نعرفه –ونؤمن به- ونصدقه من الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، أن الكيان سيواجه ما لم يخطر له على بال. حرب بلا سقوف ولا خطوط حمراء. ما سيفعله نتنياهو واقعاً هو أنه سيكسر ختم قمقم لا يعلم عنه شيئًا، وسينطلق المارد من عقاله دون أي فرص للسيطرة عليه أو تطويعه وتحديده، وسيرى المجرم في مدن الكيان المحتلة “صورة غزة” المتكررة. سيول من حمم ملتهبة، وشلالات دم مهدور، وأكوام أشلاء أدمية ممزقة ومطحونة.. نحن صدقنا السيد حين قالها لبوش وأولمرت “أنتم لا تعرفون من تحاربون”، ونحن نصدقه اليوم أكثر، من أعماق قلوبنا نصدقه.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فضل الله: للكف عن كل ما يهدد الوحدة الداخلية

شدد العلامة السيد علي فضل الله على أن "المقاومة تقدم في كل يوم الدليل تلو الدليل على مدى قدراتها التي كشفت بعضها ولم تكشف الكثير منها، ما يجعل العدو يهاب ذلك، وهو ما يعبر عنه القادة السياسيون والعسكريون الذين يدركون أن خوض غمار هذه الحرب لن يكون نزهة لهذا العدو وستكون كلفتها عليه باهظة، وقد تعمق هزيمته التي يسعى للخروج منها".

وأضاف: "إذا كنا بتنا نسمع حديثا متناميا ومتزايدا عن رغبة هذا العدو باجتياح لبنان أو مناطق أو مواقع فيه، فإننا لا نزال نراه في إطار الحرب النفسية التي يخوضها هذا العدو والذي ترد عليه المقاومة بالمثل، لعله يستطيع من خلالها أن يكبح جماح المقاومة وأن يحصل على تنازلات من لبنان تقدم لحساب أمنه وأمن مستوطنيه مما لم يستطع الحصول عليه في الميدان، وإن كنا، ندعو إلى الحذر والاستعداد الدائم لغدر هذا العدو والذي نخشى أن يغامر بحرب واسعة واهما أنه يستعيد بذلك هيبته وقدرة الردع لديه".
 
وأردف :"إننا أمام ما يجري، نعيد التأكيد على ضرورة عدم الانصياع للحرب التهويلية هذه وعدم الوقع في حبائلها، وفي الوقت نفسه، نجدد دعوتنا إلى ضرورة تعزيز الوحدة الداخلية وإلى عدم السماح لأي صوت يسيء إلى هذه الوحدة ويهدد مناعتها التي تبقى هي الدعامة الأساس في مواجهة ما يجري".
 
وتابع فضل الله: "إننا لا ننكر أن هناك اختلافا حول العديد من القضايا التي تتصل بنظرة إلى الداخل أو الخارج، لكننا ندعو إلى التوحد في هذه المرحلة العصيبة التي يواجه فيها لبنان تحديا مصيريا لأمنه واستقراره وسيادته، وكما قلنا سابقا لا ينبغي أن يخرج منه ضعيفا".
 
وقال :"من هنا، نجدد دعوتنا للقيادات الدينية أولا والسياسية إلى أن تكون أمينة على القيم التي تحملها والكف عن كل ما يهدد الوحدة الداخلية أو المس بموقع من مواقع القوة في هذا البلد، والذي مهما كان الاختلاف معه، فلا بد من تقدير دوره في تحرير هذا البلد وفي الوقوف في وجه من يتهدده، ويقدم لأجله التضحيات الجسام في هذا الطريق".

مقالات مشابهة

  • خلال الـ24 ساعة الماضية.. 264 شهيداً وجريحاً في جرائم صهيونية جديدة بغزة
  • في اليوم الـ267 من العدوان: عشرات الشهداء والجرحى المدنيين بمجازر نازية صهيونية جديدة في غزة
  • هل يجازف الاحتلال الإسرائيلي بشن حرب واسعة على لبنان ؟
  • القسام: أوقعنا قتلى بصفوف جيش العدو باشتباكات من مسافة صفر في الشجاعية
  • أفخاخ سرايا القدس تُسقط الصهاينة في الشجاعية ورفح
  • فضل الله: للكف عن كل ما يهدد الوحدة الداخلية
  • اليوم 265 من الطوفان .. عمليات نوعية للقسام / تفاصيل
  • ما تأثير الحرائق في الشمال على الكيان الإسرائيلي؟
  • ميقاتي يخوض معركة اخرى على الجبهة الرسمية للبنان!