الثورة / وكالات

أعاد قرار المحكمة العليا للاحتلال، أزمة تجنيد “الحريديم” إلى الواجهة، حيث أصدرت المحكمة قراراً يوجب التجنيد الإجباري للحريديم “اليهود المتدينين” داخل كيان الاحتلال، مع تجميد الدعم المالي للمدارس والمعاهد الخاصة بهم.
وتشكّل مسألة تجنيد “الحريديم” في جيش الاحتلال إحدى المسائل التي تغذي الصراع بين هذه المجموعة ومجموعة الأغلبية اليهودية غير المتدينة، وكذلك في الصراع بينها وبين الصهيونية الدينية التي يتجند شبانها في صفوف جيش الاحتلال.


وكانت في الماضي عدة محاولات تشريعية وتسويات سياسية عديدة للوصول إلى صيغة للتعامل مع هذه المسألة، غير أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحاجة جيش الاحتلال المُلحة إلى المزيد من الجنود في الميدان قد أعاد طرح قضية تجنيد “المتدينين” إلى الواجهة.
وكانت محكمة الاحتلال العليا قد قضت بتجميد ميزانية مدارس “اليهود الحريديم” في 28 آذار المنصرم؛ بسبب رفض طلابها الالتحاق في جيش الاحتلال، تبع هذا القرار مناقشاتٍ داخلية أخرى تتعلق بقضية تجنيدهم داخل صفوف جيش الاحتلال دون الخروج بقرارٍ رسمي.
ويُشكل اليهود “الحريديم” نسبة 13% من مجتمع الاحتلال البالغ عدده 10 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 19% بحلول عام 2035، بسبب ارتفاع معدلات المواليد لديهم، ويرفض مُنتسبي هذه الطائفة الالتحاق في الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش الاحتلال، والانخراط في صفوفه؛ لاعتقادهم أن ذلك يخالف فطرتهم وعقيدتهم الدينية المتشددة.
في الأثناء، يقول المحلل السياسي د.عمر جعارة، إن فئة المتدينين من “الحريديم” يرفضون قرارات التجنيد منذ تأسيس كيان الاحتلال، وهذا مرتبط بقناعاتهم العقائدية التي تنص على أن لا دولة ولا جيش دون قدوم المسيح المخلص، فيما يقوم نتنياهو اليوم بعملية تضليل المجتمع الاحتلال بمثل هذا القرار وغيره من قرارات تمديد فترة التجنيد.
منذ عام 2017 فشلت حكومات الاحتلال المتعاقبة في التوصل إلى قانون شامل وموحد بشأن تجنيد “الحريديم”، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانوناً تم تشريعه عام 2015 قضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمس بـ”مبدأ المساواة”. وفقاً لحديث جعارة لـ “شبكة قدس”
ويعتمد ائتلاف بنيامين نتنياهو في بقائه على اليمين المتطرف الذي يعتقد بعدم وجوب تجنيد الحريديم، وأن ذلك ما سيحافظ على ناخبيه.
وبحسب قراءات المختص في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع للإعلام العبري حول القرار فيقول ” الإعلام الإسرائيلي منحاز بشكل أو بآخر. فالمواقع والصحفيون المحسوبون على المتدينين المتشددين يرفضون التجنيد لأسباب دينية وخوفًا من التأثيرات العلمانية على الشباب الحريدي.
في المقابل، يرى الإعلاميون والصحفيون الليبراليون واليمينيون أن التجنيد ضروري لتقاسم عبء الدولة، خاصة أن الحريديم يشكلون 40% من المستوطنين في الضفة الغربية، والتجنيد يوفر الغطاء الأمني للاستيطان. هذا يعكس الانقسام في الإعلام، وهو انعكاس للانقسام المجتمعي حول هذه القضية، ويبرز كيفية استغلال الأحزاب لهذه القضية الجدلية في الحملات الانتخابية لجذب المزيد من أصوات الناخبين.”
ويضيف مناع لـ “شبكة قدس” إذا تم تشريع القانون الذي ينص على تجنيد 3000 طالب من “الحريديم” مع زيادة طفيفة سنويًا واستئناف تمويل المدارس الدينية، فمن الممكن أن يمر القرار، وبالتالي سينجح نتنياهو في تجاوز هذه الأزمة وأما إذا لم يمرّ القانون بهذه الصيغة، ستكون هناك أزمة حقيقية لنتنياهو.
تدرك المحكمة العليا للاحتلال حساسية هذه القضية منذ تأسيس دولة الاحتلال، ولا تزال اتفاقية الوضع القائم بين الحريديم وبن غوريون.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وهبي يكشف عن “قانون المونديال” لمحاكمة المشجعين واللاعبين خلال كأس العالم 2030

زنقة 20 | الرباط

قال عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، أن تنظيم كأس العالم 2030 بالمغرب يطرح عدة تحديات قانونية بسبب توافد أعداد كبيرة من المشجعين من مختلف دول العالم.

وهبي، وخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أضاف أن الإحتفالات التي ستصاحب كأس العالم لن تخلو من مشاكل مثل السكر البين و ما وصفه بـ”العنف الصغير”.

و ذكر الوزير، أن اعتقال المخالفين خلال منافسات كأس العالم و إيداعهم السجن أمر سيضر بصورة بلادنا ، مشيرا الى انه قام بزيارة عدد من الدول التي استضافت البطولة ووقف على تجربتها في مرافقة هذا الحدث قانونيا وقضائيا.

و خلص وهبي إلى أنه تقرر إحداث قانون ينظم الوضعية الجنائية أثناء التظاهرات الدولية، و سيتم إحالته على البرلمان في المستقبل.

و أوضح وزير العدل، أن القانون سينص على إحداث لجان على مستوى كل ملعب يحتضن المباريات ، يترأس كل لجنة وكيل للملك وتضم الأمن و الدرك و مختلف الاجهزة ، و إذا ارتكب أي شخص أجنبي قادم لمشاهدة مباراة في كأس العالم سيتم الاستماع له في محضر بعين المكان.

بعد ذلك يضيف وهبي، ستقوم السلطات المغربية بإبعاد هذا المخالف الى بلده لمحاكمته هناك ، مؤكدا أن الأمر الخطير هو اعتقال شخص ربما يعاني من صعوبات صحية و إذا توفي خلال احتجازه بالمغرب سيشكل ذلك إساءة لصورة بلادنا و ستتحول الانظار كلها الى هذا الأمر.

وهبي، زاد موضحا أنه إذا تعلق الامر فقط ببعض الجرائم التي تستدعي الغرامات فقط ، فيمكن للمخالف الاجنبي أدائها و إخلاء سبيله.

وزير العدل طرح إشكالا آخرا وهو تورط أحد اللاعبين المنتمين لمنتخب أجنبي في مخالفة قانونية داخل الاراضي المغربية، حيث قال في هذا الصدد : “واش ايلا دار شي لاعب ديال منتخب وطني شي تصرف وخرق القانون نهزوه ونحطوه فبلادو وهو مازال ماكملش لي ماتش”.

مقالات مشابهة

  • وهبي يكشف عن “قانون المونديال” لمحاكمة المشجعين واللاعبين خلال كأس العالم 2030
  • رئيس الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية يزور جناح وزارة الداخلية في “ليب 2025”
  • محافظ هيئة الحكومة الرقمية يزور جناح وزارة الداخلية في “ليب 2025”
  • نائب وزير الداخلية يزور مقر المنصة الإلكترونية للوزارة “أبشر” بالرياض
  • الأمين: بعض أعضاء اللجنة الاستشارية الاممية “سماسرة” يستغلون الأزمة لتحقيق مكاسب شخصية
  • وزير الصحة يزور جناح وزارة الداخلية في “ليب 2025”
  • “الداخلية” تطلق ختمًا خاصًا للقادمين عبر مطار الملك خالد الدولي
  • وزارة الداخلية تشارك في مؤتمر “ليب التقني 2025” بمنصات رقمية مبتكرة تعزز منظومة الأمن و جودة الحياة
  • مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم تطلق مبادرة توطين “مهنة معلمي التربية الخاصة”
  • المالية النيابية تشخص “مخالفة قانونية” في تطبيق قانون التقاعد الموحد